• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
ابراهيم عبدالرحيم

في وجه الرياح

ابراهيم عبدالرحيم

 0  0  7423
ابراهيم عبدالرحيم
في وجه الرياح
إبراهيم عبدالرحيم
إدارة الأزمات..!!
* كشفت الأحداث الأخيرة التي جرت في أعقاب قرار الحكومة القاضي برفع الدعم عن المحروقات.. الكثير والكثير في طريقة إدارة الحكومة ذات نفسها للأمر.. وطريقة تفكير الكثير من المسئولين الذين وضح أنهم ورغم تواجدهم لسنوات كثيرة علي سدة الحكم أنهم لم يتعلموا من التجارب.. ولم يعرفوا كيفية التعامل مع واقع الأحداث التي خرجت عفوية للغاية.. لا أحد يقف وراءها سوي الشعور بمزيد من زيادة الأعباء علي كاهل شعب لم يحدث أن صبر علي حكومة أكثر من صبره علي حكومة الإنقاذ التي تمضي نحو قضاء ربع قرن من الزمان في إدارة البلاد.. والمؤسف أن التعامل الحكومي مع التظاهرات التي خرجت زاد من حدة الأزمة بشكل واضح.. لا سيما الخطاب الإعلامي الإستفزازي الذي تحدث به عدد من وزراء النظام.. دون أدني إحترام لهذا الشعب المعلم الذي تحمل كل شئ مع هذه الحكومة.. ولكن للأسف لم يقدر أحد هذه التضحيات.. ولم يعط أحد الشعب حقه كاملاً في التعبير عن غضبه إزاء السياسات الإقتصادية الخاطئة التي أوردت السودان موارد الهلاك وجعلته في أدني قائمة الدول إقتصادياً.. وربما سياسياً..!!
* فشلت الحكومة في إدارة مسعاها لرفع الدعم عن المحروقات.. لم تستشر أحداً.. لم تنور شعبها بذلك إلا في الوقت(الضائع) بلغة أهل كرة القدم.. ولم تقدم تبريرات منطقية.. بل كانت تبريرات إستفزازية للغاية.. وليس عيباً أن تنفذ أي حكومة أي سياسة تراها مناسبة.. ولكن العيب في كيفية توصيل الأمر للشعب بطريقة معقولة.. وهذا يقدح في قدرة وزراء الإنقاذ في كيفية التعامل مع معطيات الواقع الإقتصادي الذي فرضته الكثير من السياسات غير المفهومة.. فالسياسة هي فن إدارة الممكن.. ولغوياً أتت من( ساس يسوس).. أي ينصرف إلي معالجة الأمور والأزمات.. وليس زيادة رقعتها.. وهذا ما وقعت فيه الحكومة التي لم تقم بأي خطوات إصلاحية من أجل تخفيف حدة ووطأة قراراتها الأخيرة.. وبدأ واضحاً أنها تعاملت بسياسة الأمر الواقع.. (هذه السياسة المقيتة).. وفرضت الأمر علي الشعب السوداني الذي أقول بالفم المليان أنه بات لا يثق في هذه الحكومة لأنها لم تقدر تضحياته.. وبعد أن أصبحت تعتمد عليه تماماً في تسيير أمورها بفرض الضرائب والأتاوات ورفع الأسعار.. حتي وصل التخضم إلي أعلي معدلات يمكن أن تشهدها دولة في العالم..!!
* أكثر ما تأسفت له في الأزمة الأخيرة.. الخطاب الإعلامي الضعيف الذي ظهرت به الحكومة.. والتناقض الواضح في الكثير من المواقف.. خاصة التعامل مع المتظاهرين وليس(المخربين).. حيث أبان هذا الخطاب الإعلامي أن كثير من الوزراء والشخصيات التي تظهر إعلامياً للحديث بأسم الحكومة أو المؤتمر الوطني أنها لا تجيد الحديث للدفاع عن سياسات الحكومة.. شخصيات تفتقر للباقة والكياسة والفهم والهدوء السياسي في التعامل مع الأحداث.. والواقع كان يفرض علي الحكومة الدفع بمن هو قادر علي التعامل بهدوء بعيداً عن إطلاق الحديث علي عواهنه.. ودون الوضع في الإعتبار أن هناك مراقبين يرصدون كل شئ ويزنون ما يتفوه به المدافعين عن النظام بميزان دقيق.. وليت من يظهرون علي القنوات الفضائية للدفاع عن الحكومة.. يصمتون لأنهم لا يجيدون الحديث.. ويجرون المشاكل جراً علي النظام.. فإما أن تكون مرتباً وواثقاً من نفسك.. منطقك سليم.. مقنعاً في تبريراتك.. أو فلتصمت.. وهذا يؤكد ما ذهبت إليه إعلاه من فشل الظام من أعلي قمته وصولاً إلي أدني مستوياته في التعامل مع معطيات الواقع.. والتي لا زال البعض من مسئوليها يتعامل معه بإستفزاز وإستهتار.. وأي حكومة تحترم نفسها وشعبها لن تدع مثل ما حدث يمر مرور الكرام.. ولكنه سيمر من تحت أقدام النظام وكأن شيئاً لم يكن.. لأن الحكومة أصلاً لا تضع لشعبها إعتباراً.. حتي ولو كانوا مشردين أو شماشة..!!
إتجاه الرياح..!!
* لم يكن هناك أي(نفس) للكتابة في الأيام السابقة ومنذ إندلاع الإحتجاجات علي رفع الدعم عن المحروقات.. فقد كان الأسي كبيراً ونحن نري الأرواح التي أُزهقت والدماء التي سالت.. وما كان لها أن تُزهق أو تسيل لولا التعامل بالقوة المفرطة تجاه المحتجين..!!
* كيف يمكن أن نكتب عن الكرة والنشاط الرياضي.. والشعب يئن تحت وطأة الغلاء الفاحش الذي تسببت فيه السياسات الإقتصادية للحكومة.. والكتابة عن أشياء إنصرافية والبلد يمر بحالات مفصلية.. لا تجدي نفعاً.. ونكون بذلك بعيدين كل البعد عن نبض الشارع..!!
* زيادة المرتبات لن تجدي شيئاً في تخفيف وطأة الغلاء.. لأن التضخم وصل لمراحل متقدة جداً تصعُب معه أي معالجات آنية..!!
* إرتفعت الأسعار بصورة جنونية.. وهناك من يتحدث عن أن متوسط دخل الفرد أكثر من ألف دولار.. في حين أن هناك راتبه لا يساوي خمسين دولاراً..!!
* بدلاً عن المكابرة ومحاولات الحكومة والمؤتمر الوطني إسقاط ما حدث في أعقاب قرارات رفع الدعم عن المحروقات.. يجب تحليل ما حدث تحليلاً دقيقاً وعميقاً.. وصولاً إلي النتائج التي يمكن أن تفضي إلي معالجات.. رغم قناعتي أنه من الصعب إيجاد معالجات والحكومة وقطاعها الإقتصادي يرمي بكل ثقله علي المواطن المسكين.. والثروة في أيدي فئة معينة من الشعب..!!
* ونفوض أمرنا لله.. هو نعم المولي ونعم النصير.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عبدالرحيم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019