زووم
أزمة من لاشيء..!
إحتفل المريخاب بعودة فاروق جبرة كما لم يحتفلوا به عندما جاء إلى الفريق نجماً من حي العرب بورتسودان في واحدة من الملاحم الإدارية والصفقات التأريخية التي اشتهر بها المريخ على حساب نده الهلال، وتعامل البعض مع عودته وكأنها قد وضعت الحد لكل مشكلات النادي وبعدها سيجد الفريق طريقه إلى منصات التتويج مباشرة ليتوج بالممتاز والكونفيدرالية وغيرها من البطولات، وفي المقابل تصور هذه الإحتفالات مشاكل المريخ وكأنها كانت ملخصة في إبراهومه، غير أننا نعود مرة أخرى لنؤكد ما كتبناه قبل ثلاثة أو أربعة أيام مضت، أن مشكلة المريخ أكبر من الجهاز الفني واللاعبين، وأنه قد آن الأوان لجماهير النادي أن تعي الدرس تماماً وألا تكون أداة يتلاعب بها أصحاب الغرض ويوجهونها أينما شاؤوا ويستخدمونها متى أرادوا، ففي كل السنوات التي مضت وشهدت إخفاقات مريخية على كافة الأصعدة كان المنتفعين يتصدون للموقف ويتولوا تخدير الجماهير بقرارات تستهدف الجهاز الفني حتى أعفي منهم جيشاً جراراً، أو اللاعبين وتصفهم بمحدودي القدرات وفاقدي الولاء حتى لحق عدد المشطوبين في عهد الوالي مايزيد عن المائة وثلاثين لاعباً، ولم يعد هنالك خانة لم تتعرض للإحلال إلا خانتي فيصل العجب وسفاري وسعيد، فظللنا نغض الطرف عن الأسباب الحقيقية وراء إخفقات الأحمر الوهاج في كل الجبهات، حتى جمال الوالي الذي كنا نتوقع أن يستفيد المريخ من إمكانياته وقدراته المالية وعلاقاته لم نستفد منه إطلاقاً في هذه الفترة بسبب الفوضى وعدم التركيز، ولأن المريخ في ظل تتابع مجالس الإدارات الفاشلة كان يسير بلاهدى، فجميعهم يدخل النادي بأجندته الجانبية وينشغل بها حتى تدركه منايا الفشل.. لذلك كنت أقول أن مشكلة المريخ أكبر من الجهاز الفني، وهي بالضرورة ليست في إبراهومه، وإن كنا قد بادرنا بإنتقاده مرات فذلك لا يعني أن نجرده من كل شيء ونقسو عليه بتلك الدرجة التي شاهدناها في مباراة النيل وكأنه المشكلة الأولى والأخيرة في المريخ، خاصة إذا علمنا أن هنالك من حمله حملاً لمنصب مساعد المدرب في وقت كان فيه الناس يؤمنون على استمرار جبرة مع الجهاز الفني الجديد، وبينما نشرت الصحف أن ريكاردو رفض جبرة واختار ابراهومه مساعداً كان السبب الأساسي في إبعاد فاروق هو رفضه تسلم حافز بطولة الممتاز منقوصاً، وإصراره على أن يتسلم ما يطابق اللائحة ورفضه أية هبات دون ذلك، وماكان من الوسطاء إلا وأن تولوا توصيل ذلك الرفض بطريقة غير مقبولة للرئيس جمال الوالي، وبعدها أصدر الأخير قراره بتعيين إبراهومه ورفض استمرار جبرة، وحتى الآن يتحاشى الغالبية من أعضاء المجلس الأسباب الأساسية التي أدت إلى ذلك القرار الغريب، ولأننا في عهد الإداراة الطرزانية الخنفشارية فهانحن نعود لنقرأ أن الوالي قد اجتمع بالأمس مع جبرة وتفاوض معه من أجل العودة، مع أن ذلك كان هو الوضع الطبيعي.
