• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024

العندليب وأبراهيم عوض .. تهديد وخصام بسبب لحن (يا خاين) ..!

زيدان نفض الغبار عن الاغنية التى هزت اركان المجلس العسكرى لحكومة عبود..!

زيدان نفض الغبار عن الاغنية التى هزت اركان المجلس العسكرى لحكومة عبود..!
أسرار وحكاوى فنية ــ يكتبها : داؤود مصطفى (حبة فرح )عوضته (تباريح الهوى ) واسحاق (الخنقنى ) صالحته مع (الحلنقى) ..!

من مسرح قاعة الصداقة بالخرطوم نهاية الثمانينيات كان جمهور زيدان ابراهيم يخرج منتشيا ذات مساء من اماسى حفلاته الراتبة التى دأب على احيائها وقتذاك... خرج الجمهور مبهورا بالاغنية التى قدمها زيدان ابراهيم أول مرة وابدع فى تقديمها بالدرجة التى كانت فيها الهتافات ترددغيرمرة تطالبه باعادة الاغنية من جديد .. !
وكان الكثيرون يتفاجأون بعدها ان اغنية ( يا خاين ) التى شدا بها العندليب فى تلك الليلة لم تكن تخصه , بل هى للفنان الكبير ابراهيم عوض , وما كانت ( يا خاين ) من الاغنيات الجديدة للفنان ابراهيم عوض بل كان عمرها قد تجاوزوقتها (طاشرات ) السنوات .. !
والكثيرون كانوا قد سمعوا باغنية ( ياخاين )على حنجرة ابراهيم عوض فترة الستينيات ولكنهم لم يسمعوها منه لزمان طويل ..!
مالذى دفع زيدان لينفض الغبار عن الاغنية اياها ..!؟ ولماذا ابدع فى تقديمها بتلك الصورة المبتكرة ؟.. بالدرجة التى كان الجمهور يطالبه بها فى حفلاته الخاصة , ولماذا غنى العندليب ( يا خاين ) واتبعها ايضا بترديد اغنية ( عزيز دنياى ) والاغنيتان من كلمات والحان الشاعر اللواء الطاهرابراهيم ...
ياخاين ...!
وحرمت عيونى يا خاين رؤاك
وسعيت لى هلالكى بأوسع خطاك
يا خاين .. اه ..اه .. يا خاين
الاَمك ادارى وأطويها واناشد عيونى تخفيها
كلمة حب خدعتنى بيها ومعنى الحب غير معانيها
والامال الكنت بانيها تسيبنى لوحدى ابكيها
يا خاين ...اه .. اه يا.. خاين
قساى .. وشقاى لاقى لذاتك واطلب الغفران وهى غلطاتك
بالدموع القاك جارحة نظراتك بحروف من نار لاسعة كلماتك
تحرمنى دون الناس ابتساماتك يالمن عطفى اتجردت ذاتك
يا خاين .. اه .. اه .. ياخاين ..
تهدم وتدنس .. تهدم ما تقدس تهدم وتدنس طهر صلاتى
وتشيد سعادتك بحطام حياتى وافضل ابكى ..
ابكى ودموعى بتشرح اهاتى ..يا خاين
لا حول الله ولا قوة الا بالله
لا حول الله ولا قوة الا بالله
حقيقة الخلاف بين زيدان وابراهيم عوض ..!
كنت منتصف التسعينيات , التقى زيدان ابراهيم فى صحيفة (عالم النجوم) بعمارة دوسة وسط الخرطوم وقد كانت الصحيفة فى ذلك الزمان واحدة من محطاته التى يتكىء فيها ليرتاح ويتسامر مع اصدقائه واحبائه حيث كان يواظب على الحضور لدار الصحيفة مرة او مرتين فى الاسبوع ..!
سالت زيدان عن حقيقة ما يتردد وقتها بان الفنان ابراهيم عوض منعه رسميا من ترديد اغنيتيه , ( يا خاين ـ وعزيز دنياى ) وقد اشار البعض بان القطيعة الكاملة قد حدثت بينهما ووصلت الى درجة التهديد والوعيد ...!
