زووم
فكر الطواريء يهدد مستقبل المريخ...!
قبل مشاركة المريخ في بطولة الظفرة الرمضانية بالإمارات وخسارة النهائي في تلك الواقعة الكارثية، كنت أعتبر فوز المريخ بالدوري الممتاز وكل بطولات الموسم المطروحة على الساحة مسألة وقت ليس إلا، خاصة بعد إعلان رئيس النادي تمسكه بالمدرب التونسي محمد عثمان الكوكي ووقوفه أمام موجة الإنتقادات العنيفة التي حركها البعض بدوافع مختلفة، وانتصاره لمبدأ إستقرار الأجهزة الفنية، بإعتبار ذلك جزءً من الإستقرار العام لأي فريق وبالتالي إستقرار النتائج، ولكن بعد أن صدرت القرارات الإنقلابية التي اطاحت بالكوكي، أصبحت أشك في كل ما يجري حول الفريق، خاصة وأن القرار جاء في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن يستمر المجلس في سياسة الدفاع عن المدرب، فقد فاتت كل الفرص التي كنا ننتظر فيها صدور القرار، عندما خرج المريخ من الدور الأول أفريقياً، وعندما ترنح محلياً وكاد أن يخسر المنافسة على المقاعد المتقدمة لولا ضعف بقية المنافسين في الممتاز، ذلك ليس لأنني مؤمن بقدرات المدرب التونسي المقال، ولكنني من أنصار الإستقرار على مدرب واحد لكل موسم على الأقل، وكنت أتحدث مع الكثيرين عن هذه النقطة وانها دليل نضج فكري رياضي عالي للسيد الرئيس على خلفية ان المريخ وفي السنوات الأحد عشر التي قضاها الوالي في الرئاسة، إستقر على مدرب واحد في موسم كامل ثلاث مرات حصل في كل منها على إنجازات، ففي موسم 2007 صبر النادي على المدرب الألماني أوتوفيستر للموسم من اوله وحتى آخره ولم يزعن لتلك الحملات التي كانت تستهدف إقالته، وقيل فيه ما لم يقال في كسرى وقيصر، ولكن مجلس الإدارة صبر عليه ليظفر في النهاية ببلوغ نهائي الكونفيدرالية الأفريقية وهو إنجاز مايزال أهل المريخ يتغنون به، ثم حصل في ذات الموسم على كأس السودان بعد عدة سنوات عجاف حدث فيها توالي من الخسائر أمام الند التقليدي الهلال، وبالأرقام كانت تلك الحقبة هي الأفقر في تأريخ النادي من حيث البطولات، أمام الموسم الثاني فكان هو الموسم التالي الذي أشرف عليه الألماني كروجر في العام 2008، وفي نهايته توج الفريق بلقب الدوري الممتاز بعد ست سنوات متتالية، وللمرة الأولى في عهد جمال الوالي الذي امتد من 9/6/2003.. ولم يكن كروجر بأفضل حظاً من مواطنه اوتوفيستر في الإعلام، فقد تعلم فيه البعض مباديء النقد الهمجي وطبقه فيه بحذافيره، فكان البعض يتحدثون عن البرمودا وأنها لبسة دخيلة على الشعب السوداني، وتحدث آخرون عن أنه لم يحترم ثقافات الشعب السوداني.. مع أنه كان يرتدي ثلاثة أرباع البنطال، وهي لبسة إسلامية لا تخدش الحياء، ولكن هذه نفسها لم تكن مقنعة لبعض الزملاء فاستمر الحديث عن البرمودة حتى تمت إقالة المدرب الألماني.. وفي الموسم الثالث الذي فاز فيه مجلس الإدارة بالإحترام الكامل في 2011 كان المصري حسام البدري هو العدو الأول للإعلام المريخي، لدرجة أنه ما من أحد كتاب الأعمدة إلحمراء قد كتب عموداً في ذلك الموسم يخلو من سهام موجهة مباشرة للجهاز الفني وقيادة المصري البدري له، ومع ذلك صبر المجلس وأدار ظهره لتلك الإنتقادات حتى أنهى الموسم متوجاً بالدوري الممتاز برغم انه خرج بالفريق من الدور الأول لدوري الأبطال الأفريقي أمام الإنتر الأنجولي..!
