• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1256
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
عجب قولهم: شخت يا عجب
لما قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة سمع به عبدالله بن سلام سيد اليهود واجتمع إليه وسمع منه وآمن به ثم قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم: لقد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم فادعهم واسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، فإنهم إن يعلموا إسلامي قالوا في ما ليس في. فأرسل نبي الله صلي الله عليه وسلم إليهم فدخلوا عليه فقال لهم: أي رجل فيكم عبدالله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاش لله ما كان أن يسلم. فأمر النبي صلي الله عليه وسلم إبن سلام أن يخرج عليهم فخرج وقال لهم: يا معشر اليهود إتقوا الله، فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقا. فقالوا: كذبت فأخرجهم النبي صلي الله عليه وسلم.
موقف العرضة شمالها وجنوبها، كبيرها وصغيرها، ذكرها وأنثاها، عاقلها وغافلها من هيثم والعجب، هو نفس موقف اليهود من سيدنا عبد اللهبن سلام رضي الله عنه. تعالوا بنا نقف علي نذر يسير من المدح والقدح الذي كيل منه لهيثم والعجب والألقاب التي أضفت عليهما من قبل العرضة بشقيها.
قبل إنتقال هيثم للمريخ كان الزرق يطلقون عليه لقب سيدا والمقددا والمجلضما والمؤدبا والمهدهدة والسايقا والمربطا والمجضما وسيد عقابا والمفرتقا والمركبا. في نفس الفترة كان الصفر يطلقون علي هيثم: العجوز وأبو قارورة وبتاع قدرة الفول والمزدري ورئيس جمعية التحرر من الجوع، وعديم الملافظ وما إلي ذلك.بعد إنتقال هيثم للمريخ تنكر الصفر لسابق قولهم ونعتوه بالساجد الراكع المتصدق المستقيم الكابتن المريخي منذ الصغر.
أعرج علي موضوع العجب بشئ من التفصيل فقد كتبت في موضوع هيثم ما كفي. فيصل العجب موهبة كروية لو خلقت في زمان غير هذا الزمان أو في بلد غير هذا البلد لأقامت له الدولة متحفا يحكي تاريخه منذ نعومة أظفاره ويحوي كل ما يتعلق بذلك اللاعب الفذ منذنشأته من ألعاب طفولته وزملائه في الدراسة وحكايته مع المستديرة وصوره وقمصانه وأحذيته الرياضية وأفلام تحكي مسيرته الكروية إلي حين إعتزاله (لا أدري حتي التو إن كان إعتزالا أو شطبا أو تجديدا فكلام الليل يمحوه النهار أضحي عقيدة رياضية).
فيصل العجب الذي لم ألتقه يوما كان دوما يشدني إليه بموهبته المتفردة والمتمثلة في أسلوبه السلس والإتيان بما لم يتوقعه المشاهد من أسلوب إبداعي خلاق في غير تكلف. كان سريع التصرف بالكرة لأنه أعد لها سلفا ما يسبر غورها. أسلوبه خليط بين أسلوب برعي رحمه الله وأسلوب سليمان فارس (السد العالي الأصلي رحمه الله). يلعب لصالح المجموعة ولا تهمه نفسه بل يهمه الفريق الذي شغفه حبا. إستمعت منذ أمد لحديث لوالدة العجب (يرحمها الله) قالت فيه إنها ومنذ أن ولدت فيصل كانت تتمني أن يصير لاعب كرة قدم وأن يلعب لفريق المريخ. تلك المريخية إستجاب الله دعاءها وكافأها بأن صار فيصل العجب، ليس فقط لاعب كرة، ولكن لاعب كرة يحاكي الرعيل الأول في فنه وإبداعه وإمتاع جمهوره وكل من شاهده.. يصول في الميدان بطوله الفارغ ورزانته المعهودة كسفينة تمخر عباب البحر في زهو وكبرياء. يتوج كل ذلك خلق قويم وحسن معشر وحلم وأناة وترفع عن الصغائر والنأي عن التعصب وسفاسف الأمور وكأني به يترجم بالفعل قول الإمام علي رضي الله عنه: (لا تظنن بكلمة خرجت من أحدهم سوءا إن كنت تجد لها في الخير محملا). قضي فيصل زهرة شبابه في المريخ وأعطاه وأعطي المنتخب ما لم يعطهما أحد قبله ومع ذلك حدث ما حدث؛ ويالشناعة ما حدث ويالفظاعة ما حدث وياأسفاه علي ما حدث. أمينا وإخلافا وغدرا وخسة***أشخصا لحت لي أم مخازيا !!
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان!؟ هل هذا جزاء من قضي ستة عشر عاما في خدمة المريخ !؟ قلتم من قريب إنه الملك فيصل والسلطان عبد الحميد والمرجيحة وقلتم..وقلتم وفجأة بلغ الملك من الكبر عتيا؛ وأوحي اللوردات إلي الأبواق أن تضرب علي ذلك الوتر (ويعجبوك أولاد كرشاف كلو بتمنو). لأكثر من شهرين لم تقع عيني في هذا الشأن إلا علي ما يدفع بإمعاء المرء إلي حلقومه. قال بأنه يستطيع أن يعطي لعامين، فاللاعب يحكم عليه بأدائه لا بعمره. روجيه ميلا لعب لمنتخب الكاميرون وهو في الخامسة والأربعين، فهل كثر عليكم أيها اللوردات المتهجمين علي الرياضة أن تجيبوه إلي طلبه وكشفكم زاخر باللاعبين الذين هم تمومة عدد ليس أكثر- EXPLETIVES- !؟ أستطيع أن أعدد أكثر من سبعة لاعبين حتي بعد تجديد الدماء (أو تجميد الدماء) يفوقهم فيصل العجب نفعا بفراسخ. (قالوا أدي الخبز لخبازو!! وانحنا متين اشتغلنا بالخباز !؟).
لقد خرج العجب من تلك المحنة منتصرا علي ناكري الجميل وعديمي الوفاء من القبيلة الصفراء ومنتصرا أيضا علي أصحاب الجهالة والخواء الفكري المتمثل في بعض أقطاب القبيلة الزرقاء الذين سعوا لأن يقبر العجب نفسه والله من وراء القصد. العجيب في الأمر أن من مدحوا أو قدحوا في هيثم والعجب ليسوا من الرجرجة والعطالي وماسحي الأحذية ولكن منبع ذلك التناقض هم فطاحلة وغلاة صحافتنا الرياضية. لقد غاض الوفاء وأصبح عملة نادرة كالغول والعنقاء والخل الوفي. فيا أخي العجب لا عزاء لك سوي قولي لك: عند الله جزاك.
حاشية: والظلم من شيم النفوس***فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
عبد الله مسعود
نائب سكرتير الهلال في السبعينات
الرياض المملكة العربية السعودية
4/8/1434هـ
13/6/2013م
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019