الأخبار الواردة من مدينة الحديد والنار والمدن التي تجاورها تشير إلى أن كل السيارات والركشات العاملة اتفق أصحابها على ( تعليق ) عبارة واحدة هي ( جدودنا زمان وصونا على الأمل ) في إشارة إلى الانتصار الكبير الذي حققه ( الاملاب ) أمس لكل أبناء ولاية نهر النيل أولا ( باعتبارهم ) المكتويين بنار ( الأمل ) ولكل عشاق الرياضة في السودان لأنهم حركوا فيهم روح الوطنية من جديد بعد أن كاد الشارع الرياض ينقسم تماما بين احمر وازرق .
أعاد الأمل بالأمس الروح لكثير من الذين فقدوا ( الأمل ) في تنامي الحس الوطني خلف الفرق التي تمثلنا قومياً ، وكلنا سمعنا بالأمس عن المسيرات ( وان قل عددها ) في عدد كبير من مدن السودان تعبيرا عن الفرح الكبير الذي انتاب من خرجوا فيها بفوز الأمل المستحق أمس وتأهله لدور الـ 32 من الكونفدرالية الإفريقية على حساب احد اكبر وأشهر الفرق في شرق وسط إفريقيا .
ما قدمه فتية الأمل بالأمس أكد بما لا يدع مجالا للشك رجاحة التخطيط بعيد الأمد الذي عملت عليه اداراة هذا النادي العريق بقيادة ربانها الماهر الدكتور أمين الجابري وبقية أعضاء مجلسه الميامين .
فالتحية لهذا الرجل الذي ظل يعمل في صمت وسخر كل امكانياته ( مادية وفكرية ) لخدمة هذا الكيان.
وتحية خاصة جداً كذلك لمدير الكرة الهمام ( ياسر عبد المجيد ) الذي وبعد ان اسهم بجهودة الكبير في صنع ( هيبة ) الامل على مستوى أندية الدوري الممتاز ها هو يصدرها للعالم اجمع عبر البطولة الإفريقية.
بربكم حدثوني أي نادٍ في الممتاز لم يتذوق لسعة الأمل خلال السنوات الماضية .
وبربكم حدثوني أيضا عن النادي الذي لم يتذوق طعم الهبوط منذ تأهله للممتاز ( بعد انطلاقته ).
فوز الأمل بالأمس رغم انه جاء بعد ولادة عسيرة كاد أن يتلف معها ( شلبي ) أعصاب كثير من الذين تابعوا المباراة إلا انه حرك فينا أشياء كنا في أمس الحاجة إليها خاصة في مثل هذا التوقيت .
تأهل الأمل أعاد لكثيرين طعم الوطنية من جديد بعد أن كادوا يفقدونها بسبب عصبيات ( هلاريخ ) .
ويبقى التاكيد على أن جمهور عطبرة ومن خلال مباراة الأمس اثبت بأنه جمهور ذواق ويعرف كيف يشجع فرقه في شتى الظروف ، ويبقى التاكيد أيضا على أن الحضور الكبير الذي ضاقت به مدرجات إستاد عطبرة بالأمس لم يكن الا بمثابة رسالة لحكومة الولاية للاهتمام أكثر بهذا الملعب الذي ما زال ينقصه الكثير .
قصدت تأخير الحديث عن الرجل الأول خلف هذا الانجاز إلى نهاية هذا المقال لما له من أهمية ، فالأخ محمد الطيب المدير الفني لفريق الأمل وقائد سفينة التغيير الأخيرة يحتاج أن تفرد له مساحات اكبر بكثير مما أريد أن اكتبه عنه هنا .
ومحمد الطيب للذين لا يعرفونه لم يأتي الى عالم لتدريب من باب الصدفة رغم ظهوره المتاخر في الدوري الممتاز ، فقد عمل هذا الرجل الخلوق والمهذب في عدد كبير من الأندية السعودية عندما كان يعمل هنا في المملكة .
عمل محمد الطيب في قطاعات الناشئين في نادي النصر السعودي وكانت تربطه علاقة مميزة جدا مع الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود رئيس النادي في ذلك الوقت الرجل المعروف بعلاقاته المميزة بإفراد الجالية السودانية في الرياض لدرجة انه قال عنه في مرة من المرات وأمام مجموعة من السودانيين بان ( محمد الطيب ) احد أسباب حبه للسودانيين .
عمل محمد الطيب مدربا لنادي الفتح السعودي احد أشهر الأندية في منطقة الإحساء شرق السعودية ويعد حاليا ابرز الأندية السعودية في الدرجة الممتازة .
ويعد محمد الطيب من المؤسسين لعمل الرابطة الرياضية بمنطقة الرياض واحد ابرز قياداتها بل أن منزله شهد ميلادها الأول ذلك عندما خصص السطح الخاص به لاجتماعاتها وهي في بدايات تكوينها في العام 1982 م.
رجل بكل هذه المؤهلات يستحق على الأقل أن يجد ما يطلبه.... والرسالة لك أخي أمين الجابري رئيس مجلس إدارة النادي .. إذ لا يعقل أن يتحرك محمد الطيب بنفسه لجلب الدعم للفريق.
ختاما اتمنى أن تكون استقالته التي تقدم بها أمس قد تم رفضها ومن قبل ذلك أتمنى أن يلبي مجلس الإدارة كل مطالبه لان ذهابه خسارة كبيرة على الفريق بل أكاد اجزم أنها ستعود وبالا على كل النادي.