• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
الخير فاروق

نبض الكفر

الخير فاروق

 0  0  12780
الخير فاروق
سجلوا .. الداهية البرازيلي إليتون ولن تندموا

منذ رحيل قيثارة الفن والطرب اللاعب الموهوب والي الدين محمد عبد الله صاحب اللمسات الساحرة والرشيقة والأهداف الماكرة.. افتقدت الملاعب السودانية للاعب ملك الشِباك والشُباك، وطيلة السنوات التي مرت وحتى الآن لم يمن الله على ملاعبنا بلاعب فلتة يمنح الجماهير المتعة التي تبحث عنها لترؤى عطشها من معشوقتها "كرة القدم"، ويجبرها على التواجد في المدرجات خلال التدريبات ناهيك عن المباريات التي تحضر إليها فقط في المنافسات الخارجية بدوافع وطنية وأمنيات لم تمل أن تعيشها وهي تغالط نفسها بإصرار بعد كل انكسار بائس أن غدا أفضل ولكن هيهات يأتي غدا ويمضي والحال أسوأ من سابقه.
المريخ ورغم وجود العجب إلا أن جماهيره ما فتئت تنتظر ميلاد نجم في جعبته موهبة "حرة"، تنزع الآهة نزعا من الدواخل، كم كان يفعل سكسك آخر جيل العمالقة عندما يداعب الكرة برجله الذهبية فترى المدرج بأكمله تمايل طربا ذات الشمال وذات اليمين.
لا يخفى على أحد أهمية وجود مثل هكذا لاعب في رزنامة الفريق، لأنه سيكون قادرا على خلق التوازن المطلوب، وإحداث الفارق، كما أنه يستطيع التحكم في مجريات اللعب، يرفع إيقاعه متى ما اقتضت الضرورة، والعكس كذلك، فضلا عن أنه يملك القدرة في قلب الموازين في أية لحظة، بتمريره قاتلة أو هدف مفاجئ.
ظل المريخ في السنوات الأخيرة يعاني وبشدة من خلو وسطه من صانع الألعاب المميز، ما جرده من أهم أسلحته لدرجة جعلته يفشل طوال 100 دقيقة في تسجيل هدف واحد كان يمكن أن يعيده للتأريخ مرة أخرى بعد غياب 23 عاما.
معضلة المريخ في الوسط والهجوم لم تكن وليدة اليوم أو أمس بل تكاد مزمنة، نظرا لفشل إدارة الوالي في وضع حل جذري بالتعاقد مع اللاعب المناسب، وطيلة سنوات هذا الرجل لم يمن الله عليه بلاعب فلتة ليس على مستوى هذين الخطين فحسب بل في كل خطوط الفريق والاستثناء الوحيد عصام الحضري بغض النظر عن الخطأ الذي أرتكبه وساهم به مع جملة أخطاء موجودة أصلا في ضياع حلم الجماهير بالتأهل إلى النهائي الكونفدرالي.
لو حاولنا جرد حساب تسجيلات الوالي نجد أنها صفر كبير على الشمال عدا نسبة نجاح لا ترى بالعين المجردة، اللهم إلا الراحل إيدهور ونوعا ما كليتشي، والسبب معروف للجميع لا يحتاج إلى مجهر حديث لاكتشافه، حيث أن المعايير في التسجيل لم تكن مطابقة للمواصفات الفنية، ودائما تتحكم فيها "الشيفونية" والفوائد الشخصية.
عقب كل فشل ذريع، وخيبة مرة، وانتكاسة مؤلمة، تركز إدارة الوالي على رد فعل الجمهور وكيفية النجاة منه، خوفها الوحيد ردود الأفعال، ولا شئ آخر، وبدل أن تجلس على طاولة التقييم لتشخيص الداء بشكل احترافي ومؤسسي بعيدا عن المسكنات الوقتية التي أثبتت عدم جدواها في كل مرة تنكسر فيها الجرة، تتوارى خلف سوءاتها وتدفن رأسها في الرمال، لتخرج بقرارات أصبحت محفوظة لنا جميعا طوال عشرة أعوام، أبلغ وصف لها أنها فقاعات صابون وذر للرماد في العيون من أجل حجب الحقيقة التي يعرفها حتى راعي الضان في الخلاء ... وووو وينقسم أهل المريخ فريق ضد الاستقالة بتبريرات أن الوالي رئيس طوالي وهو رجل المرحلة وليس هناك كائن من كان يستطيع أن يقود الكيان في مثل هذه الظروف،، وآخرون لا يرون فيه شيئا جميلا ويحملونه مسؤولية توهان الفريق،، وهكذا يريد جمال وحاشيته "إنها لغة السياسة".