وكنت اقول لزيدان : انت تملك عشرات الدرر الغنائية ومع ذلك ابدعت وسكبت خلاصة احساسك وصدقك الفنى فى هاتين الاغنيتين , وكانهما تخصانك ,او كانك قصدت بهذا ان تبعث برسالة معينة الى من يهمة الامر , وحقيقة لو كنت مكان ابراهيم عوض لكان قرارى هو ذات قراره ولمنعتك من ترديدهما , فادائك الرائع الغى معنى العبارة او المثل القائل ( حلو الغنا فى خشيم سيدو ) ..!هل تريد الا يطرب عشاق ابراهيم عوض بصوت واغنيات ابراهيم عوض ..!؟
ابتسم زيدان وقال وقتها للزميل الصحافى الراحل محجوب محمد احمد الذى كان يشاركنا الجلسة : رأيك شنو فى كلام اخونا داؤود .. ؟
فرد محجوب بضحكة: انت يا (زوزو) ما تزوغ من السؤال ..كدى دى فرصة وسانحة طيبة عشان تورينا الحاصل بينك والاستاذ الكبير ابراهيم عوض شنو ..!؟
منعوه .. وقفلوا ستارة المسرح ..!!
القصة طويلة وقديمة جدا .. يقول زيدان ابراهيم .. اوائل الستينيات كنت طالبا فى المرحلة الثانوية , كان المسرح القومى حينها قد اكتمل بناؤه , ولعل ذلك فى عهد الفريق ابراهيم عبود , ذهبت لحضور حفل المسرح القومى , وكان الفنان ابراهيم عوض يؤدى اغنية (يا خاين ).. بعدها حدث المشهد الغريب الذي مازال عالقا بذاكرتى وكانه يمرامامى الان , فاثناء اداء الفنان ابراهيم عوض للاغنية اياها , قُفلت ستارة المسرح عليه , وحدثت جلبة هنا وهناك , ثم غضب ابراهيم عوض وذهب الى حال سبيله و رفض العودة الى المسرح رغم الرجاءات والاعتذارت التى قدمت له ليعود للغناء مرة اخرى ...!
سالت زيدان :ولكن الم تعرف وقتها اسباب قفل ستارة المسرح فى وجه ابراهيم عوض وهو يغنى لحن ( يا خاين ) ..!؟
عرفت فيما بعد ان (يا خاين) ورغم كلماتها الموغلة فى العاطفية .. كانت من الاغانى الرمزية وقد صاغ كلماتها الشاعر اللواء الطاهر ابراهيم الذى كان ضابطا فى الجيش ايام حكومة عبود وقد كتبها ليحكى تجربة مريرة مرت فى حياته العسكرية حيث وشى به احد زملائه بانه يدبرانقلابا عسكريا ضد حكومة عبود فتم القبض عليه وحكم عليه بالاعدام وخفض الى المؤبد , فكتب هذه القصيدة ولحنها بنفسه وذهب بها للفنان ابراهيم عوض , فاعتبرت الاغنية وقتها من المحرمات بعد ان عرف الناس قصتها وخرج المثل الشائع وقتها ( خوة الكاب حدها الباب ) او كتعبير عن عملية الغدر والخيانة التى طالت اللواء الطاهر من زميلة الذى وشى به غدرا وخيانة . وقد هزت الاغنية اركان المجلس العسكرى فمنعت من الاذاعة وهرب شاعرها الى مصروبقى هناك ريثما تهدأ العاصفة التى احدثتها اغنيته الرصاصة او كما اطلقوا عليها انذاك , ولعل هذة القصة تفسر طبيعة الاحداث المثيرة التى واكبت اداء ابراهيم عوض للاغنية على خشبة المسرح القومي ..!
مع شاعر الاغنية وجها لوجه ..!
ويواصل زيدان الحكى فيقول : بعدها بسنوات طويلة كانت خطاى تقودنى الى حى العرب امدرمان حيث منزل اللواء الطاهر ابراهيم شاعر اغنية (يا خاين ). لم اكن قد التقيت الطاهر ابراهيم من قبل , وما كان هو التقانى قبلها , ولكن كلانا كان يعرف الاخر من على البعد اعرفه كشاعر معروف ويعرفنى كفنان معروف.
قلت للطاهر اننى معجب باغنية (يا خاين ) وقد حفظت كلماتها على ظهر قلب منذ ان كنت طالبا فى المرحلة الثانوية , وطلبت منه ان اغني الاغنية ,وان لى لها تصورا خاصا ,و بحسبان ان ابراهيم عوض بات لا يقدمها لفترة قاربت العشرين عاما , ووافقنى الطاهر ابراهيم فى الرأى مؤكدا ان ابراهيم عوض ما عاد يقدم الاغنية , رغم انتفاء الاسباب التى منعت تقديمها .
ولكنه سالنى عن سر تعلقى بها : فقلت له لقد طبعت الاغنية فى دواخلى مشاعر خاصة وكما ان حادثه قفل ستارة المسرح فى وجه الفنان ابراهيم عوض قد الهمتنى جملة من الاحاسيس لاغنى هذه الاغنية بطريقتى الخاصة .
