• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

قراءات من الأزمة المريخية (5)

بدأنا البحث والتنقيب في قضايا المريخ المالية في عهد فقيري وكنا نذهب للمراجع العام لاستطلاع الأخبار فلم يتهمنا أحد بإستهداف جهة ما لأن الجميع كان مشغولا بالمريخ..!

 بدأنا البحث والتنقيب في قضايا المريخ المالية في عهد فقيري وكنا نذهب للمراجع العام لاستطلاع الأخبار فلم يتهمنا أحد بإستهداف جهة ما لأن الجميع كان مشغولا بالمريخ..!
بقلم: أبوعاقله أماسا 

النمط الذي قدمته إدارات جمال الوالي يجعل المريخ أقرب للهبوط إذا استمر على ذات النهج..!
المستفيدون الذين تغيرت أوضاعهم واستفادوا أكثر من المغتربين هم الذين يحاولون تشتيت الكرة..
عصام الحضري أنكر أنه استلم رواتبه من النادي.. والآن مارسيال يتجاهل مخالصة قيل أنها أجريت معه... دليلان على العشوائية
عفوا.. الأعمال بالمستندات وليس بالنيات في الشئون المالية وليس هنالك صك إسمه حسن النية.

الثابت في أزمة نادي المريخ أنها مالية في المقام الأول وتنظيمية ومنهجية في المقام الثاني، وبعض حديثي الإنتماء للمريخ يعتقدون أن إهتمامنا بهذا الجانب إنما هو استهداف لشخصية جمال الوالي، وكثيرا مايستخدمون هذه الفزاعة لتشتيت الكرة وذر الرماد في أعين البسطاء وتضييع وطمس ملامح القضية الأساسية وهي سلامة الأداء المالي بنادي المريخ كشرط أساسي لأية مؤسسة وناد يريد أن يكتسب صفة الإحتراف، كان رئيسه جمال الوالي أو تركي آل الشيخ، والشاهد على ذلك الآن أن المريخ بأوضاعه المالية الراهنة غير مؤهل لاحصول على الرخصة، أو الإنضمام لدوري المحترفين إذا افترضنا أنه أصبح حقيقة، هذا لو افترضنا أنه اجتاز الوحل الذي هو فيه الآن بسبب الشكاوى المتعددة في الفيفا من لاعبين ومدربين، وبسبب أن هذه الديون غير مرصودة ولا يعرف عددها وحجمها أي من مسؤولي النادي وذلك وضع فريد لايمكن أن يمر في مؤسسة محترمة.
* إهتمامنا بالأداء المالي بنادي المريخ بدأ في فترة رئاسة محمد إلياس محجوب وأمين المال المرحوم محمد فقيري عدلان، وأذكر أنني كنت أقتحم ديوان المراجع العام لأستطلع أخبار وملاحظات ميزانية المريخ، وأستخدم علاقاتي لكي أعرف طريقة عمل الديوان مع الأندية وماهي الخطوط الحمراء وماذا تعني الملاحظات.. ومنهم عرفت أن قمة المؤسسية والشفافية في المال العام أن تقدم الميزانيات بشكل سنوي للمراجع العام لكي يجيزها ومن ثم يسمح بنشرها في الصحف، وهذه النقطة لم تحدث في نادي المريخ إلا في فترة محمد فقيري عدلان...
* الشيء الذي جعلنا نتحول من نقاد لفقيري إلى معجبين بشخصيته ندعو له بالرحمة والمغفرة بعد وفاته أنه لم يتضايق من بحثنا وتنقيبنا وراءه ومقابلتنا للمسؤولين في الديوان، بل كان يزودنا بما نقص من معلومات، وعندما صدرت شهادة الإشادة من الديوان بالأداء المالي لنادي المريخ كنا أول من نشر تلك الإشادة.. ولم يتهمنا أحد بإستهداف فقيري أو الرئيس محمد إلياس محجوب، بل لم يتهم أحد في ذمته لأن الدقة في العمل لم يترك شبهات أو مساحات للإجتهاد، فالراحل فقيري كانت لديه القدرة على اكتشاف تذكرتين إختفتا من دخل مباراة معينة في الدوري.. لذلك لم يغتن أحد من المريخ في تلك الفترة، عكس ما حدث في الفترة التالية، حيث استغل البعض سخاء الوالي وغياب الضبط المستندي والدورة الإجرائية الصحيحة فاغتنوا وزادت أوزانهم على طريقة القطط السمان، وتغيرت أوضاعهم بصورة أفضل من المغتربين بمراحل.. وظهرت عليهم التغييرات سريعا في كل شيء حولهم.. وبدأ الهمس والهمهمة في مجتمع المريخ بتوجيه إتهامات لذمم بريئة، وبات السباق سباق مصالح ذاتية بدلا أن كان سباق لتطوير المريخ لذلك نرى التباين الواضح بين حال المريخ الآن وحاله في بداية الألفية.
