باسيرو وأهلي شندي.. صفقة أفشلتها عدم مرونة الإدارة..!
تابعت كل الفعل ومجمل ردوده في قضية إنتقال اللاعب المالي باسيرو بامبا من أهلي شندي للمريخ، وكيف انهارت الصفقة في اللحظات الأخيرة بعد أن تابعها الجمهور الرياضي بمزيد من الإهتمام لأكثر من أربعة أيام، منذ أن كانت إرهاصات وحتى شارفت على الإكتمال ومن ثم إنهارت قبل دقيقة واحدة من قفل باب الإنتقالات، وحتى تعليق الأستاذ صلاح إدريس في مقاله أمس، حيث أكد براءته من كل الإتهامات التي نسبت إليه من بعض كتاب النادي الأزرق وعلى رأسهم طبعاً الرشيد علي عمر والذي كتب قبل أيام متهماً إياه بمنح المريخ الأولوية في تسويق باسيرو ليأتي التفنيد عبر مقال إدريس أمس وهو خير من يدافع عن نفسه من الإداريين، ورجل يمتاز بالوضوح.. مع شجاعة كافية تحصنه من عادة الكذب التي أصبحت مثل المساحيق وأدوات التجميل لدى غالبية الإداريين في الأندية الكبيرة.
وضح بمالايدع مجالاً للشك من خلال كل التفاصيل التي وردت عن هذا الموضوع أن إدارة النادي الأهلي قد فشلت في التعامل مع الموضوع بالمرونة التي يستحق، وربما كان الخطأ في أنهم قد عمدوا إلى توسيع قاعدة التشاور حتى أزف الوقت، وهم أدرى من غيرهم بأهمية الفكر التسويقي، ومعنى أن تكون خزينة النادي مليئة، أو على الأٌقل متحركة، لأنهم أحدث الأعضاء في نادي سفراء الكرة السودانية الذين يمثلونها في المحافل الخارجية، ويعرفون مدى أهمية المال عندما يكون في انتظارهم رحلة إلى دولة من دول القارة.. ومع ذلك فشلوا في تحديد موقفهم من الصفقة وانتظروا الصحف اليومية في شندي حتى تبدر منهم ردة الفعل، فكانت النتيجة أن خسروا أكثر من ثلاثمائة مليون جنيه كانت ستوفر الكثير من المعاناة في بنود مهمة أهمها التسيير، والأكثر إيلاماً في الموضوع.. بالنسبة لأنصار النادي طبعاً.. أن باسيرو سيخرج من نطاق الخدمة رسمياً بعد ستة أشهر فقط بدون أن يكسب النادي (فلساً) واحداً وبعد أن كان متاحاً لهم إدخال ثلاثمائة مليون إلى خزينة النادي، وبالتالي يكون النادي الأهلي قد كرر خطأ الموردة في لاعبها السابق أمير كمال عندما رفضت إطلاق سراحه للمريخ مقابل مبلغ خرافي قياساً بإمكانيات الموردة، وكانت أسباب الرفض غير مقنعة مالم تكن واهية ومثيرة للضحك لأن اللاعب قد ذهب إلى المريخ مجاناً بعد ستة أشهر فقط.. !
القضية تثبت حقيقة واحدة ومهمة وهي أن صلاح إدريس بعقليته المتمرسة، وخبراته في الإدارة الكروية يمثل 90% من نجاحات الأهلي شندي، وإدارة النادي فيما يبدو لا تعترف بهذه الحقيقة لذلك أرادت التصرف في هذا الموضوع لوحدها وإقصاء العراب فكانت النتيجة أنها فشلت وخسرت مئات الملايين بسبب عدم مرونتها ومتابعتها ومواكبتها للفكر الكروي الحديث لأن اللاعب المالي سيكون لاعباً في صفوف المريخ بعد ستة أشهر بدون (قرش ولا تعريفه) وهو ما يؤكد صحة ماذهبنا إليه.. أما السادة في نادي النيل الحصاحيصا فيبدو أن الغفوة والإستكانة قد نالت منهم، أو أن بعضهم قد صدق أنه فيلسوف الكرة السودانية في عصرها الحديث فأصبحوا يقلبون النظريات ويجربونها في فريقهم حتى أصبح يقبع الآن في قاع ترتيب الفرق مرشحاً للهبوط من الممتاز، بعد أن وصل مرحلة تمثيلها في المحافل الخارجية، وكان التجديد مع باسيرو بامبا لا يكلف أكثر من الثمن الذي دفع في علاء الدين طياره وعادل بخاري وغيره.. ومع ذلك تركوه يذهب متجاهلين كل الأصوات التي طالبت بإستمراره في قيادة وسط الفريق بعد ستة أشهر نموذجية قضاها معهم.. وبعده استمر النزيف حتى وصل الفريق حد المعاناة بسبب عدم مرونة الإدارة وفلسفتها الزائدة في مسائل التحتمل أكثر من أبيض وأسود.
