• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1466
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبد الله مسعود
هوديني وفرانكي
كنت دوما من المعجبين بالمدرب الإنجليزي هاري ريدناب مدرب كوينز بارك رينجرز. ذلك المدرب الفذ ذو الرؤية الثاقبة والعين الفاحصة الذي يستطيع الحكم علي أي لاعب من حصة تدريبية واحدة أو حصتين. يذكرني هذا المدرب بالمدرب الإنجليزي الراحل برايان كلاف، مدرب نوتنجهام فوريست في السبعينات، الذي قفز بفريقه من الدرجة الثانية إلي الدرجة الأولي (قبل إنشاء الدوري الممتاز) ثم ليفوز ببطولة الدوري الإنجليزي لموسم 77/78 وبطولة دوري أبطال أوروبا لموسمي 78/79 79/80. كما درب داربي كاونتي في أواخر الستينات ونقله كبطل للدرجة الثانية إلي الدرجة الأولي في موسم 68/69. في خلال ثلاث سنوات فقط أحرز داربي كاونتي بطولة الدوري تحت قيادة برايان كلاف الملقب بكلافي وبلغ بهم الدور قبل النهائي في بطولة أوروبا عام 1973م.وبالرغم من أن برايان كلاف من المدربين البارعين في مجال كرة القدم ودرب العديد من الفرق الإنجليزية القوية وحقق معها نجاحات مشهودة، إلا أنه لم تتح له فرصة تدريب المنتخب الإنجليزي الذي دربه من هم أقل كفاءة منه. علي نفس النسق فإن ريدناب قد حقق نجاحات مقدرة مع العديد من الفرق الإنجليزية وكان مرشحا بقوة من جميع الرياضيين علي مختلف مشاربهم لتدريب المنتخب الإنجليزي في العام الماضي إلا أنه قد تم تجاوزه من قبل إتحاد كرة القدم الإنجليزي الذي انحاز للمدرب روي هودجسون رغما عن أن ريدناب ذو تاريخ رياضي أكثر وضاءة من غريمه. كلا المدربين (بريان كلاف وهاري ريدناب) عرفا بالذكاء المتقد والجرأة الواثقة في تغيير سير المباريات، وذلك لقراءتهما الإعجازية لما يدور في الملعب والتصرف حياله بإيجابية.
عرف هاري ريدناب إلي جانب فطنته وذكائه وقوة شخصيته، بقدرته علي التنبؤ بالأحداث ووضع الخطط المناسبة لمواجهة تلك الأحداث مما جعل الجمهور الإنجليزي يطلق عليه لقب "هوديني" (هوديني هو الساحر المجري ذائع الصيت الذي هاجر إلي الولايات المتحدة الأمريكية في القرن الماضي وحصل علي جنسيتها).عندما كان ريدناب مدربا لفريق ويست هام يونايتد في غضون عام 1996م كان إبن شقيقة زوجته فرانك لامبارد ذو السبعة عشر ربيعا الملقب بفرانكي، من ضمن شباب ويست هام في تلك الحقبة. كان فرانكي يعمل جاهدا ليرتقي إلي الفريق الأول في ظل منافسة شرسة من قرنائه. ذلك الجهد والإصرار والمثابرة مكنت له من تبوء مقعده من الفريق الأول.
عندما هاجم أحد مشجعي النادي ريدناب واتهمه بالمحاباة في إعطاء الفرصة لفرانكي لتمثيل الفريق الأول لقرابته،في حين أنه تجاهل من هم أكثر منه كفاءة مثل إسكوت كانهام الذي غادر النادي غاضبا، لم ينفعل ريدناب أو يتجاهله، بل كان رد فعله طبيعيا كاظما لغيظه؛ قال له ريدناب: "أقول لك الآن وأقولها علي رؤوس الأشهاد وسأكررها أمام كل هذا الجمع وأنت ماثل أمامهم، دون أن يخالجني في ذلك أدني شك؛ ليس ثمة مقارنة بين ما سينجزه فرانك لامبارد في مجال كرة القدم مستقبلا وبين ما سينجزه إسكوت كانهام. وأقولها لك الآن ولغيرك، علما بأنه لم يسبق لي أن قلتها في حضوره؛ إن فرانكي سينطلق بسرعة إلي القمة، بل إلي أعلي قمة الهرم الكروي، لأنه ببساطة يملك كل المقومات التي تمكنه من اللعب في وسط الميدان والإبداع فيه. في الشهر الماضي إحتفل فرانك لامبارد "فرانكي" (محبوب ستامفورد بريدج) بإحراز 203 هدفا لشيلسي وهو أعلي رقم في تاريخ ذلك النادي العريق.
ولد فرانكي في عام 1978م برومفورد وهي بلدة صغيرة تقع شرق لندن. وفرانكي ينتمي إلي عائلة رياضية عريقة. فإلي جانب عمه (مجازا) هاريريدناب، زوج خالته ساندرا هاريس - شقيقة والدته باتريشيا هاريس، فإن والده لاعب كرة قدم دولي سابق ولعب ودرب في ويست هام. إنضم فرانكي إلي أكاديمية ويست هام في عام 1994م عندما كان والده مساعدا للمدرب وقتئذ، وبعدها بعام وقع عقدا مع الفريق. في نفس العام أعير لسوانزي (من فرق الدرجة الثانية في ذلك الوقت) ولعب معه تسع مباريات فقط ثم عاد إلي ويست هام. بعد العودة أظهر فرانكي مستويات مبهرة مع ويست هام في مواسم 96-97-98 مما جعل العروض تنهمر عليه خاصة من العمالقة: آستون فيلا وليدز يونايتد وشيلسي، ولكنه فضل شيلسي الذي إنضم إليه في منتصف مايو2001م. من العبث بمكان أن أتطرق إلي إنجازاته فالكل يعرفها، إلا أنني أود أن أذكر بأن فرانكي أختير في عام 2009م كأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي في العشر سنوات التي سبقت ذلك التاريخ (لاعب العقد) إلي جانب أنه صاحب السجل الذهبي بعدد المباريات المتتالية في الدوري الإنجليزي بواقع 164 مباراة خلال الفترة من 13 أكتوبر 2001م إلي 26 نوفمبر 2005م. ليس ذلك فحسب بل هو من ضمن سبعة لاعبين أحرزوا أكثر من 150 هدفا في الدوري الممتاز (البريمير ليق) وهو لاعب الوسط الوحيد في تلك الفئة من العمالقة.
ملحوظة: من منكم سمع بلاعب إسمه إسكوت كانهام. أنا شخصيا لم أسمع به قط رغم عمري المديد.
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
9/8/1434هـ الموافق 18/6/2013م



امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019