• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024

تفاصيل مثيرة ...مكاسب وخسائر الكرة السودانية في النظام الأساسي

تفاصيل مثيرة ...مكاسب وخسائر الكرة السودانية في النظام الأساسي
بقلم / بدر الدين بخيت 



غادر السودان فجر اليوم الأربعاء الماضي وفد الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والمكون من الاسباني جورج مُوُوِينكيل والبيروفية جوليا ، وذلك بعد أن أكملا مهمة مطابقة النظام لإتحاد الكرة السوداني مع تأجيل يومين للإجازة النهائ وسيرفعا للجان الفيفا التنفيذية والقانونية مقترحات النظام الأساسي الجديد توطئة لإجازتها ومن ثم إرسالها للإتحاد السوداني لإجازتها خلال جمعية عمومية طارئة تقود إلى إنتخاب مجلس إدارة جديد بعد شهرين على الأكثر.

وعقد وفد فيفا إجتماعات مكثفة ومثيرة في تفاصيلها مع لجنة إتحاد الكرة السوداني السداسية لمطابقة النظام الأساسي، وأصحاب المصلحة مثل أندية الدوري الممتاز وفئتي المدربين والحكام وأتحاد الخرطوم المحلي لكرة القدم صاحب الثقل التاريخي الإنتخابي في كرة القدم السودانية.

وقد جرت إجتماعات مكثفة بأكاديمية تقانة كرة القدم، وخلالها أوضح موفدا "فيفا" الفرق بين شركاء في لعبة كرة القدم ويملكون حق الإنتساب والعضوية للجمعية العمومية وحق التصويت ، وبين شركاء في لعبة كرة القدم لا يملكون عضوية الجمعية نفسها مثل روابط المدربين والحكام وكرة القدم للصالات"الخماسيات" وكرة القدم الشاطئية واللاعبين وكرة القدم النسوية وغيرهم.

وشدد وفد "فيفا" على أن هذه الفئات تملك حق الإقتراع بصوتين في إنتخابات إتحاد الكرة السوداني في المستقبل وذلك بعد أن تقوم بتكوين روابط خاصة بها وتضع نظاما أساسيا خاصا بها وتعرضه على مجلس الإتحاد السوداني ليقبلها أو يعدل فيها، ويمكنهم أن يشرعوا في فورا بتكوين الروابط بعد إنتخاب مجلس الإدارة الجديد.

ولدى إجتماعه مع إتحاد الخرطوم والذي يعتبر إجتماعا تاريخيا، تمسك وفد "فيفا" بتقليص أصوات الخرطوم في الإقتراع في الإنتخابات من 10 أصوات إلى صوت واحد فقط.

وإحتد وإحتج ممثلوا إتحاد الخرطوم الذين حضروا بشكل مكثف على مساواتهم بإتحادات السودان المحلية الأخري، مبررين بأن إتحاد الكرة السوداني تأسس من وجود وميلاد إتحاد الخرطوم أولا، وأن لديهم أكبر كثافة سكانية تقدر بقرابة ال10 ملايين، ويملكون أكثر من 150 فريقا منتسبا لهم، إلى جانب أكبر عدد من المدربين والحكام والبنية التحتية من الملاعب والإستادات، وقد وجد إتحاد الخرطوم مساندة قوية تعاطفا مؤثرا من اللجنة السداسية، ووصل الأمر إلى مناشدة وفد "فيفا" بتقليص إصوات الخرطوم تدريجيا خلال 10 سنوات على الأقل، أو منحها 4 أصوات على الأقل.

ولكن رئيس وفد فيفا جورج مُوُوِينكيل رفض تمييز الخرطوم وضرب المثل بالبرازيل وقال عنها أنها بكل ثقلها وتاريخها الكروي تملك صوتا واحدا في الإقتراع، مقارنة بجزيرة جديدة يبلغ سكانها 30 ألف نسمة طالبت بالإنضمام لعضوية الفيفا، وتملك الآن صوتا إنتخابيا واحدا مثل البرازيل ومثل الصين التي يبلغ عدد سكانها مليار نسمة.

واضاف أنه ليس هناك عضو "فيفا"في إسمه "بريطانيا" بل هناك إتحادات طالبت بحقها في التصويت منفردة تتبع لبريطانيا وهي إنجلترا وويلز وآيرلندا الشمالية وأسكتلندا بإعتبار أنها من أسست كرة القدم.

