حصاد الألسن عبد الله مسعود
كرتنا الجميلة (2)
شاهدت في الستينات من سالف القرن فيلما مصريا تدور أحداثه في حارة من حارات القاهرة الشعبية حيث جلس رجل في الشرفة التي تطل علي الشارع يدخن الشيشة بمزاج رايق لم يعكر صفوه إلا زيطة وزمبريطة في الشارع من تحته. مد بصره فإذا الهرج والمرج يشتد أوارهما والطبول والمزامير تصم الآذان والقوم فرحي ورقصي. نزل الرجل ليستقصي الأمر (شمار بأه) أيه دا ياعم !؟ فقيل له أن فلانا قد تخرج من السجن، فرد ساخرا: ومال لو تخرج من الجامعة كان عملوا أيه !!؟
كرتنا السودانية الحالية متخلفة عن ركب الكرة الإقليمية والقارية والعربية دع عنكم الكرة العالمية فتلك رقصة لا نملك لها رقابا. ومع خيبتنا الكبري وسير كرتنا القهقري فنحن نتشنج ونسئ ونرغي ونزبد إذا إنهزم فريق نشجعه محليا أوإقليميا (مع أن الهزيمة محمدانا وبايتة ومقيلة معانا). نضرب الحكم ونقذف الخصوم من اللاعبين بالقارورات (رفقا بالقوارير) والطوب والحجارة ونتشابك بالأيادي في المدرجات (الأيادي هنا ليست لها علاقة بقس بن ساعدة) ونقتلع كراسي الإستادات من جذورها، مع أنها لم تحرك ساكنا وتأدبت معنا ونحن جلوس عليها. نلعن ونسخط ونسب يمنة ويسرة منهين كل ذلك بسب العقيدة والعياذ بالله. نفعل كل ذلك وإحنا ما عندناش كورة، ومال لو كان عندنا كورة كنا عملنا أيه !!؟
يشطب لاعب فيهدد أحدنا بالإنتحار. ينضم نفس اللاعب للفريق المناوئ لفريقه السابق والغريم اللدود (ليس الشقيق فهذه تستخدم للتخدير فقط قبل التشريح) فإذا بالعويل والصراخ يشقان عنان السماء فيستدعي ذلك شق الجيوب (الزحمة وكدا !!). يدخل شخص أو أكثر في إغماءة لا تجدي معها النشادر أو الكلونيا أو رائحة اللحم الضاني او الأذان ولكن يعود ذلك الشخص إلي وعيه حينما يصرخ أحدهم في أذنه: سيدا..سيدا، فيهب مذعورا: وسيد أبوها كمان !!
هيثم ظلم ووقفت معه منذ أن نما إلي علمي بأن ود البرير قد تأبط شرا. حزني علي فراقه للهلال سيظل مصاحبا لي لفترة ولكن تقدم الهلال لم ولن يكون مرهونا بوجود زيد أو عبيد (عملنا سودنة وأقصينا عمرا). ليس هذا التوصيف حكرا علي الهلال ولكن ليس ثمة فريق سيلقي حتفه إذا فارقه لاعب أيا كان. ترك خال أبنائي عبدالرحمن محمد يحيي (سحملي) المريخ في أواسط الخمسينات وإنضم للهلال ثم عاد للمريخ وكأن شيئا لم يكن. سحملي هو الرباطابي الوحيد الذي شق عصا الطاعة وأعلن مريخيته وانضم لعشقه عند بزوغ نجمه. جميع أهله الرباطاب هلالاب بالميلاد وقد لعب منهم بالهلال وبرز فيه كلاعب و/أو إداري كل من: اليسع خليفة - إبراهيم إلياس - بشري محمد يحيي (شقيق سحملي الأكبر) - عابدين عوض الكريم أبشر - مصطفي مدني أبشر ¬ أحمد عثمان - ومهدي علي عثمان علي سبيل المثال لا الحصر. لم يؤنب الرباطاب سحملي علي مريخيته ولم يؤاخذه الهلالاب في حله وترحاله إلا من مناوشات لا تخلو من الدعابة من منبع الظل الخفيف حاج بدر عبد الرحيم (خال عبد اللطيف خضر "ود الحاوي"). من منكم شاهد سحملي الما بجلي وهو يصول ويجول بطوله الفارع وكأني به دينيس لو زمانه !؟ رحم الله سحملي وجميع موتانا وموتي المسلمين.
مع تقديري وكثير إحترامي لقرار هيثم ووقوفي معه أينما يستقر به المقام وتمنياتي له بالنجاح الفردي في المريخ وليس النجاح الجماعي إلا أنني أري أن نسدل الستار علي موضوع هيثم كما فعلنا مع موضوع حسن يوسف الحسن (أبو العائلة) "يرحمه الله" ونتفرغ بالتمام لإقصاء رئيس الهلال عن ذلك المنصب الذي تبوأه في غفلة منا. ود البرير لا يشبه ذلك المنصب ولا المنصب يشبهه والله المستعان.