رضيت هذه الإدارات أم لم ترض.. فهي تحقق الكثير من المكاسب ولكنها تخسر كل ما كسبته في غمرة أفراحها ومهرجاناتها، وهي في ذلك مثل الفريق الذي يحرز هدفاً وينغمس في أفراح هستيرية على أرضه.. فيستغل الخصم هذه الغفلة فيلعب الكرة ليحرز التعادل.. والقوم مازالوا في احتفالاتهم بالهدف الأول..!
المريخ لم يخسر بعدم إنضمام باسيرو إليه في التكميلية الأخيرة، فهو سيكمل الدوري وبه جيش من لاعبي الوسط أقلهم مستوى مؤهل لأداء الواجب في الدوري الممتاز ومساعدة الفريق على استعادة اللقب، كما أن استمرار باسيرو نفسه مع الأهلي شندي لا يعني أن الفريق سيكون بطلاً للمتاز.. وهذا ليس تقليلاً من شأن الشنداوية طبعاً.. ولكن مايزال هنالك مشوار طويل وجهد كبير وعمل مضني ينتظر النادي وتحديات جمة حتى يتحدث بلغة البطولات.. وأولى تلك التحديات أن ينجحوا في الخروج من جلباب صلاح إدريس.. ويقدموا كوادراً تستطيع التعامل مع الأحداث بمرونة بعيداً عن المؤثرات الخارجية.. بعدها سنقول أن الأهلي جاهز ليكون بطلاً للممتاز السوداني..!
تابعت كل الفعل ومجمل ردوده في قضية إنتقال اللاعب المالي باسيرو بامبا من أهلي شندي للمريخ، وكيف انهارت الصفقة في اللحظات الأخيرة بعد أن تابعها الجمهور الرياضي بمزيد من الإهتمام لأكثر من أربعة أيام، منذ أن كانت إرهاصات وحتى شارفت على الإكتمال ومن ثم إنهارت قبل دقيقة واحدة من قفل باب الإنتقالات، وحتى تعليق الأستاذ صلاح إدريس في مقاله أمس، حيث أكد براءته من كل الإتهامات التي نسبت إليه من بعض كتاب النادي الأزرق وعلى رأسهم طبعاً الرشيد علي عمر والذي كتب قبل أيام متهماً إياه بمنح المريخ الأولوية في تسويق باسيرو ليأتي التفنيد عبر مقال إدريس أمس وهو خير من يدافع عن نفسه من الإداريين، ورجل يمتاز بالوضوح.. مع شجاعة كافية تحصنه من عادة الكذب التي أصبحت مثل المساحيق وأدوات التجميل لدى غالبية الإداريين في الأندية الكبيرة.
