الحزن لا يعرف القراءة
رحيل أربعة كواكب رياضية مضيئة من غير ميعاد
الفارس أبو رفاس والساحر وندربوث ديو و الترسانة دركسون والعملاق عبد المجيد
* أبوبكر عابدين
الموت حق كما هي الحياة أيضاً حق وما خلقها الله باطلة كما يظن البعض ، وجعل فيها الانسان ليكون خليفة له ليعمرها ويعيش من يعيش فيها الى حين .. قال تعالى : ( إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) صدق الله العظيم .
من غير ميعاد وهي سنة الله في خلقه غادر الحياة الدنيا الى دار الخلود أربعة من كواكب الوسط الرياضي المضيئة بأعمالها وخلدوا أسماءهم بأحرف من نور ، رحل أولاً ابن المريخ وعضو مجلس ادارته ومدير الكرة الاشهر في حقبة السبعينيات بدر الدين أبو رفاس والذي فاضت روحه الى بارئها في يوم الاثنين 20 رمضان الموافق 29 يوليو الماضي ، ولم يفق الوسط الرياضي من صدمة رحيل بدر الدين ابو رفاس حتى حمل الناعي نبأ رحيل ساحر كرة السلة السوداني في الستينيات والسبعينيات وندر بوث ديو في نهار يوم الخميس الأول من اغسطس الجاري بدولة الامارات العربية وفي مساء نفس ذلك اليوم كان الخبر المفاجئ برحيل عملاق الصحافة الرياضية عبد المجيد عبد الرزاق والذي كان يعاني ويلات المرض .. هذا ومن حقهم علينا ان نسطر جزء يسير من سيرتهم لنذكر بها القراء الأكارم خاصة من الجيل الجديد والقديم على حد السواء .
*أولاً: ملاحظ البوليس أبو رفاس
بدر الدين ابو رفاس ( مقدم شرطة ) من أبناء أم درمان حي السيد المكي جوار منزل رئيس الوزراء في الخمسينيات عبد الله خليل ، برز نجمه في الوسط الرياضي عامة والمريخ على وجه الخصوص مطلع سبعينيات القرن الماضي ، اذ تم تعيينه في مجلس ادارة نادي المريخ في يوم الاربعاء 25 نوفمبر 1970م بواسطة عضو مجلس قيادة الثورة حينها أبو القاسم هاشم ذلك المجلس الذي كان يترأسه السيد عوض ابو زيد وتولى بدر الدين ابو رفاس منصب نائب السكرتير العام والذي كان حينها هو حاج حسن عثمان .. وكانت تلك بدايته مساعداً للأديب حاج حسن عثمان ، وكان بدر الدين تلميذاً نجيباً تلقى الدروس في فنون الادارة والادب معاً .
في يوم الاربعاء 12 مارس 1972م تم تعديل مجلس الادارة المريخي برئاسة عوض ابو زيد وتولى السكرتارية حاج التوم حسن واحتفظ بدر الدين ابو رفاس بمنصب مساعد السكرتير للشئون الداخلية متدرجاً في العمل مستفيداً من تجربة مدرسة اخرى في الادارة ما بين حاج حسن عثمان وحاج التوم حسن .
في يوم الاثنين 10 يوليو 1972م اقيمت الجمعية العمومية وفاز مجلس عوض ابو زيد بالتزكية وهنا دخل بدر الدين ابو رفاس دائرة العمل الفعلي وتولى ادارة الكرة ( مدير الكرة ) وهنا برز دوره وحقق نجاحاً منقطع النظير واصبح اسمه على كل لسان ،وكانت الجماهير تهتف باسمه مثله مثل النجوم حينها : ( الكأس الكأس يا ابو رفاس ) وحينها كان المريخ متسيداً للساحة وحقق اعظم الانتصارات والانجازات منها الفوز بكأس الدوري الممتاز بدون تعادل او هزيمة ولكن مع تولي بدر الدين ابو رفاس ادارة الكرة فاز المريخ بالدورة بتعادل واحد فقط مع التحرير ..
