احوال
كيف نهض من هم حولنا
الدول لا تبنى بالاحلام...ولا بالتنظير....حسب الاماني ان يكن امانيا....لو انك جالست أي سوداني واستمعت الى طروحاته..وتهويماته..فصاحة لسانه...نضير بيانه...وهو يحتسي فنجاناً من القهوة المدنكلة...او يتفارز لسانه منعرج اللوى ما بلين فواح القرنفل..ورائق النعناع..لخيل اليك اننا نعيش في واحة خضراء...طرق معبدة وفسيحة...مكتبات عامة...الامطار تتفرق في ثواني... وكأنها تغني..سالت مشاعر الناس جداول...المكتبات العامة مهيئة ومنظمة ونظيفة ورائقة....البلد منضبطة ومضبوطة والساعة تقسم انها صنعت خصيصاً للسودان..موظفي وموظفات الخدمة المدنية يستقبلونك وكأنهم كانوا ينتظرون طلتك المجيدة بشوق وشغف....المنتزهات العامة جميلة ورائقة وفيها براح للاطفال واركان خاصة بهم..دورات المياه العامة نظيفة...ولا صعوط....ولا غنم اشلاق...ولا كورجة بشر في رحاب ست الشاي...اصحوا يا عالم....نحن نفتقد الى (نحن).....نحن لا نعمل باخلاص...ولا نعرف ادبيات الحياة... ولا لوازم التحضر....مع انها قيم حث عليها الدين قبل ان تفرضها دواعي الاخلاق..وموجهات الضمائر..وموجبات الحداثة والرقي..انهضوا فقد نهض الناس....صحيح ان الحكومات المتعاقبة كانت كلها سجمانة رمدانة...لكن الاتكاء على هذه الشماعة وحدها قد مل من الملل...واستكان به الزلل...رمي النقائص كلها في سلة السياسة غير مجد..ولا يعدو كونه اغماض للعين عن مظان الابصار..واحتماء بالبصر من البصيرة...انهضوا..يمكننا ان نحول حجراً من منتصف الطريق الى زاويته...ان ننظف (خشم بابنا)...الا نبصق على الارض..وان نجد مخرجاً آخراً لبقايا المنتج السوداني السخيف الاسمو التمباك ....علينا ان نعشق وطننا..وان تحرك للامام بدلاً من ممارسة النقد وسلاطة اللسان وواحدنا متكيء على مرتبة بدون ملاية...او مرتاح على وسادة بنبر وهيط قرب الكوبري بجوار ست الشاي....علينا ان ننجز اعمالنا غصباً عن حر الظهيرة التي شكينا منها حتى لم نترك لها مطعناً ....علينا ان نتصالح مع الاجر الذي نتقاضاه قبل ان نقع في محاذير تحريم اللقمة ( من اخذ الاجر حاسبه الله بالعمل)...علينا ان نتخلص من براثن العنصرية...ووعثاء الاحتراب القبلي...فتلك امراض مثل الطاعون..احتفل العالم بخلاصه منها..ولا نزال نخوض في اوحالها....علينا ان نتحابب ونتصالح وننظر الى الامام...علينا ان نزرع شجرة...بدلاً من التباكي على (النيمة) التي زرعها اجدادنا...كفانا اطناناً من العويل ... وندب الحظ...ومصلحة المياه...علينا ان ننهض..فقد نهض القوم من حولنا..ولا نزال..في سباتنا البليد .
الواثق
كيف نهض من هم حولنا
الدول لا تبنى بالاحلام...ولا بالتنظير....حسب الاماني ان يكن امانيا....لو انك جالست أي سوداني واستمعت الى طروحاته..وتهويماته..فصاحة لسانه...نضير بيانه...وهو يحتسي فنجاناً من القهوة المدنكلة...او يتفارز لسانه منعرج اللوى ما بلين فواح القرنفل..ورائق النعناع..لخيل اليك اننا نعيش في واحة خضراء...طرق معبدة وفسيحة...مكتبات عامة...الامطار تتفرق في ثواني... وكأنها تغني..سالت مشاعر الناس جداول...المكتبات العامة مهيئة ومنظمة ونظيفة ورائقة....البلد منضبطة ومضبوطة والساعة تقسم انها صنعت خصيصاً للسودان..موظفي وموظفات الخدمة المدنية يستقبلونك وكأنهم كانوا ينتظرون طلتك المجيدة بشوق وشغف....المنتزهات العامة جميلة ورائقة وفيها براح للاطفال واركان خاصة بهم..دورات المياه العامة نظيفة...ولا صعوط....ولا غنم اشلاق...ولا كورجة بشر في رحاب ست الشاي...اصحوا يا عالم....نحن نفتقد الى (نحن).....نحن لا نعمل باخلاص...ولا نعرف ادبيات الحياة... ولا لوازم التحضر....مع انها قيم حث عليها الدين قبل ان تفرضها دواعي الاخلاق..وموجهات الضمائر..وموجبات الحداثة والرقي..انهضوا فقد نهض الناس....صحيح ان الحكومات المتعاقبة كانت كلها سجمانة رمدانة...لكن الاتكاء على هذه الشماعة وحدها قد مل من الملل...واستكان به الزلل...رمي النقائص كلها في سلة السياسة غير مجد..ولا يعدو كونه اغماض للعين عن مظان الابصار..واحتماء بالبصر من البصيرة...انهضوا..يمكننا ان نحول حجراً من منتصف الطريق الى زاويته...ان ننظف (خشم بابنا)...الا نبصق على الارض..وان نجد مخرجاً آخراً لبقايا المنتج السوداني السخيف الاسمو التمباك ....علينا ان نعشق وطننا..وان تحرك للامام بدلاً من ممارسة النقد وسلاطة اللسان وواحدنا متكيء على مرتبة بدون ملاية...او مرتاح على وسادة بنبر وهيط قرب الكوبري بجوار ست الشاي....علينا ان ننجز اعمالنا غصباً عن حر الظهيرة التي شكينا منها حتى لم نترك لها مطعناً ....علينا ان نتصالح مع الاجر الذي نتقاضاه قبل ان نقع في محاذير تحريم اللقمة ( من اخذ الاجر حاسبه الله بالعمل)...علينا ان نتخلص من براثن العنصرية...ووعثاء الاحتراب القبلي...فتلك امراض مثل الطاعون..احتفل العالم بخلاصه منها..ولا نزال نخوض في اوحالها....علينا ان نتحابب ونتصالح وننظر الى الامام...علينا ان نزرع شجرة...بدلاً من التباكي على (النيمة) التي زرعها اجدادنا...كفانا اطناناً من العويل ... وندب الحظ...ومصلحة المياه...علينا ان ننهض..فقد نهض القوم من حولنا..ولا نزال..في سباتنا البليد .
الواثق
