زووم
ملعب المريخ ليس لغزاً..!
منذ أن دق جمال الوالي آلات الهدم في المقصورة القديمة، وأتى بآلات البناء والمهندسين لتشييد الصرح القائم الآن، كنا حاضرين وشهود عيان لمعظم التفاصيل التي صاحبت العمل، إيجابياته الكثيرة، وسلبياته التي كانت تحسب على أصابع اليد الواحدة، غير أن غض الطرف عنها جعلها تتغلب فيما بعد على الإيجابيات وتفسدها على كثرتها.. وعندما أتذكر تلك التفاصيل أشعر بأن هنالك زفرة تكتم أنفاسي وتريد أن تخرج ولو في الهواء، مالم يكن بكلمات يعيها الناس ويفهموا من خلالها أن أسلوب النفير الذي عملنا به، سمح بالكثير من نقاط الضعف في وقت لم تكن فيه آذان صاغية أو عيون وعقول تتعامل مع الأوضاع بمفاهيم إستراتيجية تقينا شر ومآلات تراكم الأخطاء الصغيرة.. فمستصغر الأخطاء هذه تتراكم شيئاً فشيئاً لكي تصبح في نهاية المطاف مصيبة كبيرة، وأنا هنا لا أريد التحدث عن النظرية الإعلامية العرجاء التي اعتمدتها مجالس الإدارات من مجلس (العقول الشابه) الأول، وحتى المجلس الحالي لأنها نظرية تقوم على المنافع الشخصية ولا مجال فيها للمصلحة العامة، وأكتب ذلك متحملاً المسؤولية كاملة، والمناسبة هنا ليست لتوزيع اللوم على الناس وإنما كنت أهم بكتابة إفادة مهمة للغاية كان قد أدلى بها الباكستاني الذي تولى زراعة النجيل لإستاد المريخ، حيث كنا نتابعه لحظة بلحظة، ونسأل بإلحاح عن كل شيء يلفه الغموض، ومن بين الأحاديث المهمة التي دارت بيننا وقتها أن العمر الإفتراضي لهذه النوعية من العشب الطبيعي في ملاعب كرة القدم لا يزيد عن سبع سنوات، ومن العام 2004 وحتى الآن مرت سنوات كثيرة تجاوزت ما حدده الباكستاني المتخصص في هذا الأمر وشهد أمير الملاعب السودانية العشرات من المناسبات التي لا تستضيفها الإستادات في الغالب إلا عندنا في السودان، وما لفت نظري أنه من بين كل المتحدثين من أعضاء مجلس الإدارة ومروراً باللواء علاء الدين مدير الإستاد الجديد لم يتطرق أحد لهذه الحقيقية ولا أظن أن مجلس المريخ قد يفعل ذلك الآن لأسباب أحتفظ بها لنفسي، ولكن الحقيقة التي يجب أن تقال هي: أن أرضية إستاد المريخ التي أصبح الناس يتعاملون معها الآن وكأنها وصمة عار في جبين النادي، لم تصل إلى هذه المرحلة الحرجة إلا بعد أن انشغلوا عنها بالصراعات الإدارية الفارغة، وعملوا على قطع الإمداد عن مدير الإستاد السابق وتحدثوا بشكل أسطوري وخرافي عن أشياء كانت تحدث في الإستاد ربما كانت من وحي خيال لو استغل بصورة صحيحة لأنتج أفلاماً لهوليوود..!، وأن كمال دحية قد امتلك من ظهر الإستاد عمارتين وسيارة فارهة تنافس سيارة جمال الوالي نفسها، واشترى بيتاً في بانت غرب، وفي رواية أخرى مدينة المهندسين، رغم أنني عايشت معه لحظات رعب مرت بها أسرته فيما يخص منزلهم بالثورة الحارة 13، حتى وصلوا إلى قناعة بضرورة الإنتقال إلى منزل آخر، وبدأت المفاوضات مع صاحبة المنزل بحي بانت غرب حتى اتفقوا على (الإيجار) ومن ثم انتقلوا إلى ذلك البيت ليتذوق أبناءه النوم بهدوء بعد أيام من القلق والتوتر.. ورغم قناعتي بهذه التفاصيل كنت أسمع روايات هنا وأخرى هناك عن العمارات التي امتلكها الرجل وكيف أنه اشترى منزلاً من طابقين بمدينة (المهندسين) وليست بانت غرب كما المعلومة الأصلية، ولكن الواقع أن هنالك من كان يعمل على ذلك من باب الحسد والغيرة وأشياء أخرى أضرت بالمريخ، فكانوا يعملون على إبعاده بشتى الطرق وأولها قطع الطريق على كل الأموال التي كانت تنفق على الملعب للحفاظ على جماله ومظهره وهي في مفهومهم كانت تدخل جيبه ولا شيء ينفق على الملعب، وأنه.. أي الملعب.. ما كان يكلف أي شيء غير الماء، وحتى الماء كان قد قطع عن النادي لفترة طويلة في عهد كمال دحية ولم تحل المشكلة إلا بعد تدخل جمال الوالي نفسه، والآن وبعد أن انفض السامر أصبح الناس يتحدثون عن الإستاد وكأنه قد أصبح لغزاً يحير كل الزراعيين، بينما المشكل بسيط للغاية وهو أن عمره الإفتراضي قد انتهى ويتطلب الحال الراهن عمليات إسعافية فقط بإشراف شركة متخصصة وليست أفراد لحين انتهاء الموسم ومن ثم التخلص من بقايا العشب منتهي الصلاحية لزرع نجيل جديد من ذات العينة.. وما يذهب إلى غير ذلك في تقديري مضيعة للوقت فقط.