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
11/2/1434هـ
24/12/2012م
كرتنا الجميلة (2)
شاهدت في الستينات من سالف القرن فيلما مصريا تدور أحداثه في حارة من حارات القاهرة الشعبية حيث جلس رجل في الشرفة التي تطل علي الشارع يدخن الشيشة بمزاج رايق لم يعكر صفوه إلا زيطة وزمبريطة في الشارع من تحته. مد بصره فإذا الهرج والمرج يشتد أوارهما والطبول والمزامير تصم الآذان والقوم فرحي ورقصي. نزل الرجل ليستقصي الأمر (شمار بأه) أيه دا ياعم !؟ فقيل له أن فلانا قد تخرج من السجن، فرد ساخرا: ومال لو تخرج من الجامعة كان عملوا أيه !!؟
كرتنا السودانية الحالية متخلفة عن ركب الكرة الإقليمية والقارية والعربية دع عنكم الكرة العالمية فتلك رقصة لا نملك لها رقابا. ومع خيبتنا الكبري وسير كرتنا القهقري فنحن نتشنج ونسئ ونرغي ونزبد إذا إنهزم فريق نشجعه محليا أوإقليميا (مع أن الهزيمة محمدانا وبايتة ومقيلة معانا). نضرب الحكم ونقذف الخصوم من اللاعبين بالقارورات (رفقا بالقوارير) والطوب والحجارة ونتشابك بالأيادي في المدرجات (الأيادي هنا ليست لها علاقة بقس بن ساعدة) ونقتلع كراسي الإستادات من جذورها، مع أنها لم تحرك ساكنا وتأدبت معنا ونحن جلوس عليها. نلعن ونسخط ونسب يمنة ويسرة منهين كل ذلك بسب العقيدة والعياذ بالله. نفعل كل ذلك وإحنا ما عندناش كورة، ومال لو كان عندنا كورة كنا عملنا أيه !!؟
يشطب لاعب فيهدد أحدنا بالإنتحار. ينضم نفس اللاعب للفريق المناوئ لفريقه السابق والغريم اللدود (ليس الشقيق فهذه تستخدم للتخدير فقط قبل التشريح) فإذا بالعويل والصراخ يشقان عنان السماء فيستدعي ذلك شق الجيوب (الزحمة وكدا !!). يدخل شخص أو أكثر في إغماءة لا تجدي معها النشادر أو الكلونيا أو رائحة اللحم الضاني او الأذان ولكن يعود ذلك الشخص إلي وعيه حينما يصرخ أحدهم في أذنه: سيدا..سيدا، فيهب مذعورا: وسيد أبوها كمان !!
هيثم ظلم ووقفت معه منذ أن نما إلي علمي بأن ود البرير قد تأبط شرا. حزني علي فراقه للهلال سيظل مصاحبا لي لفترة ولكن تقدم الهلال لم ولن يكون مرهونا بوجود زيد أو عبيد (عملنا سودنة وأقصينا عمرا). ليس هذا التوصيف حكرا علي الهلال ولكن ليس ثمة فريق سيلقي حتفه إذا فارقه لاعب أيا كان. ترك خال أبنائي عبدالرحمن محمد يحيي (سحملي) المريخ في أواسط الخمسينات وإنضم للهلال ثم عاد للمريخ وكأن شيئا لم يكن. سحملي هو الرباطابي الوحيد الذي شق عصا الطاعة وأعلن مريخيته وانضم لعشقه عند بزوغ نجمه. جميع أهله الرباطاب هلالاب بالميلاد وقد لعب منهم بالهلال وبرز فيه كلاعب و/أو إداري كل من: اليسع خليفة - إبراهيم إلياس - بشري محمد يحيي (شقيق سحملي الأكبر) - عابدين عوض الكريم أبشر - مصطفي مدني أبشر ¬ أحمد عثمان - ومهدي علي عثمان علي سبيل المثال لا الحصر. لم يؤنب الرباطاب سحملي علي مريخيته ولم يؤاخذه الهلالاب في حله وترحاله إلا من مناوشات لا تخلو من الدعابة من منبع الظل الخفيف حاج بدر عبد الرحيم (خال عبد اللطيف خضر "ود الحاوي"). من منكم شاهد سحملي الما بجلي وهو يصول ويجول بطوله الفارع وكأني به دينيس لو زمانه !؟ رحم الله سحملي وجميع موتانا وموتي المسلمين.
مع تقديري وكثير إحترامي لقرار هيثم ووقوفي معه أينما يستقر به المقام وتمنياتي له بالنجاح الفردي في المريخ وليس النجاح الجماعي إلا أنني أري أن نسدل الستار علي موضوع هيثم كما فعلنا مع موضوع حسن يوسف الحسن (أبو العائلة) "يرحمه الله" ونتفرغ بالتمام لإقصاء رئيس الهلال عن ذلك المنصب الذي تبوأه في غفلة منا. ود البرير لا يشبه ذلك المنصب ولا المنصب يشبهه والله المستعان.
عبدالله مسعود
الرياض المملكة العربية السعودية
11/2/1434هـ
24/12/2012م