في يوم الاثنين 22 اكتوبر 1973م تم تعيين مجلس ادارة جديد لنادي المريخ بواسطة السيد عمر صالح عيسى وزير الشباب والرياضة برئاسة السيد بشير حسن بشير وسكرتاريه طه صالح شريف وتولى بدر الدين ابو رفاس مقعد مساعد السكرتير لشئون كرة القدم ( مدير الكرة ) واستمر حتى قيام الرياضة الجماهيرية ولكنه تخلى عن المنصب للكابتن حسن محمد عثمان دقنو ثم محمد بشير عثمان دلدوم وبعدها هاجر بدر الدين ابو رفاس لدولة الامارات بعد ان تقاعد من الشرطة .
كان الراحل بدر الدين ابو رفاس هو الاقرب لنجوم الفريق مازج ما بين مرونة الاديب وصرامة وقوة وانضباط الشرطي ولذلك حقق النجاح وكان من انجح واعظم مدراء الكرة في تاريخ نادي المريخ وبمثلما كانت له صولات وجولات داخل النادي كانت له جولات وجولات مع أدباء نادي الهلال الند التقليدي للمريخ والذين كانوا يتبارون مع ادباء المريخ في مطارحات ومصارحات ادبية رائعة على صفحات ( الصحافة والايام ) ولم تكن للاساءات والمهاترات حينها مساحة .. كان في المريخ حاج حسن عثمان وبدر الدين ابو رفاس والسر قدور وكدكي وابن البان وفي المقابل كان في الهلال ابو آمنة حامد وعمر علي حسن و آخرين كانوا ملئ السمع والبصر والفؤاد كمان ..
ولنستأذن القراء في مطالعة نموذج لما كتبه اديب الهلال الشاعر الفنان ابو آمنة حامد في مدير الكرة المريخي العظيم بدر الدين ابو رفاس قائلاً : (يا اب رفاس عشنا وشفنا بترفعوا صوتكم يا اب رفاس لو كنا بنقبض فيكم كنتو كملتو .. كنتو عدمتو زمان نفاخ النار .. لو كنا جمعنا الاسرى زمان كان استادكم أصبح مشتل ، ولو جف النيل كنا سقينا الناس من نبع حفيرو .. كنا حقيقة ( أهلة ) سماحنا الفارس يوم اترجل وكبا جوادو ، كنا بنقدر لو عايزين نقلع اوتادو .. سامحناهو وربيناهو وعلمناهو معاني النصر .. قام اتفولح لما الشافع زندو اتورى واصبح بعرف درب الكر .. تاريخو نساهو لولح سيفو أبرق أرعد فوق ( السد ) .. مصيبة اناخت والله علينا الكان بتعلم كيف العز اصبح استاذ في علم الكر وبقينا بنقرأ الاعلانات ، شرطة ومحكمة.. قبضايات ! إختلط الحابل بالنابل ، هنا أبو رفاس وهناك ( سابل ) لندن تتحول لبابل والشمس بتشرق من المغرب يا ناس إستغفروا وصلو كتير والله علامة الساعة أهي .. المشكلة مش إحراز الكاس ، المشكلة محاكمة أبو رفاس ( الكاس الكاس يا أبو رفاس )
أبو آمنة حامد .
رحم الله بدر الدين أبو رفاس الذي عانى ويلات المرض وإبتعد الاحباب والاقارب ويا ليت نادي المريخ يقيم ليلة عزاء او تأبين للراحلين الأربعة وانا لله وانا اليه راجعون .
