زووم
فوبيا (دجوليبا) يجتاح الشارع السوداني..!
سيخوض ثنائي القمة السودانية مباراتهما في العشرين من الشهر الجاري وقد تمكنت منهما فوبيا (دجوليبا المالي).. فالوسط الرياضي كعادته يتفانى في خدمة الأجانب بتلقائيته وقدراته على تضخيم الخصوم، والصحف الرياضية تؤدي دور التخذيل بنوع من الجهل المتفاقم من حالة إلى أخرى وقد فعلت ذلك بإخلاص كبير وهي تتناول حالة الفريق المالي على طريقة (الغول) في أحاجي الحبوبات، أو (ود أم بعلو والبعاتي) وغيرها من الأساطير، حتى أصبح المريخ والهلال معاً وكأنهما في حالة من حالات (جري الخوف) وهما يجتهدان في كسب مبارياتهما بعد أن ضمنا التأهل لنصف النهائي وكل منهما يضع في حساباته ضرورة الحصول على المركز الأول، ليس من أجل الإنجاز أو حباً في التفوق وإنما خوفاً من ملاقاة بعبع إسمه دجوليبا بعد أن قدم مستويات رفيعة في الأدوار السابقة من الكونفيدرالية، وبعضهم تحدث عنه وكأنه فريق خارق قادم من كوكب آخر وليس جزءً من واقع الكرة الأفريقية التي تشكل فيها مدارس غرب أفريقيا إستثناءً يقوم على حقيقة أنها تفرخ فقط لأوربا بينما تسقط في إمتحان الخبرات عندما يكون الحديث عن البطولات الأفريقية المحلية، وهي لا تنجح في هذا المضمار إلا نادراً.. والأرقام السابقة تؤكد أن الدول المشهورة بتصدير اللاعبين إلى أوربا لا تهتم بالحصول على البطولات داخل القارة على مستوى الأندية والغلبة تكون دائماً لبعض الدول التي تحتفظ بلاعبيها ولا تبيعه إلا نادراً وتتخذ بين هذا وذاك سبيلا.. مثل الشقيقة مصر، وبقية دول الشمال الأفريقي ولحدً ما نيجيريا.. هذا جانب مهم جداً.. أما الشيء الأهم في أوضاعنا قبل نصف النهائي في كونفيدرالية هذا الموسم أننا نتطلع لفرض السيطرة على المباراة النهائية بإقصاء خصومنا مهما بلغت قوتهم، وهنا يكمن التحدي والإثارة، وإن لم نكن جاهزين لهذه المواجهة فلاداعي للحلم وإطلاق الخيال لأننا سنكون في لحظة الحقيقة حيث لا مجال للخيالات ولا مساحات إلا لكل ماهو واقعي..!
دجوليبا فريق عادي مثله وبقية الفرق الأفريقية ولا يتمتع بأية علامات تدل على أنه (خارق).. وعندما نتحدث عن الخوارق في كرة القدم فلابد من تحديد مواصفات لاتقل عن حالة برشلونه الإسباني.. والفريق المالي لم يصل إلى ذلك المستوى بعد، صحيح أن مالي تعتبر معقلاً للمواهب الأفريقية الفذة، وأرضاً للأكاديميات الحديثة في كرة القدم، لذلك تجد فرقها تلعب على أقل أخطاء ممكنة في أساسيات كرة القدم بينما نجد أن فرقنا لا تكترث كثيراً لهذه الأخطاء.. لذلك نخسر أمام فرق ليست ذات سمعة كبيرة، ولكنها مؤسسة بشكل صحيح في تلك الأكاديميات برغم أنها مشكلة من أعمار لا تتجاوز في الغالب (22) سنه، وذلك ما ينطبق على الفريق المالي.. ولكي نتغلب عليهم لابد من التركيز على ورقة (الخبرات).. فقائمة المريخ والهلال معاً تضم (95%) من المنتخب الوطني الذي سبق وأن فاز على المنتخب المالي الذي يضم صفوة المواهب من نجوم الدوريات الأوربية القوية، وفوق ذلك اكتسبوا خبرات طويلة في المنافسات الأفريقية، ليس إلى هذا الحد فحسب، فقد تجاوز عدد كبير من لاعبينا حاجز الثلاثين مباراة في بطولات الكاف للأندية، مقابل مباريات معدودة للاعبي الخصوم الماليين أو الكونغوليين معاً..!
