• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
عبدالله مسعود

حصاد الالسن

عبدالله مسعود

 0  0  1414
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبد الله مسعود
الفتي الذهبي أم الفتي المدلل !!؟
صبيحة الأحد الثالث عشر من فبراير 2011م ذخرت معظم الصحف الإنجليزية بفيض من المدح للهدف الذي أحرزه واين رووني في مرمي مانشيستر سيتي وشبهته بالعجب العجاب ومنها ما ذهب إلي أنه أجمل هدف أحرز في الدوري الإنجليزي حتي الآن.
إن الغلو الذي صبغ وصف ذلك الهدف (مع إعترافي بجماله) يؤكد بأن أي أداء جيد لرووني يتم تضخيمه في بعض الدوائر ليصير إلي المعجزة أشبه. بالتأكيد يمكن النظر إلي سيرة ومستقبل رووني من خلال تلك العدسة المكبرة، كما جاء في مقال للكاتب الرياضي جون نيكلسون في صحيفة التايمز اللندنية. إن رووني وفي أفضل حالاته هو لاعب جيد ولكن ذلك لا يبرر الكم الهائل من التبريكات التي تنهال عليه لمجرد أنه أحرز هدفا سبقه إليه جمع لا يستهان به من اللاعبين سواء في الدوري الإنجليزي أو ما عداه. إن الفجوة بين إدائه الفعلي والهالة التي أحاطته بها وسائل الإعلام تضع الكثير من الضغوط النفسية عليه. فهو لاعب بزغ من الطبقة العاملة المعوزة ليجد نفسه في ضوء باهر وثراء ذاخر. تلك الهالة جعلته في صراع نفسي مرير ليضع نفسه في القمة التي وضعته فيها وسائل الإعلام، رغما عن أن إرتياد تلك القمة، بالفعل لا بالتمني، هو امر قصي المنال لعلوها الشاهق الذي يضاهي علو قمة إيفريست.
إن أداء رووني في الكثير من المباريات التي سبقت مباراة الداربي آنفة الذكر كان ضعيفا ولم يضف شيئا يذكر لمان يونايتد، وربما كان عبئا عليه في بعض المباريات. فهو يركض ويجري ويلهث، تسعفه لفعل ذلك، لياقته البدنية التي تتقاصر أمامها لياقته الفنية؛ فمستواه الفني يتواضع كثيرا أمام طاقته البدنية، الشئ الذي يمكن أن يقوم به أي لاعب عادي لا تدفع له الملايين ولا تحيطه هالة إعلامية. حتي قبل أن يحرز الهدف (الأسطورة) كان ضعيف السيطرة علي الكرة وكثيرا ما إرتدت الكرة من قصبة الساق حينما كان يحاول إخضاعها لسيطرته. بل كاد أن يتسبب في هدف ضد فريقه عند فقدانه للكرة في منتصف الملعب.
لولا أنه واين رووني فتي الإعلام المدلل لأسقطه السير أليكس فيرجسون من حساباته ولأودعه دكة الإحتياط للإستعانة به فقط عند الضرورة القصوي. ولأنه رووني فهو الأكثر راتبا والأوفر مدحا. فقط أفتح صفحة الرياضة في أية صحيفة إنجليزية بعد مباراة لرووني لتجد التقريظ يحفه من الرأس إلي القدم، إن حقا أو باطلا.
إن المحايدين الذين ينشدون الإنصاف يرون أنه أقصر قامة من أساطير مان يونايتد (وهمو كثر) أمثال جورج بست ودينيس لو ومارك هيوز وإريك كانتونا، علي سبيل المثال لا الحصر. حتي زملاءه بول اسكولز وريان قيقز هما أفضل منه، ثباتا في المستوي وديمومة في الملاعب، كما أن إنضمام فان بيرسي لمانشيستر يونايتد قد إمتص كل أو معظم الضوء الذي كان مسلطا علي رووني.
أخلص إلي القول بأنه لا يجمل بنا أن نركن إلي إيهام أنفسنا بأنه لم يتم إحراز مثل ذلك الهدف من قبل أو أنه من الندرة بمكان بحيث لا تجد له مثيلا. أنصح لكم أن تفتحوا (اليوتيوب) وتبحثوا عن الركلات المقصية لتجدوا كما وافرا من من الألعاب المقصية التي تماثل وربما تفوق ذلك الهدف الذي خالط الفكر. لقد أحرز بيتر كراوتش لاعب توتنهام هدفا مشابها؛ فهل يصح أن نصف بيتر بأنه فذ وعبقري !؟ بالطبع لا. إن جل أهداف هوقو سانشيز (ذلك الأرجنتيني الذي كان يلعب لريال مدريد) كانت علي نسق ذلك الهدف الذي أحرزه رووني. إن للمئات من اللاعبين في الدوري الإنجليزي لمحات فنية لا تخلو من الألمعية والعبقرية ولكن ذلك لا يخول لنا أن نطلق علي أحدهم بأنه من أحسن اللاعبين في العالم. ولكيما يلج اللاعب ذلك التصنيف فلابد من أداء فذ ومستوي رائع وعطاء ثابت وموهبة أصيلة وحضور مستدام وتعاون فعال وعمر طويل في الملاعب؛ فهل رووني من هذه الطبقة !؟
إن هذا الذي أوردت لا يقلل من روعة الهدف الذي أحرزه رووني في مرمي مانشيستر سيتي، أما أن نصفه كأروع هدف وبأنه معجزة وأنه أسطوري فهذا هو الختل بعينه.
إن أداء اللاعب، خصوصا المهاجم لا يقاس بعدد الأهداف التي يحرزها اللاعب أو الطريقة التي يحرز بها تلك الأهداف، ولكن يقاس أداؤه بمدي إسهامه في رفعة الفريق. إن لرووني دورا لا ينكره إلا مكابر في نجاح مانشيستر يونايتد منذ إنتقاله إليه من إيفرتون، ولكن ذلك النجاح الذي يركز فيه الإعلام علي المباريات الوردية تخللته مباريات عجاف كان فيها رووني عبئا علي الفريق ولكنه حماد ذو النصيب الأوفي من الشكر والمدح.
إن روونى ذا السبعة وعشرين ربيعا، المشاكس-العصبي-العنيف-العنيد-المتمرد-النشيط-المستشيط هو في واقع الأمر لاعب لاتنقصه الموهبة؛ أما أن نعجب به لدرجة الوله ونصفه ببيليه الأبيض فذلك هراء ليس دونه هراء وسقوط لا يدانيه سقوط، إذ كان لأديسون أرانتس دي ناسيمنتو (بيليه) نصيب الأسد في إحراز البرازيل لكأس العالم عام 1958م ولم يجاوز السابعة عشر من العمر.
حاشية: منذ أن عين ديفيد مويس خلفا لسير أليكس ظهرت إلي السطح المشاكل القديمة بين رووني ومويس حينما كان رووني يلعب لأيفرتون وعليه فقد قرر رووني ترك مان يونايتد. الغريب أن شيلسي عرض علي مان يونايتد شراء عقد رووني مقابل ديفيد لويس وخوان ماتا و12 مليون يورو..عجبي !!
عبدالله مسعود
الرياض- المملكة العربية السعودية
12رمضان 1434هـ الموافق 21 يوليو 2013م
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019