زووم
موسم عاصف...!
بعضهم يعتقد أن عنف الملاعب ظهر فقط في المباريات التي طرفها ثنائي القمة، ولكن هذا غير صحيح لأننا شهدنا الكثير من المفارقات في هذا الموسم العاصف والفوضوي أيضاً، بدأت بدار الرياضة أم درمان، والذي كان دائماً مثالاً للروح الرياضية وقوة التنافس قبل أن يتحول هذا الموسم إلى حلبة للملاكمة، ومكان للمخالفات والخروج عن الروح الرياضية وكل ماهو ضد الرياضة بكل تأكيد، وأتجاوز كل هذه التعابير لأؤكد على أن ما رأيناه بدار الرياضة في هذا الموسم لايحدث كثيراً في تجمعات البشر المتحضرين، بل لا يمكن لأي شخص أن يحكيه بسهولة إلا بعد أن يستخدم الكثير من (الليمون) لأنه يثير الغثيان ويجعل الناس يتنازلون طواعية عن كل المثل الرياضية، فهل يتخيل أحدكم أن مدرباً شاباً يتجاوز كل الحواجز الإنسانية والأخلاقية ليعتدي بالضرب على رجل ربما يتجاوز سن والده؟.. وهل يتخيل أحدكم أن بعض المتفلتين شبعوا من الإساءة للإتحاد المحلي في شخصيته الإعتبارية بعد أن انطبق عليه القول: (مالجرح بميت إيلام) واستهدفوا بفاحش القول والألفاظ الرجل الثاني في الإتحاد مباشرة دون أن تطالهم أية عقوبات؟.. وهل يمكننا أن نتخيل في أقصى حالات التشاؤم أن 70% من مباريات دار الرياضة أم درمان في هذا الموسم قد شهدت أحداثاً مؤسفة تأرجحت ما بين العنف الجسدي واللفظي؟.. كل ذلك شاهدناه بأم أعيننا والإداريين يحتجون على الحكم لمجرد أن فريقهم خسر، وهم يدركون تماماً أن تقصيراً كبيراً من النواحي الإدارية قد أدى إلى تلك الخسارة وليس الحكم، ومع ذلك أصبح الأخير هو الشماعة الثابتة التي يعلقون عليها خيباتهم، حتى لو كانت أسباب الخسارة واضحة، على سبيل المثال: فريق لا يتدرب مثله والآخرين استعداداً لمبارياته التنافسية، وإدارييه لا يقفون عليه ولا ينفقون من مالهم ولا مال غيرهم على تسيير النشاط وحل مشكلات لاعبيهم، وفي العادة يؤدون مبارياتهم بأقل من نصف قوة الفريق الحقيقية، ومع ذلك يكون الإشتباك مع الحكام منظراً ثابتاً نشاهده عقب كل المباريات، ولو كان هنالك إجماعاً على أن أداء الحكم كان مقبولاً ولم يتخذ أي قرار مؤثر في نتيجة المباراة أو مجرياتها..!!
