لا زلت مصر الهلال اقوى اذا وضع بكرى فى وظيفته الصحيحه!
قد يستغرب البعض من حديثى المتواصل عن لاعب الهلال (بكرى المدينه) الذى أرى بأنه أكثر لاعب سودانى جاهز اليوم للأحتراف الخارجى لما يتمتع به من مواصفات لاعب كرة القدم الحديثه، التى تتلخص فى القوه الجسمانيه والسرعه واللياقه البدنيه العاليه، والمشاكسه وبقليل من التوجيه والتركيز ووضعه فى وظيفته الصحيحه، سوف يصبح لاعبا لا مثيل له فى السودان ويمكن أن يحترف خارجيا ويقدم مستوى أكثر من رائع.ولست وحدى فى هذا الرأى فالخبراء المصريين اشادوا (ببكرى المدينه) خلال دورة حوض النيل التى أقيمت فى مصر، وأحد المعلقين ظنه يلعب فى المريخ، فوجه حديثا لحسام البدرى فى بداية اشرافه عليه قائلا : ( ما شاء الله لديك مهاجم خطير بمواصفات أفريقيه).
ومن يتحدثون عن المهاره التى اصبحت فى كرة القدم الحديثه تأنى بعد الليافة البدنيه والقوه الجسمانيه والقدرات الدفاعيه للمهاجمين والضغط على الخصم، فعليهم أن ير اجعوا اشرطة مباريات لاعب ريال مدريد مع الفارق رونالدو، وأن يسألوا انفسهم هل يمتلك مثل مهارة مسى أو مثل ابو تريكه فى مصر؟
الأجابه دون شك لا، لكن هل يستطيع أى انسان لديه معرفه بكرة القدم الحديثه أن ينفى بأن (رونالدو) مهاجم خطير، رغم انه لا يمتاز بغير السرعه والقوه الجسمانيه والتهديف القوى، وكثيرا ما اضاع فرصة لا تضيع؟
وهل يستطيع عاقل أن ينفى خطورة (محمد بركات) لاعب الأهلى وأهمية مشاركاته فى المباريات المهمه؟
فى مقال سابق كتبت أن أكثر ما يميز الهلال ويجعله مرشحا للفوز بالبطوله الكونفدراليه أنه يمتلك لاعبين على دكة البدلاء، لا يقلون مستوى عن الذين يلعبون على نحو اساسى، وهذا صحيح فالهلال فقد فى المباراة الأخيره أمام المريخ بسبب الأصابه المعلم (عمر بخيت) ورغم اهميته لم يشعر الأهله بأن فريقهم ناقصا، وفقد الهلال قبل بداية المباراة المهاجم الخطير (سادومبا) وكذلك لم يتأثر خط هجوم الهلال بل أن مهاجما ممتازا للغايه يجيد الأحتفاظ بالكره و(تخزينها) وهو (الطاهر حماد) بقى على دكة البدلاء وحينما شارك قدم مردوا جيدا ومقنعا وكان له دور فى الهدف الذى سجله (سانيه) رغم مشاركته لدقائق قليله، وكذلك فعل علا ء الدين يوسف الذى اضاف لخط وسط الهلال قوة، ومن قبله المدافع (خليفه) الذى يجيد التقدم للأمام واللعب فى خط الوسط، على عكس تبديلات (ريكاردو)، التى لم تكن موفقه فكلما استبدل لاعبا وأتى بغيره تراجع مستوى المريخ للوراء بداية بالباشا مرورا برمضان عجيب أنتهاء بنجم الدين الذى اصيب ولعب بدلا عنه بله جابر.
وبالرجوع الى (بكرى المدينه) وعن وجهة نظرى التى قلت فيها أن الهلال لم يحدث أن لعب بتشكيلته الأساسيه بنسبة 100% ولمن يعرف كرة القدم، فهذا لا يقلل من مستوى الجالسين على دكة البدلاء، فحارس مرمى الهلال الأساسى هو (المعز محجوب) لكن (جمعه) لعب وقدم مستوى ممتاز، مع أن المريخ الذى يشكو من عدم المساواة بينه وبين الهلال، فصلت له قوانين لأستجلاب حارس مرمى، كل اجراءات انتقاله معيبه ورغم أن الحارس (اكرم الهادى) يلعب اساسيا فى المنتخب القومى، لكنه يجلس باستمرار احتياطيا للحضرى الذى يلعب بدون تمارين.
وعند جدوى بعض الجالسين على دكة البدلاء، ظلنا نلاحظ لكابتن المريخ (العجب) ظل لفتره طويله احتياطيا لكنه اذا شارك لعشرين دقيقه يعكس اثرا ايجابيا فى فرقة المريخ، ولقد كان (غارزيتو) ذكيا فى تصريحه الذى اشاد فيه (بالعجب) فقبل المباراة فقد كان يريد توريط (ريكاردو) بوضعه اساسيا فى المباره وهو يعلم بأنه لا يستطيع أن يؤدى لأكثر من 20 دقيقه!
لكن (ريكاردو) فهم قصد الثعلب المكار (غارزيتو).