أما بقية المواسم فقد كانت مسألة الإستقرار الفني ومبدأ الثبات على جهاز فني واحد خرافة لم يصدقها أحد، ولم يفكر الإداريين في حماية مجلس الإدارة وتوفير الحد الأدنى من الإحترام له برغم أن الغالبية من أعضاء مجلس الإدارة إما هم ملاك صحف رياضية او أصحاب نفوذ في هذه الصحف ويملكون توجيه هذه الأقلام الناقده لما فيها مصلحة النادي، وفي نفس الوقت هم أنفسهم السماسرة المستفيدين من عدم إستقرار الأجهزة الفنية وضرورة إستمرار إقالات الأجهزة الفنية والتعاقدات مع الجدد.. ففيها فوائدهم ومنها يقتاتون.. وبناء على ذلك فإن المريخ الحالي سيكون عرضة للإهتزاز تحت أية لحظة ولو تعاقد المجلس مع مورينهو، لأن القادم الجديد سيبدأ العمل بما يتفق مع مباديء مدرسته وربما احتاج لهدم كل مابني من بداية الموسم، ، ومع ذلك لا أحد يضمن بنيان فريق جيد للمواسم القادمة لأنه لا أحد يفكر بطريقة إستراتيجية تجيب على أسئلة ملحة ومهمة تدور حول ما سيحدث غداً.. فالكل يعمل بطريقة رزق اليوم باليوم.. لذا أقول أن المريخ يدار بفكر طواريء وفقهيات ضرورة.. حيث لا مباديء ولا لوائح..!
فكر الطواريء يهدد مستقبل المريخ...!
قبل مشاركة المريخ في بطولة الظفرة الرمضانية بالإمارات وخسارة النهائي في تلك الواقعة الكارثية، كنت أعتبر فوز المريخ بالدوري الممتاز وكل بطولات الموسم المطروحة على الساحة مسألة وقت ليس إلا، خاصة بعد إعلان رئيس النادي تمسكه بالمدرب التونسي محمد عثمان الكوكي ووقوفه أمام موجة الإنتقادات العنيفة التي حركها البعض بدوافع مختلفة، وانتصاره لمبدأ إستقرار الأجهزة الفنية، بإعتبار ذلك جزءً من الإستقرار العام لأي فريق وبالتالي إستقرار النتائج، ولكن بعد أن صدرت القرارات الإنقلابية التي اطاحت بالكوكي، أصبحت أشك في كل ما يجري حول الفريق، خاصة وأن القرار جاء في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن يستمر المجلس في سياسة الدفاع عن المدرب، فقد فاتت كل الفرص التي كنا ننتظر فيها صدور القرار، عندما خرج المريخ من الدور الأول أفريقياً، وعندما ترنح محلياً وكاد أن يخسر المنافسة على المقاعد المتقدمة لولا ضعف بقية المنافسين في الممتاز، ذلك ليس لأنني مؤمن بقدرات المدرب التونسي المقال، ولكنني من أنصار الإستقرار على مدرب واحد لكل موسم على الأقل، وكنت أتحدث مع الكثيرين عن هذه النقطة وانها دليل نضج فكري رياضي عالي للسيد الرئيس على خلفية ان المريخ وفي السنوات الأحد عشر التي قضاها الوالي في الرئاسة، إستقر على مدرب واحد في موسم كامل ثلاث مرات حصل في كل منها على إنجازات، ففي موسم 2007 صبر النادي على المدرب الألماني أوتوفيستر للموسم من اوله وحتى آخره ولم يزعن لتلك الحملات التي كانت تستهدف إقالته، وقيل فيه ما لم يقال