زووم
المريخ نحو اللقب الأفريقي..!
Amasa74@yahoo.com
لم نصفق للمريخ من خمس سنوات كما فعلنا له في مباراته الماضية أمام الخرطوم الوطني، وقد أشعل العجب فينا ذكريات تسعينات القرن الماضي عندما كان يصول ويجول في كوبر فيجبرنا ويجبر بقية الصحف على تدبيج العناوين: العجب يفعل العجب ويقود كوبر لإنتصار باهر، والدلالة هنا على أنه ادى المباراة بروح الشباب وعزيمة الأبطال، ولو عدنا للشريط سنجده يرجع مع الدفاع ليصد الكرة ويقود الهجمة المرتدة ليهدي أحد زملاءه في الهجوم تمريرة هدف، وهذه ميزة لا تجدها في الملاعب حالياً في لاعب آخر غير فيصل العجب، ولا أظن الملاعب السودانية ستجود لنا بمثله قريباً.. وفي تلك المباراة أيضاً لم نر في المريخ لاعباً نطلق عليه لقب الأسوأ في المباراة لأنهم كانوا ينافسون أنفسهم ويقدمون الأفضل بلا مبالغة.. وهذا ما أخشاه في مباراة اليوم، حيث أن الكرة السودانية والمريخ جزء منها علمتنا بالتجارب المتكررة ألا نفرح بشدة لتألقها في مباراة من المباريات لأن دوام الحال فيها من المحال، ولئن فعلها المريخ اليوم بعد خروج المنافس الانجولي نهائياً من البطولة وقدم نفس المردود الذي قدمه أمام الخرطوم الوطني فإنني أستأذن القراء من الآن لأعلن أن المريخ هو بطل النسخة الحالية من الالبطولة الكونفيدرالية، وهذه ليست مبالغة في التفاؤل، ولكنني أراهن على أن الفريق التائه عن حقيقته، يكون قد عثر على (ذاته) أخيراً، واكتشف أن ما يقدمه في مباريات هذا الموسم أقل من مستواه بكثير، وأقل من قدراته الحقيقية، وأنه قد تحرر من القيود التي كانت تفرضها عليهم البيئة المحيطة به وانطلق في الأفق الواسع ليحقق آمال وطموحات قاعدته، فالمريخ عبارة عن فريق لديه مخزون ضخم من القدرات، ولكنها معطلة لسبب أو لآخر، ربما كان السبب الأول هو أننا نفشل في إيصال الفريق إلى المباريات وهو في أعلى نقطة من التركيز وجاهز على الأداء بأفضل ما لديه من قدرات، خاصة وأن هذه المسألة قد أصبحت هي النقطة المحورية في كل دراسات كرة القدم وعلم التدريب وغيرها من النواحي ذات الإهتمام المشابه، فأن توصل اللاعب إلى الملعب وهو في أعلى معدل تركيز وتوافق ذهني وبدرني، فذلك يعني أنك تحقق أعلى معدل من المتعة الكروية لأن اللاعب سيضع كل قدراته ومهاراته على الملعب وينتزع آهات الجماهير، وهذه هي كرة القدم في فريق في قامة المريخ، وما لم ينجح في انتزاع تصفيق الجماهير فذلك يعني أن هنالك ما يدعو إلى إطلاق صافرات الإنذار والتنبيه.
مباراة اليوم أمام الأهلي شندي تأتي بعد إعلان خروج الفريق الانجولي تماماً من المنافسة واحتكار الأندية السودانية لإنجازات اخرى تضاف إلى سجلها في البطولات الأفريقية، حيث بات من المؤكد أن نكون ممثلين بفريقين في نصف نهائي الكونفييدرالية الأفريقية، وبالنسبة للمريخ هي فرصة لحسم مسألة بلوغ نصف النهائي للمرة الثانية في الخمس سنوات الأخيرة، والرابعة في تأريخه وإثبات أنه يستحق كل الدرجات التي حصل عليها من شخصيات رياضية مرموقة رشحته للقب في الأستديوهات والمواقع الرياضية والإصدارات الأخرى، والأهم من ذلك ان يحافظ الفريق على مستوى الاداء المتصاعد، فقد بدا في المرحلة الأخيرة أن البرازيلي ريكاردو قد استطاع أن يصل إلى مراميه مؤخراً بإقناع الجماهير بجدية ما كان يخطط له في السابق، وصحة تلك النظريات التي دفع بها وكانت سبباً في تراجع ثقة الجماهير فيه، خاصة وأن انتصاره في هذه المعركة يعني انتصار المريخ ودخول إسم ريكاردو إلى التأريخ بأوسع الأبواب بجانب الألمان رودر وهورست وأوتوبفيستر، وهم المدربين الذين يمثلون قمة النجاح مع المريخ.
مؤكد أن أهلي شندي فريق ليس بالسهل، وملعبه بات من الملاعب صعبة المراس أمام الفرق الزائرة من داخل وخارج البلاد، ويتمتع بجماهير أضفت للدوري الممتاز نكهة كانت مفقودة لسنوات، ولكن طموحات المريخ أكبر، وقدراته الفنية لا تكاد تضعه في مرتبة واحدة مع المريخ، ويكفي الفرق بين الفريق العريق والمجتهد.. وإذا كان هنالك شيء نخشى على المريخ منه فهو أن اهل المريخ في السنوات الأخيرة لا يتفاءلون بتألق لاعبيهم قبل المباريات المهمة، وبعضهم يعلن إستياءه في مثل هذه الظروف التي نمر بها الآن، حيث أن الفريق يمر بأفضل حالاته ويستطيع أن يقدم أفضل ما لديه ليسعد جماهيره الوفية، ويعتبرون أن الإنتكاسات لا تأتي إلا من وراء هذا التفاؤل والركون إلى علو الكعب والقدرات.. ولديهم إلى ذلك الكثير من الأمثلة التي تبرهن من خلال التجارب أن المريخ لا يكون على ما يرام في المباراة الكبيرة التي يسبقها التألق في سلسلة مباريات أخرى، أو التوقع له بإنتصار عريض وكثيراً ما يحدث العكس عندما يكون في أسوأ حالاته وتنتظره مباراة كبيرة، ففي ليلة مباراة الخرطوم كان البعض يتوقع أن يدخل المريخ مأزق الخرطوم الوطني ولا يخرج منه إذا كتب الله له الخروج إلا بشق الانفس، وإذا بعاصفة حمراء تهب على الخرطوميين وتقتلع خيامهم وتقلب قدروهم وتعيدهم إلى أزمة إقالات المدربين.
عموماً ننتظر من المريخ لوحة أخرى اليوم في مدينة شندي ليؤكد جدية انه يلعب على اللقب وليس أي شيء آخر، وكل الآليات التي حقق بها المتعة في مباراة استاد الخرطوم متوفرة، مضاف إليها دفعة معنوية جديدة.. وكذلك نشد على أيادي الثنائي خالد أحمد المصطفى ورفيقه محمد موسى داؤود وهما يبذلان جهداً مميزاً لإخراج الفريق من حالة سوق عكاظ التي يتسبب فيها بعض الذين يدعون ان كلمة السر في الإنتصارات بحوذتهم قبل ريكاردو، وأنهم من يعطي اللاعب طريقة اللعب في تلك المباريات.