• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024
عبد اللطيف الهادي

فجر المشارق

عبد اللطيف الهادي

 2  0  1583
عبد اللطيف الهادي
فجر المشارق ـ عبداللطيف الهادى

حتى لايطير (الدخان) بالمجان!!

* من خلال المؤتمر الصحفي الذى أعقب مباراة أمس الأول بين الهلال والأهلي
شندي ، أفصح المدرب السيد غارزيتو عن رغبته وأمنيته في ملاقاة فريقه
لفريق دوجوليبا المالي في نصف النهائي مفضلاً إياه على ليوبارد الكنغولي
عازياً هذه الرغبة لأفضلية أرضية ملعب الأول وسوء ملعب الثاني!.

* وفي إعتقادي الشخصي أن الكلمات المبتسرة أعلاه التي تفوّه بها الفرنسي
وعكستها الوسائط الإعلامية بالأمس تحمل في جوفها الكثير والمثير من
الدلالات والمعاني (السالبة) والتي لا أظن وجود ذرّة من الإيجابية فيها ،
بل وربما تنتقص كثيراً من الثقة في دواخل أهل الهلال جميعاً ـ المشجعون
قبل اللاعبين ـ ، وتمنح في نفس الوقت الخصم (القادم) دفعة معنوية جديدة
ما كان يحلم بها أو ينتظرها ، والخصم القادم الذى أعنيه ليس حتماً هو
الفريق المالي و لا الكنغولي ، إنما هو فريق المريخ الذي سنلاقيه بعد
أسبوعين في مسك ختام المرحلة قبل الأخيرة لبطولة الكونفيدرالية وفي
مباراة لا تحمل خلاف لغة تحديد صدارة أحدهما لمجموعتهما ، وبالقطع سيعمل
على الإستفادة من حديث غارزيتو (السلبي) بالفوز على الهلال حتى يدحرجه
لـ(الوصافة) التي بات حلماً وأمنية للسيد غارزيتو!.

* إن أول ما يستشف من كلمات مدرب الهلال (الراجفة) عدم إهتمامه وإكتراثه
لنتيجة مباراته المقبلة أمام المريخ ، بل وبصورة أوضح وأشمل تفضيله
الخسارة فيها لأجل هدف (خائب) وغاية متواضعة تكمن في أداء مباراة نصف
النهائي على ملعب دجوليبا (الفاخر) وفريقه (وصيفاً) بدلاً من مواجهة
ليوبارد الكنغولي علي ملعبه السيئ وهو متصدراً!! .. وتبرير غارزيتو
يتنافى والعقلانية والواقعية ويستحق إدراجه في موسوعة غينيس في الصفحة
الخاصة بالغرائب والعجائب البشرية ! ، فلأول مرة نسمع بمدرب يتمنى ملاقاة
خصم لا لضعفه الفني وإنما لروعة وجمال ملعبه! ، ولو كانت كرة القدم تتحقق
نتائجها بهكذا منطق لما أقصانا فريق جمعية أولمبي شلف الجزائري الذى
يعدًّ ملعبه مقارنة بملعب الفريق المالي ملعب سبعة نجوم !.

* وإذا ما حاولنا النزول لفهم السيد غارزيتو التدريبي (العالي) فلا بأس
له من تقبل فهمنا (المتواضع) والذى أوجزه في ذات ما تفوّه به من كلمات
ومحوره: طالما أن أفضلية ملاقاة الخصم أساسها روعة وجمال أرضية ملعبه
فلماذا لا يسعى المدرب الفرنسي لتحقيق الفوز على المريخ على ملعبه والذى
أرضيته أفضل كثيراً من أرضية ملعب الهلال ـ وهذه حقيقة لا ينكرها إلاّ
مكابر ـ وبعدها فليعمل على إقناع مجلس إدارة النادى الأزرق على إقامة
معسكر إعدادى للفريق بدولة أفريقية ملاعبها من ناحية السوء شبيهة بملعب
الفريق المالي الذى يتفق كل من يعرف (أ،ب،ت) كرة القدم أنه فنياً أقلّ
درجات من دوجوليبا ، كما أن هناك ميزة إيجابية يعرفها أي مشجع عادي أن
صدارة الهلال لمجموعته تجعله يؤدي مباراة إياب نصف النهائي علي ملعبه بام
درمان والذى هو بحق وحقيقة (مقبرة الخصوم) ، فهل يعجز السيد غارزيتو عن
وضع تكتيك فني يواجه به الفريق الكنغولي في لقاء الذهاب يمكّنه من الخروج
إيجابية أقلاها التعادل معه على ملعبه (الوحش)؟! .. يا ريت لو عاد
غارزيتو لاصله الإيطالي ولو مؤقتاً لتطبيق التكتيك الدفاعي الذى تتميز
وتشتهر به الأندية الإيطالية يوم مباراته مع ليوبارد الكنغولي ـ طبعاً
بعد فوزه على المريخ وتصدره للمجموعة ـ وبعدها فليعد كما كان فرنسي
الجنسية والجواز في الزمن الملاذ!.

