زووم
الجيش والأمن.. شراكات في مهب الريح..!
لا أعرف كثيراً عن تفاصيل الشراكة بين الخرطوم الوطني والأمن والمخابرات، ولم تتح لنا فرصة الإطلاع على ما جرى في الكواليس من أجل الوصول إلى عناق بين الأهلي الخرطومي والجيش السوداني.. ولكنني أريد فتح باب النقاش في القضية من حيث أنها شراكة رياضية تقوم على فكر وأسس، وتنسب إلى أصول ليس من بينها المكتشف حديثاً حتى تستوعب الإجتهادات، فنحن في محيط شهد الكثير من التجارب على النطاقين الأفريقي والعربي، وهنالك فرق كثيرة تحمل إسم الجيش في القارة الأفريقية، كما أن هنالك شركات ولدت من رحم مؤسسات إقتصادية ذات ثقل وكانت لها نجاحاتها، وأخرى ولدت أيضاً من رحم مؤسسات الدولة من ضرائب وجيش وبوليس وتأمينات في يوغندا وانجولا ونيجيريا ومصر وقطر والمغرب، وعندما نقول أنها (شراكة) أو (رعاية) فإن الوضع يختلف تماماً من حمل الإسم، فالأولى ترتبط بأبعاد وقيمة (إعلانية) تفرض على الفريق الذي يدخل في شراكة مع المؤسسة الإقتصادية او العسكرية ان يوصل رسالة محددة للمتلقي أو الجمهور.. وهي إما أن تكون ذات مردود تجاري إقتصادي، أو أنها رسالة أدبية تعبوية متعلقة بجوانب أخرى، منها ما هو معلن، ومنها ماهو مخفي.. ولكننا هنا نتحدث عن الرياضة، وفي ميدان يتطلب الشفافية في أقصى معانيها.
مؤسسات الجيش وكل الوحدات ذات الصبغة العسكرية، وما يتبع للدولة هي أملاك عامة، وأملاكها حتماً هي أموال عامة تنطبق عليها ماينطبق على أموال الضرائب والزكاة وغيرها، وللجميع حق فيها بالتساوي، عندما يخصص جزء منها لرعاية الرياضة أو لإدارة الانشطة الرياضية لا يمضي الامر إلا عبر معيار ثابت وواضح، لذلك أدخل مباشرة في الشراكة التي وقعت بين الخرطوم الوطني وجهاز الامن والمخابرات، فإذا اعتبرنا ان المردود العائد على النادي مادي هم بحاجة إليه، فما هو الشيء المستفاد بالنسبة لهذا الجهاز الحساس الذي يعتبر من عصب الدولة الرئيسية من رعاية نادي لا يملك قاعدة جماهيرية، وفي نفس الوقت ليس من الأندية الفقيرة، بمعنى انه ليس أحوج من الاندية الأخرى، خاصة وأن هنالك أندية تنتمي لولايات منكوبة وينفق عليها الولاة خصماً على أموال التنمية والصحة، وعلى حساب خدمات أساسية، فضلاً عن أنها ولايات تعاني من فجوات غذائية.
نفس الشيء ينطبق على شراكة الجيش مع النادي الأهلي، فهما شراكات قائمة على اللاشيء، فالجيش ليس بحاجة إلى رعاية فريق لأنه ليس بمؤسسة ربحية تبحث عن دعاية وإعلان مع أية جهة اخرى، مع الإعتراف بحقه في إمتلاك فريق كرة قدم أسوة بالنسور الذي تمتلكه الشرطة، وأستدل هنا بجانب مهم في التجربتين.. فنادي النسور نادٍ نشأ من صلب الشرطة وروحها، وحقق نجاحاً بني على فكر ومثابرة وصبر أهلت القائمين على أمره وعلى رأسهم العميد مكي عبد القادر مصطفى الصعود بالفريق إلى الأضواء الآن، ولكن شراكة الأمن والمخابرات مع الخرطوم من ناحية، والجيش مع الاهلي من ناحية اخرى ستظل بتلك المعايير في مهب الريح.. لأن المصلحة المتبادلة هنا غير واضحة، ومدى إستمرار العلاقة غير واضح لأن شكلها وإطارها أيضاً غير محدد.. فضلاً عن الجوانب المظلمة في الموضوع.. فإذا كانت المسألة مختصرة في رعاية.. فكل الاندية السودانية بحاجة إلى رعاية، ولكن لو كانت هذه المؤسسات تبحث عن تمثيل فهنالك طرق أخرى لتحقيق ذلك، فقد كان للجيش وحتى وقت قريب جداً دوري يضاهي دوري الخرطوم عندما كان في أوجه، يضم أميز نجوم الكرة السودانية من الاندية الكبيرة التي في الولايات والعاصمة، ولطالما كان ذلك الدوري معيناً صافياً يمد القمة بالنجوم المميزين الأقوياء، لدرجة أنني لا أذكر نجماً جاء للمريخ أو الهلال من دوري الجيش وفشل في الإستمرار.. كدليل على قوة ذلك الدوري.. لذلك أؤكد مجدداً أن إعادة ذلك الدوري كان أجدى وأفيد من رعاية فريق واحد.. إعلامياً وإقتصادياً وحتى إجتماعياً.. وسنعود لهذه القضية.