والتشكيله الأساسيه للهلال بنسبة 100% والتى يمكن أن تغير شكل الفريق تماما وتغطى ثغرات الدفاع ويمكن أن تقهر أى فريق حتى تحصل على الكاس باذن الله، يجب بداية أن يجلس (مهند الطاهر) على دكة البدلاء، فمن الغريب جدا فى كرة القدم الحديثه أن يعتمد الجهاز الفنى على لاعب كلما يميزه أنه يمكن أن يسجل هدفا من كرة ثابته فى وقت لا يمارس مطلقا ضغط على الخصم، وهدف المريخ جزء من مسوؤليته تقع على (مهند) الذى لم يمارس ضغطا فى منطقة الوسط على الطرف الشمال على لاعب من المريخ كان قريبا منه، تركه يعكس الكره بكل ارتياح .. وكل كرة مشتركه بين (مهند) ولاعب منافس تكن من نصيب المنافس ويستحيل أن يستحوذ عليها مهند.
ونسأل من يرددون بأنه يمتلك حلول فرديه، اين تلك الحلول فى مباراة أول الأمس ولولا أن سجل (سانيه) هدف التعادل براسه، اين الحلول التى قدمها (مهند)؟ هل راوغ عدد من مدافعى المريخ وأخترقهم وفتح ثغرة صوب منها كرة فى المرمى أو حصل على ضربة جزاء أو مررها لزميل سجل منها هدفا؟ هل شعرنا بأنه يمتلك رؤيه لبناء هجمه من جمله تكتيكيه خطره تدرب عليها، كما يفعل اللاعبون المبدعون الذين يغيرون نتائج المباريات المهمه من لمسه أو من نصف فرصه أو خلال خدعه لخط دفاع الفريق المنافس؟
لذلك يجب أن يجرب الجهاز الفنى (بكرى المدينه) فى الطرف اليمين فى أكثر من مباراة دورية وأعداديه حتى تثبت قدماه لأنه أفضل من يلعب فى مساحات خاليه غير مزدحمه بسيقان المدافعين والمهاجمين، وأن يلعب كاريكا فى الطرف الشمال، على ان يشاركا فى الهجوم ويعودا لمساعدة خط الوسط والدفاع عند الهجمه المرتده، مستفيدين من سرعتهم كما يفعل (بركات) مع النادى الأهلى المصرى عندما كان فى شبابه، على أن يلعب فى المقدمه سانيه وسادومبا على نحو ثابت ومن خلفهما الطاهر حماد، والى جانبه نزار وبعودة عمر بخيت مع علاء الدين يوسف فى منطقة الوسط تكون التشكيله مكتمله ومثاليه بنسبة 100% بوجود مساوى فى مكانه وكانيقا وخليفه بديلا عن عبد اللطيف بويا، على أن يكون البديل الأول على الدكه بويا وفداسى، ويمكن أن يشارك (مهند) فى حالة تقدم الهلال بفارق هدفين، للأستفاده من تهديفاته حينما ينفتح الملعب ويقل الضغط عليه لتسجيل هدف ثالث أو رابع فوجود (مهند) فى مباريات يتوقع أن يواجه فيها ضغطا، تشكل عبئا على الهلال ولا يظهر خط الدفاع بالصوره التى تريدها جماهيره.
وكما قلنا من قبل يمكن الأستفاده من خبرة (هيثم) بعد عودته بحسب ظروف المباراة وحاجة الفريق اليه.
آخر كلام:-
نحذر من التهاون مع الأنفلات الذى يحدث على الملاعب والذى سوف يؤدى الى كارثه فى يوم من الأيام.
نعم اخطأ نفر من جمهور الهلال فى المباراة الأخيره، لكن جمهور المريخ اخطأ فى المباراة السابقه وقبلها فى مباراة كاس السودان ولم يجد عقوبه رادعة مناسبه للخطأ.
ومع احترامى لشباب الألتراس وفى غالبهم شباب (متعلم) جيدا، لكن عليهم أن يعترفوا بأن هذه الظاهره غير موجوده فى اقليمنا الا فى السودان ومصر، وتسببت فى كوارث فى مصر يعلمها الجميع.
لهذا عليهم أن يعودوا بالتشجيع الى طريقته القديمه، ياتى المشجع من منزله دون تخطيط أو تنسيق للأستمتاع اولا ولتشجيع فريقه على نحو مثالى منضبط ثانيا.
وهذه الطاقات الكامنه فى داخلهم يمكن تفريغها فى جانب اهم لمصلحة الوطن!!
فريق أختير حارس مرماه أحد نجوم المباراة، يكتب اعلامه ان المنافس نفذ بجلده من هزيمه!
والمنافس الذى نفذ بجلده نجمه الأول كان مهاجما لم يسجل هدف.
بيان (المريخ) محاوله للتهرب من انفلات جماهيرهم ومن شعورهم بالأحباط لفقدان كاس الدورى الممتاز مبكرا.
ولا أدرى ما هو شكل البيان الذى يخرج اذا خرجوا من دور الأربعه فى الكونفدارليه؟
تاج السر حسين - tagelsirhussain@yahoo.com
