• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
ياسر حامد

ندى الحروف

ياسر حامد

 0  0  12803
ياسر حامد

مات صاحب القلم الكبير
قال تعالي فى محكم تنزيله (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) صدق الله العظيم..

بموت استاذي وزميلي وصديق الجميع عبد المجيد عبد الرازق فقدت الصحافة الرياضية السودانية أحد رموزها وعلما من أعلامها الذي كان ديدنهم الوقوف مع الحق، ويحمد للراحل عبد المجيد أن الكثير من القراء لا يدرون أي فريق يشجع قياسا بما يكتبه، ولم يكن يوما كاتبا مصنفا مع ناديه فقط انما يقول كلمة الحق في كل الأندية السودانية والمنتخبات ويدافع عنها ويحثها على الانصارات عندما تشارك باسم الوطن، وعبد المجيد هو الصحفي القومي الذي قل أن يوجد في هذا الزمان بعد أن امتلأت الصحافة الرياضية بأصحاب الميول الصارخة.

عرفت الراحل المقيم عبد المجيد عبد الرازق في العام 1992 عن طريق شقيقي كمال حامد الذي رافقه في العمل الإعلامي منذ فترة طويلة وجمعتهم أكثر من صحيفة معا، وجمعهما الاتحاد العربي لكرة القدم حيث ظل عبد المجيد مقربا من كل أعضاء الاتحاد منذ حياة الأمير الراحل فيصل بن فهد وحتى وفاته، وعرف" مجيدو " كما يحلو لزملاءه أن ينادونه بأخلاقه السمحة وبتعليقاته الطريفة وكان خير سفير للإعلام الرياضي السوداني وهو يجول العالم مغطيا لكل البطولات من كأس عالم الى أولمبياد الى بطولات الاتحاد العربي وقد زين مكتبه بالعديد من الصور من شخصيات لها وزنها في الكرة العالمية.

تعرفت على عبد المجيد أكثر عندما عملت معه في صحيفة الرأي العام عام 1996 بعد التخرج من كلية الإعلام جامعة السودان ووقتها كنا خريجين جدد ولكنه لم يبخل علينا وكان خير داعم لي ولكل الزملاء وظل يقدم لنا النصح، وظل عبد المجيد يفخر دائما بأنه خرج عدد من الزملاء الذين يعملون في الدول الخليجية ولم يخيبوا ظنه، وظللت طيلة 15 عاما اعمل معه حتى بعد حضوري الى الرياض فيالعام 98، حيث طلب مني المواصلة في التعاون معهم و استجبت لرغبته وواصلت الكتابة معهم في صحيفتنا الغراء الراي العام الى أن تركها وغادر الى صحيفة السوداني.

وخلال تواجدنا في الرياض كان يحضر كثيرا في كل مناسبات الاتحاد العربي وكنا نحرص على الالتقاء به وآخر زيارة له حضر لجمعية الاتحاد العربي السابقة ووفي صحبته الجهاز الذي يمده بالأوكسجين بعد ان أنهك المرض جسده النحيل، ورغم ذلك ظل يسجل حضورا في كل مناسبات الاتحاد العربي، ولم يستسلم عبد المجيد للمرض وواصل كتاباته وعمله الى أن وافاته المنية.

عبد المجيد عبد الرازق صاحب القلم الكبير والقلب الكبير رحل عن دنيانا الفانية وكانت كل كتاباته تنادي الى توحيد الصحفيين وترك التعصب والوقوف الى جانب المنتخب الوطني، وظل ينادي بضرورة العمل على تطوير الرياضية.

ويكفينا فخرا في صحيفة كفر ووتر الإلكترونية أنه كان أحد كتابنا الذين نفخر بهم، حيث كتب لنا 404 مقال زين به صفحات هذه الصحيفة وباذن الله ستظل هذه المقالات ارشيفا تستفيد منها الأجيال القادم والحاضرة، وستكون مقالاته مرجعا لكل باحث عن الحق.


رحمك الله يا عبد المجيد وأحسن إليك وجعل الجنة مثواك ويجعل البركة في أولادك الأربعة محمد وأمين وأحمد وعثمان، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .

اللـهـم أجزه عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً. اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته . اللـهـم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب . اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته. اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين، اللـهـم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا . اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار . اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر حامد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019