• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024
عوض حمزة الحسين

لله الحمد من قبل ومن بعد ...

عوض حمزة الحسين

 2  0  1409
عوض حمزة الحسين
لله الحمد من قبل ومن بعد ...

السيول واحدة من حوادث الطبيعة التى تقع على وجه البسيطة من زلازل واعاصير وعواصف وفيضانات . والسيول تعتبر اخف وطأة من حوادث الطبيعة الاخرى ، بحسب ان لها مواسم معينة يمكن للانسان ان يحتاط منها لتخفيف اخطارها قبل بداية الموسم بفترة كافية . وهذه الحيطة ليست بالضرورة ان تأتى من جانب الحكومات فقط بل على المواطن ادوار يجب عليه ان يؤديها حتى لا تقع اعيننا على احداث تراجيدية نقف مكتوفي الايدى حيالها ، أو حتى لا نضطر لنذرف الدموع ولا نملك الا التأمل والاكتفاء بالفرجة .

اما اذا تفاقم الوضع بعد الاستعدادات والتحوطات التى تأتى من قبل المسؤولين فى الحكومة ، فليس هناك ما يمنع من اعلان المناطق المنكوبة مناطق كوارث ، حتى يمد العالم يده بالمساعدة لانه ليست هناك بلد فى العالم بمنأى عن الحوادث التى تتسبب فيها الطبيعة .

فى الوطن الكبير تحولت هذا العام الامطار من امطار خير وبركة الى دمار شامل قضي من قضي فيه نحبه - فهو شهيد حيث جرت السيول من جراء هذه الامطار لتدمر المنازل والممتلكات وقد شملت مناطق واسعة فى العاصمة الخرطوم وولاية نهر النيل ، ومعظم محليات شرق النيل ومناطق واسعة من ارض الوطن المسطحة .

الذى يحدث ليس وليد الساعة أو وليد اليوم ، بل يحدث فى كل عام مرة فلماذا يظل الوضع على ما هو عليه فى كل عام ؟ لماذا لا تقوم المحليات بواجباتها المنوطة بها لنشر التوعية الكافية بين القاطنين فى المناطق المتأثرة ؟ والاحتياط بمساعدة السكان لدرء هذا الخطر الذى يزورنا فى كل عام مرة !! ام لانها عادتنا فى كل عام .. ( الظاهر الخريف السنة دي مبشر لكن ان شاء الله مايحصل شيء .. يازول ربك كريم .. النيل ليه كم سنة رااايق والحمد لله ) .. الخ

انها اللامبالاة التى نعيشها والعشوائية التى اضحت متأصلة فينا ، وكل هذه التبريكات ان جاءت مع العمل الجاد والتخطيط السليم بدراسة متأنية واضعين فى الإعتبار ان اغلب المنازل الطرفية فى المناطق الفقيرة لا تقوى للصمود امام هطول امطار عادية ناهيك عن كارثة مثل ما حدثت وتحدث الان . وحتما تكون الاصابات والخسائر والاضرار اخف وطأة من ذى قبل ان كان هناك وجيع .

لماذا هذا المسلسل السنوي ؟ اليست هذه من الاولويات التى يجب النظر فيها بعين الاعتبار من قبل الدولة بالتعاون مع المواطنين ؟ أما آن للحكومة النظر للامر بجدية وإعادة النظر بعد قلب كل الموازين حتى نتجنب مزيداً من الكوارث !! ولماذا نضع دائماً الحبل على الغارب ، اما آن لنا ان نعقلها ونتوكل ؟

فى مخزون الذاكرة ، وما يسجله التاريخ ، كثير من الصور المأساوية المعبرة التى تخلفها كوارث الفيضانات والسيول فى السودان ناهيك عن الصور المأساوية التى تخلفها الحروب . وحتى الحياة المعيشية العامة لاتخلو من مآسي ولذلك تكون المصيبة اكبر لانها تزامنت مع حلول الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك فى آخر ايامه ، وبالتالى تزامنت مع عيد الفطر . نحن لانملك من على البعد إلا أضعف الايمان وهو الدعاء متضرعين الى الله ان يرحم من رحلوا بسبب هذه الكارثة .. ونحسبهم من الشهداء .. وان يشفى المصابين ويستر أهلنا الطيبين فى كل مكان .. اللهم استرهم بسترك الجميل .

لم يبق الا ان تعجّل المحليات بإ يصال المساعدات للمتضررين فوراً وبدون تأخير مهما بلغت الصعاب . ولابد من العمل الجاد لعدم انتشار الامراض والاوبئة التى عادة ما تخلفها مثل تلك الكوارث .

التحية لاهلنا فى كل مكان ونتمنى من الله سبحانه وتعالى ان يلهمهم العزيمة والصبر والجلد في مصابهم . والتحية موصولة ايضاً الى جمعية ( لمة الخير الطوعية ) التى ولدت حديثا وانشئت للاعمال الخيرية عبر برامج ثابته والتدخل السريع فى حالة الكوارث والازمات . والاهم من ذلك اعادة القيم التكافلية لحظيرة المجتمع السوداني . وقد بلغ عدد افراد الجمعية الطوعية حتى تاريخ اليوم من خلال صفحتها على الفيسبوك حوالى 7000 متطوع .. نسأل الله ان يكون العمل الذي يقومون به فى ميزان حسناتهم .

*** همسة دافئة جداً:

انسان بلادي يموت كما تموت الاشجار .. واقفة .

لاتنسوا الدعاء لاهلنا الطيبين

.. أرقدوا عافية ...



hamza99h@hotmail.com


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عوض حمزة الحسين
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    أبو مدثر 08-13-2013 09:0
    الاخ الاستاذ محمد الفاتح . لقد تطرقت لموضوع الساعة . واعتقد ان جزء من الاسباب ايضا هو إدارة الاندية . إداري يستجلب لاعب ضارب بملايين الدولارات ! لا يجلبون إلا الفضأئح بالاربعات للفريق اما كان من الافضل ان تتم بهذه الاموال ردم المستنقعات وعمل المجاري في المناطق المتوقع التضرر فيها ؟ لكن هذا سودان الدهشة !؟..
  • #2
    عاشق الهلال 08-13-2013 08:0
    الذى يفقع المراره اخى الفاتح ليس الاهمال وحده و انما الكذب و النفاق و التعالى على المواطن و يتمثل كل ذلك فى تصريحات المهندس عبد القادر همد والذى فاق جثومه على صدر مواطن الخرطوم جثوم السيد عبد الرحيم محمد حسين فى الوزارة وذلك بتقديره عدد المنازل المتضرره بعدد 150 منزلا ذاكرا وبكل بجاحة وتعالى على المواطن بان الذى سقط عباره عن جالوص وليست منازل بالمعنى المفهوم ،،، يعنى فى النهاية ان المواطن ابن الكلب هو الغلطان لعدم استعماله للاسمنت و السيخ الذى وفرته الدولة للبناء و لجأ لاستخدام الجالوص ،،، المصيبة وبعد كل هذا تقوم قناة الخرطوم المتخصصة فى تلميع الوالى ونائبه بالحديث عن اشادة المواطن بما تقدمه الحكومة و منظماتها و فى نفس الوقت تستغيث النيل الازرق والتلفزيون القومى طالبين لدعم المواطن لاغاثة اخيه فى المناطق المنكوبه
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019