* الذى يبدو أنه غائب علي غارزيتو أن النسبة الأكبر من أمة الهلال
تُقدّره وتحترمه كمدرب له أسمه وبصمته في خارطة الكرة الأفريقية ، لذا
فإنه بالمقابل مطالب بمبادلتها بذات التقدير والإحترام بتجنبه إطلاق مثل
هذا التصريح الغريب والمحبط ، وليعلم ـ إن كان لايعلم ـ أن أبطال الهلال
ومن خلفهم جماهيرهم لا يهابون ولا يخشون الفرق الخصوم أياً كانت
مستوياتها الفنية ، والتاريخ ـ البعيد والقريب ـ تحتشد ذاكرته بمخافة
ومهابة معظم الأندية الأفريقية الكبيرة للهلال والتي كثيراً ظلت تتمنى
عدم ملاقاته في أي مرحلة من مراحل التنافس إن كان في البطولة الكبرى
للأندية الأبطال أو في بطولة الكونفيدرالية ، ولو أراد المعرفة والعلم
فليسأل الأهلي المصرى ومازيمبي الكنغولي اللذان لم يتذوقا طعم الهزيمة في
ملعبيهما منذ عشرات السنوات إلاّ علي يدي الهلال ، مع التنبيه إلي أن
هزيمة الأهلي أمام النجم الساحلي التونسي في إياب نهائي الأندية
الأفريقية عام 2007 أتت بعد هزيمته أمام الهلال بهدف ريتشارد جاستين
وعندما كان يشرف على تدريبه الكرواتي برانكو ن أما مازيمبي فلم يخسر على
ملعبه منذ هزيمة الهلآل عام 2009 ، فهل بات ضعيفاً في عهد غارزيتو لدرجة
إفصاح المدرب نفسه عن أمنيته ورغبته في ملاقاة هذا المنافس وتجنب الآخر
بحجة جمال ملعبه؟

* ولو حاولنا مجاراة غارزيتو في أنه يلعب (بولتيكا) يقصد من ورائها
(تخدير) الخصوم وإلهائها عن مخططه الأصلي الذي هو نقيض ما صرّح به ،
فإنني أقول ـ من باب الإمتثال لهذا الإفتراض غير الواقعي ـ أن مدرب
الهلال قد جانبه التوفيق تماماً في هذا الجانب ، فهو بحديثه المدهش هذا
(فتّحْ) أعين خصومه الثلاثة ـ المريخ السوداني وليوبارد الكنغولي
ودوجليبا المالي ـ على حقيقة نقص أوكسجين الثقة في شرايين وأوردة فريق
الهلال والذى أماط اللثام عنه (القائد الميداني) لكتيبة (اللواء الأزرق)
، وحتى لو أراد ممارسة لعبة البولتيكا العجيبة هذه كان الأفضل له ولنا
كأهلة تجنب اللعبة التى كشف عنها في مؤتمر المباراة الصحفي مساء أمس
الأول ، ف(الدّامة السوداء) الآن في يده و(الآتو) بحوزة غيره ويبدو أنه
(سيأكلها) و (سيأكّلنا) لها معه ، أو (نتسنفّك) في (قبولنا) وبرضاء
وإقتناع تامين منّا نحن الأهلة الطيبون!.

* ما أود أن أخلص إليه إلي أن مجلس الهلال مطالب بإستدعاء المدرب
وإستفساره عن هذا التصريح المحبط ، وإن لم يُفعّل هذه الخطوة يعتبر
شريكاً في (الجريمة) هذه ، فمثل هذه الظواهر وإن تبدّتْ لنا صغيرة لا بد
من التعامل معها بحسو وبمسؤولية حتى لآ نندم يوم أن نطارد بأعيننا
(العصافير) وهي سابحة في الفضاء وهي التي كانت في أيدينا ، وحتى لا
(تكتلنا) الحسرة ونحن نمنح كأس البطولة لغيرنا وبأيدينا نحن لا بأقدامهم
همو!.

فجر أخير

* أنحنا زحفنا وكل (العالم) ما بوقفنا .. أنحنا أولاد الجوع والمحنة ..
أنحنا الفقراء وسرقوا قمحنا .. خريفنا الرّازة .. وأحلامنا حرازة ..
مخاصمة سمحنا
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    خلود 10-07-2012 11:0
    شكرا عبداللطيف.... والله بالرغم من مريخيتى لكن كلامك عجبنى فهو جميل ومنطقى وفهمك فى الكوره فهم صفوه عمومااهنئك على هذا الحديث ولك ودى اخى
  • #2
    احمد 10-07-2012 08:0
    اي مدرب يرغب في الانتصار حتى لو كان المنافس برشلونة والملعب استاد مدني عز الخريف اما هذا العارزفت يريد ان يستبق مباراة المريخ ان فاز المريخ يتحجج بهذه الفكرة الهزيلة وان انتصر يفرد العضلات الذي غاب عليه ان الثاني ربما يكون الوداد المغربي وهو اقرب الآن من الكنقولي لانه سيلاقي الملعب المالي الضعيف بينما الكنقولي امامه صاحب الملعب الذي يتمناه علما بان ملعب الوداد افضل بكثير من ما اراده الحقيقة وضحت وعلينا ان نصبر والله يجاز الكان السبب
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019