ابعدو هذا العجوز

اعود بعد غيبة طويلة للكتابة بعد ان اضناني التعب واخذ منى الرؤية القاتمة نوعا من التأمل على ما يجري في واقعنا المرير على كافة المستويات التي تعيشها بلادنا حيث يعيش فيها الانسان احباطا شل قدراته .وكل المساحيق التي تحاول ان تتجمل بها البلاد يأتي قطرة من ماء النيل ليغسلها وتتبدي لنا المعاناة بكل قسوتها كأن الانسان في هذا السودان المترامى الاطراف قد كتب عليه ان يعيش تحت وطأة النسيان دون ادني اهتمام الا من فئة قليلة تعيش على صنوف البذخ ودونها القتات -زيقول المثل (المال خادم جيد .. لكنه سيد فاسد)وهكذا تدار الامور لدينا ,, وبعيدا عن كل ما يجرى في هذا الوطن الجريح والذي لم يجد حتى الان من ساستنا وقادتنا من يخرجنا من هذا الاحباط

وبعيدا عن هذه السطوة المقيته دعونا نتأمل حال الكرة لدينا وهي كانت الملاذ الذي نلجأ اليه وقت ان تشتد بنا وطأة العيش لنغسل فيها همومنا في ساعات تتهيأ بنا ان نرفد واقعنا الي بعد حين .. ولكن هيهات ان نستلذ بطعم الانتصار الذي يأبى ان يطاوع طموحاتنا رغم صيحات الامل حتى جفت حناجرنا وزادت اوجاعنا
بالامس كنت اغالط نفسي بأن الهلال سيكسر احباطاتنا ويملأ في نفوسنا البهجة والسرور بعرض مهول يلجم به طموحات الفرق الافريقية المغمورة وان طريقه سيصبح سالكا هذا العام بعد ان ابلى بلاءا حسنا في السنوات الماضية وهو يتسيد تصنيفات الكاف والفيفا ويعلن عن نفسه ضمن افضل الفرق الافريقية .. لكن الهلال الذي رأينا منذ عامين ليس هو الهلال الذي تعودنا عليه وهو يدك حصون الفرق الافريقية القوية بمستوياته الراقية .. لكن تغير الحال بعد أن وطأت اقدام المدرب العجوز الفرنسي غارزيتو فاصبح حملا وديعا تلتهمه الذئاب .. وبفعل خططه العقيمة تدحرجنا من البطولة المحببة الي الكونفدرالية وحتى تلك التي كانت على مرمى حجر من نيلها اضاعها هذا العجوز بعناده .. بل انه لم يكتفي بذلك فأقام الدنيا ولم يقعدها وهو يحارب نجوم الفريق وأعمدته الاساسية وتصريحاته النارية وسطوته ليكون صاحب القرار في الهلال بعد ان مهد له مجلس البرير ليفعل بالهلال كيف ما يشاء

ويكفى ما مر به الهلال الذي كاد ان يضيع وينشرخ بسبب السياسات التي ابتعها هذا الفرنسي وهو يعبث بتاريخ الهلال بعد ان طأطأ له البرير رأسه منحييا دون اكتراث للاصوات التي كانت تنذر بالخطر لكنه لم يبالى ..بل انه شن حربا شعواء على كل من يعارضه ويبين له سوءاته فأصبح وحيدا يدير الهلال حسب اهوائه ..فبات الامر الناهي ايضا لايسمع حتى لاعضاء مجلسه والذين فضل اغلبهم ا لابتعاد ليتركو له الجمل بما حمل

حاول البرير ان يجمل سنوات حكمه بتلك المشاريع الخجولة ليذر به الرماد في العيون لكنه لم يستدرك ان جماهير الهلال لايهمها الا كرة القدم والانجازات التي تحققها على الصعيدين المحلي والافريقي فهل عمل البرير من اجل تحقيق طموحات الجماهير الحالمة ببطولة افريقية تروي ظمأه .. لم يفعل وظل يحارب الجماهير بكافة السبل ووصفها بكل الاوصاف البذيئة وهو الذي يستمد قوته من تلك الجماهير التي انقلبت عليه وكادت ان تفتك به لانه اقل قامة من الهلال .. والهلال الذي يحترم ا لديمقراطية افسح له المجال ليتم فترته رغم معرفتها التامة انه لن يحقق لها شيئا

الهلال امس دخل مباراته مع الفريق العاجي وهو يتكيء على المستوى الذي قدمه مع المريخ وهو يجد الاطراء من اعلامنا الضلالي الذي صور ان الهلال فريق لايقهر وان ذلك الفريق المغمور لن يكون الا ممرا عابرا وسهلا امام قوته وعتاده وخبرة لاعبيه لكنه لم يتعامل مع واقع الكرة التي لاتعرف الا من يبذل العطاء .. فهل قدم فريق الهلال عطاءا بمستوى سمعته الافريقية التي اتكأ عليها .. اعتقد ان العجوز الفرنسي الذي خالف كل الاصوات التي نادت بتغيير خطته قد استحق تلك العلقة الساخنة باستهتاره وعدم قدرته على ادارة المباراة وفقا لامكانيات لاعبيه .. فكيف بالله لفريق طموح مثل الهلال يعتمد على خطته في دفاع من ثلاث لاعبين وخط وسط لايملك ا لحلول او القدرة على تغطية عيوب الدفاع الذي يجرب فيه المدرب كل يوم لاعب بل الادهي من ذلك تغيير مراكز اللاعبين في كل مباراة ..دون ان يعي امكانيات هؤلاء اللاعبين وقدرتهم على السيطرة في منطقة المناورة .. كل الفرق الافريقية التي تؤدي خارج بلادها فانها تعتمد على الشق الدفاعي للخروج بأقل الخسائر حتى تستطيع ان تتعامل برؤية فنية عند مباريات الاياب .. لكن الحالة مع هذا المدرب العنيد فيه مغامرات عجيبة لم نعرف لها سندا حتى الان فالهلال تغير كثيرا في عهد هذا المدرب وان بقائه في الهلال وبهذا التخبط ستكون كارثه لاتبقى ولاتذر .. فمن الافضل لادارة البرير ان تحفظ ماء وجهها وتقيل هذا المدرب باسرع وقت ممكن وتكليف احد ابناء الهلال بالمهمة لعل وعسى ان يجد الهلال متنفسا للتأهل الذي اصبح صعبا ولكنه ليس مستحيلا ان تعامل الجميع برؤية فنية واقعية تشعر اللاعبين بأهمية ا لمرحلة التي تتطلب تضحيات كبيرة وان الثقة في لاعبينا لاتحدها حدود باذن الله تعالى