• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-18-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1018
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
علل كرة القدم السودانية (4-9)
البطء في التفكيـر و البطء في الحركة :
كرة القدم هي ضرب من الفن هو أقرب إلى العزف على آلة موسيقية أكثر من أي نوع آخر من الألعاب الرياضية. فهي تحتاج إلى التناغم التام بين العقل و الجوارح . فاللاعب الماهر هو الذي يستطيع أن يوجد ذلك التناغم والتفاعل معه في جزء يسير من المساحة الزمنية ، لأنه يعمل عقله في ما يجب عليه أن يفعله قبل أن تصل الكرة إليه . لذا فإن اللاعب الذكي يتحرك في المكان المناسب في كل لحظة يستلم زميل له الكرة فيها ليفسح له المجال في الدفع بالكرة إليه ، ويكون قد قرر سلفا، بعد نظرة خاطفة لأرجاء الملعب شملت مسحا كافيا للزملاء و الخصوم و مواقعهم ، ما هو التصرف الأمثل الذي سيحقق النتيجة المرجوة والمفيدة للفريق. من اللاعبين الذين كانوا يجيدون ذلك المسح الميداني سواء كانت الكرة مع زميل أو تحت أقدامهم : سليمان فارس ، صديق منزول ، برعي ، عمر التوم و يوسف مرحوم . كانوا لا ينظرون إلى الكرة تحت أقدامهم ولكنهم ينظرون إلى الميدان الفسيح أمامهم و يتحسسون الكرة بأقدامهم . فاللاعب الذي يرفع رأسه و ينظر للأمام هو الأقدر على التمرير السليم للكرة للاعب في المكان السليم.
هذا الفكر اللماح و التحرك السريع في أرجاء الملعب بدون كرة هو ما تفتقده الكرة السودانية . اللاعب السوداني بطئ الحركة ، فهو أشبه بالعداء في فريق المبادلة الذي لا ينطلق في المضمار و يمد يده إلى زميله من وراء ظهره و هما يعدوان معا لتناول عصا المبادلة ، بل يقف ملتفتا إليه ليمسك بالعصا و ينطلق بعد أن يكون قد أهدر زمنا ثمينا في تلك العملية يؤدي بالتأكيد إلى فقدان السباق . كذلك عندما يستلم اللاعب السوداني الكرة فإن زميله لا ينطلق ليكسب أرضا و إنما يتجه لزميله يحثه على لعب الكرة له و ربما أتى لأخذها منه . يظهر هذا جليا في الهجمة المرتدة التي تكشف عن بطء واضح في الحركة و بطء أكثر وضوحا في التفكير .
الكرة الحديثة تتطلب سرعة في التفكير تتبعها سرعة في الحركة ، و لعل القارئ قد لاحظ سرعة تفاعل اللاعبين عند بناء الهجمة و سرعة تحركاتهم خاصة عند الهجمة المرتدة في فرق كريال مدريد و برشلونة و تشيلسي و مانشيستر يونايتد على سبيل المثال لا الحصر. تلك الفرق تختزل المسافات بلعب الكرة السريعة الطويلة بدلا من التمريرات العرضية الكثيرة التي تنم عن بطء في التفكير مما يعطل الهجمة . صحيح أن اللعب الدفاعي المحكم أصبح يشكل عقبة أمام اللعب الهجومي و لكن تظل سرعة التفكير و سرعة الحركة هما السبيل الأمثل لخلخلة دفاعات الخصم عن طريق لعب الكرة خذ وهات "ون تو" ، فهي كفيلة بخلخلة أقوى الدفاعات إذا تم تطبيقها في سرعة و إتقان إلى جانب التسديد من مسافات بعيدة لمن لهم باع في ذلك الضرب.
إن لعب الكرة الحديثة هو منظومة متكاملة تتضافر فيها عدة خواص إجتمعت في المهارة و اللياقة و الذكاء و الدهاء و سرعة التفكير و سرعة الحركة و التي يفتقد اللاعب السوداني منها الكثير ما عدا النذر اليسير من اللاعبين الذين لا يتجاوزون أصابع اليد .
أواصل بإذن الله ،،،
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
25/5/1434هـ
6/4/2013م
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019