وضح بمالايدع مجالاً للشك من خلال كل التفاصيل التي وردت عن هذا الموضوع أن إدارة النادي الأهلي قد فشلت في التعامل مع الموضوع بالمرونة التي يستحق، وربما كان الخطأ في أنهم قد عمدوا إلى توسيع قاعدة التشاور حتى أزف الوقت، وهم أدرى من غيرهم بأهمية الفكر التسويقي، ومعنى أن تكون خزينة النادي مليئة، أو على الأٌقل متحركة، لأنهم أحدث الأعضاء في نادي سفراء الكرة السودانية الذين يمثلونها في المحافل الخارجية، ويعرفون مدى أهمية المال عندما يكون في انتظارهم رحلة إلى دولة من دول القارة.. ومع ذلك فشلوا في تحديد موقفهم من الصفقة وانتظروا الصحف اليومية في شندي حتى تبدر منهم ردة الفعل، فكانت النتيجة أن خسروا أكثر من ثلاثمائة مليون جنيه كانت ستوفر الكثير من المعاناة في بنود مهمة أهمها التسيير، والأكثر إيلاماً في الموضوع.. بالنسبة لأنصار النادي طبعاً.. أن باسيرو سيخرج من نطاق الخدمة رسمياً بعد ستة أشهر فقط بدون أن يكسب النادي (فلساً) واحداً وبعد أن كان متاحاً لهم إدخال ثلاثمائة مليون إلى خزينة النادي، وبالتالي يكون النادي الأهلي قد كرر خطأ الموردة في لاعبها السابق أمير كمال عندما رفضت إطلاق سراحه للمريخ مقابل مبلغ خرافي قياساً بإمكانيات الموردة، وكانت أسباب الرفض غير مقنعة مالم تكن واهية ومثيرة للضحك لأن اللاعب قد ذهب إلى المريخ مجاناً بعد ستة أشهر فقط.. !
القضية تثبت حقيقة واحدة ومهمة وهي أن صلاح إدريس بعقليته المتمرسة، وخبراته في الإدارة الكروية يمثل 90% من نجاحات الأهلي شندي، وإدارة النادي فيما يبدو لا تعترف بهذه الحقيقة لذلك أرادت التصرف في هذا الموضوع لوحدها وإقصاء العراب فكانت النتيجة أنها فشلت وخسرت مئات الملايين بسبب عدم مرونتها ومتابعتها ومواكبتها للفكر الكروي الحديث لأن اللاعب المالي سيكون لاعباً في صفوف المريخ بعد ستة أشهر بدون (قرش ولا تعريفه) وهو ما يؤكد صحة ماذهبنا إليه.. أما السادة في نادي النيل الحصاحيصا فيبدو أن الغفوة والإستكانة قد نالت منهم، أو أن بعضهم قد صدق أنه فيلسوف الكرة السودانية في عصرها الحديث فأصبحوا يقلبون النظريات ويجربونها في فريقهم حتى أصبح يقبع الآن في قاع ترتيب الفرق مرشحاً للهبوط من الممتاز، بعد أن وصل مرحلة تمثيلها في المحافل الخارجية، وكان التجديد مع باسيرو بامبا لا يكلف أكثر من الثمن الذي دفع في علاء الدين طياره وعادل بخاري وغيره.. ومع ذلك تركوه يذهب متجاهلين كل الأصوات التي طالبت بإستمراره في قيادة وسط الفريق بعد ستة أشهر نموذجية قضاها معهم.. وبعده استمر النزيف حتى وصل الفريق حد المعاناة بسبب عدم مرونة الإدارة وفلسفتها الزائدة في مسائل التحتمل أكثر من أبيض وأسود.
رضيت هذه الإدارات أم لم ترض.. فهي تحقق الكثير من المكاسب ولكنها تخسر كل ما كسبته في غمرة أفراحها ومهرجاناتها، وهي في ذلك مثل الفريق الذي يحرز هدفاً وينغمس في أفراح هستيرية على أرضه.. فيستغل الخصم هذه الغفلة فيلعب الكرة ليحرز التعادل.. والقوم مازالوا في احتفالاتهم بالهدف الأول..!
المريخ لم يخسر بعدم إنضمام باسيرو إليه في التكميلية الأخيرة، فهو سيكمل الدوري وبه جيش من لاعبي الوسط أقلهم مستوى مؤهل لأداء الواجب في الدوري الممتاز ومساعدة الفريق على استعادة اللقب، كما أن استمرار باسيرو نفسه مع الأهلي شندي لا يعني أن الفريق سيكون بطلاً للمتاز.. وهذا ليس تقليلاً من شأن الشنداوية طبعاً.. ولكن مايزال هنالك مشوار طويل وجهد كبير وعمل مضني ينتظر النادي وتحديات جمة حتى يتحدث بلغة البطولات.. وأولى تلك التحديات أن ينجحوا في الخروج من جلباب صلاح إدريس.. ويقدموا كوادراً تستطيع التعامل مع الأحداث بمرونة بعيداً عن المؤثرات الخارجية.. بعدها سنقول أن الأهلي جاهز ليكون بطلاً للممتاز السوداني..!