شيء آخر في غاية الأهمية، وهو الإعداد البدني والنفسي الذي يسبق المباراة التي نحن بصدد خوضها، سواء كان في نصف النهائي أو النهائي، فنحن نفشل في هذه الجزئية منذ عشرات السنين حتى في المباريات المحلية ذات الأهمية المتباينة، فالأجواء التي تحيط بالفريقين الكبيرين دائماً ما تكون مربكة ولا تساعد اللاعب على إبراز أفضل ما عنده في المباراة، مع تداخل كبير في الإختصاصات لدرجة أن الإداري يؤدي دور المدرب، والصحافي يتغول على دور الإداري، والمشجع يؤدي كل الأدوار، فتجد أحد قادة المشجعين يتحدث في السوق الشعبي مثلاً بنوع من الفخر بأنه قد تحدث مع اللاعب الفلاني وطلب منه كذا وكذا في المباراة، وكل الزملاء كتاب الأعمدة في الصحف يتحدثون عن طريقة اللعب ويصرفون تعليماتهم للمدرب، وعلى الأخير أن ينفذ هذه التعليمات حرفياً وإلا فإنه لا علاقة له بكرة القدم.. لاحظوا هذه العبارة التي تتكرر كثيراً في أعمدة كتاب الرأي (لا علاقة له بكرة القدم).. فكل المدربين أجانبهم ومحلييهم يكونون في مرمى هذه العبارات من الصحافيين لنظل نحن المكان الوحيد في العالم الذي يجعل من المدربين الذين مارسوا كرة القدم واتخذوا منها مجالاً لأكل العيش بالإختصاص (لاعلاقة لهم بكرة القدم).. بينما بعض زملاءنا ممن لم يمارسها أو يسمع بها في الحكايات يصرف تعليماته للكل...!!
كتبت هذا المقال بعد مشاهدة أغلب مباريات المجموعة الثانية ومقارنة ذلك بما قدمه ثنائي القمة السودانية، وبصراحة أؤكد أنه لا شيء مخيف.. ويجب ألا نتخطى الحذر الواجب والمعقول...!!
فوبيا (دجوليبا) يجتاح الشارع السوداني..!
سيخوض ثنائي القمة السودانية مباراتهما في العشرين من الشهر الجاري وقد تمكنت منهما فوبيا (دجوليبا المالي).. فالوسط الرياضي كعادته يتفانى في خدمة الأجانب بتلقائيته وقدراته على تضخيم الخصوم، والصحف الرياضية تؤدي دور التخذيل بنوع من الجهل المتفاقم من حالة إلى أخرى وقد فعلت ذلك بإخلاص كبير وهي تتناول حالة الفريق المالي على طريقة (الغول) في أحاجي الحبوبات، أو (ود أم بعلو والبعاتي) وغيرها من الأساطير، حتى أصبح المريخ والهلال معاً وكأنهما في حالة من حالات (جري الخوف) وهما يجتهدان في كسب مبارياتهما بعد أن ضمنا التأهل لنصف النهائي وكل منهما يضع في حساباته ضرورة الحصول على المركز الأول، ليس من أجل الإنجاز أو حباً في التفوق وإنما خوفاً من ملاقاة بعبع إسمه دجوليبا بعد أن قدم مستويات رفيعة في الأدوار السابقة من الكونفيدرالية، وبعضهم تحدث عنه وكأنه فريق خارق قادم من كوكب آخر وليس جزءً من واقع الكرة الأفريقية التي تشكل فيها مدارس غرب أفريقيا إستثناءً يقوم على حقيقة أنها تفرخ فقط لأوربا بينما تسقط في إمتحان الخبرات عندما يكون الحديث عن البطولات الأفريقية المحلية، وهي لا تنجح في هذا المضمار إلا نادراً.. والأرقام السابقة تؤكد أن الدول المشهورة بتصدير اللاعبين إلى أوربا لا تهتم بالحصول على البطولات داخل القارة على مستوى الأندية والغلبة تكون دائماً لبعض الدول التي تحتفظ بلاعبيها ولا تبيعه إلا نادراً وتتخذ بين هذا وذاك سبيلا.. مثل الشقيقة مصر، وبقية دول الشمال الأفريقي ولحدً ما نيجيريا.. هذا جانب مهم جداً.. أما الشيء الأهم في أوضاعنا قبل نصف النهائي في كونفيدرالية هذا الموسم أننا نتطلع لفرض السيطرة على المباراة النهائية بإقصاء خصومنا مهما بلغت قوتهم، وهنا يكمن التحدي والإثارة، وإن لم نكن جاهزين لهذه المواجهة فلاداعي للحلم وإطلاق الخيال لأننا سنكون في لحظة الحقيقة حيث لا مجال للخيالات ولا مساحات إلا لكل ماهو واقعي..!
