• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

شندي تحتفي وتكرم إبنها محمد الشيخ مدني بجدة

شندي تحتفي وتكرم إبنها محمد الشيخ مدني بجدة
  هو من ذاك الرحم الذي أنجب صناع محرقة الجبروت الإستعماري، الذي استهان بكبرياء النمر القابع في عرينه وسط حاشيته من قبيلة الجعليين، وماكان يعلم أنهم قوم يرفضون الإذلال والانكسار ناهيك عن ملكهم، هم قوم رضعوا من أثداء نساء شامخات كالثريات في الدياجي الحالكات، ولكن نقول هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ؟

التاريخ يعيد نفسة وماانفك ذاك الرحم ينجب النمور والمكوك، فبنونة بت نمر لم ينقطع منها الطمث، ولم يجف حليب ثديها، ولم يعرف لها اليأس طريقا، فقد أنجبت نمور يزودون عن الحمى والوجار والعرين، فإن أنجبت محمد الشيخ فقد أنجبت من قبله أبوه الشيخ مدني، ويالهم من سلف لخير خلف ..

ولد محمد الشيخ مدني أبو القوانين السودانية بمدينة شندي، حيث ترعرع في كنف والديه وأسرته التي سكنت احدى مرابيع شندي العريقة (مربع 11) ، حيث كان والده طيب الله ثراه رياضياً مطبوعا عرفته المدينة بولعه للرياضة وحبه للرياضيين في ذلك الزمان، وهو من مؤسسي نادي النيل شندي عام 1936م، وتولى إبن أخية منصور حسن مدني سكرتارية نادي النيل في حقبة الستينات، حيث إستلم من بعده في السكرتارية أبن عمة الأستاذ محمد الشيخ لأكثر من 12عاما كانت حافلة بالانجازات، وقد كانت كفيلة بأن تجعل منه رجل مهارياُ في الترتيب والمتابعة والتنظيم والتصدي لكل المعوقات والأحداث التي كانت تواجه نادي النيل لكرة القدم، وقد كان نادي النيل ولايزال رائداً وقائدا للحركة الرياضية والثقافية والأدبية والإجتماعية لمدينة شندي ومواطنيها، وكان أن ذاع صيته وبرز نجمه في معرفته التامة بالقوانين المنظمة للرياضة على المستوى المحلي والعالمي سيما فيما يتعلق بالهواة والمحترفين في تلك الفترة، لم تهدأ نفسه التواقة للمجد، ولم ترضى روحه بما تحقق له بل كان طموحه الجارف يدفعه لتقديم الأفضل في ميادين آخرى أكثر فاعلية خدمة لأهل السودان أجمعين، كانت العاصمة الخرطوم بالنسبة له محطة آخرى في مجال الرياضة والتعليم وقد سبقته شهرته اليها، ففي فترة وجيزة أصبح سكرتير إتحاد ولاية الخرطوم حيث قدم له الكثير أبان توليه هذا المنصب، بعد ذلك تولى سكرتارية الإتحاد العام لكرة القدم السودانية، وبعدها تولى رئاسة لجنة الإستئناف في إتحاد القدم لوقت قريب، عرف عنه استقلالية القرار وحصافة الرأي، ورجاحة العقل، والحكمة، والسماحة، والتواضع، والشهامة، ومناصرة الحق، وعرف عنه اعتزازه بوطنه وبأهله.
درس محمد الشيخ مدني المرحلة الابتدائية في شندي ثم انتقل للمرحلة الجامعية في الخرطوم وسافر بعد ذلك الى بريطانيا معززا تعليمه الجامعي بها، بعد عودته من لندن عمل معلما لمادة الرياضيات في المدارس الثانوية في الخرطوم حتى أصبح أبرز أساتذتها وواضعي مناهجها على مستوى السودان، بعد ذلك عمل مستشارا في شركات السيد طة الروبي لفترة من الزمان ولكنه لم يتخلى عن التدريس لمادة الرياضيات في بعض المدارس النموذجية حتى الآن، تم تعينه وزيراً للتربية والتعليم بولاية الخرطوم حيث شهدت فترة توليه المنصب نهضة تعليمية غير مسبوقة على كافة الأصعدة.