* وندر بوث ديو
الساحر وندر بوث ديو نجل السياسي الكبير أيام الاستقلال بوث ديو . لمع نجمه كلاعب كرة سلة مطلع الستينيات بنادي المريخ والفريق القومي السوداني لكرة السلة والذي شارك معه في البطولة الافريقية لكرة السلة وبرز كأفضل لاعب في العالمين العربي والأفريقي حتى تم اختياره في منتخب قارة افريقيا لكرة السلة وذلك لمهاراته العالية في تلك اللعبة ، ثم شارك في البطولة العربية لكرة السلة بالقاهرة والتي فاز السودان ببطولتها في الستينيات ولفت اليه الانظار والاشادة من كل المراقبين مما حدا بنادي الزمالك المصري نصب شباكه لاصطياد ذلك العملاق السوداني الاسمر ، وكان الاتصال بنادي المريخ ولكن في تلك الفترة صدر قرار بمنع هجرة نجوم كرة القدم والسلة الى مصر والسعودية ولكن نادي الزمالك لم تغلبه الحيلة في ذلك وسافر النجم وندر بوث ديو الى القاهرة بحجة الدراسة وتم قبوله بواسطة نادي الزمالك في معهد التربية الرياضية ولعب للزمالك وحقق معه نتائج طيبة .
ثم كانت هجرته الى دولة الامارات العربية مطلع السبعينيات ولعب لنادي العين واسس له فريق كرة السلة ثم اشرف على تدريبه ، ولكنه سرعان ما تحول الى نادي بن ياس واشرف على تدريب فريقه لكرة السلة وامضى معه فترة ليست بالقصيرة وبعدها عاد للسودان ، وقبل فترة قصيرة تلقى دعوة من أحد اصدقائه الاماراتيين السيد حاضر خلف المهيري لزيارة الامارات وبالفعل وصل الامارات ووجدها فرصة واجرى بعض الفحوصات الطبية ولكن مشيئة القدر كانت اسرع فتوفاه الله فجأة وكانت المشكلة في نقل الجثمان الى دولة جنوب السودان حيث لا توجد سفارة للجنوب بدولة الامارات ولكن تجري المساعي لنقله عبر كينيا ، الجدير بالذكر ان للفقيد شقيقان لعبا كرة السلة وهما فول وشنقيطي بوث ديو ويبدو ان الاخير سمي على السياسي المعروف محمد صالح الشنقيطي والذي كانت تجمعه علاقة صداقة قوية بوالدهم بوث ديو ..
* عبد المجيد الناقد الحقيقي
عبد المجيد عبد الرزاق وهو في المرحلة الثانوية كان من المداومين على حضور تمارين نادي المريخ ومبارياته ، وذات يوم تعرف على الاستاذ احمد محمد الحسن والذي كان حينها رئيساً للقسم الرياضي بجريدة الصحافة المعروفة بميولها للمريخ وكان ذلك في عام 1982م وتوطدت العلاقة بينهما وبعدها تعرف على الأستاذ محمد أحمد دسوقي واصبح يمده باخبار التمارين وكل ما يحدث في الاستاد وبعدها ظهركمشروع صحفي ناجح ، واخذ الاستاذ دسوقي ينشر له بعض الاخبار والموضوعات وبعدها ظهر اسمه في جريدة الصحافة وفي عام 1983م اصبح اسم عبد المجيد عبد الرزاق معروفاً لقراء جريدة الصحافة ثم اخذت آراءه الجريئة تظهر وتميزه وساعده في ذلك حبه الجارف لتلك المهنة ولذلك ترك العمل في التأمينات الاجتماعية حيث كان يعمل وتفرغ للعمل الصحفي وبعدها انطلق انطلاقته المعروفة ..
