• ×
الثلاثاء 16 أبريل 2024 | 04-15-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1006
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
لمن تقرع الأجراس !!؟
في كل العالم تحترم الأجهزة المشرفة علي الأندية الرياضية إختصاصات بعضها البعض لإيمانها بمبدأ فصل السلطات حيث تعمل تلك الأجهزة في تناسق وتضافر لتسيير الأنشطة الرياضية وفقا للبرامج التي إخطتتها والسياسات التي رسمتها ولقيت القبول من القائمين علي أمر تلك الأندية.
نحن في السودان نهوي التغول علي سلطات الآخرين وعلي نحو متفرد التغول الذي تقوم به الأجهزة الإدارية في أندية القمة في فرض سلطانها وجبروتها علي الأجهزة الفنية والقطاعات الطبية. فإصابة اللاعب من المفترض أن يحددها الجهاز الطبي (لا غرابة إن حددتها جهات أخري) إلا أن مسألة شفاء اللاعب وإمكانية عودته للملاعب تحددها الإدارة والأجهزة الفنية، ضاربة بتقارير طبيب النادي عرض الحائط. الأعجب من ذلك كله أن لاعب كرة القدم يحدد أحيانا إن كان مصابا أو معافي كيما يتفادي أداء مباراة أو إيهام الجهاز الفني الذي يحدد إشتراكه بإكتمال لياقته وخلو جسده من الإصابات والعلل دون أدني إعتبار لرأي الطبيب. أمام ذلك الوضع لا غرو إن أشرك الجهاز الفني لاعبا لمجرد أن ذلك اللاعب ذو سطوة أو حظوة لدي الإدارة أو أن الإدارة تدخلت تدخلا سافرا لإشراك ذلك اللاعب البطران منذ النشأة. النتيجة أن ذلك اللاعب المصاب قد أفتي بشفائه من الإصابة وأجبر الأجهزة الفنية أو الإدارية علي إشراكه لتتفاقم الإصابة فيفقد خانته التي كان يعض عليها بالنواجز ويفقده فريقه في ما هو أهم من المباراة التي أداها وتتضاعف مدة شفائه من الإصابة التي لو صبر عليها وعوفي تماما لتفادي الكثير من التعقيدات.
السؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو: لماذا تنصاع الأجهزة الفنية لرغبات اللاعبين أو رغبات الإدارة !!؟ الجواب ببساطة أن الأجهزة الفنية يغلب عليها الطابع الأجنبي، والأجنبي يحرص علي وظيفته التي تدر عليه العملة الخضراء، والعملة الخضراء لدي الإدارة، والإدارة تريد الطاعة العمياء. المدرب الأجنبي يعلم أن عقده لمدة سنة واحدة فقط ويمكن تمديده لسنة أخري إذا حقق إنجازا محليا أو إقليميا، وهذا الإنجاز لا يتحقق إلا بإشراك لاعبين محددين دون المجازفة بإشراك الإحتياطي مهما كانت مهاراتهم وعافيتهم. ولذلك يتم إستهلاك أسماء بعينها فتلحقها الإصابات من كثرة مشاركتها. فإذا أضطر الجهاز الفني إلي الإستعانة بالإحتياطي فسيحرص الأخير علي بذل جهد خارق هو بالتهور أشبه كي لا يعود لكنبة الإحتياطي. هذا الحماس الطاغي والجهد الخارق يعرض البديل للإصابة وبالتالي يدور الفريق في فلك الإصابات (أساسي مصاب وبديل مصاب).
إن سيف الإستغناء المسلط علي رقاب الأجهزة الفنية هو الذي يدفع بتلك الأجهزة في البحث عن الإنجازات بأقصر الطرق في عرفها، ولكنه أبعد الطرق في عرف المنطق وبعد النظر وصناعة كرة القدم. فالإصابات التي تلحق بالأساسيين والبدلاء ستعيق مسيرة أعتي الأندية ناهيكم عن نادي به ثلاثين لاعبا فقط أو أقل.
إذا كانت مهمة المدرب هي فقط إشراك اللاعبين الجاهزين في المباريات فالمسالة لا تحتاج لمدرب أجنبي ليصرف عليه النادي صرف من لا يخشي الفقر. بل يمكن أن تسند المهمة لمدرب وطني ولربما نجح في ما لم ينجح فيه المدرب الأجنبي إذ أن الأمر برمته مرهون بالحظ ولا دخل للصناعة الكروية في التدريب في هذا البلد الأمين.
نحن لا نلوم المدرب الأجنبي بالكلية، لعدم شعوره بالإستقرار وفي نفس الوقت لا نلوم الإدارة إذا لم تصبر علي مدرب لم يحقق لها إنجازا في سنته الأولي أو الثانية. كثيرا ما يتسرب إلي مسامعنا أن المدرب الأجنبي الذي يتم التعاقد معه سيقوم بتدريب الفريق الأول وتنمية مهارات النشأ وجعلهم رافدا للفريق الأول وأنه سيأتي بما لم تستطعه الأوائل وذلك مجرد حكي (أهو كلام !!). إن جنب المدرب ثلاث ساعات فقط من وقته الثمين في اليوم لتدريب الفريق الأول فقد أوفي ولا حرج ولا تثريب، حتي إذا إنقضي العام وتم إنهاء خدماته وتسوية حقوقه قام بتحويل مدخراته واتجه صوب بلد عربي يعود بعده للسودان وبنفس المخصصات مع ضحية أخري وما عودة ريكاردو للمريخ منكم ببعيد !! (وحيجي تارري).
إدارات الأندية في السودان لا تحتاج لمدربين بمواهب وشهادات عالمية وإنما تحتاج لحواة وضاربي رمل وقارئي كف ومطايا للرؤساء. أين نحن من أندية كمانشيستر يونايتد الذي دربه ستة مدربين فقط منذ عام 1945م. بصريح العبارة في ظرف 66 عاما دربه ستة مدربين فقط. لا أبالغ إذا قلت إنه في عام واحد بلغ عدد المدربين الذين تم الإستغناء عنهم في عالمنا العربي 66 مدربا. هل نحتاج بعد كل ذلك لمدرب أجنبي !!؟
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
28/2/1434هـ
10/1/2013م

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019