حصاد الألسن عبدالله مسعود
علل كرة القدم السودانية (3-9)
اللياقة و قوة التحمل:
سأتعرض في هذا الشأن لما يجب أن يكون عليه الحال لإكتساب اللياقة البدنية و قوة التحمل. فمن المسلم به أن سائر أعضاء لاعب كرة القدم تتضافر لإكسابه اللياقة و قوة التحمل و المحافظة عليهما ، و هي مسئولية مشتركة بين مدرب اللياقة البدنية و بين اللاعب . فعلى مدرب اللياقة أن يقوم بتوزيع اللاعبين لمجموعات وفقا لمعدل اللياقة لكل لاعب بحيث تضم كل مجموعة أولئك اللاعبين ذوي اللياقة البدنية المتقاربة ، ليتم رفع معدل اللياقة لكل مجموعة ليصل السقف المحدد من قبل المدرب . إلا أن هذا السقف معرض للتأرجح و الفقدان إذا لم يحافظ اللاعب من جانبه على ذلك المعدل بالإبتعاد عن السهر و الأطعمة غير الصحية و تعاطي الكحول و الدخان بأنواعه المختلفة و العلاقات الجنسية غير الشرعية . كل ذلك هو مسئولية فردية متروكة للاعب و مدى تفاعله مع النهج الإحترافي (سأتعرض للمؤثرات السلبية للياقة وقوة التحمل بالتفصيل حين تناول العناوين الفرعية لكل من العادات الضارة و إنعدام النظام الغذائي السليم) .
أذكر أن مدرب منتخب إيطاليا السابق "دونادوني" أحترف حين كان لاعبا لفترة بنادي الإتحاد السعودي و بعد أسبوع من التمارين طلب منه المدرب الإنخراط في معسكر بالنادي إستعدادا لمباراة دورية مهمة ، فرفض ذلك و قال للمسئولين إنه لاعب محترف و يعي معني الإحتراف و لا حاجة له في الإنضمام لمعسكر يفرض عليه النوم في غرفة واحدة مع لاعب لم يبت ليلة معه و لا يدري عاداته المسائية و ربما أضر ببرنامجه في الراحة و الخلود إلى النوم مما يؤثر سلبا علي لياقته. و فعلا تم إعفاؤه و حضر مساء اليوم التالي ليؤدي المباراة و هو في كامل لياقته . بالطبع نحن نبعد فراسخ عن هذا الفهم المتطور لمعنى الإحتراف ، حيث أن الدول الأخرى قد سبقتنا في مجال الإحتراف الكروي و لذا ما زلنا نمارس عادة تجميع اللاعبين على كره منهم لنلقى على أسماعهم المرة تلو الأخرى أهمية التقيد بقوانين المعسكرات و المحافظة على اللياقة البدنية و لكن لا حياة لمن تنادي.
من التمارين المهمة لزيادة معدل قوة التحمل تمارين توسعة الرئة عن طريق العدو (الجري) الفردي أو الجماعي . فالعدو يساعد على تنظيف الرئة و إتساع رقعتها خاصة إذا تم العدو في الفجر حيث الهواء النقي عندما يتنفس الصبح. لقد أورد أسطورة كرة القدم "بيليه" في مذكراته أنه كان يجري أحيانا 20 كلم بمفرده على شاطئ المحيط ليكتسب قوة التحمل و النفس الطويل بملء رئتيه بالهواء النقي ثم يعود لتناول وجبة خفيفة و كمية كبيرة من الحليب يخلد بعدها لنوم عميق يمتد لثمان ساعات ليلا تزيل عنه كل الرهق و التعب اللذين أصابا منه ذلك اليوم.
نواصل إن شاء الله
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
24/5/1434هـ
5/4/2013م
علل كرة القدم السودانية (3-9)
اللياقة و قوة التحمل:
سأتعرض في هذا الشأن لما يجب أن يكون عليه الحال لإكتساب اللياقة البدنية و قوة التحمل. فمن المسلم به أن سائر أعضاء لاعب كرة القدم تتضافر لإكسابه اللياقة و قوة التحمل و المحافظة عليهما ، و هي مسئولية مشتركة بين مدرب اللياقة البدنية و بين اللاعب . فعلى مدرب اللياقة أن يقوم بتوزيع اللاعبين لمجموعات وفقا لمعدل اللياقة لكل لاعب بحيث تضم كل مجموعة أولئك اللاعبين ذوي اللياقة البدنية المتقاربة ، ليتم رفع معدل اللياقة لكل مجموعة ليصل السقف المحدد من قبل المدرب . إلا أن هذا السقف معرض للتأرجح و الفقدان إذا لم يحافظ اللاعب من جانبه على ذلك المعدل بالإبتعاد عن السهر و الأطعمة غير الصحية و تعاطي الكحول و الدخان بأنواعه المختلفة و العلاقات الجنسية غير الشرعية . كل ذلك هو مسئولية فردية متروكة للاعب و مدى تفاعله مع النهج الإحترافي (سأتعرض للمؤثرات السلبية للياقة وقوة التحمل بالتفصيل حين تناول العناوين الفرعية لكل من العادات الضارة و إنعدام النظام الغذائي السليم) .
أذكر أن مدرب منتخب إيطاليا السابق "دونادوني" أحترف حين كان لاعبا لفترة بنادي الإتحاد السعودي و بعد أسبوع من التمارين طلب منه المدرب الإنخراط في معسكر بالنادي إستعدادا لمباراة دورية مهمة ، فرفض ذلك و قال للمسئولين إنه لاعب محترف و يعي معني الإحتراف و لا حاجة له في الإنضمام لمعسكر يفرض عليه النوم في غرفة واحدة مع لاعب لم يبت ليلة معه و لا يدري عاداته المسائية و ربما أضر ببرنامجه في الراحة و الخلود إلى النوم مما يؤثر سلبا علي لياقته. و فعلا تم إعفاؤه و حضر مساء اليوم التالي ليؤدي المباراة و هو في كامل لياقته . بالطبع نحن نبعد فراسخ عن هذا الفهم المتطور لمعنى الإحتراف ، حيث أن الدول الأخرى قد سبقتنا في مجال الإحتراف الكروي و لذا ما زلنا نمارس عادة تجميع اللاعبين على كره منهم لنلقى على أسماعهم المرة تلو الأخرى أهمية التقيد بقوانين المعسكرات و المحافظة على اللياقة البدنية و لكن لا حياة لمن تنادي.
من التمارين المهمة لزيادة معدل قوة التحمل تمارين توسعة الرئة عن طريق العدو (الجري) الفردي أو الجماعي . فالعدو يساعد على تنظيف الرئة و إتساع رقعتها خاصة إذا تم العدو في الفجر حيث الهواء النقي عندما يتنفس الصبح. لقد أورد أسطورة كرة القدم "بيليه" في مذكراته أنه كان يجري أحيانا 20 كلم بمفرده على شاطئ المحيط ليكتسب قوة التحمل و النفس الطويل بملء رئتيه بالهواء النقي ثم يعود لتناول وجبة خفيفة و كمية كبيرة من الحليب يخلد بعدها لنوم عميق يمتد لثمان ساعات ليلا تزيل عنه كل الرهق و التعب اللذين أصابا منه ذلك اليوم.
نواصل إن شاء الله
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
24/5/1434هـ
5/4/2013م