لنعيد القراءة مرة أخرى لنرى كم خسر المريخ بسبب قرار متهور وغير مسنود لمنطق ورأي، فقد خسر الفريق بطولة الممتاز تقريباً الآن، فضلاً عن أن تعيين إبراهومه في مكان جبره في بدايات الموسم كان قد ترك إستفهاماً معلقاً ظل وحتى اللحظة مشوشاً على الأداء العام في النادي كدليل على عدم الوفاء والإعتراف بالحق، وكذلك تم تعريض إبراهومه نفسه إلى هذا الموقف الذي هو فيه الآن، وكل سوداني كان يدرك أنه لم يكن الوقت المناسب إبراهومه للعودة والعمل، ولوجود تيار رافض له لأسباب مختلفة.. فماذا جنينا بعد ما يقارب العام من تعيينه غير الإعلان عن فشل ذريع لمجلس إدارة لا يتعلم من أخطاءه ودروسه..!
عودة فاروق جبرة يمثل الآن القرار الصحيح في الوقت غير الصحيح.. فقد أبعدوه في الوقت الذي كان المريخ بحاجة إليه، ويريدون إعادته في توقيت لا يستطيع فيه أميز المدربين فعل شيء في فريق بات عبارة عن (فلول) منهزمة معنوياً، وفي ظل جهاز فني برازيلي خطير (خطير على الفريق) وليس على الخصوم، وجبرة رجل واحد لن تنفعه شجاعته مع كثرة البرازيليين في جهاز فني عدده يتجاوز كتيبة في الجيش.. ومع ذلك نتوجه إلى السيد جمال الوالي بمجموعة من الأسئلة أولها:
لقد أدركت بنفسك واعترفت في أكثر من موقع أن مشكلة المريخ الأساسية تكمن في منظومة ظلت تسيطر على الأمور دون أن يكون لديها ما تقدمه، وجربتها بنفسك في أكثر من دورة.. ومع ذلك لم تفلح في تغييرها والتخلص منها.. إلى متى ستظل متمسكاً بها؟.. ثانياً: قرارك باستبدال فاروق جبره بإبراهومه في وقت كان فيه إجماع على الأول لم يكن مسنوداً إلى منطق، ومع ذلك سرى لتعود بنفسك بعد كل ذلك الزمن وتجري التعديل بإعادة جبرة.. ألا يستحق هذا الخطأ إعترافاً منك بذلك الإخفاق قبل المعالجة.. أم أنكم تحبون المدح والثناء فقط؟
أزمة من لاشيء..!
إحتفل المريخاب بعودة فاروق جبرة كما لم يحتفلوا به عندما جاء إلى الفريق نجماً من حي العرب بورتسودان في واحدة من الملاحم الإدارية والصفقات التأريخية التي اشتهر بها المريخ على حساب نده الهلال، وتعامل البعض مع عودته وكأنها قد وضعت الحد لكل مشكلات النادي وبعدها سيجد الفريق طريقه إلى منصات التتويج مباشرة ليتوج بالممتاز والكونفيدرالية وغيرها من البطولات، وفي المقابل تصور هذه الإحتفالات مشاكل المريخ وكأنها كانت ملخصة في إبراهومه، غير أننا نعود مرة أخرى لنؤكد ما كتبناه قبل ثلاثة أو أربعة أيام مضت، أن مشكلة المريخ أكبر من الجهاز الفني واللاعبين، وأنه قد آن الأوان لجماهير النادي أن تعي الدرس تماماً وألا تكون أداة يتلاعب بها أصحاب الغرض ويوجهونها أينما شاؤوا ويستخدمونها متى أرادوا، ففي كل السنوات التي مضت وشهدت إخفاقات مريخية على كافة الأصعدة كان المنتفعين يتصدون للموقف ويتولوا تخدير الجماهير بقرارات تستهدف الجهاز الفني حتى أعفي منهم جيشاً جراراً، أو اللاعبين وتصفهم بمحدودي القدرات وفاقدي الولاء حتى لحق عدد المشطوبين في عهد الوالي مايزيد عن المائة وثلاثين لاعباً، ولم يعد هنالك خانة لم تتعرض للإحلال إلا خانتي فيصل العجب وسفاري وسعيد، فظللنا نغض الطرف عن الأسباب الحقيقية وراء إخفقات الأحمر الوهاج في كل الجبهات، حتى جمال الوالي الذي كنا نتوقع أن يستفيد المريخ من