(( خواطر زول )) عبد الله القاضي
إعادة افتتاح المركز الثقافي السوداني بدولة قطر ؟!!
المركز يحتاج أولاً لتقييم الفترة الماضية ثم يحتاج مستقبلا لمقر كبير وشاسع كما يحتاج لمدير عام مؤهل ومتخصص ومتفرغ لهكذا عمل فالمركز الثقافي ليس رابطة رياضية أو قبلية أو مهنية حتى تدار وتسير بلجنة طوعية غير متفرغة وغير متخصصة لا شيء يربط أعضاؤها بل المركز هو مؤسسة و منارة عامة لتبرز ثقافات وحضارات السودان المتنوعة وتقديمها كما يجب للعالم من أرض قطر ولن يتم ذلك إلا إذا عملنا بمؤسسية ومنهجية أو كما قال الأستاذ عبد المنعم مكي (المهم أن تتوحد إرادتنا جميعاً بعيداً عن الاستقطاب المقيت وفرز الكيمان) مع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب!! أناشد سعادة السفير الحبوب ياسر كما ناشدت السفراء قبله الدابي وفقيري أن يسعى بكل قوة لإيجاد مكان كبير يليق بمركز ثقافي شامل بقاعاته ومسارحه وساحاته مع إدارة متخصصة ومتفرغة يمكن محاسبتها ومسائلتها !!
المقدمة أعلاه هو ما ختمت به مقالي بعنوان(بمن وكيف سندير المركز الثقافي السوداني) في جريدة الراية القطرية تاريخ 27/03/2012
أقول بداية كما كان يفعل معلم الناس الخير رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إذا رأى ما يحب يقول ((الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات )) فقد رأيت ما أحب أن أرى فيه المركز الثقافي السوداني الذي تم إعادة افتتاحه في مقره الجديد بمنطقة مريخ بجوار اسباير زون في ليلة رمضانية سودانية مفعمة بالحب والتآخي والعاطفة السودانية الجياشة اجتمع كل ألوان الطيف السوداني بجلابية وتوب وسروال ومركوب وجبة وسديري وهلال ومريخ ليتناولوا الإفطار في ليلة بدر الكبرى في منظر جميل وحضور أنيق لا يشبه إلا السودانيين !!
بالكو
لابد في البداية أن نتقدم بالشكر لسعادة السفير ياسر الخضر لاهتمامه الشديد بأمر المركز وتفهمه لما ظللنا نكتبه من نقد حاد ومتكرر عن الوضع السابق للمركز! وأما الأخ الكريم الأستاذ أحمد عبد المنعم وأركان حربه في لجنة التسيير فأقول لهم إن شاء الله يوم يشكركم ما يجي فقد بذلتم جهدا خارقاً وعملا دءوباً خلال عام كامل ليكون هذا الإنجاز بإيجاد مكان يليق بحجم حضارة وثقافة وموروثات السودان وأهله لأننا (( أولاد الحيشان التلاتة)) وناس سهلة وبطانة وجبال وتلال ووديان وأنهار لا يمكن أن نحشر أنفسنا وكل موروثاتنا في غرف لا تكاد تتنفس فيها!! وقد قلت للسفير أنني اليوم اشعر بشعور شخص كان يرتدي بنطلون ضيق ومخنوق ببدلة وكرفتة ثم وجد نفسه داخل جلابية أنصارية!! الحمد لله المقر جاء كما طالبنا به منذ سنوات واسع ورحب وأنيق يساعد في إقامة المعارض والندوات والفعاليات الأخرى بكل سهولة ويسر وكذلك وجود مواقف سيارات واسعة كان هاجسا لمرتادي المركز القديم !!
نلاحظ أن لجنة التسيير التي كلفها سعادة السفير ياسر الخضر أخذت أكثر من عام كامل للقيام بهذا العمل وهذا الوقت الطويل نسبياً ما كان ليكون لو أن هناك مدير متفرغ وسكرتارية وإدارة متفرغة لأن العمل ليس بالسهولة وإدارة مركز ثقافي ليس بالهين وهؤلاء النفر كما قلت منذ تكليفهم لديهم من الأعمال والوظائف الجسام ما يجعلهم تحت الضغط وقد يؤثر هذا عليهم والآن بعد الافتتاح العمل يكاد يكون يومي والبرنامج الموضوع من قبل اللجنة للموسم الثقافي الذي يبدأ من سبتمبر 2013 ويمتد لأغسطس 2014 فيهم عمل مهول على مدار الساعة حيث الفعاليات اليومية وأنشطة على مدار الأسبوع وأنشطة على مدار الشهر من الروابط الرياضية والمهنية والقبلية وأنشطة موسمية كفعالية الموسم الثقافي السوداني في قطر والمعارض التشكيلية والفنية المصاحبة كمعرض الأعشاب العطرية والدوائية في السودان ومعرض الفنان مصطفى سيد أحمد وأسبوع الفيلم السوداني وأسبوع الطيب صالح وأسبوع الهيئة السودانية للآثار والمتاحف ووو الخ!!
كل هذا العمل يحتاج لإدارة متواجدة ومتفرغة بشكل رسمي وثابت عن طريق التعيين والتوظيف سواء تم ذلك من السودان أو تعيين محلي من هنا عن طريق السفارة كما نحتاج لتوصيل هواتف أرضية وفاكسات للمركز للتواصل مع الإدارة من قبل الروابط وأفراد الجالية !
سعادة السفير قال في كلمته أن المركز للجميع إلا لمن أبى وقال محدداً ومكرراً ومحذراً للذين يحشرون السياسة ومشاكلها في عمل المركز الذي يهتم بالدين وبالثقافة والفنون والأدب والرياضة ماعدا مفرق الجماعات .... السياسة !!