تعرفت عليه شخصياً في العام 1996م معرفة عابرة وتوطدت عندما عملت بصحيفة المريخ عام 1999م وكنت اكتب باستمرار عن تأريخ المريخ ، وبعدها كلفني بكتابة صفحة لصحيفة الرأي العام عن تأريخ كرة القدم السودانية بمناسبة ذكرى الاستقلال ولم أتردد وانجزت المهمة في وقت قياسي وسلمته الصفحة وشكرني وبعدها خصص عموده اليومي كله اشادة بالعمل الذي قدمته له ، وظل باستمرار يحاورني في موضوع توثيق تأريخ الكرة السودانية جميعها لحاجة الاجيال القادمة للمعرفة خوفاً من اندثار المعلومات ... كان الراحل مدرسة خاصة في الموضوعية والالتزام بالقيم المعروفة في عالم النقد الرياضي وابلغ دليل على ذلك كتابته للعمود الصحفي في مساحة محدودة يلتزم فيها بالأسس الاكاديمية للمقال العمودي او العمود الصحفي من حيث وحدة الموضوع والمقدمة وصلب الموضوع والخاتمة ..
رحم الله الراحل عبد المجيد عبد الرزاق بقدر ما اعطى وغفر له وادخله فسيح جناته .
* الراحل نجم المريخ دركسون
في نفس يوم الخميس يوم الاحزان الرياضية رحل نجم المريخ في الستينيات ( 61-1965م) اللاعب عثمان خليل كبسور الشفيع الشهير بــ ( دركسون ) ذلك المدافع الصلد الذي كان يلعب بعقله قبل رجليه ، وقد شق نعيه على من عرفوه وشاهدوه في ذلك الزمان ونحن اذ ننعيه ننعى فيه حلو المعشر وحسن الخلق ، وكانت آخر زيارة له لنا كانت بصحيفة السوبر هو ورفيقه بشير كشيب رحم الله دركسون والهم اله واصحابه حسن العزاء
*******************************************************
الناقد الرياضي مبارك خوجلي يعزي في عبد المجيد عبد الرزاق
ظروف المرض لم تمكن الناقد الرياضي الكبير مبارك خوجلي من القيام بواجب العزاء الا انه ارسل رسالة عزاء لكل الوسط الرياضي في الفقيد عبد المجيد عبد الرزاق والذي اعتبره مبارك خوجلي امتداد الجيل العظماء في تاريخ النقد الرياضي في السودان .. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ..
رحيل أربعة كواكب رياضية مضيئة من غير ميعاد
الفارس أبو رفاس والساحر وندربوث ديو و الترسانة دركسون والعملاق عبد المجيد
* أبوبكر عابدين
الموت حق كما هي الحياة أيضاً حق وما خلقها الله باطلة كما يظن البعض ، وجعل فيها الانسان ليكون خليفة له ليعمرها ويعيش من يعيش فيها الى حين .. قال تعالى : ( إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) صدق الله العظيم .
من غير ميعاد وهي سنة الله في خلقه غادر الحياة الدنيا الى دار الخلود أربعة من كواكب الوسط الرياضي المضيئة بأعمالها وخلدوا أسماءهم بأحرف من نور ، رحل أولاً ابن المريخ وعضو مجلس ادارته ومدير الكرة الاشهر في حقبة السبعينيات بدر الدين أبو رفاس والذي فاضت روحه الى بارئها في يوم الاثنين 20 رمضان الموافق 29 يوليو الماضي ، ولم يفق الوسط الرياضي من صدمة رحيل بدر الدين ابو رفاس حتى حمل الناعي نبأ رحيل ساحر كرة السلة السوداني في الستينيات والسبعينيات وندر بوث ديو في نهار يوم الخميس الأول من اغسطس الجاري بدولة الامارات العربية وفي مساء نفس ذلك اليوم كان الخبر المفاجئ برحيل عملاق الصحافة الرياضية عبد المجيد عبد الرزاق والذي كان يعاني ويلات المرض .. هذا ومن حقهم علينا ان نسطر جزء يسير من سيرتهم لنذكر بها القراء الأكارم خاصة من الجيل الجديد والقديم على حد السواء .
