• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1891
اماسا
زووم
لا تطوير ولا تغيير...!
دائماً ما يتناسى السودانيين كل ما يقال خلال إنتخاباتهم السياسية أو الرياضية داخل الأماكن التي تقام فيها ويغادروا وكأن أحداً منهم لم يعد بشيء منذ أن ولدته أمه، لذلك لم نكن متفائلين في إنتخابات الإتحاد السوداني لكرة القدم أن تستطيع تقديم شيء ذو بال على مسيرة الكرة السودانية في الفترة القادمة، فلا التطوير التي مكثت ثلاث سنوات قادرة على إضافة شيء إن هي مضت على ذات النمط (الممل) الذي أنهت به الدورة السابقة، ولا التغيير كانت لتستطيع أن تغير شيئاً في واقع بات يعاني الكثير من المعضلات إن هي عبرت إلى السلطة، كما أن التغيير في هذا الواقع على الطريقة الشدادية سيعني الإنتحار.. ومع ذلك نحن فرحون بنهاية هذه الذوبعة على أية حال، بعد ما حدث من طحن واستعباط واستهبال في كثير من القيم حتى أصبحنا نخاف من شيء إسمه (إنتخابات) في الوسط الرياضي لأنه يعني كل ما هو غير جميل من ممارسات، بدأ بما حدث في إنتخابات الإتحاد المحلي لكرة القدم بالخرطوم.. ومن ثم إلحاقاً بما تم في إنتخابات الإتحاد السوداني لكرة القدم، والممارسات المشتركة دائماً تنحصر في أن بعض القيادات الرياضية أصبحت جاهزة لأداء القسم في أي وقت، غير أنها لا تكون حريصة على الإلتزام بهذا القسم.. وما يحصل يحصل..!
هؤلاء أفرغوا الرياضة من مضامينها السمحة، وحولوها من نشاط بشري نبيل، إلى مجالات تتحرك فيه الفئات صاحبة الأنشطة المشبوهة التي لا تلتزم بأية قيم إنسانية ولا أخلاقية، وجردوا لعبة كرة القدم من كل معالم العدالة التي كان يتباهى بها ممارسيها، لتتحول في زماننا هذا إلى مجال أشبه بحلبة صراع يكون الفائز فيها هو الطرف الناجي، والمهزوم هو الذي يموت.. وبهذه الطريقة أصبحت كل التبعات على هذه الشاكلة، تتسم بالخشونة والعدائية وقلة الإحترام للآخر والقطيعة وكل ما يدل على أنها حرب وليست رياضة.. والمدرجات أصبحت تبعاً لهذا السلوك الدخيل والعدواني.. والعنف اللفظي هو المسيطر دائماً، فما شهدته القاعة أمس بعد إنتهاء الإنتخابات بين رئيس إتحاد الخرطوم وأحد أصدقاءه في رأيي صورة طبق الأصل من المشهد العام الذي ينتظرنا في المستقبل كحصاد لهذه الفصول الرديئة من الممارسة.
الفصل الآخر الذي تبقى من كامل المأساة هو ما يخص نادي الهلال واللغز الدائر حول الشرعية والتعيين ودور الوزير وما يتعارض مع الفيفا في بلد يعاني في أي شيء، وكل ما يجري هناك في حلبة نادي الهلال دليل على أننا نعيش أزمة تشريع تمخضت لنا عن تجاوزات كثيرة للقانون وبطرق يدعي مرتكبوها أنها (قانونية) أيضاً.. فنحن نتمتع بتشريعات رياضية تحجم الفضائل وتدعم التفلتات بكل أشكالها وكل ما يحدث الآن في الهلال إنما يؤكد ما ذهبت إليه، فبينما يبحث الوزير عن مخارج قانونية لها، تشهد الساحة الهلالية في مبارياته الودية والتنافسية المزيد من التجاوزات والتفلتات التي تعقد الأزمة، وفي الأثناء يبحث البرير عن مجد شخصي له في لوزان وزيوريخ، بينما ترتفع عدد الشيع والجماعات داخل النادي وتبتعد خيارات الحلول السلمية أكثر.
نعود إلى إتحاد كرة القدم حيث أن الطريقة التي عدد بها معتصم جعفر إنجازات إتحاده في الثلاث سنوات الأخيرة تدل على أنهم غير جاهزين لحشد إنجازات حقيقية ومقنعة في السنوات القادمة، لأنهم قد إمتلكوا شفرة العبور إلى هذه المقاعد الوثيرة ولن يفرطوا فيها مهما حدث، فالحديث عن الإنجازات في ظل المعطيات الحالية ما هو إلا إستهلاك لا معنى له، لأنهم ضمنوا الفوز منذ شهور، عندما نزلوا إلى الإتحادات المحلية وتابعوا إنتخاباتها وساهموا في فوز من يدينون لهم بالولاء، وإقصاء من لا يضمنون أصواتهم في مثل يوم أمس.. وبالتالي كانت الإنتخابات قد حسمت منذ فترة.. أي قبل أن يفكر شداد في الترشح... ومع ذلك كان لظهور البروفيسور علامة فارقة منحتهم المزيد من البطولات الهلامية.. وبالتالي موعدنا مع المزيد من العجرفة في التعامل.. وكثير من سياسات إخراج اللسان والجدل والتصريحات الصحفية المتناقضة.. والمزيد من إنتهاك قواعد المؤسسية التي أصبحت يتيمة الأبوين في عهد الدكتور معتصم..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019