أما الحديث عن العشب الجديد فالميزانية كلها لا تتجاوز الثلاثمائة مليون يمنحها النادي لأحد أنصاف المواهب من اللاعبين، هذا إذا افترضنا أن العشب سيستورد من الخارج.. من الإمارات مثلاً كما فعل الوالي في المرة السابقة، فالعينة المزروعة هنا باستاد المريخ هي نفسها التي زرعت بمدينة زايد الرياضية بالإمارات وأقيمت عليها مباريات كأس العالم للشباب عام 2004 تقريباً، وهو نفس العشب الذي لعبت عليه أندية كأس العالم للأندية في نسختين بالإمارات.. ولكن السؤال المهم هنا هو.. كم تخريج للشرطة الشعبية والكلية الحربية والدفاع الشعبي وتأبين لجون قرنق وتخاريج أخرى أقيمت على ملاعب الإمارات؟... وكم (حذاء عسكري) وطيء على أرضية تلك الملاعب... وكم وكم منها وطئت على نجيل استاد المريخ؟... وماهي الآثار المترتبة على ذلك؟.
ملعب المريخ ليس لغزاً..!
منذ أن دق جمال الوالي آلات الهدم في المقصورة القديمة، وأتى بآلات البناء والمهندسين لتشييد الصرح القائم الآن، كنا حاضرين وشهود عيان لمعظم التفاصيل التي صاحبت العمل، إيجابياته الكثيرة، وسلبياته التي كانت تحسب على أصابع اليد الواحدة، غير أن غض الطرف عنها جعلها تتغلب فيما بعد على الإيجابيات وتفسدها على كثرتها.. وعندما أتذكر تلك التفاصيل أشعر بأن هنالك زفرة تكتم أنفاسي وتريد أن تخرج ولو في الهواء، مالم يكن بكلمات يعيها الناس ويفهموا من خلالها أن أسلوب النفير الذي عملنا به، سمح بالكثير من نقاط الضعف في وقت لم تكن فيه آذان صاغية أو عيون وعقول تتعامل مع الأوضاع بمفاهيم إستراتيجية تقينا شر ومآلات تراكم الأخطاء الصغيرة.. فمستصغر الأخطاء هذه تتراكم شيئاً فشيئاً لكي تصبح في نهاية المطاف مصيبة كبيرة، وأنا هنا لا أريد التحدث عن النظرية الإعلامية العرجاء التي اعتمدتها مجالس الإدارات من مجلس (العقول الشابه) الأول، وحتى المجلس الحالي لأنها نظرية تقوم على المنافع الشخصية ولا مجال فيها للمصلحة العامة، وأكتب ذلك متحملاً المسؤولية كاملة، والمناسبة هنا ليست لتوزيع اللوم على الناس وإنما كنت أهم بكتابة إفادة مهمة للغاية كان قد أدلى بها الباكستاني الذي تولى زراعة النجيل لإستاد المريخ، حيث كنا نتابعه لحظة بلحظة، ونسأل بإلحاح عن كل شيء يلفه الغموض، ومن بين الأحاديث المهمة التي دارت بيننا وقتها أن العمر الإفتراضي لهذه النوعية من العشب الطبيعي في ملاعب كرة القدم لا يزيد عن سبع سنوات، ومن العام 2004 وحتى الآن مرت سنوات كثيرة تجاوزت ما حدده الباكستاني المتخصص في هذا الأمر وشهد أمير الملاعب السودانية العشرات من المناسبات التي لا تستضيفها الإستادات في الغالب إلا عندنا في السودان، وما لفت نظري أنه من بين كل المتحدثين من أعضاء مجلس الإدارة ومروراً باللواء علاء الدين مدير الإستاد الجديد لم يتطرق أحد لهذه الحقيقية ولا أظن أن مجلس المريخ قد يفعل ذلك الآن لأسباب أحتفظ بها لنفسي، ولكن الحقيقة التي يجب أن تقال هي: أن أرضية إستاد المريخ التي أصبح الناس يتعاملون معها الآن وكأنها وصمة عار في جبين النادي، لم تصل إلى هذه المرحلة الحرجة إلا بعد أن انشغلوا عنها بالصراعات الإدارية الفارغة، وعملوا على قطع الإمداد عن مدير الإستاد السابق وتحدثوا بشكل أسطوري وخرافي عن أشياء كانت تحدث في الإستاد ربما كانت من وحي خيال لو استغل بصورة صحيحة لأنتج أفلاماً لهوليوود..!