*أولاً: ملاحظ البوليس أبو رفاس
بدر الدين ابو رفاس ( مقدم شرطة ) من أبناء أم درمان حي السيد المكي جوار منزل رئيس الوزراء في الخمسينيات عبد الله خليل ، برز نجمه في الوسط الرياضي عامة والمريخ على وجه الخصوص مطلع سبعينيات القرن الماضي ، اذ تم تعيينه في مجلس ادارة نادي المريخ في يوم الاربعاء 25 نوفمبر 1970م بواسطة عضو مجلس قيادة الثورة حينها أبو القاسم هاشم ذلك المجلس الذي كان يترأسه السيد عوض ابو زيد وتولى بدر الدين ابو رفاس منصب نائب السكرتير العام والذي كان حينها هو حاج حسن عثمان .. وكانت تلك بدايته مساعداً للأديب حاج حسن عثمان ، وكان بدر الدين تلميذاً نجيباً تلقى الدروس في فنون الادارة والادب معاً .
في يوم الاربعاء 12 مارس 1972م تم تعديل مجلس الادارة المريخي برئاسة عوض ابو زيد وتولى السكرتارية حاج التوم حسن واحتفظ بدر الدين ابو رفاس بمنصب مساعد السكرتير للشئون الداخلية متدرجاً في العمل مستفيداً من تجربة مدرسة اخرى في الادارة ما بين حاج حسن عثمان وحاج التوم حسن .
في يوم الاثنين 10 يوليو 1972م اقيمت الجمعية العمومية وفاز مجلس عوض ابو زيد بالتزكية وهنا دخل بدر الدين ابو رفاس دائرة العمل الفعلي وتولى ادارة الكرة ( مدير الكرة ) وهنا برز دوره وحقق نجاحاً منقطع النظير واصبح اسمه على كل لسان ،وكانت الجماهير تهتف باسمه مثله مثل النجوم حينها : ( الكأس الكأس يا ابو رفاس ) وحينها كان المريخ متسيداً للساحة وحقق اعظم الانتصارات والانجازات منها الفوز بكأس الدوري الممتاز بدون تعادل او هزيمة ولكن مع تولي بدر الدين ابو رفاس ادارة الكرة فاز المريخ بالدورة بتعادل واحد فقط مع التحرير ..
في يوم الاثنين 22 اكتوبر 1973م تم تعيين مجلس ادارة جديد لنادي المريخ بواسطة السيد عمر صالح عيسى وزير الشباب والرياضة برئاسة السيد بشير حسن بشير وسكرتاريه طه صالح شريف وتولى بدر الدين ابو رفاس مقعد مساعد السكرتير لشئون كرة القدم ( مدير الكرة ) واستمر حتى قيام الرياضة الجماهيرية ولكنه تخلى عن المنصب للكابتن حسن محمد عثمان دقنو ثم محمد بشير عثمان دلدوم وبعدها هاجر بدر الدين ابو رفاس لدولة الامارات بعد ان تقاعد من الشرطة .
كان الراحل بدر الدين ابو رفاس هو الاقرب لنجوم الفريق مازج ما بين مرونة الاديب وصرامة وقوة وانضباط الشرطي ولذلك حقق النجاح وكان من انجح واعظم مدراء الكرة في تاريخ نادي المريخ وبمثلما كانت له صولات وجولات داخل النادي كانت له جولات وجولات مع أدباء نادي الهلال الند التقليدي للمريخ والذين كانوا يتبارون مع ادباء المريخ في مطارحات ومصارحات ادبية رائعة على صفحات ( الصحافة والايام ) ولم تكن للاساءات والمهاترات حينها مساحة .. كان في المريخ حاج حسن عثمان وبدر الدين ابو رفاس والسر قدور وكدكي وابن البان وفي المقابل كان في الهلال ابو آمنة حامد وعمر علي حسن و آخرين كانوا ملئ السمع والبصر والفؤاد كمان ..
