عبد السلام القراي
البشير والهلال والإنتخابات !
إعلان السيد البشير عن ميوله الهلالي في هذا التوقيت بالذات له دلالات ومعاني كبيرة فالهلال بقاعدته الجماهيرية
المليونية سيساند السيد البشير في الإنتخابات المقبلة , والهلالاب بدورهم هللوا لإعلان السيد البشير عن ميوله الهلالية
واعتبروا ذلك نصراً كبيراً لشعب الهلال العظيم لكن في المقابل يتعشم معاشر الهلالاب في سيادة الرئيس عمر البشير
للمساهمة في تأهيل استاد الهلال ليتحول إلى قلعة زرقاء إسوة بما حدث في استاد المريخ ( القلعة الحمراء ) , الحديث
عن التأثير الواضح للجماهير الهلالية في معركة الإنتخابات المقبلة يقودنا للحديث عن أهمية الرياضة في حياة الشعوب
والشواهد على ذلك كثيرة والخطوة التي أقدم عليها السيد البشير من خلال الإعلان عن ميوله الهلالية تؤكد أي الخطوة
البشيرية أهمية الكبير الذي تلعبه الرياضة في كافة الأصعِدة والميادين , عليه ينبغي على الدولة أن تُولِي كبير إهتمامها
بالرياضة في السودان لِتُحلِق في فضاءات أرحب وأوسع , من ناحية أخرى يرى البعض أن إعلان السيد البشير لهلاليته
قد يُغضِب المريخاب وربما يخسر أصواتهم في الإنتخابات المقبلة , لكن يبدو أن السيد الرئيس عمر البشير حسبها صح
فمساندة الجماهير الهلالية له في الإنتخابات المقبلة ستؤدي الغرض الذي يرمي له سيادته , في هذا الصدد يتحدث الناس
في السابق عن ( تسييس ) الرياضة الأمر الذي أغضب أبناء القبيلة الرياضية أما اليوم فنشهد ( ترييض ) السياسة إن
صح هذا التعبير ! والسؤال الذي يطرح نفسه هل تنجح الرياضة ممثلة في جماهير الهلال في صناعة تاريخ جديد للسيد
البشير ؟ أم سيكون للمريخاب رأي آخر , يبدو أننا سنشهد صراعاً قوياً بين الجماهير الهلالية والمريخية على ساحات
السباق السياسي , ويبدو أن السيد البشير أراد أن يجذِب أو بالأصح ( يجُر ) أبناء القبيلة الرياضية وتحديداً جماهير الهلال
والمريخ لساحة الإنتخابات المقبلة , لعلمه التام أي السيد الرئيس ونحن كذلك بالإهتمام المتعاظم لأغلبية أبناء القبيلة
الرياضية وخاصة مُحبي كرة القدم بالمنظومة الكروية وبعدهم عن الساحات السياسية والدليل تصفحهم للصحف من خلال
صفحات الرياضة وتهميشهم لبقية الصحفات خاصة التي تهتم بالشؤون السياسية في البلاد , وحتى نكون منصفين قد
تكون لمعشر الرياضيين أسبابهم ومبرراتهم لهذا الإحجام , ختاماً هل تفلح الجماهير الهلالية في ترجيح كفة البشير في
الإنتخابات المقبلة .؟!