عامل تقيل الزول .. والتقلة ما شبهو ...

نزلت الفنانة (حياة ) ضيفة على احد البرامج فى واحدة من قنواتنا الفضائية برفقة ضيوف آخرين وبصراحة اول مرة اشاهد مقدم البرنامج . وبعد الدردشة التى يظهر فيها المذيع بخفة ورشاقة لاضفاء اللون الفاتح على برنامجه الغامق و .. ( ثقيل الدم ) طلب من الفنانة المستضافة ان تلهب مشاعر المشاهدين بواحدة من روائعها من الاغاني حيث بادرها سائلاً .. اهااا ح تغنى لينا شنو ؟؟ مسكت المايك الذي كان يغط فى نوم عميق بجانبها فى الكنفة التى كانت تجلس عليها واجابته بأنها ستغني اغنية ( عامل تقيل ) ؟؟؟!!
بدأت الموسيقى فى العزف واتضح ان الاوركسترا عبارة عن اورغن لم تظهر لنا ملامح العازف طيلة زمن الحلقة لانه كان يقوم بواجبه خلف الكواليس وانت كمستمع لا تحتاج إلا لاذن موسيقية فقط لتكتشف ان الغناء والمغنية فى بلد والموسيقي والعازف فى بلدٍ آخر . وبدأت الفنانة ( حياة ) تشدو :

عامل تقيل الزول ..
ياربى قصدو شنو
شايف رويحتو على ..
قايل رويحتو منو
(والتـقلة ) ماشبهو
ومن لهفتو وحبو ..
كل الناس نجهو

وبعد انتهاء المطربة من اغنيتها التى لم تستغرق سوي ثلاث دقائق فقط بادرتها الضيفة التى كانت تجلس بجانبها بالثناء على ادائها وصوتها الجميل ولم تنس الاشادة بالكلمات التى وصفتها بالجميلة والرائعة . مع ان صوتها كان كصوت أى امرأة تنادي جارتها بـ ( فوق الحيطة ) . وتفضلوا سادتي بالإطلاع على الكلمات التى وصفتها مقصوفة الرقبة بالجميلة والرائعة . ( ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ) .

استبشرنا خيراً لظهور ما يزيد عن العشر قنوات فضائية تحمل اسمنا وتنقل الى العالم تراثنا وثقافتنا وكنا نتعشم ان يسبح السودان فى الفضاء الرحب ويدخل البيوت بلا استئذان لنعكس صورة للعالم اجمع عن حضارتنا وتاريخنا الذي ترسخت جذوره عبر ازمان طويلة .

ولكننا بكل اسف قدمنا وما زلنا نقدم الى العالم ما تجود به افكار اراذلنا الشيطانية واصبحت برامجنا معروفة ومحفوظة للمشاهد وهى اما ان تكون حلقة تضم مجموعة من الضيوف تناقش فى السياسة ، او حوار لا قيمة له مع من يدعي انه فنان مغني ، او تسمع من خلالها الهابط من الغناء اضافة الى الكوارث من الحروب او الكوارث الطبيعية ، حتى اضحت كل القنوات العاملة بلا استثناء فارغة من اى مضمون برامجي يفيد المشاهد من الجمهور المستهدف بمختلف اطيافه .

وهذا مرده الكم الهائل من الاعلاميات حديثات التخرج ( المهم انها تخرجت من الجامعة !! لكن كيف ؟؟ الله أعلم ) تجد الواحدة منهن واثناء ادارتها للحوار تتحدث باللهجة العامية وكأنها فى ونسة عادية مع صديقاتها او مع اهل بيتها ناهيك عن كمية الاصباغ التى تلوّن بها وجهها اضافة الى النمص المخيف الذي اصبح ظاهرة لا يكاد يخلو منها وجه امرأة - الا من رحم ربي ويتم بازالة الحاجبين تماما كما خلقهما الله لتضع لها النامصة حاجبين آخرين بالنقش او بالرسم . ( لعن الله النامصة والمتنمصة )

القائمون على امر قنواتنا الفضائية القومية منها والخاصة يتحملون وزر ما يقدمونه من دعوات صريحة لنشر السموم والفسوق الذى يجر الشباب من الجنسين الى الانحراف والذى يتمثل فى كيفية اختيار الشباب لأنواع ( الاستايلات ) من الحلاقة واللبس والتشبه بالنساء فى كثير من الحالات باستخدام الكريمات المفتحة للبشرة ولبس الاسورة والقلائد .

*** همسة مضحكة مبكية :
كان احد الاخوة الاشقاء العرب يجالس مجموعة من السودانيين فى جلسة سمر وكان الحوار بينهم يدور حول البرامج التلفزيونية فى شهر رمضان فقال : ( كلما افتح قناة سودانية احصّل غناء ؟! ) فبادره احد الخبثاء بقوله : ( لأننا شعب بتاع بهجة ) .
*** همسة لعيون الوطن :
اكلوا الاخضر وبياكلوا فى اليابس ...
*** همسة خاصة جداً :
احلى الامنيات لاستاذ الاجيال وملك (الأتو ) سيف الدين خواجة باقامة طيبة مع الاهل والاحباب .. وبختك ياعم الشواء فى الهواء الطلق . وخلّي الجعلى مع بليلة المرحومة .
.. أرقدو عافية ... ولا تنسوا صيام الست من شوال .