على مستوى القمة تسير الأمور نحو الأسوأ، ليس في مبارياتهما معاً فقط، وإنما من حيث ثقافة المشجعين في المباريات الأخريى وهم يركزون على الحكم ويدخلون المباريات وهم معبأين ضده أكثر من تركيزهم على تشجيع الفريق، فالحكم يتعرض للإساءة في أسرته وأمه وأبيه، والجميع ينسى أنه (إنسان) ربما يكون أخاً أو أب أو حتى خال وعم.. يخطيء ويصيب مثله والآخرين، ولا أحد يسأل: هل بإمكاننا الحصول على حكام لا يخطئون؟... الإجابة دائماً بلا.. ولكن في خضم الثقافة التي يشيعها بعض الزملاء للتشكيك الدائم في الحكام أظنها من الوسائل التي تعبد الطريق نحو الكارثة، بالإضافة إلى أن جزءً من الجماهير تركز على الإساءة للاعب يرتدي شعار الفريق الذي تشجعه... وذلك وضع غريب لا يتوافر إلا عندنا في السودان.. وبفعل العصبية أيضاً خسرنا الكثير من سمعة مياديننا، وأصبحت الولايات بكل رحابتها لا تستقبل الضيوف بحفاوة كما كانت تفعل سابقاً عندما يزورها أحد طرفي القمة أو أي ضيوف من أي مكان.. فمدينة شندي لم تعرف المعاملة القاسية لضيوفها إلا في عالمنا الجديد، وقد بات الإنتماء لفريق كرة قدم يعني أن تتجرد من مشاعرك الإنسانية، وكذلك عطبرة ومدني وغيرها من مدن السودان التي انتقلت إليها عدوى شغب الملاعب، والأهم من ذلك كله أن إتحاد كرة القدم السوداني ولا كأنه بيننا، وهو مثل رفيقه وإبنه البكر إتحاد الخرطوم الذي يمر بحالة (موات سريري) منذ مايزيد عن العام ونصف، ولا أحد يتحدث عن الأمر كظاهرة مقلقة إلا في حدود ما حدث في مباراتي القمة، وبعضهم يتحدث وهو ينظر للأمين البرير، فيما لا يستطيع بعضهم الحديث عن الملفات الخاصة بالقمة دون النظر إلى جمال الوالي.. مع أن جمال ليس مع الفوضى، ولم يصدر بياناً يؤيد فيه مسلك جماهير ناديه أو فئة منها في مباراة قمة الكونفيدرالية على ملعب الهلال...!
الأسوأ من ذلك أن المهندس أسامه ونسي وزير الشباب والرياضة الولائي السابق كان شاهداً على (لكمة) الأمين البرير للحكم الجزائري عندما نزل بين شوطي المباراة لأداء صلاة العشاء، وبعدها صدر القرار ليلاً بإيقاف رئيس نادي الهلال عن العمل الإداري لعامين عقاباً له على ما بدر منه نحو ضيف من ضيوف البلاد، وتسرب القرار إلى بعض وسائل الإعلام المحلية والخارجية وقد أرسلته شخصياً لينشر على موقع (كوووره) مع نشر نسخة على صحيفة التيار (الموؤودة)، ولكن.. مثلما يحدث في أية دولة تعمل بقوانين المرأة المخزومية، إختفى قرار أسامه ونسي، ولم يوقف البرير لعامين أو ليومين، بل أحيكت التمثيلية البايخة التي كان أول الشاهدين على أنها تمثيلية محضة هو الوزير الولائي نفسه، فسرت الكذبة على الجميع ابتداءً بالوزارة الولائية وانتهاءً بالإتحاد الأفريقي.. وبتلك الواقعة نثبت أن السودان لن ينجح أبداً في محاربة شغب الملاعب، لأن القوانين فيه تعطل وتعمل بحسب أمزجة الأفراد.. بعضهم يلعب دور المرأة المخزومية، والآخر يتقمص دور الكريم العزيز الذي هو كبير على القوانين، ولكن.. شغب الملاعب هذا الذي بدأ بحمل النعوش بإستاداتنا سينتهي بحمل جثامين حقيقية مالم نتحرك بجدية..!
إلى مختار/
أحد المغتربين المثيرين للجدل من خلال ما نكتبه ويكتبه بعض الزملاء على موقع كفر ووتر، علق على عمود سابق لي على أحداث مباراة القمة بأنني أظهر بشكل الواعظ حتى أنال رضاء أنصار الفريق الأزرق.. ولكن الصحيح أن مختار هذا يعاني من حالة إنعدام الثقة في الآخرين، وهذا ما تدل عليه تعليقاته دائماً، والواقع أنه يعمل على السخرية من الآخرين على ما يكتبونه برغم أنه مقيم بالمملكة ولا يتابع الأحداث من موقعها ولا يسمع بها إلا عبر ما يكتبه الصحفيون أيضاً من أخبار وآراء.. وعليه أن يقرأ ما يروق له، وأن يتجاوز ما لا يتفق مع رأيه وفكره ولا يسعى للإساءة للآخرين لمجرد أنه اختلف معهم في الرأي.