* مشكلة المريخ ليست في الديون، وإنما في أسلوب إدارة المال والموارد في فترة الوالي، وهذه ليست مشكلة الرجل لوحده وإنما مشكلة كل مجالس الإدارات التي عملت معه في فترته ووافقت على أن تمضي الأمور بهذا النسق غير المؤسسي، فاستغل النفعيون الوضع فأصبحوا يديرون مؤشر الإنتقادات نحو (شخصية جمال الوالي) لتشتيت الإنتباه عنهم، وهم أكبر من استفاد من غياب المراجعة والمحاسبة والعقاب... وصدق من قال قديما: من أمن العقاب .. أساء الأدب..!
* جمال الوالي من حيث الأمانة والنزاهة والمصداقية ليس محل شك، ولكنه لم يقدم الأنموذج الأمثل في إدارة المال، خاصة بعد التدفق المالي الرهيب على نادي المريخ في فترته مما جعل النادي جاذبا للمتسلقين والمتكسبين الذين صعدوا سريعا على الأكتاف وتركوا النادي يرزح في مغالطات الديون والمخالصات.
* ما جرى في فترة جمال الوالي في الإدارة المالية ليست مجرد أخطاء عابرة يمكن أن نتجاوزها بتلك التمويهات والإبتزازات بتحويل المعركة لشخص الرجل، فالضرر من ذلك الأسلوب عاد على نادي المريخ وسيضره على المدى البعيد لو استمر فيه.. والصحيح هو إحداث نقلة في الأداء المحاسبي وفي إدارة موارد النادي على قلتها والعمل على تنميتها للخروج من هذا النفق مستقبلا، وذلك في حالة ظهور وجوه جديدة أو عودة الحرس القديم فطرح مثل هذا لانشترط فيه تغيير الوجوه والأسماء وإنما تغيير السلوك والمنهج.. والدليل على ذلك أننا انتقدنا هذا الجانب مرارا ولمدة تتجاوز العشر سنوات ولكننا لم ننادي بإستقالة أحد وإنما كانت المطالبة في أقصاها بتعديل نمط العمل لمصلحة النادي.
* المجلس الحالي المنتخب دفع ثمن عشوائية العمل في الإدارة المالية، وفشل ربما في ردم الهوة الكبيرة التي صنعتها الديون ولكنه لن يكون بعيدا عن النقد والملاحقات ما لم يقدم مايشابه بيان الأداء المالي الذي قدمه الرشيد الطاهر... وزير مالية مجلس أسامه ونسي... فالرجل عندما جلس أمام الصحفيين منحهم إحساسا بأنه جاهز لتقديم فواتير وجبة تناولها اللاعبون ذات يوم في معسكرهم.. لدقة عمله وحرصه الشديد في سد الثغرات... لذلك لم نتطرق لفترة ونسي لأنها كانت بلاملاحظات في هذا الجانب إلا في تقييم بعض اللاعبين وقد كتبت تحفظاتي على ذلك.
* حديث رئيسنا السابق جمال الوالي لهوى السودان قبل أيام أعاد إلى ذاكرتنا الجدل الذي نشأ من قبل بينه والنجم المصري عصام الحضري عندما أنكر الأخير تقاضيه لمرتباته... ووقتها كنا مستعدين للقسم على أن رئيس المريخ سلمه مستحقاته، ولكن بالصورة السودانية العشوائية تلك، وفي هذه النواحي ليس هناك مايسمى بحسن النية والأعمال هنا ليست بالنيات وإنما بالمستندات.. لذلك فإن ما بينه وبين الأخ أسامه عطا المنان إختلط مع معاملات النادي معه ونتج عن ذلك تقديمه لدعوى قضائية مقدما بيانا على ورقة فلساب وقع عليها المدير المالي لنادي المريخ وليس المدير المالي لإحدى شركات الوالي حتى نقول أن أسامة تشابه عليه البقر... وكذلك تبدو قضية مارسيال في ذات الإطار... حيث تؤكد إدارة جمال الوالي أن هنالك مخالصة بينما تسلم النادي خطابا رسميا من الفيفا بإرغام المريخ على دفع (80) ألف دولار للاعب.. مايعني أن حديث جمال الوالي ربما يكون صحيحا ولكنه لايملك عليه مستندا يقنع الفيفا بصحة حديثه..
* أنا على يقين أن جمال الوالي نفسه قد سبق وفي أكثر من خمس مرات أن دفع فاتورة واحدة لمرتين، إما نسيانا أو تسترا على أحد.. بدءا بمديونية منظمة الشهيد قبل عشر سنوات وانتهاء بموجة الديون الحالية... وكل المشهد يدل على أن المريخ أدير ماليا بفكر لاينفع في بقالة في ناصية الحلة.
امسح للحصول على الرابط
 3  0  3190

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019