زووم
مطعم المريخ للوجبات السريعة..!
قرأت ما سطره أستاذي وزميلي مأمون أبوشيبه عبر زاويته المقروءة (قلم في الساحة) قبل ثلاثة أيام تقريباً، وكدت أسقط على الأرض من الضحك، مع قدر من الحيرة والإستغراب بين كل سطر والآخر، فالأخ مأمون معروف بحبه الجارف للمريخ، كما أنه اشتهر بنظرياته الكروية في شئون الفريق وبعض الآراء التي تعبر عما يجيش بدواخله، وما يتمنى عليه المريخ من حال، ولكنه في هذا المقال تحديداً بالغ في تمنياته حتى ظننت أنه يجلس على طاولة في مطعم ويحدد طلباته من (المنيو).. وذلك بعد أن كتب مقدمة عن الفريق وحاجته في التسجيلات المقبلة.. وهذا شيء طبيعي نستمتع به كل سنة كلما اقتربت فترة الإنتقالات، ورغم أن مأمون لم يعد هو ذلك الشخص الذي كان متابعاً ميدانياً مميزاً في التسعينات، عندما كان يشاهد عدداً من المباريات في اليوم الواحد بجانب مباريات المريخ.
الحبيب أبوشيبه في مقاله هذا حدد عدد اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق في فترة الإنتقالات التكميلية، وتحدث عن مواصفات خيالية لهؤلاء اللاعبين، وكانت هذه المواصفات هي مصدر حيرتي، ففي مواصفات المدافع قال مأمون: أن المريخ بحاجة إلى من يجيد إستخدام الأقدام والرأس مع مميزات السرعة والقوة إضافة للطول، وهي مميزات لا توجد إلا في المدافع الفرنسي المعتزل (ليليان تورام)، وتمنى لاعب وسط مقاتل وماهر وفنان وقوي لدعم خط وسط الفريق وهي مميزات لو توافرت في لاعب سوداني أو أفريقي لارتفعت طموحاته إلى مستوى فرق الدوري الإسباني، وحتى في الدوري الإسباني نفسه لن يرضى بأقل من برشلونه وريال مدريد، أما في خط الهجوم فقد (تمنى) الحبيب أبوشيبه في مطعم المريخ للوجبات الخيالية أن تكون المواصفات المطلوبة كالآتي: سريع ومراوغ ويجيد التهديف بكلتا القدمين والرأس أيضاً، وهذا يعني أنه يتعين على المريخ أن يبحث عن الفرنسي بن زيما أو على أضعف تقدير مواطنه المخضرم أنيلكا.. ما لم ينبري أحدهم ليضيف على تلك المواصفات شرطاً يحتم عليه إحراز هدفين أو أكثر من تسديدة واحدة.
لقد أتحفنا أبوشيبة بهذه الطلبات لأنه يحب للمريخ أن يظهر بأفضل حال في المنافسات الخارجية والداخلية معاً.. وهذا ما نتمناه جميعاً، ولكن هنالك بعض المعطيات التي تفرض علينا أن نكون واقعيين وألا نشطح، وخطوط عريضة في عملية الإحلال والإبدال يجب أن نلتزم بها لو أردنا بنيان فريق مميز يعيد الهيبة لهذا الكيان بعد سنوات من سيطرة السماسرة والتخبط ما بين السياسات الإدارية والفنية، والتأرجح ما بين اللاعبين المحليين والأجانب، وهذه الخطوط العريضة من وجهة نظري المتواضعة تتلخص في ضرورة التعامل مع اللاعب المحلي على أساس أنه (خام) يستطيع المريخ أن يتحكم في صناعته في بيئته مع كل ما تتوفر من إمكانيات وقدرات فنية وإستقرار، وهذا يعني أن يأتي بلاعب صغير السن موهوب وغير مستهلك، وإعلان الخروج على مبدأ الإستعاضة بلاعب كبير بآخر لا يقل عنه سناً، نأتي بهيثم مصطفى ليخلف فيصل العجب مثلاً، فهذه طريقة لا تصنع فريقاً للبطولات، كما أن التجارب العلمية قد أثبتت أن اللاعب الصغير يحقق نمواً أفضل في المستويات البدنية والذهنية، وحتى عندما يتعرض للإصابة تكون فرص إستشفائه أسرع وأسهل من نظيره المخضرم الذي عركته الملاعب وخبرته الميادين مهما كانت موهبته، فضلاً عن أنه لا يستطيع أن يتجاوز بمخزونه اللياقي سقفاً محدداً يتأثر سلباً كلما تقدم به العمر..!
