• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024
عبدالله مسعود

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

 0  0  1140
عبدالله مسعود
حصاد الألسن عبدالله مسعود
فزلكة كروية
* بدأت كرة القدم في مصر القديمة في عهد الفراعنة، ومن عجب أن النساء فقط هن اللائي كن يمارسنها وليس الرجال. من مصر إنتقلت إلي الصين لتصبح لعبة الجيش حيث كان الجنود يمارسونها بخشونة مما أثار ضدها موجة من الإنتقاد ولكن تلك الموجة سرعان ما إنحسرت أمام تشجيع الإمبراطور هوانج لي للعبة. إنتقلت بعد ذلك من الصين إلي اليابان كما أثبتت ذلك لوحة للرسام الياباني شوشو يرجع تاريخها إلي عام 901 قبل الميلاد. بعد اليابانيين عرفها الرومان ثم أخيرا الإنجليز.
* منذ أن عرف الإنجليز كرة القدم قالوا قولتهم المشهورة: إن القوة والسرعة تصنعان كرة قدم جميلة وهذا ما يميز الدوري الإنجليزي عن سائر الدوريات في جميع أنحاء المعمورة. فمتصدر الدوري يمكن أن يهزمه الفريق المهدد بالهبوط. السرعة هي هبة المولي عز وجل، أما القوة فيمكن أن تكتسب بالغذاء وتمارين اللياقة والرعاية الصحية والنوم المبكر والعزوف عن المشي في الأسواق دون هدف.
* في أوائل الخمسينات هاجر كل من حمدتو لاعب الكوكب وآدم الجراح لاعب المريخ إلي مصر واللعب مع فريق الترسانة. لحق بهم عبدالخير صالح لاعب الهلال بعد أن أغرته إدارة الري المصري في السودان بنقله للعمل في رئاسة الري بمصر واللعب للترسانة التي كانت تتلقي دعما من إدارة الري. كان ذلك الثلاثي الذي لقب بأسود الترسانة مضرب الأمثال في القوة والجسارة ودك حصون الخصوم. كان عبدالخير مشهورا بوضع الكرة علي صدره والإلتفاف حول نفسه وإرسال الكرة كما القنبلة في مرمي الخصم. لذا كان جمهور النادي المناهض للترسانة يحذر لاعبيه من خطورة أن يضع عبد الخير الكرة علي صدره قائلا: أوعة يحطها في ذمتو..أوعة يحطها في ذمتو.
* في عام 1978م حضرت مباراة لفريق وستهام (الهامرز) بملعبه أبتون بارك غرب لندن، ذلك الملعب الذي يطلق عليه أكاديمية كرة القدم في ستينات القرن الماضي حيث زود منتخب إنجلترا الحائز علي كأس العالم عام 1966م بثلاثة من أميز اللاعبين هم: جيوف هيرست وبوبي مور ومارتن بيترز. حضرت المباراة لأني كنت أسكن علي مرمي حجر من الملعب. عندما إستفز جمهور الهامرز (الشواكيش) أحد لاعبي الأرسنال (المدفعجية) ذهب اللاعب صوب مدرجات الهامرز واستدار وانحني وقام بفعل شاذ ومن محاسن الصدف أنه كان يرتدي لباسا آخر يواري سوءته. أوقف ذلك اللاعب أربع مباريات عقابا له علي فعلته التي فعل وعظة لغيره.
* شغب الجمهور والعنف الذي يمارسه شئ وعنف الملاعب شئ آخر. في نهائي كأس العالم عام 1938م والذي جمع إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا في بوردو بفرنسا كان العنف هو السمة المميزة للقاء. كثر الشجار والتعارك والإصابات. قام أحد لاعبي إيطاليا بكسر ساق أحد لاعبي التشيك ورد التشيك بكسر ذراع أحد لاعبي إيطاليا. خرج اللاعبون يعرجون جميعا إثر الضرب والركل والرفس وأطلق علي ذلك النهائي معركة بوردو فقد كانت فعلا معركة وليست مباراة. جدير بالذكر أن إيطاليا فازت علي غريمتها بأربعة أهداف لهدفين.
* الرياضي الحق يتقبل الهزيمة بروح طيبة، أما شخصي الضعيف فيتقبل الهزيمة بروح طيبة ظاهرا، أما باطنا فتختل جميع وظائف جسدي للدرجة التي أوعك معها وعكا شديدا وألزم الفراش أحيانا. أصبت بذلك المرض منذ أن عشقت الهلال وأحببته من أول نظرة في مباراة له مع شقيقه المريخ بأم الدور بأم درمان في صيف عام 1953م.
عبدالله مسعود
الرياض-المملكة العربية السعودية
20/2/1434هـ الموافق 2/1/2013م
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله مسعود
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019