، وأن كمال دحية قد امتلك من ظهر الإستاد عمارتين وسيارة فارهة تنافس سيارة جمال الوالي نفسها، واشترى بيتاً في بانت غرب، وفي رواية أخرى مدينة المهندسين، رغم أنني عايشت معه لحظات رعب مرت بها أسرته فيما يخص منزلهم بالثورة الحارة 13، حتى وصلوا إلى قناعة بضرورة الإنتقال إلى منزل آخر، وبدأت المفاوضات مع صاحبة المنزل بحي بانت غرب حتى اتفقوا على (الإيجار) ومن ثم انتقلوا إلى ذلك البيت ليتذوق أبناءه النوم بهدوء بعد أيام من القلق والتوتر.. ورغم قناعتي بهذه التفاصيل كنت أسمع روايات هنا وأخرى هناك عن العمارات التي امتلكها الرجل وكيف أنه اشترى منزلاً من طابقين بمدينة (المهندسين) وليست بانت غرب كما المعلومة الأصلية، ولكن الواقع أن هنالك من كان يعمل على ذلك من باب الحسد والغيرة وأشياء أخرى أضرت بالمريخ، فكانوا يعملون على إبعاده بشتى الطرق وأولها قطع الطريق على كل الأموال التي كانت تنفق على الملعب للحفاظ على جماله ومظهره وهي في مفهومهم كانت تدخل جيبه ولا شيء ينفق على الملعب، وأنه.. أي الملعب.. ما كان يكلف أي شيء غير الماء، وحتى الماء كان قد قطع عن النادي لفترة طويلة في عهد كمال دحية ولم تحل المشكلة إلا بعد تدخل جمال الوالي نفسه، والآن وبعد أن انفض السامر أصبح الناس يتحدثون عن الإستاد وكأنه قد أصبح لغزاً يحير كل الزراعيين، بينما المشكل بسيط للغاية وهو أن عمره الإفتراضي قد انتهى ويتطلب الحال الراهن عمليات إسعافية فقط بإشراف شركة متخصصة وليست أفراد لحين انتهاء الموسم ومن ثم التخلص من بقايا العشب منتهي الصلاحية لزرع نجيل جديد من ذات العينة.. وما يذهب إلى غير ذلك في تقديري مضيعة للوقت فقط.
أما الحديث عن العشب الجديد فالميزانية كلها لا تتجاوز الثلاثمائة مليون يمنحها النادي لأحد أنصاف المواهب من اللاعبين، هذا إذا افترضنا أن العشب سيستورد من الخارج.. من الإمارات مثلاً كما فعل الوالي في المرة السابقة، فالعينة المزروعة هنا باستاد المريخ هي نفسها التي زرعت بمدينة زايد الرياضية بالإمارات وأقيمت عليها مباريات كأس العالم للشباب عام 2004 تقريباً، وهو نفس العشب الذي لعبت عليه أندية كأس العالم للأندية في نسختين بالإمارات.. ولكن السؤال المهم هنا هو.. كم تخريج للشرطة الشعبية والكلية الحربية والدفاع الشعبي وتأبين لجون قرنق وتخاريج أخرى أقيمت على ملاعب الإمارات؟... وكم (حذاء عسكري) وطيء على أرضية تلك الملاعب... وكم وكم منها وطئت على نجيل استاد المريخ؟... وماهي الآثار المترتبة على ذلك؟.