موسم عاصف...!
بعضهم يعتقد أن عنف الملاعب ظهر فقط في المباريات التي طرفها ثنائي القمة، ولكن هذا غير صحيح لأننا شهدنا الكثير من المفارقات في هذا الموسم العاصف والفوضوي أيضاً، بدأت بدار الرياضة أم درمان، والذي كان دائماً مثالاً للروح الرياضية وقوة التنافس قبل أن يتحول هذا الموسم إلى حلبة للملاكمة، ومكان للمخالفات والخروج عن الروح الرياضية وكل ماهو ضد الرياضة بكل تأكيد، وأتجاوز كل هذه التعابير لأؤكد على أن ما رأيناه بدار الرياضة في هذا الموسم لايحدث كثيراً في تجمعات البشر المتحضرين، بل لا يمكن لأي شخص أن يحكيه بسهولة إلا بعد أن يستخدم الكثير من (الليمون) لأنه يثير الغثيان ويجعل الناس يتنازلون طواعية عن كل المثل الرياضية، فهل يتخيل أحدكم أن مدرباً شاباً يتجاوز كل الحواجز الإنسانية والأخلاقية ليعتدي بالضرب على رجل ربما يتجاوز سن والده؟.. وهل يتخيل أحدكم أن بعض المتفلتين شبعوا من الإساءة للإتحاد المحلي في شخصيته الإعتبارية بعد أن انطبق عليه القول: (مالجرح بميت إيلام) واستهدفوا بفاحش القول والألفاظ الرجل الثاني في الإتحاد مباشرة دون أن تطالهم أية عقوبات؟.. وهل يمكننا أن نتخيل في أقصى حالات التشاؤم أن 70% من مباريات دار الرياضة أم درمان في هذا الموسم قد شهدت أحداثاً مؤسفة تأرجحت ما بين العنف الجسدي واللفظي؟.. كل ذلك شاهدناه بأم أعيننا والإداريين يحتجون على الحكم لمجرد أن فريقهم خسر، وهم يدركون تماماً أن تقصيراً كبيراً من النواحي الإدارية قد أدى إلى تلك الخسارة وليس الحكم، ومع ذلك أصبح الأخير هو الشماعة الثابتة التي يعلقون عليها خيباتهم، حتى لو كانت أسباب الخسارة واضحة، على سبيل المثال: فريق لا يتدرب مثله والآخرين استعداداً لمبارياته التنافسية، وإدارييه لا يقفون عليه ولا ينفقون من مالهم ولا مال غيرهم على تسيير النشاط وحل مشكلات لاعبيهم، وفي العادة يؤدون مبارياتهم بأقل من نصف قوة الفريق الحقيقية، ومع ذلك يكون الإشتباك مع الحكام منظراً ثابتاً نشاهده عقب كل المباريات، ولو كان هنالك إجماعاً على أن أداء الحكم كان مقبولاً ولم يتخذ أي قرار مؤثر في نتيجة المباراة أو مجرياتها..!!