لا نريد ظلم أحد، وربما تكون علاجات جمال وجرعاته للأشياء أكبر من حجم المرض نفسه وبالتالي يستفحل وتأتي النتائج عكسية،، وسواء هذا وذلك لا نريد البكاء على اللبن المسكوب وما ضاع قد ضاع ولن يعود..
أول خطوة علينا أن مشيها من أجل مريخ يهز الأرض كما كان، يجب أن تصب في العلاج مباشرة سواء استمر المجلس الحالي أو أتى غيره، وفي هذه العجالة لن أنظر إلى مساوي حكم الوالي لأنها لا تحصى ولا تعد وتحتاج إلى مجلدات ومداد البحر.
بعيدا عن الحديث الممجود الذي بات كأسطوانة مشروخة، المريخ بشكله الحالي يحتاج إلى حالة طوارئ، وتغيير كثير من المفاهيم الإدارية والفنية المغلوطة، وهذا بالطبع لن يتأتي بين ليلة وضحاها وإلا نكون كاذبون منافقون، و"الهدم سهل جدا ولكن البناء صعب للغاية"، والمريخ يحتاج إلى إعادة صياغة وبناء "طوبة طوبة"، بمعايير هندسية دقيقة جدا وفق رؤية أهل الشان كل في مجاله.
السياسة الإدارية للنادي تعاني من جملة أمراض، ولكننا اليوم ليس بصدد تشخيصها أو كتباة روشتة علاجية، ولكن فقط نبحث عن شيئا من الإصلاح الفني، ومن خلال متابعتي للمريخ خلال الأعوام الأخيرة، تأكد لي أنه يحتاج إلى لاعب "فقط" يمثل محور العلاج وهو اللاعب الجماهيري القائد الذي يقود الفرقة بإيقاع متوازن ..
ولأن الوالي كان يركز على الكمية وليس الكيف في التسجيلات دعونا نقلب القاعدة رأسا على عقب وبدل أن نسجل 7 محترفين ربما ينجح منهم واحد أو لا .. لماذا لا نسجل أقصى حد ثلاثة لاعبين مع الإبقاء على باسكال فقط وتسريح بقية الجيش.
المريخ يحتاج إلى صانع لعب بمواصفات البرازيلي إلتون لاعب الفتح السعودي والذي يعتبر أفضل لاعب في الدوري السعودي حاليا، ونجح في قيادة فريقه لصدارة الترتيب بعد أن حقق الفوز على الهلال والشباب والاتحاد، بفضل ما يملكه الداهية البرازيلية من موهبة في الصناعة والتسجيل وتطويع الكرة مستخدما قدميه في التمرير المتقن والتسديد الذي لا يخطي الهدف.
لاعب بهذه المواصفات سيمثل استثمارا ناجحا للمريخ، ونفعه حتما أكثر من ضرره وبالتأكيد إلتون ليس على شاكلة وراغو أو الدافي أو حتى ليما، أنه لاعب بمواصفات خاصة يفتقدها الدوري السوداني حتى يجذب إليه الجمهور الذي لم يبق منه على المدرجات سوى قلة متمسكون بأهداب أمل سراب.
قد يقول أحد فاقدي البصر والبصيرة أنه لاعب قصير القامة، وهو كذلك فعلا ولكن بموهبته وإمكانياته ودهائه الكروي نجح في إخفاء هذا العيب الذي لا ينقص من قدره، وهو دائما الرقم الأبرز في تشكيلة فتحي الجبال مدرب الفتح.
وربما يقول "سمساري" يخشى ضياع "المعلوم" أن اللاعب غالي الثمن ولكننا نقول له أن تسجيل لاعب موهوب أفضل ألف مرة من تسجيل "كوتة" لاعبين أي لاعب محلي أفضل منهم مجتمعين.. وعلى هؤلاء وأولئك أن يعلموا يقينا أن الاحتراف بمفهومه المتعارف عليه يجب أن يحدث الإضافة وليس العكس حتى يحقق أهدافه.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : الخير فاروق
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019