محلياً يوجد لاعبين مميزين في الدرجتين الأولى والثانية، تتوفر فيهم أسباب التطور السريع على هدى نجوم وأساطير جاءوا من ذات الدرجات من أمثال كمال عبد الوهاب وجمال أبوعنجه وكمال عبد الغني وعاطف القوز وغيرهم، ولكن يبدو الفرق هنا في المتابعين والكشافين، إذ أن السابقين كانوا يحبون كرة القدم من اجل المتعة التي تتوافر في مشاهدتها، لذلك كانوا يتابعون المواهب في تلك الدوريات ويأتون بالموهبة متى أقنعت، أما الآن فنجد أن أهل المريخ مثلاً يتهامسون بحديث عن مرتضى حارس مرمى الأمل العطبراوي، ومدافع الأهلي الخرطومي علي ميرغني.. فهما من وجهة نظري من المستويات التي تستحق الثناء، ولكن الفترة التي كانوا يستحقون فيها الإنضمام للمريخ قد مضت منذ سنوات، والذين تحدثوا عنهما ربما لا يعرفون أن مرتضى هو نفسه دفعة جندي نميري في أشبال المريخ، ومن زامل فيصل عجب وإدوارد جلدو وجعفر الأمين لاعب العباسية والهلال الأسبق والأسترالي الجنسية الآن في فريق البيبسي كولا الأسطوري في أول بطولة صالات مغطاة في التسعينات.. أما علي جعفر فإنني أطالب أبوشيبة بمراجعة مقالاتي بالصدى في موسم 2006 2007.. ووقتها كان في صفوف الجريف بالدرجة الأولى، وعمره لا يتجاوز الـ24 سنه..! وعلى ذلك قس...!
مطعم المريخ للوجبات السريعة..!
قرأت ما سطره أستاذي وزميلي مأمون أبوشيبه عبر زاويته المقروءة (قلم في الساحة) قبل ثلاثة أيام تقريباً، وكدت أسقط على الأرض من الضحك، مع قدر من الحيرة والإستغراب بين كل سطر والآخر، فالأخ مأمون معروف بحبه الجارف للمريخ، كما أنه اشتهر بنظرياته الكروية في شئون الفريق وبعض الآراء التي تعبر عما يجيش بدواخله، وما يتمنى عليه المريخ من حال، ولكنه في هذا المقال تحديداً بالغ في تمنياته حتى ظننت أنه يجلس على طاولة في مطعم ويحدد طلباته من (المنيو).. وذلك بعد أن كتب مقدمة عن الفريق وحاجته في التسجيلات المقبلة.. وهذا شيء طبيعي نستمتع به كل سنة كلما اقتربت فترة الإنتقالات، ورغم أن مأمون لم يعد هو ذلك الشخص الذي كان متابعاً ميدانياً مميزاً في التسعينات، عندما كان يشاهد عدداً من المباريات في اليوم الواحد بجانب مباريات المريخ.
الحبيب أبوشيبه في مقاله هذا حدد عدد اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق في فترة الإنتقالات التكميلية، وتحدث عن مواصفات خيالية لهؤلاء اللاعبين، وكانت هذه المواصفات هي مصدر حيرتي، ففي مواصفات المدافع قال مأمون: أن المريخ بحاجة إلى من يجيد إستخدام الأقدام والرأس مع مميزات السرعة والقوة إضافة للطول، وهي مميزات لا توجد إلا في المدافع الفرنسي المعتزل (ليليان تورام)، وتمنى لاعب وسط مقاتل وماهر وفنان وقوي لدعم خط وسط الفريق وهي مميزات لو توافرت في لاعب سوداني أو أفريقي لارتفعت طموحاته إلى مستوى فرق الدوري الإسباني، وحتى في الدوري الإسباني نفسه لن يرضى بأقل من برشلونه وريال مدريد، أما في خط الهجوم فقد (تمنى) الحبيب أبوشيبه في مطعم المريخ للوجبات الخيالية أن تكون المواصفات المطلوبة كالآتي: سريع ومراوغ ويجيد التهديف بكلتا القدمين والرأس أيضاً، وهذا يعني أنه يتعين على المريخ أن يبحث عن الفرنسي بن زيما أو على أضعف تقدير مواطنه المخضرم أنيلكا.. ما لم ينبري أحدهم ليضيف على تلك المواصفات شرطاً يحتم عليه إحراز هدفين أو أكثر من تسديدة واحدة.
