• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
معاوية شروق

اسمعنا مرة

معاوية شروق

 0  0  2556
معاوية شروق
قناة (النيلين) الرياضية !!

في كل بلدان العالم يسعد الناس ويبتهجون ويتفاءلون خيراً مع مولد كل محطة فضائية جديدة ، علي عكس حالنا نحن الذين نضع ايدينا علي قلوبنا كلما سمعنا بهكذا أخبار ، ليس لأننا لا نعرف التفاؤل أو حسن الظن ، ولكننا دون خلق الله في الأرض يتسرب التوجس والخوف إلي قلوبنا لأن التجارب علمتنا أن صناعة القناة الفضائية عندنا دائما ما تاتي علي عجلة ودون دراسة وإستعداد ولأننا دائماً ما نستسهل الأمر ، ولنا في ذلك تجارب وأمثلة عدة ، بدءاً بقناة (هارموني) و(زول) و(الأمل) وحتي (سنابل) الخاصة بالأطفال ، كلها تجارب جاءت علي عجلة ومضت علي حال سبيلها بعد أن تركت في القلب وجعاً وفي الحلق غصة ، لذلك اقول أنني لم أكن متفائلاً أبداً بقناة (النيلين) رغم أنها وليد شرعي للقناة الفضائية الرسمية وتربت في كنفها ،ورغم أن كل الدلائل والمؤشرات كانت تقول أنها ستجئ بالشكل الذي يرضي طموحات كل السودانيين قبل الرياضيين بإعتبار أن الدولة ستصرف عليها صرف من لا يخشي الفقر .ولكن ماذا حدث؟!

جاءت النيلين دون أن تحمل من جمال وروعة الاسم الذي تحمله شيئاً ،ولم تخذلني في ما ذهبت إليه ، وكانت بداية مناظر الفيلم التراجيدي هي الصورة التي لا تشبه الصور في أفقر القنوات الفضائية في العالم ، ولن اقول أنها صورة باهتة لأن الوصف لا يصور المراد والظاهر للناس ،ولكنها صورة أقل ما يمكن أن نقوله فيها أنها ترهق العين ، ومع ذلك لم نحفل بالأمر كثيراً وقلنا أن البرامج ستنسينا ، وجاءت البرامج بأكثر من عادية ودون خارطة برامجية واضحة ، وأيضا لم نهتم كثيراً وقلنا أن الايام كفيلة بتغيير هذا الواقع وستنسينا القناة كل ذلك بمتابعتها للأحداث الرياضية بالتلفزة المباشرة وغير المباشرة ، فنجحت في البعض ولم توفق في البعض الآخر ، وقلنا (مالو) فالقناة ستمتعنا في رمضان بالمباريات والبرامج الرياضية المسجلة ، والآن الشهر الفضيليلوح بالوداع وما زال مسلسل الخذلان مستمراً .

والسؤال لماذا قامت هذه القناة أصلاً طالما أنها ستخرج علي الناس بهذا الشكل ، وطالما أنها لم تخضع لأي دراسة قبل الإقدام علي هذه الخطوة ، و ما هي الرؤية والأهداف؟! وهل تعاني القناة من خلل في الإدارة أو الكادر البشري ؟! وإذا سلمنا جدلاً أن القناة بلا ميزانية لإستيعاب الكادر صاحب الخبرة ، فما الذي يمنع القناة من الإستعانة بمكتبة التلفزيون الرياضية وبث المباريات القديمة وبالاخص تلك التي لها مناسبات سعيدة في نفوس الناس وذاكرتهم ، فما نعلم أن بث المباريات القديمة يجد وقعاً طيباً في نفوس المشاهدين ويمثل لهم متعة خاصة ومادة تلفزيونية خفيفة وسريعة الهضم ، وخاصة في شهر رمضان هذا غير البرامج الأخري (القديمة) وفيها ما يمثل تاريخاً أحوج ما يكون فيه الرياضيين لمعرفته والتعلم منه ، بدلاً من إنتاج برامج جديدة ينقصها الكثير ، بداية من تقديم الوجوه النسائية المبتدئة التي تحتاج للكثير من التدريب ،ولا أريد أن أضرب مثلاً بهذه الوجوه حتي لا أصيب (صويحباتها) بالإحباط وهن في بداية الطريق.

عموماً لا أريد أن اقول أن (النيلين) فشلت ، لأنني لا أحب إستخدام هذا الوصف ، ولكني اقول أنها لم تنجح في تحقيق الاهداف التي قامت من أجلها ، وأنها تحتاج للمزيد من الدراسة ومراجعة التجربة ، والكثير من الميزانية لتحقق ما قامت من أجله فكلنا يعلم أن اي عمل بلا صرف موازي لحجمه فلن ينجح ، وبالله التوفيق.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : معاوية شروق
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019