الجيش والأمن.. شراكات في مهب الريح..!
لا أعرف كثيراً عن تفاصيل الشراكة بين الخرطوم الوطني والأمن والمخابرات، ولم تتح لنا فرصة الإطلاع على ما جرى في الكواليس من أجل الوصول إلى عناق بين الأهلي الخرطومي والجيش السوداني.. ولكنني أريد فتح باب النقاش في القضية من حيث أنها شراكة رياضية تقوم على فكر وأسس، وتنسب إلى أصول ليس من بينها المكتشف حديثاً حتى تستوعب الإجتهادات، فنحن في محيط شهد الكثير من التجارب على النطاقين الأفريقي والعربي، وهنالك فرق كثيرة تحمل إسم الجيش في القارة الأفريقية، كما أن هنالك شركات ولدت من رحم مؤسسات إقتصادية ذات ثقل وكانت لها نجاحاتها، وأخرى ولدت أيضاً من رحم مؤسسات الدولة من ضرائب وجيش وبوليس وتأمينات في يوغندا وانجولا ونيجيريا ومصر وقطر والمغرب، وعندما نقول أنها (شراكة) أو (رعاية) فإن الوضع يختلف تماماً من حمل الإسم، فالأولى ترتبط بأبعاد وقيمة (إعلانية) تفرض على الفريق الذي يدخل في شراكة مع المؤسسة الإقتصادية او العسكرية ان يوصل رسالة محددة للمتلقي أو الجمهور.. وهي إما أن تكون ذات مردود تجاري إقتصادي، أو أنها رسالة أدبية تعبوية متعلقة بجوانب أخرى، منها ما هو معلن، ومنها ماهو مخفي.. ولكننا هنا نتحدث عن الرياضة، وفي ميدان يتطلب الشفافية في أقصى معانيها.
مؤسسات الجيش وكل الوحدات ذات الصبغة العسكرية، وما يتبع للدولة هي أملاك عامة، وأملاكها حتماً هي أموال عامة تنطبق عليها ماينطبق على أموال الضرائب والزكاة وغيرها، وللجميع حق فيها بالتساوي، عندما يخصص جزء منها لرعاية الرياضة أو لإدارة الانشطة الرياضية لا يمضي الامر إلا عبر معيار ثابت وواضح، لذلك أدخل مباشرة في الشراكة التي وقعت بين الخرطوم الوطني وجهاز الامن والمخابرات، فإذا اعتبرنا ان المردود العائد على النادي مادي هم بحاجة إليه، فما هو الشيء المستفاد بالنسبة لهذا الجهاز الحساس الذي يعتبر من عصب الدولة الرئيسية من رعاية نادي لا يملك قاعدة جماهيرية، وفي نفس الوقت ليس من الأندية الفقيرة، بمعنى انه ليس أحوج من الاندية الأخرى، خاصة وأن هنالك أندية تنتمي لولايات منكوبة وينفق عليها الولاة خصماً على أموال التنمية والصحة، وعلى حساب خدمات أساسية، فضلاً عن أنها ولايات تعاني من فجوات غذائية.
نفس الشيء ينطبق على شراكة الجيش مع النادي الأهلي، فهما شراكات قائمة على اللاشيء، فالجيش ليس بحاجة إلى رعاية فريق لأنه ليس بمؤسسة ربحية تبحث عن دعاية وإعلان مع أية جهة اخرى، مع الإعتراف بحقه في إمتلاك فريق كرة قدم أسوة بالنسور الذي تمتلكه الشرطة، وأستدل هنا بجانب مهم في التجربتين.. فنادي النسور نادٍ نشأ من صلب الشرطة وروحها، وحقق نجاحاً بني على فكر ومثابرة وصبر أهلت القائمين على أمره وعلى رأسهم العميد مكي عبد القادر مصطفى الصعود بالفريق إلى الأضواء الآن، ولكن شراكة الأمن والمخابرات مع الخرطوم من ناحية، والجيش مع الاهلي من ناحية اخرى ستظل بتلك المعايير في مهب الريح.. لأن المصلحة المتبادلة هنا غير واضحة، ومدى إستمرار العلاقة غير واضح لأن شكلها وإطارها أيضاً غير محدد.. فضلاً عن الجوانب المظلمة في الموضوع.. فإذا كانت المسألة مختصرة في رعاية.. فكل الاندية السودانية بحاجة إلى رعاية، ولكن لو كانت هذه المؤسسات تبحث عن تمثيل فهنالك طرق أخرى لتحقيق ذلك، فقد كان للجيش وحتى وقت قريب جداً دوري يضاهي دوري الخرطوم عندما كان في أوجه، يضم أميز نجوم الكرة السودانية من الاندية الكبيرة التي في الولايات والعاصمة، ولطالما كان ذلك الدوري معيناً صافياً يمد القمة بالنجوم المميزين الأقوياء، لدرجة أنني لا أذكر نجماً جاء للمريخ أو الهلال من دوري الجيش وفشل في الإستمرار.. كدليل على قوة ذلك الدوري.. لذلك أؤكد مجدداً أن إعادة ذلك الدوري كان أجدى وأفيد من رعاية فريق واحد.. إعلامياً وإقتصادياً وحتى إجتماعياً.. وسنعود لهذه القضية.