• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اماسا

زووم

اماسا

 3  0  2254
اماسا
زووم
حوار الرئيسين..!
عندما يكون الحوار بين رئيسين سابقين لنادٍ متأزم مثل المريخ، يصبح ذات قيمة عالية بحيث أن الجميع يمكن أن يستنبط منه الحلول الناجعة لكل المشكلات الشائكة، حتى تلك التي استعصت عليهما وهما على كرسي الرئاسة، فما قاله محمد إلياس محجوب الرئيس الأسبق للمريخ عن فترة جمال الوالي الرئيس السابق، لم يكن ليفسر في خانة التبخيس كما فسر الزميل والأستاذ العزيز مزمل أبوالقاسم في عموده الأشهر أمس الأول، وكنت أتمنى أن يسوق هذا الحوار بدون المغالاة والمبالغة وإظهار التعاطف مع أحد الأطراف، حيث أن الإنجازات جميعها كانت في مصلحة المريخ واستمتعت جماهيره بها مهما كانت المرارات التي صاحبتها.. والسلبيات أيضاً كانت خصماً على النادي ورصيده التأريخي، وبالتالي يحق لأي منهما أن يتباهى بما حققه في فترة رئاسته، ومن حق النادي عليهما أن يديرا حواراً مفيداً لتحديد الأخطاء بدقة حتى تستفيد الأجيال القادمة ومن يخلفهما على كرسي الرئاسة وحتى لا نكون غوغائيين ونورث الأجيال القادمة تركة مثقلة بالأزمات والضغائن، ويقيني أن ما يحسب لهما الإثنين.. أنهما خدما النادي بجد واجتهاد، أصابا في بعض الشئون وأخفقا في جزء آخر، وإن تحدث ود الياس في قناة النيلين فلا أرى مبرراً أن تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد أنه أبدى رأيه، ونحن في مسألة المقارنة بين الرئيسين لسنا عاطفيين ولا أغبياء حتى يأتي طرف آخر ليزج ببعض النقاط بهدف تكبير كوم طرف على الآخر بعيداً عن مبدأ الحوار الجاد بين الطرفين للمنفعة العامة، وهو ما يقودني إلى حيث أوجه الخطاب لأستاذي مزمل أبوالقاسم وانتقده في مسألة الترتيب الثاني في الكونفيدرالية، خصوصاً وأنه من دون الزملاء كان يركز على أن وصول الهلال لنهائي الأندية الأفريقية في العامين 1987 و1992 ليس إنجازاً يمكن أن يقارن بمانديلا لأن الإنجاز الأفضل في كرة القدم يكون دائماً في البطولة واللقب وليس الترتيب، فكيف لنا أن نتباهى بمجرد الوصول إلى نهائي الكونفيدرالية ونتحدث عن اللعب مرة واحدة في دور المجموعات ونحن من أنفق أرقاماً تسوق معها العديد من الأصفار أمامها في سبيل تحقيق بطولات خارجية ولم نحقق شيئاً؟
عن نفسي كنت أكثر من انتقد محمد الياس رئيساً والتأريخ يحفظ ذلك كما يحفظ لنا أننا احتفظنا بمساحات ود كبيرة معه لأنه تميز عن غيره بسعة الصدر وتقدير الرأي الآخر حين يدرك أنه محايد ويهدف إلى المصلحة العليا، والسبب وراء نقدي له أنه كان يستسلم لضيق ذات اليد ولا يجتهد في إبتكار مصادر دخل أخرى للخزينة، وبالتالي كانت طموحات النادي تصطدم كل موسم بسقف متواضع جداً في المنافسات الخارجية، ويكتفي بدور متواضع، لأن محمد الياس كان يعتقد أن من يريد المنافسة على البطولات الكبرى فعليه أن يكون كبيراً وينفق بنفس القدر الذي يفعله الرصفاء والمنافسين، وفي عهد جمال الوالي فعلنا كل ما يمكن أن يضعنا في خانة الكبار من حيث أرقام الإنفاق، وتخطينا كل الأندية الأفريقية في ناحية إبرام العقود، فأصبحت كل وسائل الإعلام تتحدث ولفترة طويلة عن صفقة التعاقد مع وارغو بإعتبارها أكبر صفقة إنتقال داخلي في القارة السمراء، وهذا رقم غير قابل للنسيان، ومع وارغو مر بكشوفات الفريق عدداً من الأسماء التي كانت وماتزال رمزاً للإجادة في القارة، مثل النفطي وأديكو وجين أبالو وساكواها واليوغندي القصير موتيابا وكليتشي والراحل إيداهور وشيكوزي الذي هو الآن الحارس الإحتياطي لحارس المنتخب النيجيري فيكتور إنياما.. وهذه كانت لتحسب من إيجابيات الوالي لو أنه نجح في إكمال اللوحة بمنهج قويم يسهم في إصحاح البيئة المحيطة بالفريق فأصبحت هذه (البيئة) سبباً في إخفاقه في كل هذه