على مستوى القمة تسير الأمور نحو الأسوأ، ليس في مبارياتهما معاً فقط، وإنما من حيث ثقافة المشجعين في المباريات الأخريى وهم يركزون على الحكم ويدخلون المباريات وهم معبأين ضده أكثر من تركيزهم على تشجيع الفريق، فالحكم يتعرض للإساءة في أسرته وأمه وأبيه، والجميع ينسى أنه (إنسان) ربما يكون أخاً أو أب أو حتى خال وعم.. يخطيء ويصيب مثله والآخرين، ولا أحد يسأل: هل بإمكاننا الحصول على حكام لا يخطئون؟... الإجابة دائماً بلا.. ولكن في خضم الثقافة التي يشيعها بعض الزملاء للتشكيك الدائم في الحكام أظنها من الوسائل التي تعبد الطريق نحو الكارثة، بالإضافة إلى أن جزءً من الجماهير تركز على الإساءة للاعب يرتدي شعار الفريق الذي تشجعه... وذلك وضع غريب لا يتوافر إلا عندنا في السودان.. وبفعل العصبية أيضاً خسرنا الكثير من سمعة مياديننا، وأصبحت الولايات بكل رحابتها لا تستقبل الضيوف بحفاوة كما كانت تفعل سابقاً عندما يزورها أحد طرفي القمة أو أي ضيوف من أي مكان.. فمدينة شندي لم تعرف المعاملة القاسية لضيوفها إلا في عالمنا الجديد، وقد بات الإنتماء لفريق كرة قدم يعني أن تتجرد من مشاعرك الإنسانية، وكذلك عطبرة ومدني وغيرها من مدن السودان التي انتقلت إليها عدوى شغب الملاعب، والأهم من ذلك كله أن إتحاد كرة القدم السوداني ولا كأنه بيننا، وهو مثل رفيقه وإبنه البكر إتحاد الخرطوم الذي يمر بحالة (موات سريري) منذ مايزيد عن العام ونصف، ولا أحد يتحدث عن الأمر كظاهرة مقلقة إلا في حدود ما حدث في مباراتي القمة، وبعضهم يتحدث وهو ينظر للأمين البرير، فيما لا يستطيع بعضهم الحديث عن الملفات الخاصة بالقمة دون النظر إلى جمال الوالي.. مع أن جمال ليس مع الفوضى، ولم يصدر بياناً يؤيد فيه مسلك جماهير ناديه أو فئة منها في مباراة قمة الكونفيدرالية على ملعب الهلال...!
الأسوأ من ذلك أن المهندس أسامه ونسي وزير الشباب والرياضة الولائي السابق كان شاهداً على (لكمة) الأمين البرير للحكم الجزائري عندما نزل بين شوطي المباراة لأداء صلاة العشاء، وبعدها صدر القرار ليلاً بإيقاف رئيس نادي الهلال عن العمل الإداري لعامين عقاباً له على ما بدر منه نحو ضيف من ضيوف البلاد، وتسرب القرار إلى بعض وسائل الإعلام المحلية والخارجية وقد أرسلته شخصياً لينشر على موقع (كوووره) مع نشر نسخة على صحيفة التيار (الموؤودة)، ولكن.. مثلما يحدث في أية دولة تعمل بقوانين المرأة المخزومية، إختفى قرار أسامه ونسي، ولم يوقف البرير لعامين أو ليومين، بل أحيكت التمثيلية البايخة التي كان أول الشاهدين على أنها تمثيلية محضة هو الوزير الولائي نفسه، فسرت الكذبة على الجميع ابتداءً بالوزارة الولائية وانتهاءً بالإتحاد الأفريقي.. وبتلك الواقعة نثبت أن السودان لن ينجح أبداً في محاربة شغب الملاعب، لأن القوانين فيه تعطل وتعمل بحسب أمزجة الأفراد.. بعضهم يلعب دور المرأة المخزومية، والآخر يتقمص دور الكريم العزيز الذي هو كبير على القوانين، ولكن.. شغب الملاعب هذا الذي بدأ بحمل النعوش بإستاداتنا سينتهي بحمل جثامين حقيقية مالم نتحرك بجدية..!
إلى مختار/
أحد المغتربين المثيرين للجدل من خلال ما نكتبه ويكتبه بعض الزملاء على موقع كفر ووتر، علق على عمود سابق لي على أحداث مباراة القمة بأنني أظهر بشكل الواعظ حتى أنال رضاء أنصار الفريق الأزرق.. ولكن الصحيح أن مختار هذا يعاني من حالة إنعدام الثقة في الآخرين، وهذا ما تدل عليه تعليقاته دائماً، والواقع أنه يعمل على السخرية من الآخرين على ما يكتبونه برغم أنه مقيم بالمملكة ولا يتابع الأحداث من موقعها ولا يسمع بها إلا عبر ما يكتبه الصحفيون أيضاً من أخبار وآراء.. وعليه أن يقرأ ما يروق له، وأن يتجاوز ما لا يتفق مع رأيه وفكره ولا يسعى للإساءة للآخرين لمجرد أنه اختلف معهم في الرأي.