• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024

التقدم التكنلوجى .. بين الوهم والحقيقة

التقدم التكنلوجى .. بين الوهم والحقيقة
د الشريف اسأل نفسى دائما .. لماذا لم تتطور العلوم الأنسانية والمعرفية فى ظل هذا التقدم والتطور الهائل فى مجال التكنلوجيا ؟؟ هل لا تملك العلوم الأنسانية بذرة التطور داخلها !! ام انها تقوقعت واستسلمت للمفهوم السائد بأن الأنسان كائن مجهول وآلة معقدة لايمكن سبر غورها .. التقدم التكنلوجى المذهل اتاح للأنسان فرصا كبيرة ليعيش حياة سهلة وممتعة وسعيدة .. ولكن هو الأنسان نفسه فشل فى ايجاد تفسير لمعنى السعادة وظل يبحث عنه طيلة عمره .. تقدم التكنلوجيا اتاح للأنسان ان تكون السعادة هى اقرب شىء اليه .. ولكنه يظل يبحث عنها ولا يجدها .. اتاحت التكنلوجيا ان يصبح العالم قرية صغيرة بالفعل .. بالأمس شاهدت عبر اليوتيوب نواب برلمانيون أتراك يتعاركون و يتقاذفون بالأكواب .. رغم ما افرزته التكنلوجيا من تقدم لا زال الأنسان يتعارك مع اخيه الأنسان كما يحدث فى الأدغال .. قليلون فى هذه الحياة هم من وجدوا اجابة تسكن اليها انفسهم .. من هم , ومن اين جاءوا ولماذا خلقوا والى اين مصيرهم ؟؟ رغم كل هذا التقدم والتطور التكنلوجى وما اتاحه من تقدم مادى يظل الأنسان عاجزا عن تحديد هدفه ويسلك كل الطرق التى تقوده الى غاية مجهولة .. فى سبيل بحثه الدائم عن تحقيق السعادة يظل فى حالة بحث دائم عن المال والجاه والمنصب و لكى يحقق ذلك لا يتردد فى ارتكاب مظالم ومفاسد ضد اخيه الأنسان .. تقدم التكنلوجيا اتاح لنا معرفة كل ما يحدث من حولنا ولكنه فى الوقت نفسه اكد لنا بأن الأنسان لا يزال يعيش بعقلية اوائل الخلق هابيل وقابيل .. فبتنا نرى القتل بالمدافع والقنابل برا وجوا وقطع الرؤوس .. ونرى التهجير والتشريد و الأغتصاب واكل مال الغير وفساد الذمم والأخلاق .. على الرغم من ان الطب كعلم انسانى حديث وضع ايدينا على اسرار مذهلة بعد ااكتشاف انزايم التيلوميراز الحيوى ويبشر عن قرب قهر امراض اقلقت حياة البشر كالسرطان الا ان ما احدثه الأنسان من تطور فى هذا المجال من العلوم الأنسانية يظل لا يقارن بما حققه من طفرة فى العلوم التكنلوجية .. رغم هذا الكم الهائل من الأجهزة التشخيصية الدقيقة وقدرتها الهائلة على سبر اغوار جسم الأنسان وتحديد علله وامراضه الا ان العلوم الأنسانية والمعرفية الأخرى فشلت فى ايجاد العلاج لهذه العلل والأمراض .. يظل مرض السرطان تماما مثل السعادة قريبا منا ويقلق مضاجعنا و يظل امرا مجهولا لا نجد حلولا لمواجهته و معرفة كنهه وهزيمته .. رغم كل هذا الزخم المعرفى الهائل فى مجال التكنلوجيا يظل الأنسان مهددا وعاجزا امام مخلوقات لا ترى بالعين المجردة تهزمه فى اليوم الواحد الف مره فتصيبه بأمراض كالأيدز والأنفلونزا و الأيبولا والكبد الوبائى ومما لا نعرفه الكثير ويقف عاجزا عن ايجاد علاج لها .. كل ما حققه الأنسان من تقدم فى مجال التكنلوجيا الا انها تظل غير ذات قيمة فى ظل بحثه الدائم عن تكنلوجيا انسانية تكبح المظالم والمفاسد والحروب وتقهر المرض وتبحر به الى بر السعادة .. الأنسان فى حاجة الى تكنلوجيا روحية تقوده الى خيرية الذات وخيرية الحياة وخيرية المصير .. الموت هو الحقيقة الحتمية التى تقف امام رغبة الأنسان وحنينه للخلود وتقف التكنلوجيا بكل ادواتها ومعيناتها عاجزة امامة ايضا كحقيقة ربانية ارادتها حكمة الله ان تكون نهاية كل كائن حى وترسيخ لحقيقة فلسفية لولا الموت لما كانت هناك حياة !!!
امسح للحصول على الرابط
 0  0  2638

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019