ولنستأذن القراء في مطالعة نموذج لما كتبه اديب الهلال الشاعر الفنان ابو آمنة حامد في مدير الكرة المريخي العظيم بدر الدين ابو رفاس قائلاً : (يا اب رفاس عشنا وشفنا بترفعوا صوتكم يا اب رفاس لو كنا بنقبض فيكم كنتو كملتو .. كنتو عدمتو زمان نفاخ النار .. لو كنا جمعنا الاسرى زمان كان استادكم أصبح مشتل ، ولو جف النيل كنا سقينا الناس من نبع حفيرو .. كنا حقيقة ( أهلة ) سماحنا الفارس يوم اترجل وكبا جوادو ، كنا بنقدر لو عايزين نقلع اوتادو .. سامحناهو وربيناهو وعلمناهو معاني النصر .. قام اتفولح لما الشافع زندو اتورى واصبح بعرف درب الكر .. تاريخو نساهو لولح سيفو أبرق أرعد فوق ( السد ) .. مصيبة اناخت والله علينا الكان بتعلم كيف العز اصبح استاذ في علم الكر وبقينا بنقرأ الاعلانات ، شرطة ومحكمة.. قبضايات ! إختلط الحابل بالنابل ، هنا أبو رفاس وهناك ( سابل ) لندن تتحول لبابل والشمس بتشرق من المغرب يا ناس إستغفروا وصلو كتير والله علامة الساعة أهي .. المشكلة مش إحراز الكاس ، المشكلة محاكمة أبو رفاس ( الكاس الكاس يا أبو رفاس )
أبو آمنة حامد .
رحم الله بدر الدين أبو رفاس الذي عانى ويلات المرض وإبتعد الاحباب والاقارب ويا ليت نادي المريخ يقيم ليلة عزاء او تأبين للراحلين الأربعة وانا لله وانا اليه راجعون .
* وندر بوث ديو
الساحر وندر بوث ديو نجل السياسي الكبير أيام الاستقلال بوث ديو . لمع نجمه كلاعب كرة سلة مطلع الستينيات بنادي المريخ والفريق القومي السوداني لكرة السلة والذي شارك معه في البطولة الافريقية لكرة السلة وبرز كأفضل لاعب في العالمين العربي والأفريقي حتى تم اختياره في منتخب قارة افريقيا لكرة السلة وذلك لمهاراته العالية في تلك اللعبة ، ثم شارك في البطولة العربية لكرة السلة بالقاهرة والتي فاز السودان ببطولتها في الستينيات ولفت اليه الانظار والاشادة من كل المراقبين مما حدا بنادي الزمالك المصري نصب شباكه لاصطياد ذلك العملاق السوداني الاسمر ، وكان الاتصال بنادي المريخ ولكن في تلك الفترة صدر قرار بمنع هجرة نجوم كرة القدم والسلة الى مصر والسعودية ولكن نادي الزمالك لم تغلبه الحيلة في ذلك وسافر النجم وندر بوث ديو الى القاهرة بحجة الدراسة وتم قبوله بواسطة نادي الزمالك في معهد التربية الرياضية ولعب للزمالك وحقق معه نتائج طيبة .
ثم كانت هجرته الى دولة الامارات العربية مطلع السبعينيات ولعب لنادي العين واسس له فريق كرة السلة ثم اشرف على تدريبه ، ولكنه سرعان ما تحول الى نادي بن ياس واشرف على تدريب فريقه لكرة السلة وامضى معه فترة ليست بالقصيرة وبعدها عاد للسودان ، وقبل فترة قصيرة تلقى دعوة من أحد اصدقائه الاماراتيين السيد حاضر خلف المهيري لزيارة الامارات وبالفعل وصل الامارات ووجدها فرصة واجرى بعض الفحوصات الطبية ولكن مشيئة القدر كانت اسرع فتوفاه الله فجأة وكانت المشكلة في نقل الجثمان الى دولة جنوب السودان حيث لا توجد سفارة للجنوب بدولة الامارات ولكن تجري المساعي لنقله عبر كينيا ، الجدير بالذكر ان للفقيد شقيقان لعبا كرة السلة وهما فول وشنقيطي بوث ديو ويبدو ان الاخير سمي على السياسي المعروف محمد صالح الشنقيطي والذي كانت تجمعه علاقة صداقة قوية بوالدهم بوث ديو ..