فكان ان قدمتها للمرة الاولى على مسرح قاعة الصداقة , فاعتقد الكثيرون انها واحدة من اغنياتى الجديدة , وكنت كلما غنيت فى حفل خاص , كانت طلبات الجماهير ترجونى تقديم يا (خاين ) ...!
يا خاين زادت شهرتى ...!!
قلت لزيدان : وبعد ( يا خاين ) غنيت ( عزيز دنياى ).. لابراهيم عوض ايضا , فكان ان غضب منك لانك زودتها حبتين , وكدت كما اسلفت ان تلغى معنى العبارة ( حلو الغنا فى خشيم سيدو ) ـــ فهل كان هناك خلافا بينك والفنان ابراهيم عوض ..!؟
شوف .. النفس البشرية هى ذاتها النفس البشرية لا تختلف بين انسان واخر مهما كان مركزه فنان او انسان عادى ..والخلاف والاختلاف موجود بين الاشقاء داخل اسوار البيت الواحد , واصدقك القول اختلفت فعلا مع استاذى ابراهيم عوض فى امر ما , فغضبت وقررت ان ارد عليه بالطريقة التى ترضى غرورى ....!؟ فكان ان غنيت (يا خاين )..بعد ان اخضعتها لبروفات مكثفة .. ومن العيار التقيل , ويبتسم زيدان فيقول : شوف بالله عتابنا كان رقيق وفنان كيف , زول يزعلك تقوم تغنى ليهو واحدة من اغنياته ..وتسخر كل احاسيسك ومشاعرك فى تقديم الاغنية بتاعتو .. يعنى الخلاف قادنا لى حاجة ايجابية .. لى اظهار الصدق الفنى فى اداء الاغنية !!
واعترف ان ادائى لاغنية ( يا خاين ) قد زاد من شعبية زيدان كفنان واكسبتنى الاغنية مقدرات ادائية جديدة ما كنت اتقنها , وكما ان الاستاذ ابراهيم عوض عاد بعدها ليغنى الاغنية من جديد بعد ان كان قد هجرها لحوالى عشرين سنة ..!
وماهى طبيعة الخلاف بينك وقتها وابراهيم عوض .. !؟
حسنا ساروى لك القصة .. ولكنى ارجوك.. ارجوك ان تعطينى وعدا بان لا تنشرها طال الزمن ام قصر , حيا كنت ام ميتا ..!؟
قلت له اوعدك بذلك ..!
ثم بدأ يروى القصة وانا وزميلى محجوب محمد احمد نصغى اليه , وما ان فرغ من روايته حتى ابتسم وقال : الكلام دا كان بدرى شوية , ولكن الان انا واستاذى ابراهيم عسل على لبن , بدليل اننا قدمنا سهرة خلال هذا الاسبوع عبر برنامج تلفازى من تقديم الاستاذ عمر الجزلى وغنيت معه عددا من اغنياته الرائعة التى هى (سكر مشتتت لى كل اهل السودان ) ..!
ابراهيم يطربنى كثيرا فى اغنياته التى تعبر عن ذاتى وتترجم احاسيسى ولذا فانا لا اجد مندوحة فى ترديدها ولعل من احب الحانه الى (عزيز دنياى ) ... يا خى الاغنية دى فى تقديرى واحدة من (الياذات ) المناجاة الرصينة فى رومانسيات الاغانى السودانية ..!!
كان الحديث يقودنا الى الخلافات بين اهل الفن, ومدى تاثيرها فى علاقاتهم وفنهم , وكان زيدان يقول : كما اسلفت الخلافات بين الناس شىء طبيعى وعادى جدا , والفنان مهما كان ساميا ومثاليا فى تصرفاته فلن يكون قديسا او ملاكا طاهرا بعيدا عن واقع الناس ومشاكلهم, وبالنسبة الى انا كان كل من اختلفت معه فى شى ء ما ، عادت بعدها علاقتى معه كاقوى من اى وقت مضى , حيث يكون بعدها العتاب .. والعتاب صابون القلوب .. !
شمطة مع التيجانى حاج موسى ...!
قلت له فى هذا الصدد يقال انك اختلفت ذات مرة مع صديقك ورفيق دربك الاستاذ التيجانى حاج موسى بسبب قصيدته (تباريح الهوى ) التى يغنيها الفنان محمد ميرغني .