في كل ذلك كانت أمه الرؤم شندي بين عينيه وفي سويداء قلبه لم تنسيه المناصب والمشغوليات واجب البر بأهله وناسه وعشيرته فقد كان مداوما على التواصل في كل الأفراح والأتراح، لم يشكي وعثاء السفر، ولم ينسى مسؤوليته في تقديم كل ماتستحق شندي من تنمية ومعرفة، وصحة، ورياضة وغيرها، أسس هيئة تطوير شندي مع بعض رفاقه من أبناء المدينة، حيث تقلد رئاستها حتى الآن، وبدورها أنشأت جامعة شندي بكلياتها المختلفة والتي أصبحت معلما معرفيا وعلميا من معالم شندي وهو الآن رئس مجلس إدارتها، بذل مجهودا خارقا من أجل إنشاء وقيام مستشفى يضم الكثير من التخصصات وقد كان مستشفى المك نمر الذي أصبح من أكبر المستشفيات على مستوى السودان لغسيل الكلى وهو بكل فخر ثمرة في بستان إنجازات هيئة تطوير مدينة شندي وهو ربانها وقائد مسيرتها، كان كبري شندي المتمة حلم قديم حديث على يدية ورفاقة في الهيئة تم إنشاء كبري شندي المتمة كواقع رائع جمع بين الأشقاء في الضفتين ووحد مصيرهم، كل المرافق الخدمية من مدارس والخلاوي والمستشفيات والمجالس المحلية والشفخانات ومراكز الإحتياجات الخاصة والأيتام ومراكز الشرطة وقطاع الكهرباء التي إمتدت لكثير من القرى النائية في كل ذلك كان محمد الشيخ مدني موجودا بفكره بقلبه بمنصبه بغيرته وولائه لعشيرته وأحبابه من سكان شندي وماجاورها من مناطق.

كانت آثار شندي بحضاراتها السابقة في كل من البجراوية والنقعة والمصورات على موعد مع محمد الشيخ مدني الذي حمل هم الحفاظ على هذا الإرث الذي يمثل سجل تاريخي تتباهى به الأمم والشعوب، ومن ثم قبلة سياحية لكثير من شعوب العالم، وبفضل الله وبجهده المقدر استطاع أن يسجل هذه الآثار النفيسة في منظمة اليونيسكو بإعتبارها أآثار عالمية تستوجب المحافظة عليها بالقانون الدولي ومن ثم يتم ترميمها وصيانتها كحضارة إنسانية سودانية.

الوفاء ديدن الأوفياء ورد الدين يستوجب إحترام الدائن، ورابطة أبناء شندي بجدة ممثلة في عضويتها ونيابة عن شندي مدينة الأوفياء تكرم إبنها البار وتتوجه مكاً نمريا كامل السيادة على أهله الذين تلهج ألسنتهم عرفانا بماقدم ويقدم لهذه المدينة العظيمة. في إحتفاليه رائعة في مدينة جدة سوف تكرم مدينة شندي محمد الشيخ مدني كرمز للبر والعطاء وتحمل المسؤلية ونكران الذات تجاه مدينته ووطنه السودان.

وبإسم كل من رأى أو سمع أو استفاد من خدمات وأعمال محمد الشيخ مدني و نيابة عنهم أجمعين تكرم رابطة أبناء شندي بجدة إبنها وحادي ركب نهضتها وفاءأ وعرفانا وشكراً وثناء على ماقدمه للسودان ولشندي على وجه الخصوص.

محمد الفاتح هبي
السكرتير الثقافي لرابطة أبناء شندي بجدة
امسح للحصول على الرابط
 0  0  4747

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019