وأشاد جورج مُوُوِينكيل بإتفاق طرفي الأزمة في السودان على تاريخية وحق الخرطوم في الكرة السودانية ولكنه إستدرك وقال:" لا تتحدثوا عن تمييز لأن هذا قانون في فيفا الذي لا يقبل هذا الطرح، وأنا يمكن أن أحمل مقترحكم إلى لجان فيفا ولكن لن أغير القانون ولن أضمن إجازة المقترح ".

وفي تكملته لإجتماعاته مع اللجنة السداسية السودانية شدد رئيس وفد فيفا على أن الجمعية العمومية يجب أن تجيز تعيين مراجع داخلي لحسابات الإتحاد ومراجع خارجي"مكتب مراجعة قانوني" لمراجعة أموال إتحاد الكرة السودانية، وشدد أنه يمكن للمراجع القومي "مراجع حكومة السودان" أن يتدخل للتدقيق في الحسابات، موضحا:"الفيفا ليس ضد القوانين المحلية، ولكنه ضد التدخل الحكومي في الإنتخابات لو ثبت ذلك التدخل، ومثلا يتبع مقر الإتحاد الدولي للقوانين السويسرية، وإذا ما طالبت حكومة سويسرا إخلاءه سنتقدم بدفوعاتنا القانونية في المحاكم هناك ونستمر في التقاضي، فالدولة تملك حق الرقابة على الأنشطة الرياضية وأن تحرسها بالقانون".

ولكن رئيس وفد "فيفا" ابدى تعاطفا مع وضعية إتحاد الخرطوم وذلك بأن ترك الباب مواربا وقال لمجتمعيه أنه سوف يمنحهم فرصة يومين لمعرفة مدى مقدرتهم على تمييز الخرطوم بشرط موافقة الإتحادات المحلية الأخرى بالتنازل عن حقها لأجل الخرطوم، ولكن بعض مندوبي الإتحادات المحلية الأخرى الذي حضروا الإجتماع رفضوا تمييز الخرطوم بأكثر من صوت..

وأكد موفد فيفا أنه كان يريد إجازة مقترح النظام الأساسي فورا من السودان ولكنه أجله لأجل حل الإتفاق الداخلي حول أصوات إتحاد الخرطوم.

وفي ختام الإجتماعات المكثفة خرج سمات بارزة للنظام الأساسي الجديد المقترح لإتحاد الكرة السوداني والذي يتضمن:

تكوين مجلس إدارة إتحاد الكرة السوداني من 24 عضو، وأن تنعقد الجمعية العمومية القادمة لإجازة النظا الجديد، وفقا للنظام لعام 2009، بواقع صوت واحد لكل إتحاد محلي ومشاركة المدربين والحكام بواقع صوتين لكل فئة.

وأن يتكون مجلس الإدارة من "الأقاليم المناطق التي إقترحتها اللجنة السداسية" وهي التمثيل النسبي، فإذا كانت المنطقة أو الأقليم يضم 4 إتحادت يمثل في مجلس الإدارة بعضوي مجلس، و3 أعضاء إذا كان يضم 5 إتحادات، وبعضو واحد إذا كان يضم إتحادين محليين.

وفي تكوين ضباط مجلس الإدارة يكون هناك رئيس ونائب أول و4 نواب آخرين، منهم نائب للتفلزة والتسويق والشؤون المالية، ومقترح بنائب عن أندية الممتاز يكون رئيسا للجنة المسابقات، وأن يكلف الأمين العام بالعمل التنفيذي الإداري والمالي، ويكون مجلس الإدارة مخططا.

وختم جورج مُوُوِينكيل بقوله أن الجمعية العمومية الإنتخابية سوف تجرى في أو قبل 30 إكتوبر القادم، وأنه سوف يقدم لمسؤولي فيفا مقترح خارطة طريق لإنعقاد جمعيتي إجازة النظام الأساسي والإنتخابات بفارق زمني 45 يوما ما بين الجمعيتين.

وتعد موافقة موفدي فيفا على حق الولايات في التصويت بالتمثيل النسبي بمجلس الإدارة ومساواة الخرطوم بها كصوت واحد في الإنتخابات وزيادة نواب الرئيس إلى 4 بدلا عن 2 وزيادة عدد مجلس الإدارة إلى 24 بدلا عن الحد الأقصى المحدد ب17، أكبر مكسب عام للكرة السودانية، بينما خسر إتحاد الخرطوم إرثه وثقله وحقه التاريخي المكتسب في إدارة دفة الكرة السودانية منذ ميلاد اللعبة رسميا في السودان عام 1936.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  9063

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019