• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
عبد اللطيف الهادي

فجر المشارق

عبد اللطيف الهادي

 0  0  1568
عبد اللطيف الهادي
أستاد الحصاحيصا .. بين السقوط والفشل

* فرض أستاد الحصاحيصا نفسه طوال الأيام الماضية على الوسائط الإعلامية
المقروءة والمرئية والمسموعة وتفوّق ـ من ناحية الإهتمام والمتابعة ـ على
تحركات المعارضة الهلالية وعلى تجريد الفيفا لنقاط مباراة المنتخب الوطني
لصالح زامبيا ، وأبتزّ ملعب المدينة العريقة والباذخة الأضواء من هزيمة
السودان أمام أثيوبيا وخروجه من مضمار سباق الترقي لنهائيات الأمم
الأفريقية المقامة مطلع العام المقبل بجنوب أفريقيا ، ولا أبالغ إن قلت
أن الأستاد المعني بات أكثر شهرةً ـ من خلال إنتشاره العريض في عدد كبير
من المواقع الأسفيرية ـ من الملعب الأحدث والأشهر المعروف بإسم (عُش
الطيور) والذي أنشأته الحكومة الصينية بعاصمتها بكين لإحتضان الأولمبياد
قبل السابقة في 2008 ، هذا مع أكيد إعتذاري للمقاربة الظالمة وللتشبيه
المستحيل ( في زمن الترقب وإنتظار المستحيل!).

* وملعب الحصاحيصا ظلّ نسياً منسياً لا يعيره أحداً إهتماماُ حتى من قبل
مسؤوليه وأضحى مجرد ذكرى في دواخل أهل المدينة الشرفاء بعد تحوّل مبانيه
لأطلال مثله مثل أهرامات الابجراوية والتي هي أحسن حالاً منه على الأقل
من ناحية التواصل البشرى للسياحة أو بغرض التنقيب عن الآثار ، بينما
الأستاد صادق الخراب وآخى الدمار وبات لا يزوره إلاّ اللصوص ـ وهذا ما
أوضحه الأخ الأكبر الأستاذ مزمل يعقوب ـ الذين سرقوا (كراسيه) وباعوها في
وضح النهار بسوق المدينة وعند محاصرتهم بواسطة الأهالي الموجوعين
والمفجوعين ذكر اللصوص أنهم ليسوا (حرامية) وإنما عُمّال يومية (قاولهم)
على هذا العمل أحد أعضاء الإتحاد والذى يمارس حياته العادية كأنما لم
يبدر منه فعل غير سوي وأخلاقي!.

* مرّ عام وأندية الحصاحيصا وإداراتها ولاعبوها يعانون في سبيل تنفيذ
برنامج المنافسات الصادر عن الإتحاد بأستادات مناطق أخرى مجاورة كرفاعة
وتمبول وطابت والجنيد ـ هذا بالنسبة لأندية الدرجتين الأولى والثانية ـ
وكل دور الإتحاد لا يتعدّى المساهمة بمبلغ زهيد يتراوح بين الثلاثين
والخمسين جنيهاً لمقابلة الترحيل من المديتة لتلك المناطق! .. أما نادى
النيل الممثل لإتحاد الحصاحيصا بالدرجة الممتازة فقد بات متواجداً
بالكاملين أكثر العصمة والكمال! .. وللمفارقة وللسخرية أن الإهمال الشنيع
لم يمنع مجلس إدارة الإتحاد من إصدار العقوبات المضحكة والطريفة والتي لو
قُدّر لـ(قراقوش) معايشة عصرنا الحزين هذا لأستحى ولتوارى خجلاً منها ،
فقد وردتني معلومة أثق في منْ مدّني بها وملّكني إياها أن السيد خالد
عبداللطيف مدير الكرة بنادي الهلال تسلّم خطاباً من الإتحاد يفيده فيه
بحرمانه من دخول (دور الرياضة) التابعة له!! .. بالله عليكم هل هناك
فاجعة أكبر من هكذا (دكتاتورية) مقيتة ينفذها مجلس لإدارة إتحاد يرأسه
الأستاذ محمد سيد أحمد (الباحث عن إستعادة الديمقراطية لما تبقى من وطن
المليون ميل مربع) .. ما هذا الذي تفعله أيها (الشقيق) و(الرفيق) بمدينتك
وأهلها وأنديتها؟!.