إمكانياته وقدراته المالية وعلاقاته لم نستفد منه إطلاقاً في هذه الفترة بسبب الفوضى وعدم التركيز، ولأن المريخ في ظل تتابع مجالس الإدارات الفاشلة كان يسير بلاهدى، فجميعهم يدخل النادي بأجندته الجانبية وينشغل بها حتى تدركه منايا الفشل.. لذلك كنت أقول أن مشكلة المريخ أكبر من الجهاز الفني، وهي بالضرورة ليست في إبراهومه، وإن كنا قد بادرنا بإنتقاده مرات فذلك لا يعني أن نجرده من كل شيء ونقسو عليه بتلك الدرجة التي شاهدناها في مباراة النيل وكأنه المشكلة الأولى والأخيرة في المريخ، خاصة إذا علمنا أن هنالك من حمله حملاً لمنصب مساعد المدرب في وقت كان فيه الناس يؤمنون على استمرار جبرة مع الجهاز الفني الجديد، وبينما نشرت الصحف أن ريكاردو رفض جبرة واختار ابراهومه مساعداً كان السبب الأساسي في إبعاد فاروق هو رفضه تسلم حافز بطولة الممتاز منقوصاً، وإصراره على أن يتسلم ما يطابق اللائحة ورفضه أية هبات دون ذلك، وماكان من الوسطاء إلا وأن تولوا توصيل ذلك الرفض بطريقة غير مقبولة للرئيس جمال الوالي، وبعدها أصدر الأخير قراره بتعيين إبراهومه ورفض استمرار جبرة، وحتى الآن يتحاشى الغالبية من أعضاء المجلس الأسباب الأساسية التي أدت إلى ذلك القرار الغريب، ولأننا في عهد الإداراة الطرزانية الخنفشارية فهانحن نعود لنقرأ أن الوالي قد اجتمع بالأمس مع جبرة وتفاوض معه من أجل العودة، مع أن ذلك كان هو الوضع الطبيعي.
لنعيد القراءة مرة أخرى لنرى كم خسر المريخ بسبب قرار متهور وغير مسنود لمنطق ورأي، فقد خسر الفريق بطولة الممتاز تقريباً الآن، فضلاً عن أن تعيين إبراهومه في مكان جبره في بدايات الموسم كان قد ترك إستفهاماً معلقاً ظل وحتى اللحظة مشوشاً على الأداء العام في النادي كدليل على عدم الوفاء والإعتراف بالحق، وكذلك تم تعريض إبراهومه نفسه إلى هذا الموقف الذي هو فيه الآن، وكل سوداني كان يدرك أنه لم يكن الوقت المناسب إبراهومه للعودة والعمل، ولوجود تيار رافض له لأسباب مختلفة.. فماذا جنينا بعد ما يقارب العام من تعيينه غير الإعلان عن فشل ذريع لمجلس إدارة لا يتعلم من أخطاءه ودروسه..!
عودة فاروق جبرة يمثل الآن القرار الصحيح في الوقت غير الصحيح.. فقد أبعدوه في الوقت الذي كان المريخ بحاجة إليه، ويريدون إعادته في توقيت لا يستطيع فيه أميز المدربين فعل شيء في فريق بات عبارة عن (فلول) منهزمة معنوياً، وفي ظل جهاز فني برازيلي خطير (خطير على الفريق) وليس على الخصوم، وجبرة رجل واحد لن تنفعه شجاعته مع كثرة البرازيليين في جهاز فني عدده يتجاوز كتيبة في الجيش.. ومع ذلك نتوجه إلى السيد جمال الوالي بمجموعة من الأسئلة أولها:
لقد أدركت بنفسك واعترفت في أكثر من موقع أن مشكلة المريخ الأساسية تكمن في منظومة ظلت تسيطر على الأمور دون أن يكون لديها ما تقدمه، وجربتها بنفسك في أكثر من دورة.. ومع ذلك لم تفلح في تغييرها والتخلص منها.. إلى متى ستظل متمسكاً بها؟.. ثانياً: قرارك باستبدال فاروق جبره بإبراهومه في وقت كان فيه إجماع على الأول لم يكن مسنوداً إلى منطق، ومع ذلك سرى لتعود بنفسك بعد كل ذلك الزمن وتجري التعديل بإعادة جبرة.. ألا يستحق هذا الخطأ إعترافاً منك بذلك الإخفاق قبل المعالجة.. أم أنكم تحبون المدح والثناء فقط؟