في كسرى وقيصر، ولكن مجلس الإدارة صبر عليه ليظفر في النهاية ببلوغ نهائي الكونفيدرالية الأفريقية وهو إنجاز مايزال أهل المريخ يتغنون به، ثم حصل في ذات الموسم على كأس السودان بعد عدة سنوات عجاف حدث فيها توالي من الخسائر أمام الند التقليدي الهلال، وبالأرقام كانت تلك الحقبة هي الأفقر في تأريخ النادي من حيث البطولات، أمام الموسم الثاني فكان هو الموسم التالي الذي أشرف عليه الألماني كروجر في العام 2008، وفي نهايته توج الفريق بلقب الدوري الممتاز بعد ست سنوات متتالية، وللمرة الأولى في عهد جمال الوالي الذي امتد من 9/6/2003.. ولم يكن كروجر بأفضل حظاً من مواطنه اوتوفيستر في الإعلام، فقد تعلم فيه البعض مباديء النقد الهمجي وطبقه فيه بحذافيره، فكان البعض يتحدثون عن البرمودا وأنها لبسة دخيلة على الشعب السوداني، وتحدث آخرون عن أنه لم يحترم ثقافات الشعب السوداني.. مع أنه كان يرتدي ثلاثة أرباع البنطال، وهي لبسة إسلامية لا تخدش الحياء، ولكن هذه نفسها لم تكن مقنعة لبعض الزملاء فاستمر الحديث عن البرمودة حتى تمت إقالة المدرب الألماني.. وفي الموسم الثالث الذي فاز فيه مجلس الإدارة بالإحترام الكامل في 2011 كان المصري حسام البدري هو العدو الأول للإعلام المريخي، لدرجة أنه ما من أحد كتاب الأعمدة إلحمراء قد كتب عموداً في ذلك الموسم يخلو من سهام موجهة مباشرة للجهاز الفني وقيادة المصري البدري له، ومع ذلك صبر المجلس وأدار ظهره لتلك الإنتقادات حتى أنهى الموسم متوجاً بالدوري الممتاز برغم انه خرج بالفريق من الدور الأول لدوري الأبطال الأفريقي أمام الإنتر الأنجولي..!
أما بقية المواسم فقد كانت مسألة الإستقرار الفني ومبدأ الثبات على جهاز فني واحد خرافة لم يصدقها أحد، ولم يفكر الإداريين في حماية مجلس الإدارة وتوفير الحد الأدنى من الإحترام له برغم أن الغالبية من أعضاء مجلس الإدارة إما هم ملاك صحف رياضية او أصحاب نفوذ في هذه الصحف ويملكون توجيه هذه الأقلام الناقده لما فيها مصلحة النادي، وفي نفس الوقت هم أنفسهم السماسرة المستفيدين من عدم إستقرار الأجهزة الفنية وضرورة إستمرار إقالات الأجهزة الفنية والتعاقدات مع الجدد.. ففيها فوائدهم ومنها يقتاتون.. وبناء على ذلك فإن المريخ الحالي سيكون عرضة للإهتزاز تحت أية لحظة ولو تعاقد المجلس مع مورينهو، لأن القادم الجديد سيبدأ العمل بما يتفق مع مباديء مدرسته وربما احتاج لهدم كل مابني من بداية الموسم، ، ومع ذلك لا أحد يضمن بنيان فريق جيد للمواسم القادمة لأنه لا أحد يفكر بطريقة إستراتيجية تجيب على أسئلة ملحة ومهمة تدور حول ما سيحدث غداً.. فالكل يعمل بطريقة رزق اليوم باليوم.. لذا أقول أن المريخ يدار بفكر طواريء وفقهيات ضرورة.. حيث لا مباديء ولا لوائح..!