قال : كانت الاغنية من نصيبى بعد ان وجدت فى كلماتها بعض من السلوى وكانت اقرب الى اسلوبى واغنياتى ..ولسبب ما تجاهلت الاغنية فذهبت للفنان محمد ميرغنى الامر الذى اغضبنى كثيرا , ويبتسم زيدان .. ويقول :اذكر وقتها انن دعوت التيجانى حاج موسى وشلة من الاصدقاء لوليمة عشاء بمنزلنا فى العباسية وهناك بعد ان اندمج الجميع فى اجواء الجلسة ( انفصمت ) فى اخى التجانى واسمعته عتابا غليظا بسبب تحويله (تباريح الهوى) للفنان محمد ميرغنى , ولعل ما اعجبنى فى التيجانى بل ( حيرنى وشقانى) انه قابل عتابى وثورة انفعالى والابتسامة على شفتيه ..!!
وبمناسبة اغنية (تباريح الهوى )هذه فقد شاءت الاقدار ان تعوضنى عنها باغنية (الخاطر ) او ( حبة فرح ) كلمات التيجانى حاج موسى والتى كان مقررا ان يغنيها الفنان محمد ميرغنى بعد ان فرغ من تلحينها الموسيقار محمد عربى ,و يقول مطلع كلماتها :
اذا الخاطر سرح عنك
تاكد انو راح ليك
وهوم فى ربى الاحلام
قريب منك ..
وحملنا كلمات الاغنية للملحن الراحل سليمان ابو داؤود , وذهبنا اليه فى داره فى الحلة الجديدة الخرطوم , وجاء لحنها متميزا قدمنى فيها الراحل ابو داؤود فى اضافات جديدة حيث غنيت بايقاع (السيرة ) لاول مرة فى حياتى , وذلك فى الكوبيلة الثانى من الاغنية الذى يقول :
يا المخلوق بلون الطيف
اوصف فيك اوصف كيف
ياالحيرت اوصافى
يا السر العميق خافى
بحرا ما طالتو مرافى
وابلغ من وصف شاعر
عشان تتختى فى قوافى
منك تبتدى الريدا وبعدك
ريدا جد مافى
ازيك يا اسحاق (الخنقنى ) ..!
وعود على بدء نختتم ونكتب عن خلافات بل قل (مستظرفات ) و(مجادعات) زيدان مع زملائه الفنانين والتى سرعان ما تتحول الى طرفة لذيذة تمشى بين الناس فى الاسواق فتسرى حياتهم واوقاتهم بالبسمة والضحكة البريئة ..!
ويروى ان زيدان ابراهيم والشاعر المجيد اسحاق الحلنقى اختلفا ذات مرة فى كسلا حيث موطن الاخير , فانفعل الحلنقى واراد ان ياخذ بتلابيب زيدان (خنقا ) لولا تدخل الحجازون ليفضوا الاشتباك مابين الطرفين ..
بعدها باسابيع التقى زيدان بالحلنقى بدار اتحاد الفنانين , ورفض الاخير ان يرد على تحية الاول على خلفية ما حدث بينهما من خلاف و(خناق ) فى كسلا . .. ولكن زيدان بروحة الطيبة رفض ان يقبل تجاهل الحلنقى لتحيته , فكررها مرة ثانية وثالثة .. والحلنقى ثابت عند موقفه لا يرد عليه .. !
واخيرا لجاء زيدان الى الحيلة الطريفة ..مسخرا روحة المرحة فى اذابة الجليد بينه والحلنقى .. فتقدم اليه حيث يجلس مخاطبا اياه بصوت هامس : ازيك يا اسحاق (الخنقنى) .. !
وهنا لم يستطع الحلنقى ان يتمالك نفسه من الضحك فاحتضن زيدان ابراهيم واستغرقا فى نوبه هستيرية من الضحك المتواصل , وتصافحا لتعود المياه الى مجاريها كاقوى من اى وقت مضى ...!
عزيز دنيانى ..
كنت معاك سعيد .. والليلة فى بعدك ما اضنانى
اصبر يمكن يفيد .. صبرى ويمكن نرجع تانى
خايف الناس تغريك .. تنسى دموعى وتنسى حنانى
وافضل مخلص ليك لو حتى سعادتك فى حرمانى
واضحى بزهرة عمرى علشان ما تعيش طول عمرك هانى
واروى حقيقة امرى واستشهد بالحانى
عرفت الحب من قبلك مرة وانت الحب العاش فى كيانى
بهرب منك .. لرضاك بحاول من اجلك انساك
امهد ليك تتخلص منى القى خطاى تجمعنى معاك
لو تعرف عايش على عاطفة وكل حياتى من املاكك
اعرف يوم فى دنيا غيابك يساوى سنين فى دنيا هناك
يا اعز عزيز .. فى دنياى انا طامع .. ابقى عزيز دنياك












امسح للحصول على الرابط
 1  0  7667

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019