* عام كامل وأستاد الحصاحيصا خامل وخامد ـ كما البركان ـ وبلا أثر يُذكر
، لكن بمجرد إقتراب موعد لقاء النيل بهلال السودان حتى (إنفجر) محمد سيد
أحمد مخرجاُ (حممه) من فوهة معاداته لنادي الحركة الوطنية والتى لم
يتجاوز أثرها مسافة خطى قدميه ، وهنا غابت عن (الشقيق) حكمة التوحد خلف
الوطن ونبذ الإنتماءات الضيقة والتعصب والهوس البغيض الذي أفرزته سياسات
الزمن الدنئ ونبّاح ، وقد عجبتُ لإصرار الرجل على إقامة المباراة بأستاده
الذى رحل عنه حتى (الزرزور) لا لشي إلاّ لتأكيد حقيقة بغضه للهلال ،
فما معنى أن يتجاوز(المؤسسية) في الإتحاد وهو يرسل وفداً للحصاحيصا
لمعاينة أرضية الملعب وبقرار فردي منه لم تتخذه اللجنة المنظمة لمنافسات
الإتحاد والتي عندما تُرسل وفداُ من عضويتها ينبرى المناضل محمد سيدأحمد
متحدياُ بأن لا قوة على البسيطة تمنع قيام مباراة النيل والهلال بأستاده
الخرابة .. وهنا يكمن الفشل والسقوط في أسمى معانيهما ، فالسقوط الذى
أعنيه ان محمداً كان ضمن (كادر) العشرين من أعضاء مجلس الإتحاد الذين
رفعوا (المذكرة) الشهيرة ضد الضباط الأربعة لمجلس إدارة الإتحاد العام
وقد طالبوا في بند من بنودها حتمية إنتهاج ثقافة المؤسسية وممارسة
الشفافية في أضابير (هرم) الكرة السودانية ، وأكد العشرون ـ ومن ضمنهم
محمد ـ رفضهم سياسة (التهميش) المفروض عليهم بواسطة (أربعة) الإتحاد
الكبار "منصباً" ، وقد أمّن المجلس على بنود المذكرة وأضحت المؤسسية هي
الديدن بدليل ألا أحداً تذمر أو إشتكى منذ ذلك التاريخ ، لكن جاء السقوط
علينا زاحفاً بواسطة ود سيد أحمد نفسه وهو (يركل) ويرفض المؤسسية ممثلةً
في اللجنة المنظمة بقرارها الرافض إقامة المباراة بملعب يفتقر لأبسط
مقومات سلامة اللاعبين والحماية الأمنية للمرتادين! .. فهل هناك سقوط
أبلغ من هذا يا سادة؟!.

* أما الفشل فيشمل الإتحاد العام قبل فشل إتحاد الحصاحيصا وعنتريات رئيسه
، فالإتحاد السوداني (رضخ) لتهديد الجكومي بإرساله للمرة الثانية وفده
برئاسة الأستاذ مأمون بشارة ناصر لمعاينة الملعب مجدداً في ظرف 96 ساعة
كأنما زيارته الأولى كانت للنزهة والسياحة لا للإفتاء بالصلاحية من عدمها
، والحقيقة التي يحاول الجميع الهرب منها أن الملعب الذى عكسته لنا
كاميرا قناة (قوون) لا يصلح حتي لإقامة منافسات البراعم والناشئين عليه
فما بالكم بإحتضانه لمباراة طرفها (سيد البلد)؟!.

* وأخيراً أقول للأخ محمد سيد أحمد : ليس عيباً أن تفشل ، لكن العيب أن
تواصل التمترس خلف تلال الفشل والإنتماء المقيت لصالح من تعشق .. وتهوى و
.. تحب!.

فجر أخير

* أرفع خُطاي وأعبُر (رماد) أحلام أمس .. وأفتحْ عريض شُرف الأمل يعبُر
معاي قُرصْ الشمس .. لا بشكي وأنزفْ في (النضم) .. لا بشرح السفر الغريب
كان يعصا أو لو يتفهم
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019