• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
اماسا

زووم

اماسا

 4  0  2053
اماسا
زووم
الجيش والأمن.. شراكات في مهب الريح..!
لا أعرف كثيراً عن تفاصيل الشراكة بين الخرطوم الوطني والأمن والمخابرات، ولم تتح لنا فرصة الإطلاع على ما جرى في الكواليس من أجل الوصول إلى عناق بين الأهلي الخرطومي والجيش السوداني.. ولكنني أريد فتح باب النقاش في القضية من حيث أنها شراكة رياضية تقوم على فكر وأسس، وتنسب إلى أصول ليس من بينها المكتشف حديثاً حتى تستوعب الإجتهادات، فنحن في محيط شهد الكثير من التجارب على النطاقين الأفريقي والعربي، وهنالك فرق كثيرة تحمل إسم الجيش في القارة الأفريقية، كما أن هنالك شركات ولدت من رحم مؤسسات إقتصادية ذات ثقل وكانت لها نجاحاتها، وأخرى ولدت أيضاً من رحم مؤسسات الدولة من ضرائب وجيش وبوليس وتأمينات في يوغندا وانجولا ونيجيريا ومصر وقطر والمغرب، وعندما نقول أنها (شراكة) أو (رعاية) فإن الوضع يختلف تماماً من حمل الإسم، فالأولى ترتبط بأبعاد وقيمة (إعلانية) تفرض على الفريق الذي يدخل في شراكة مع المؤسسة الإقتصادية او العسكرية ان يوصل رسالة محددة للمتلقي أو الجمهور.. وهي إما أن تكون ذات مردود تجاري إقتصادي، أو أنها رسالة أدبية تعبوية متعلقة بجوانب أخرى، منها ما هو معلن، ومنها ماهو مخفي.. ولكننا هنا نتحدث عن الرياضة، وفي ميدان يتطلب الشفافية في أقصى معانيها.
مؤسسات الجيش وكل الوحدات ذات الصبغة العسكرية، وما يتبع للدولة هي أملاك عامة، وأملاكها حتماً هي أموال عامة تنطبق عليها ماينطبق على أموال الضرائب والزكاة وغيرها، وللجميع حق فيها بالتساوي، عندما يخصص جزء منها لرعاية الرياضة أو لإدارة الانشطة الرياضية لا يمضي الامر إلا عبر معيار ثابت وواضح، لذلك أدخل مباشرة في الشراكة التي وقعت بين الخرطوم الوطني وجهاز الامن والمخابرات، فإذا اعتبرنا ان المردود العائد على النادي مادي هم بحاجة إليه، فما هو الشيء المستفاد بالنسبة لهذا الجهاز الحساس الذي يعتبر من عصب الدولة الرئيسية من رعاية نادي لا يملك قاعدة جماهيرية، وفي نفس الوقت ليس من الأندية الفقيرة، بمعنى انه ليس أحوج من الاندية الأخرى، خاصة وأن هنالك أندية تنتمي لولايات منكوبة وينفق عليها الولاة خصماً على أموال التنمية والصحة، وعلى حساب خدمات أساسية، فضلاً عن أنها ولايات تعاني من فجوات غذائية.
نفس الشيء ينطبق على شراكة الجيش مع النادي الأهلي، فهما شراكات قائمة على اللاشيء، فالجيش ليس بحاجة إلى رعاية فريق لأنه ليس بمؤسسة ربحية تبحث عن دعاية وإعلان مع أية جهة اخرى، مع الإعتراف بحقه في إمتلاك فريق كرة قدم أسوة بالنسور الذي تمتلكه الشرطة، وأستدل هنا بجانب مهم في التجربتين.. فنادي النسور نادٍ نشأ من صلب الشرطة وروحها، وحقق نجاحاً بني على فكر ومثابرة وصبر أهلت القائمين على أمره وعلى رأسهم العميد مكي عبد القادر مصطفى الصعود بالفريق إلى الأضواء الآن، ولكن شراكة الأمن والمخابرات مع الخرطوم من ناحية، والجيش مع الاهلي من ناحية اخرى ستظل بتلك المعايير في مهب الريح.. لأن المصلحة المتبادلة هنا غير واضحة، ومدى إستمرار العلاقة غير واضح لأن شكلها وإطارها أيضاً غير محدد.. فضلاً عن الجوانب المظلمة في الموضوع.. فإذا كانت المسألة مختصرة في رعاية.. فكل الاندية السودانية بحاجة إلى رعاية، ولكن لو كانت هذه المؤسسات تبحث عن تمثيل فهنالك طرق أخرى لتحقيق ذلك، فقد كان للجيش وحتى وقت قريب جداً دوري يضاهي دوري الخرطوم عندما كان في أوجه، يضم أميز نجوم الكرة السودانية من الاندية الكبيرة التي في الولايات والعاصمة، ولطالما كان ذلك الدوري معيناً صافياً يمد القمة بالنجوم المميزين الأقوياء، لدرجة أنني لا أذكر نجماً جاء للمريخ أو الهلال من دوري الجيش وفشل في الإستمرار.. كدليل على قوة ذلك الدوري.. لذلك أؤكد مجدداً أن إعادة ذلك الدوري كان أجدى وأفيد من رعاية فريق واحد.. إعلامياً وإقتصادياً وحتى إجتماعياً.. وسنعود لهذه القضية.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيف الدين خواجة 05-25-2013 09:0
    اخي ابو عاقله هذه هي القضايا الجوهرية التي يجب علي الصحفيين مناقشتهما لان فوائدها واقعا وتثقيفا ولكن في حال السودان هذا هل نبحث عن الجوهر في بلد تائه في بجر لجي متلاطم الامواج وظلمات بعضها فوق بعض والمساله كلها خرمجةليس الا ولكن واصل هذه الجواهر عسي ولعل ينصلح الحال وكلها فلوس مطبوعة من غير تغطية او انتاج او خدمات وما قضيتك السابقه الا اكبر دليل علي ما نقول وهو في النهاية يؤثر تاثير مباشر علي نسبة التضخم التي هلكت البلاد والعباد !!!
  • #3
    ابوبكر 05-24-2013 03:0
    لا يوجد فرق بين رعاية الشرطة للنسور ورعاية الأمن والجيش للخرطوم والاهلي ...فمبدا الرعاية غير مفهوم لكليهما خاصة جميعهم لا يحملون اسمائهم....
  • #4
    عاشق الهلال 05-24-2013 10:0
    لا ادرى كيف فات على فطنة الاستاذ ان الامن و الجيش يسعيان الى تجميل وجههما القبيح الاول بما ارتكبه فى حق المواطن من ارهاب و تعذيب و لثانى ما سببه من قتل و دمار وسط افراد الشعب السودانى و ارجو الا تتحدث عن دور الجيش فى حماية الوطن لانه ببساطة هذا الجيش متخصص فى محاربة المواطنين فحلايب محتلة و الفشقة محتلة و منطقة مثلث جرط محتله فهل اطلق جيشنا جيش الهنا طلقة واحدة من اجل تحرير اى منها وان كنت او غيرك يعلم بان الجيش صد عدوانا اجنبيا واحدا على البلاد فليفدنا ،،، عموما سعى الطرفين لتجميل وجههما مفهوم و لكن غير المفهوم هو دعم الامن المستتر للمريخ و الدليل رجل الاعمال الرقم مقدم أمن عبد الباسط
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019