• ×
الأربعاء 24 أبريل 2024 | 04-22-2024

المجلس الأعلى للسلام بالنيل الأزرق يحتفل بالمناسبة ويعلن التفاصيل في مؤتمر صحفي

اليوم العالمي للسلام (الثقافة والديمقراطية.. أبلغ صوتك)

اليوم العالمي للسلام (الثقافة والديمقراطية.. أبلغ صوتك)
ابوعاقلة اماسا يصادف يوم 21 سبتمبر من كل عام الإحتفالات باليوم العالمي للسلام.. وهو اليوم الذي تم تعيينه بموجب القرار 67/36 من الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون يوماً مشتركاً تحتفل فيه كل شعوب العالم بالسلام، كقيمة يحتاجها الإنسان أينما كان وليكون يوماً مكرساً لهذه المعاني وتعزيزها في أوساط الشعوب والأمم فيما بينها.. وبمناسبة الذكرى الثلاثين في هذا العام تقرر أن يكون الشعار (السلام والديمقراطية.. أبلغ صوتك).. وقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة أن الغرض من إنشاء المنظمة هو منع نشوء النزاعات وحلها بالوسائط السلمية والمساعدة على إرساء ثقافة السلام في العالم.
إن السلام والديمقراطية تجمعهما روابط عضوية، فهما معاً يؤسسان شراكة تعود بالخير على الجميع.. والديمقراطية من حيث جسدها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .. تهييء بيئة مواتية لممارسة طائفة من الحقوق السياسية والحريات المدنية.. وتماشياً مع شعار هذا اليوم الذي يحتفل به العالم أجمع، تنظم فعاليات شبابية في كل مكان يبدون عبرها قوة غير عادية عن طريق التواصل والتضامن وتعبئة الصفوف من أجل البلوغ إلى الهدف المشترك والمتمثل في مزاولة الكرامة وحقوق الإنسان، وتحمل هذه القوة في طياتها إحتمالات صنع مستقبل ملؤه قيم السلام والديمقراطية.
السلام في الإسلام
نبذ الإسلام العنف بكل أشكاله، وحرم قتل النفس إلا بالحق، ورسخ أفكاراً عن السلام تؤطرها بشكل عام أن (السلام) إسم من أسماء المولى عزوجل، وحث على إفشاءه بين الناس، وفي المنهج الإسلامي كذلك الكثير من مظاهر ثقافة السلام من توادد وتراحم ونهي عن سلوكيات بشرية هي أول ما يسلكه الناس نحو الحروبات.. ولكن المجتمعات الإسلامية أصبحت وللأسف الأكثر تناحراً وإقلاقاً لمباديء الأمن والسلام في العالم فيما بينها ومثال لذلك ما يحدث في دارفور كقضية غطت كل العالم وهزت بأحداثها كل ركن فيه.. ومع أن الحلول موجودة لكل الأزمات في الدين الإسلامي إلا أن البعد الفعلي العقدي للمسلمين عن دينهم يرسم لهم صورة ذهنية مرعبة في المجتمع الدولي، ويشوه صورة الدين الذي تنطلق مفاهيمه الأساسية من السلام.
فالله -جلَّ ثناؤه- هو السلام؛ لسلامتِه مما يلحقُ المخلوقين من العيبِ والنقصِ والفناء، قال الله جل جلاله: (واللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ) [يونس:25]»، ومن معناه: المسالمة»، وهو المصالحة، وتجنب الحرب([1]).

