السندس الاخضر



روي ملاك قطع الاراضي الزراعية في مشروع سندس حقولهم وبساتينهم المفترضة بدموع اعينهم بعدما عجزت إدارة المشروع في تحويل الحلم الورقي والخرائط الوردية المزهرة التي وزعتها على المغتربين في الخارج الى واقع فعلي . وقفت على مخططات للمشروع السندسي الخضراء وهالني، على الورق طبعا ، الانهار الجارية وبساتين المشمش والتفاح الاخضر والزيتون وحقول الاناناس . هالتني الفلل الفخيمة والشرفات الواسعة والصغار اللاهين على ضفاف النهر الصغير في عمق المشروع . وبعد سنوات اكتشف الحالمون ان المشروع العملاق لا فيه حياء ولا حياة ولا ماء ..مجرد ارض صلبة لا تنبت زيتونا وابا ونخلا كما وعدت الادارة الموقرة.. ذهب مدير المشروع السندسي مقالا الى هيئة الذكر والذاكرين يعلّم عباد الله فرائضهم وسننهم ومضت الادارة الى اخرين لا يدركون شيئا عن حسرات الملاك وقد رحل بعضهم عن الدنيا الجافة الى جنات الخلد حيث السندس الاخضر التي تجري من تحته الانهار . الادارة السابقة الموقرة مازالت تسكب عبراتها في التلفزيون وفي محافل الذكر والذاكرين .. و الادارة اللاحقة تزرع الحقول السندسية بالصمت نذرا للرحمن .. اما الاحياء من متضرري السندس الأخضر فعليهم أن يركبوا خط هيثرو!