* عبد المجيد الناقد الحقيقي
عبد المجيد عبد الرزاق وهو في المرحلة الثانوية كان من المداومين على حضور تمارين نادي المريخ ومبارياته ، وذات يوم تعرف على الاستاذ احمد محمد الحسن والذي كان حينها رئيساً للقسم الرياضي بجريدة الصحافة المعروفة بميولها للمريخ وكان ذلك في عام 1982م وتوطدت العلاقة بينهما وبعدها تعرف على الأستاذ محمد أحمد دسوقي واصبح يمده باخبار التمارين وكل ما يحدث في الاستاد وبعدها ظهركمشروع صحفي ناجح ، واخذ الاستاذ دسوقي ينشر له بعض الاخبار والموضوعات وبعدها ظهر اسمه في جريدة الصحافة وفي عام 1983م اصبح اسم عبد المجيد عبد الرزاق معروفاً لقراء جريدة الصحافة ثم اخذت آراءه الجريئة تظهر وتميزه وساعده في ذلك حبه الجارف لتلك المهنة ولذلك ترك العمل في التأمينات الاجتماعية حيث كان يعمل وتفرغ للعمل الصحفي وبعدها انطلق انطلاقته المعروفة ..
تعرفت عليه شخصياً في العام 1996م معرفة عابرة وتوطدت عندما عملت بصحيفة المريخ عام 1999م وكنت اكتب باستمرار عن تأريخ المريخ ، وبعدها كلفني بكتابة صفحة لصحيفة الرأي العام عن تأريخ كرة القدم السودانية بمناسبة ذكرى الاستقلال ولم أتردد وانجزت المهمة في وقت قياسي وسلمته الصفحة وشكرني وبعدها خصص عموده اليومي كله اشادة بالعمل الذي قدمته له ، وظل باستمرار يحاورني في موضوع توثيق تأريخ الكرة السودانية جميعها لحاجة الاجيال القادمة للمعرفة خوفاً من اندثار المعلومات ... كان الراحل مدرسة خاصة في الموضوعية والالتزام بالقيم المعروفة في عالم النقد الرياضي وابلغ دليل على ذلك كتابته للعمود الصحفي في مساحة محدودة يلتزم فيها بالأسس الاكاديمية للمقال العمودي او العمود الصحفي من حيث وحدة الموضوع والمقدمة وصلب الموضوع والخاتمة ..
رحم الله الراحل عبد المجيد عبد الرزاق بقدر ما اعطى وغفر له وادخله فسيح جناته .
* الراحل نجم المريخ دركسون
في نفس يوم الخميس يوم الاحزان الرياضية رحل نجم المريخ في الستينيات ( 61-1965م) اللاعب عثمان خليل كبسور الشفيع الشهير بــ ( دركسون ) ذلك المدافع الصلد الذي كان يلعب بعقله قبل رجليه ، وقد شق نعيه على من عرفوه وشاهدوه في ذلك الزمان ونحن اذ ننعيه ننعى فيه حلو المعشر وحسن الخلق ، وكانت آخر زيارة له لنا كانت بصحيفة السوبر هو ورفيقه بشير كشيب رحم الله دركسون والهم اله واصحابه حسن العزاء
*******************************************************
الناقد الرياضي مبارك خوجلي يعزي في عبد المجيد عبد الرزاق
ظروف المرض لم تمكن الناقد الرياضي الكبير مبارك خوجلي من القيام بواجب العزاء الا انه ارسل رسالة عزاء لكل الوسط الرياضي في الفقيد عبد المجيد عبد الرزاق والذي اعتبره مبارك خوجلي امتداد الجيل العظماء في تاريخ النقد الرياضي في السودان .. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ..