دجوليبا فريق عادي مثله وبقية الفرق الأفريقية ولا يتمتع بأية علامات تدل على أنه (خارق).. وعندما نتحدث عن الخوارق في كرة القدم فلابد من تحديد مواصفات لاتقل عن حالة برشلونه الإسباني.. والفريق المالي لم يصل إلى ذلك المستوى بعد، صحيح أن مالي تعتبر معقلاً للمواهب الأفريقية الفذة، وأرضاً للأكاديميات الحديثة في كرة القدم، لذلك تجد فرقها تلعب على أقل أخطاء ممكنة في أساسيات كرة القدم بينما نجد أن فرقنا لا تكترث كثيراً لهذه الأخطاء.. لذلك نخسر أمام فرق ليست ذات سمعة كبيرة، ولكنها مؤسسة بشكل صحيح في تلك الأكاديميات برغم أنها مشكلة من أعمار لا تتجاوز في الغالب (22) سنه، وذلك ما ينطبق على الفريق المالي.. ولكي نتغلب عليهم لابد من التركيز على ورقة (الخبرات).. فقائمة المريخ والهلال معاً تضم (95%) من المنتخب الوطني الذي سبق وأن فاز على المنتخب المالي الذي يضم صفوة المواهب من نجوم الدوريات الأوربية القوية، وفوق ذلك اكتسبوا خبرات طويلة في المنافسات الأفريقية، ليس إلى هذا الحد فحسب، فقد تجاوز عدد كبير من لاعبينا حاجز الثلاثين مباراة في بطولات الكاف للأندية، مقابل مباريات معدودة للاعبي الخصوم الماليين أو الكونغوليين معاً..!
شيء آخر في غاية الأهمية، وهو الإعداد البدني والنفسي الذي يسبق المباراة التي نحن بصدد خوضها، سواء كان في نصف النهائي أو النهائي، فنحن نفشل في هذه الجزئية منذ عشرات السنين حتى في المباريات المحلية ذات الأهمية المتباينة، فالأجواء التي تحيط بالفريقين الكبيرين دائماً ما تكون مربكة ولا تساعد اللاعب على إبراز أفضل ما عنده في المباراة، مع تداخل كبير في الإختصاصات لدرجة أن الإداري يؤدي دور المدرب، والصحافي يتغول على دور الإداري، والمشجع يؤدي كل الأدوار، فتجد أحد قادة المشجعين يتحدث في السوق الشعبي مثلاً بنوع من الفخر بأنه قد تحدث مع اللاعب الفلاني وطلب منه كذا وكذا في المباراة، وكل الزملاء كتاب الأعمدة في الصحف يتحدثون عن طريقة اللعب ويصرفون تعليماتهم للمدرب، وعلى الأخير أن ينفذ هذه التعليمات حرفياً وإلا فإنه لا علاقة له بكرة القدم.. لاحظوا هذه العبارة التي تتكرر كثيراً في أعمدة كتاب الرأي (لا علاقة له بكرة القدم).. فكل المدربين أجانبهم ومحلييهم يكونون في مرمى هذه العبارات من الصحافيين لنظل نحن المكان الوحيد في العالم الذي يجعل من المدربين الذين مارسوا كرة القدم واتخذوا منها مجالاً لأكل العيش بالإختصاص (لاعلاقة لهم بكرة القدم).. بينما بعض زملاءنا ممن لم يمارسها أو يسمع بها في الحكايات يصرف تعليماته للكل...!!
كتبت هذا المقال بعد مشاهدة أغلب مباريات المجموعة الثانية ومقارنة ذلك بما قدمه ثنائي القمة السودانية، وبصراحة أؤكد أنه لا شيء مخيف.. ويجب ألا نتخطى الحذر الواجب والمعقول...!!