هروب معيب....وخطأ فادح
+ ثمة امر محير في عالم الكرة، ومن يتعاطون معها في زماننا المستحدث هذا...فقد اصبح البعض يتعامون عن ضوء الشمس الساطع ، مساسقة وراء ضوء فانوس شاحب .
+ في الهلال تعامى الارباب عن فخامة مركزه الذي يرنو اليه كل السودانيين والذي لا تكاد تبزه الا رئاسة البلاد شهرة والقاً...متجاوزاً ارث الفخامة والمهابة، الذي ارساه رؤوساء النادي السابقين،سالف بعد سالف، مطارداً لصغائر الامور.....لهاث وراء مطاردة الصحفيين...والاشتجار مع اعضاء مجلسه...انتهاء بمخاشناته المعهودة ،صعوداً وانخفاضاً مع عجلة الايجار تلك ، او غيرها من مصكوكات لغته الخاصة .
+ لكنني اليوم بصدد رواية عجيبة غريبة...فقد هرب محمد الطيب مدرب الامل العطبراوي من مسؤولية تدريب فريقه...ميمماً وجهه شطر المريخ...مصعراً خده وخبرته...للاحمر الوهاج...الذي لا اظنه في حوجة للمدرب ود الطيب...بعد ان استقدم كاربوني ابنه...وفي الطريق ابناء عمومته...وخؤولته....انتهاءاً بشجرة العائلة المباركة .
+ هرب محمد الطيب من عطبرة التي احبته...وآزرته وشجعته...فتحت له المدينة قلبها...ودواوينها...ومحبتها الوارفة...احبوه ناس الداخلة...والموردة...والحصايا...وكل احياء مدينة الحديد والنار الباسلة .
+ هرب محمد الطيب وعطبرة تحتاج اليه...هرب والمدينة تؤمل فيها خيراً وهو من ذاق معها طعم الفرح، متجاسراً بقوة واستحقاق على الفريق الموزمبيقي الخطير، بعد ان كان جندل مع كتيبته النارية فريق اتراكو الرواندي قاهر الاحمر في ملعبه الامدرماني، منتزع سيكافته.. جالب كاسروكته....وممسخ احتفاليته البراقة .
+ هرب محمد الطيب متذرعاً بأوهى الاسباب واضعف الاسانيد...فقد افتى سعادته بغير علم ولا مسوغ منطقي لاولاده بأنهم ملاقون المريخ- لا ريب- في مباراة ودية ، واين كان ذلك ، والفريق في مدني ، معسكراً في ارض الجزيرة، بعد ان فرغ من لقائه الدوري، استعداداً لدفع ضريبة الوطن عبر استحقاقه الخارجي .
+ افتى محمد الطيب وقرر للاعبيه، قبل ان يشاور رئيس البعثة، الذي هو امين خزانة النادي، افتى وقرر ، وحينما احتج عليه رئيس البعثة موجها، استشاط غضباً، واعلن تخليه عن الامل، متكئاً على الحادثة، كي تمهد له الطريق مع احبته الحمر الميامين .
+ محمد الطيب يدرك جيداً ان الامور بين الامل والمريخ معقدة مشتبكة، وان تراكمات مباراة وفاة ايداهو الشهيرة لا تزال تمسك بالخناق ، وان الامر ليس بهذه السهولة ، لكنه ارادها وسيلة ميكافيلية يضرب بها عصفورين ، يتخارج من عطبرة بسبب واه ، ويتقدم برقاع المحبة والاستلطاف الى عشقه الكامن في سرمد الارواح والبنكنوت .
+ هل نسي محمد الطيب الموقف الذي تعرض له في مباراة الاحداث الشهيرة ، او لم يركض مع فرقته خوفاً من بطش المريخاب المحموم ، ادارة واقطاب وجماهير ، او لم تنقذه العناية الالهية ، وتنجده تدخلات الشرطة للحماية من فورة الفائرين ، وما اقساها يوم ذاك .
+ ترى هل من تحليل آخر ، هل الكوتش محمد الطيب لا يثق في صمود فرقة الامل ومحافظتها على نتيجة الذهاب او في اسؤا الاحوال الخسارة بهدف وحيد يكفل لها الصعود للدور التالي ، هل يخشى ود الطيب لعنة هدف الموزبيقيين الثاني من ضربة الجزاء اللعينة تلك، والتي جاءت في خواتيم لقاء الذهاب .
+ بالخلاصة باع محمد الطيب امل عطبرة ، بل باع احلامنا جميعاً كسودانيين ، فهو يعي جيداً ان نفسية الاولاد وتركيبة اللاعب السوداني عموماً تتأثر باقل الاشياء فما بالك بهروب مدربهم قبل لقاء خطير وتاريخي كالذي ينتظر الامل .
+ هل يعتقد محمد الطيب ان الامل لن يتأثر بغيابه ، هل يعتقد ان أي مدرب آخر في العالم قادر على التعاطي مع فريق تنتظره مباراة هامة ، في زمن ضيق، لا يكاد يسمح له بتمييز ملامح لاعبيه، ان كان محمد الطيب لا يدري بأنه خان الامل وباعه فهي مصيبة ، وان درى فالمصيبة اكبر .
+ لقد احبت الناس ، كل الناس، محمد الطيب ، في عطبرة وخارجها ، فنحن لا نبخسه حقه رغم النقد ، فالرجل صاحب يد طولى في انسجام الاملاب ، في صهر الاولاد ، وتعزيز روحهم المعنوية ، فضلاً عن قراءته الجيدة لوقائع المباريات والقدرة على التعاطي مع تقلباتها بمثلما فعل امام الموزمبيقي ، حين زج بالفكي وغير رقعة الاداء ، فانتصر الامل بالاربعة .
+ لقد احببنا محمد الطيب ، احببنا صورة مدرب سوداني ، يعبر بفريق سوداني لم يكن اعتى المتفائلين يؤمل في وصوله لهذه المرحلة ، وهاهو الامل يحقق الامل ، لقد احببنا امل عطبرة ومحمد الطيب مدرب امل عطبرة ، امل السودان كله .
+ لقد غنينا معك يا محمد ، غسلتنا الدموع فاختلطت بالافراح ، وخرجت الاهازيج من بين المآقي تزغرد...انا سوداني انا...انا املابي انا .
+ محمد الطيب احبط عطبرة والبلاد كلها...وهي في امس الحاجة اليه ...ليصبح مساعد ياي...في حضرة ابورمشة وابنه..وربما بقية العائلة...اواه منك...يا زمان التيه .
هتاف اخير
بكرة الهلال...سيد المفازات والجمال... يسطع ويهل .....غصباً عن المر والمحال
الكوتش محمد الطيب .... ومايدريك لعل هنالك سبب قاهر جعل الكوتش اعلان تركة
لفريق الأمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وكيف تفتي وانت بعيد عن مسرح الأحداث
شاعد ماشفش حاجة