لقد أتحفنا أبوشيبة بهذه الطلبات لأنه يحب للمريخ أن يظهر بأفضل حال في المنافسات الخارجية والداخلية معاً.. وهذا ما نتمناه جميعاً، ولكن هنالك بعض المعطيات التي تفرض علينا أن نكون واقعيين وألا نشطح، وخطوط عريضة في عملية الإحلال والإبدال يجب أن نلتزم بها لو أردنا بنيان فريق مميز يعيد الهيبة لهذا الكيان بعد سنوات من سيطرة السماسرة والتخبط ما بين السياسات الإدارية والفنية، والتأرجح ما بين اللاعبين المحليين والأجانب، وهذه الخطوط العريضة من وجهة نظري المتواضعة تتلخص في ضرورة التعامل مع اللاعب المحلي على أساس أنه (خام) يستطيع المريخ أن يتحكم في صناعته في بيئته مع كل ما تتوفر من إمكانيات وقدرات فنية وإستقرار، وهذا يعني أن يأتي بلاعب صغير السن موهوب وغير مستهلك، وإعلان الخروج على مبدأ الإستعاضة بلاعب كبير بآخر لا يقل عنه سناً، نأتي بهيثم مصطفى ليخلف فيصل العجب مثلاً، فهذه طريقة لا تصنع فريقاً للبطولات، كما أن التجارب العلمية قد أثبتت أن اللاعب الصغير يحقق نمواً أفضل في المستويات البدنية والذهنية، وحتى عندما يتعرض للإصابة تكون فرص إستشفائه أسرع وأسهل من نظيره المخضرم الذي عركته الملاعب وخبرته الميادين مهما كانت موهبته، فضلاً عن أنه لا يستطيع أن يتجاوز بمخزونه اللياقي سقفاً محدداً يتأثر سلباً كلما تقدم به العمر..!
محلياً يوجد لاعبين مميزين في الدرجتين الأولى والثانية، تتوفر فيهم أسباب التطور السريع على هدى نجوم وأساطير جاءوا من ذات الدرجات من أمثال كمال عبد الوهاب وجمال أبوعنجه وكمال عبد الغني وعاطف القوز وغيرهم، ولكن يبدو الفرق هنا في المتابعين والكشافين، إذ أن السابقين كانوا يحبون كرة القدم من اجل المتعة التي تتوافر في مشاهدتها، لذلك كانوا يتابعون المواهب في تلك الدوريات ويأتون بالموهبة متى أقنعت، أما الآن فنجد أن أهل المريخ مثلاً يتهامسون بحديث عن مرتضى حارس مرمى الأمل العطبراوي، ومدافع الأهلي الخرطومي علي ميرغني.. فهما من وجهة نظري من المستويات التي تستحق الثناء، ولكن الفترة التي كانوا يستحقون فيها الإنضمام للمريخ قد مضت منذ سنوات، والذين تحدثوا عنهما ربما لا يعرفون أن مرتضى هو نفسه دفعة جندي نميري في أشبال المريخ، ومن زامل فيصل عجب وإدوارد جلدو وجعفر الأمين لاعب العباسية والهلال الأسبق والأسترالي الجنسية الآن في فريق البيبسي كولا الأسطوري في أول بطولة صالات مغطاة في التسعينات.. أما علي جعفر فإنني أطالب أبوشيبة بمراجعة مقالاتي بالصدى في موسم 2006 2007.. ووقتها كان في صفوف الجريف بالدرجة الأولى، وعمره لا يتجاوز الـ24 سنه..! وعلى ذلك قس...!