السنوات وهو يبتكر أسلوب (النفير) في إدارة شئون كرة القدم وأفراده حيث يحتشد أكثر من عشرة أشخاص للعمل في وظيفة هي في الأصل واحدة تخصص في العادة للمدير التنفيذي، ومع ذلك إذا وضعنا ماحدث في ميزان البطولات ومايجب أن تفعله الأندية لكي تنضم إلى مصاف الكبار نجد أن المريخ والوالي تحديداً أهمل أهم جوانب وأبجديات إدارة الأندية الكبيرة، وهو المنهج الإداري اللازم لتحقيق تلك الأهداف المعلنة، أو الفكر الكروي الذي ما كان ينقص نادي المريخ في حقبة من حقبه التأريخية مثلما حدث في عهد الوالي، وهي ذات النقطة التي دفعت الملياردير الروسي إبراهيموفيتش مالك (تشيلسي الإنجليزي) للتعاقد مع المدير التنفيذي للمنافس مانشيستر يونايتد، واسمه بيتر كينون من أجل أن يدير العملية بكفاءة ويصبح النادي بطلاً للبريمير ليغ بعد خمسين عاماً ولمرتين على التوالي ويتوج مؤخراً بدوري الأبطال، لذلك كنا نرى أن عملية المقارنة بين إنجازات الطرفين ما كان يجب أن تتم بدون الأخذ في الإعتبار كل الأرقام التي أنفقت في عهديهما، والفوضى الإدارية التي شهدها المريخ في عهد جمال، فقد كان جهداً كبيراً يقر به راعي الغنم في الخلاء.. ولكنه غير مرشد.. أو هو جهد غير منظم إن جاز التعبير ومع ذلك تصبح فترة الوالي من حيث البطولات هي الأفقر في تأريخ نادي المريخ منذ تأسيسه لو تحدثنا عن البطولات الحقيقية وليست طريقة مزمل والتي تعمد إلى تكبير الكيمان.. فهي عشر سنوات كانت حصيلتها بطولتي ممتاز فقط مقابل ثلاث بطولات لمحمد إلياس في دورة واحدة شهدت الأهوال وعلى رأسها حادث أمغد، وعندما ذكر الأستاذ مزمل هزيمة كانون ياوندي بالخمسة كان يجدر به أن يتحدث عن الظروف التي لعب فيها الفريق.. وإن نسي أذكره بأن المباراة كانت بعد شهرين أو زهاء الشهر من الحادث، وكانت الأجواء مأساوية ومحمد إلياس نفسه خارج البلاد للعلاج، ومع ذلك عدنا وفي عصر جمال الوالي لنخسر بالسبعة من الوحدات الأردني.. فأيها كانت أقسى في سفر التأريخ؟
أعود للمبدأ الأول وأؤكد أن تحويل حديث محمد إلياس إلى حوار سلس وشيق هو الأهم ويمكنه أن يفيد المريخ من واقع أنه يذكر الناس بجملة الأخطاء التي ارتكبت في العهدين، وكيفية تجاوزها من أجل حاضر ومستقبل جيد، والأهم من ذلك بناء منهج إداري قويم نتجاوز به أخطاء الوالي ومحمد إلياس معاً فالكيان أهم منهما.. فلو قلنا أن عهديهما أو أحدهما قدم لنا أنموذجاً يمكن أن يكون الأمثل نكون قد كذبنا على المريخ والتأريخ معاً..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    بكري 02-19-2013 03:0
    لك التحية استاذنا الكبير اماسا وحقيقة انا من اشد المعجبين بقلمك منذ زمن ليس بالقريب وانشالله المانع خير في الفترة الماضية. لكني الاحظ ولست ممن اضع ملاحظاتي في حضرة سموكم انك احيانا ماتجنح الى النقد المتزن دون اللجوء الى الطابع الهجومي حيث تستطيع ان تمرر ماتصبوا اليه دون ان يحس به القارئ فمثلا تحدثت عن الرئيسين ود الياس والوالي دون ان توضح لنا بصورة اكثر شفافية واكثر جرأة ايهما كان افيد للنادي وايهما تمنيت استمراره انت من واقع قراءتك للاحداث.. قد اكون مخطئ فيما سردته لحضرتك وقد اكون جافيت الواقع فربما السبب في عجز مقدراتنا على مجاراة قلمك اذ اننا اصحاب عقول بسيطة يعني (جمهور مساطب) او اننا بتنا نحتاجك اكثر جرأة..
  • #2
    محمد العطايا 02-19-2013 11:0
    لله درك اماسا لوكان كتاب المريخ ينتهجون طريقتك في النقد لتطور المريخ ووصل للعالمية متوجاً بالبطولات وليس نفخاً اعلامياً كذاباً وكسب مادي رخيص .
  • #3
    ابوبكر 02-19-2013 11:0
    انت رائع استاذ اماسا احييك رغم هلاليتى فانت وعبد المجيد الاقلام اللتى احترمها بين جميع الكتاب الرياضيين
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019