• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
معاوية شروق

اسمعنا مرة

معاوية شروق

 0  0  3159
معاوية شروق
الأطرش في الزفة

ورمضان أكرم الشهور حزم حقائبه وأرتحل ،والعيد السعيد ضيفا كريما بين ظهرانينا ،يؤسفني والله أن اقول أن كل قنواتنا الفضائية فشلت في برمجتها في للشهر الفضيل ، وعندما اقول فشلت ، ليس إطلاقاً للوصف علي عواهنه أو تبخيس للجهد والذي بذلته إدارة تلك القنوات وفرق العمل فيها ، ولكن بمنطق بسيط دعونا نقول أن رمضان كما هو معروف شهر للعبادة والتوبة والتقرب إلي الله بالطاعات وطلب المغفرة والرضوان، وبالتالي لا يجب أن تخرج البرامج التي تقدم فيه عن هذا المنظور ، بمعني أن تكون كل الأعمال التي تقدم في القنوات يجب أن تكون أشبه بخصال هذا الشهر وطبيعته ، وأعني البرامج الدينية والدراما التي تحث الناس علي فعل الخيرات والطاعات ، ولكن ماذا قدمت قنواتنا الفضائية.

فقناة (النيل الأزرق) راهنت علي برنامج (أغاني وأغاني) ، وقناة الشروق راهنت علي برنامج (الملك) وقناة قوون علي برنامج (أمنا حواء) وقناة أم درمان علي فترة مفتوحة طابعها الغناء ، وقناة الخرطوم علي (الكاميرا الخفية) . ولقد إخترت هذه البرامج لكونها تقدم في أعلي الأوقات مشاهدة ، وهو وقت ما بعد الإفطار .

إذا أخذنا هذه البرامج التي غلب عليها الغناء العاطفي فسنجد أنه صاحبتها الكثير من المشاهد التي لا تشبه شهر العبادة ، مثل إختلاط الجنسين من المغنيين والمغنيات ومعايشة لحظات الطرب سوياً ، علي نحو ما حدث ويحدث في (أغاني وأغاني ، وأيضاً رقص وتمايل المغنيات ، كما حدث ويحدث في برنامج (أمنا حواء) هذا غير مظاهر التبرج الواضحة .

ما أود قوله أن من أرادوا لنا أن نجعل رمضان شهر للعبث قد نجحوا في مبتغاهم بعد أن قلدتهم قنواتنا وهي لا تدري أنها حرب واضحة يشنها اعداء الإسلام علي المسلمين في كل مكان ، فبعد أن كادوا أن يحققوا النجاح في محاربة الإسلام بالمسلمين أنفسهم ، هاهو مخططهم الجديد يسير علي نحو ما رسموا له ، وهو جعل رمضان سلاح جديد لهذه الحرب ، يشغلون فيه المسلمين بالبرامج والمسلسلات وغيرها من سهرات تتشابه في المقصد وتختلف في الفكرة وطريقة التقديم ، وإلا ماذا نقول وكل القنوات في الوطن العربي تتنافس فيما يسمي بمسلسلات وسهرات وبرامج رمضان ، ولماذا رمضان دون سائر الشهور ، أليس في السنة شهور أخري يمكن لهذه القنوات أن تتنافس فيها وتقدم ما تريد أن تقدمه ، فلماذا الضحك والكوميديا والتعري والمشاهد والقصص التي تلهب المشاعر وتحرك الغرائز في رمضان.

المؤسف سادتي أن بعض القائمين علي أمر قنواتنا يركبون موجة التقليد ىالأعمي دون أن يعلموا مبتغي هذا المخطط فمعظهم ينطبق عليه المثل الشعبي (الأطرش في الزفة) والمؤسف أكثر أن بعض هذه البرامج يقدمها إعلامييون وإعلاميات كان ينبغي فيهم أ دون غيرهم أن يتحلوا بالمعرفة والثقافة الكافية التي تجعلهم يحاربون مثل هذا العبث ويمثلون حائط صد ودفاع ضد هذا المخطط الآثم ، ولكنهم للأسف الشديد كانوا شركاء في الحرب علي رمضان ، بما قدموا من برامج تتنافي تماماً وحرمة الشهر العظيم ، ولا أريد أن اقول أن بعض هولاء الإعلامييون والإعلاميات جاءوا للإعلام عبر الشباك ، ولكن فكرهم الفقير والفطير كشف لنا ذلك ، لأن الإعلامي الحقيقي وصاحب القضية بالتأكيد هو مشعل نور يهدي الناس الصراط المستقيم ولا يقودهم إلي الظلمات ، وهو لسان حال البسطاء الذي يقرع (طبل) آذان المسؤولين بقضاياهم ، وليس أرجوزاً يجلس علي كرسي ليضحكهم أو يهز علي المغنيين والمغنيات في مشهد لا يصلح إلا في الحفلات الخاصة والمغلقة.

إن رمضان سيظل عندنا هو رمضان مهما فعل الجهلاء ، وسيظل هو رمضان بنفحاته إلي قيام الساعة ، نسأل الله الطف والهداية لنا وللجميع
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : معاوية شروق
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019