وقيل: «السلام والسلامة: البراءة، وتسلَّم منه: تَبَرَّء.. ومنه قوله تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان:63]؛ أي: تسلُّمًا وبراءةً، لا خير بيننا وبينكم ولا شرَّ.. ويقولون: سلام عليكم؛ فكأنَّه علامةُ المسالمةِ، وأنه لا حرب هنالك.. وقيل: (قَالُوا سَلَامًا)؛ أي: سدادًا من القول وقصدًا، لا لغو فيه.. ومنه قوله -عز وجل-: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ) [القدر:5]؛ أي: لا داء فيها، ولا يستطيع الشيطانُ أَن يصنعَ فيها.
مغزى الإحتفال بهذا اليوم بالنسبة للسودان
لا يخفى على الجميع من المواطن العادي وحتى النخبة السياسية أن السودان في الحقبة التأريخية الحالية يكون أحوج الدول الأفريقية للسلام قيمة وممارسة، والأكثر حاجة أيضاً لإفشاء قيم وثقافة السلم بين مواطنيه، بعد أن أخذ التعدد الإثني منحى أخطر.. قد يكون الأخطر على الإطلاق في تأريخ هذا القطر.. بعد أن كان يقف لسنوات بين البرزخ الفاصل بين نعمة التعدد ونقمتها، ولكنه إنزلق في الثانية وما زال يعاني من ويلات الصدامات القبلية وتبعات رفض الآخر.. إما بسبب الجهل بالدين والقيم الإنسانية، أو نتيجة لتفشي الشحن المضاد لثقافة السلام وقبول الآخر.. لذلك كان علينا كقطر تثمين هذا اليوم الإحتفال به على كافة المستويات ووضع برنامج شامل تفتح من خلاله كل المنابر أبوابه لإلقاء محاضرات تتحدث عن ثقافة السلام وكيفية إيجاد طريق آمن للخروج من النفق الذي تمر به البلاد بعدما ارتفع صوت القبيلة وطغى على صوت الدولة نفسها.
التزامن مع محادثات الحكومة مع قطاع الشمال
تعتبر الحرب الدائرة بين الحكومة وقطاع الشمال من أكثر المؤثرات على الإقتصاد الوطني، وذلك بسبب الأموال الضخمة التي توجه للإقتتال من الطرفين كان الأولى بها مشروعات التنمية وقطارها المتعثر في كل ولايات السودان، والمؤكد أن ما استهلكته هذه الحرب من الناتج القومي كان يكفي لتطوير كل الولايات التي تعاني من التهميش ووضعها في مرتبة واحدة مع العاصمة وبقية ولايات الوسط المصنفة خارج تعريفات مصطلح التهميش هذه، لذلك جاءت إحتفالات هذا العام باليوم العالمي للسلام بنكهة خاصة وهي تتزامن صدفة بالمحادثات بين الحكومة السودانية وقطاع الشمال وبقية مكونات الجبهة الثورية، وبعض المستجدات التي تبعث على التفاؤل فيما يخص المرونة في بعض المواقف من الطرفين، ما يعني أنهما أصبحا في نقطة تعتبر الأقرب إلى السلام من أي وقت مضى، وسط تشجيع كبير من المجتمع الدولي وضغوط كبيرة تمارس من أجل وضع حد لهذه الحرب وإفشاء السلام بين الناس والعمل على تأكيد الإستقرار الأمني في مناطق الإنتاج ودعم كل ما يكرس قضية وثقافة السلام وفرض هيبة الدولة بما يكرس هذه المفاهيم.
مفهوم ثقافة السلام
ثقافة السلام كمفهوم عام تتعمق أكثر في شعوب وبلدان العالم الثالث حيث تختلف النظرات من بيئة إلى أخرى، ويقيم الإنسان في بعضها بحسب اللون والدين والمكانة الإجتماعية، فهي في المقام الأول تعزز فكرة أن يعيش العالم بدون حروبات ودماء، وفي مراحل متقدمة تعلم الناس كيفية قبول الآخر وتجاوز كل ما يمكن أن يبذر بذرة الحرب والتنافر لأنها في النهاية شكل دموي من التعبيرات المرفوضة، كما أن ثقافة السلام هذه تكرس لمفهوم سيادة الحوار الهادف والحلول السلمية لكل النزاعات، ومن ثم كيفية أن يعيش الإنسان في حالة سلام مع نفسه أولاً، ومع كل من حوله ثانياً، ومن ثم يكون فاعلاً في تعزيز مفهوم التعايش.
تعددت التعريفات لمعاني السلام أولاً كقيمة مهمة يحتاجها الإنسان في أي مكان، ولكن الأقرب والأشمل في التعريفات تقر بأن السلام هو حالة يخلو فيها العالم أو المكان المحدد من الحروب والنزاعات، أو بأنه حالة من الأمن والإستقرار تسود وتتيح التطور والإزدهار للجميع.. بعضهم وصف ذلك بأنه حلم طوباوي بعيد المنال، ولكن.. كل ما يهمنا نحن كسودانيين أننا أحوج ما نكون إليه، وربما الأحوج من غيرنا لأن الحرب التي لا تكاد تتوقف في مكان حتى تنشب في آخر قد استنزفت كل مقدرات البلاد ولم تترك شيئاً للتنمية.
ثقافة السلام في رأي الباحث والكاتب أبوالقاسم قور
يرى الكاتب السوداني والأستاذ والباحث بمركز دراسات السلام جامعة السودان أبوالقاسم قور في ثقافة السلام وفي (حوار متمدن): أنه يشتمل منظومة حوار من أجل ثقافة سلام بوصفها الأكثر الآليات شيوعاً لأنها تعتمد وسائل عديدة يمكن توفرها وسط قطاعات المجتمع المختلفة رأسياً وأفقياً وعلى مستوى القواعد الشعبية.. وتعتبر الدراما في معناها الواسع ومحتواها الثقافي والتربوي أحد وسائل الحوار الثقافي التي يمكن استغلالها في مشروع نشر ثقافة السلام بين الشعوب التقليدية.. ذلك لأن الدراما موجودة في شكلها التقليدي والحديث وسط المجتمعات المتعددة والكيانات البشرية في كافة بقاع الأرض.. ووفقاً لرؤية اليونسكو فإن التعبير ثقافة السلام (peace culture) هو مصطلح، وهو مفهوم يحتوي على عدد من العناصر التي يمكن بتوفرها يتم توفير قدر من ثقافة السلام، وتنحسر ثقافة السلام في حالة إنعدام وانحسار هذه العناصر.
إحتفالات النيل الأزرق بهذه المناسبة
ولاية النيل الأزرق من الولايات التي تجلس على قمة قائمة الولايات التي بحاجة إلى تكريس مفاهيم السلام وثقافته، ومن أجل ذلك استشعر المجلس الأعلى للسلام مسؤولياته وقرر أن يجعل من هذا اليوم نقطة للإحتفال والتعرف على معاني وقيم السلام.. فوضع برنامجاً للإحتفال يشمل محاور متعددة تبدأ بفعاليات شعبية ومحاضرات وتختتم بمهرجان كبير يقام باستاد الدمازين تشارك فيه كل الفعاليات الشعبية والرسمية واتحاد المرأة والمؤسسات التعليمية حيث يشهد الجميع مباراة في كرة القدم بين الدفاع بطل الدوري وممثل الولاية في الدوري التأهيلي، والمريخ بطل النسخة السابقة من كأس السلام.. وتمهيداً لهذا البرنامج عقد المجلس الأعلى للسلام بولاية النيل الأزرق مؤتمراً صحافياً أمس الأول بفندق قصر السلام شهد حضوراً رسمياً وشعبياً تم توزيع المعدات على الفريقين المتباريين وعرض الكأس الذي سيتباريان عليه..

امسح للحصول على الرابط
 0  0  2819

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019