• ×
الخميس 18 أبريل 2024 | 04-17-2024

برمجة رمضان ... تتعدد القنوات والبرنامج واحد

الطابع الغنائي يسيطر على برامج ما بعد الإفطار في الفضائيات السودانية !!!

الطابع الغنائي يسيطر على برامج ما بعد الإفطار في الفضائيات السودانية !!!
نقلا عن الصدى / حسن عمر خليفة / 
(بنات حواء الطقطاقة) نجح نسبياً في إحداث اختراق نوعي
(حكاوي الغنا) برنامج جيد في توقيت سيئ




تنافس محموم ومحتدم بين القنوات الفضائية السودانية المختلفة لاجتذاب أكبر عدد من المشاهدين خلال شهر رمضان، ثراء برامجي في البعض وأفكار مكررة ونماذج مستنسخة من بعضها البعض غابت عنها الرؤية والفكرة وضعفت فيها المحاكاة والتقليد فجاءت مسخاً مشوهاً انتقص كثيراً من الفكرة المنقول عنها، والجديد في رمضان هذا العام تنافس تسع قنوات فضائية على تقديم مادة دسمة للمتابعين ودفعت الفضئيات المتعددة لساحة التنافس ببرامج غلب عليها طابع المنوعات مع اجتهاد واضح من الصحف لابراز البرامج ورسم خارطة طريق تمكّن المشاهدين من المتابعة ، ولم تقف الإذاعة بمعزل عن المنافسة فأدلت بدلوها في محاولة لاقتناص عشاق الرؤية عبر الأذن.

طابع غنائي لبرامج رمضان

برامج رمضان جاءت في مجملها تحمل طابعاً غنائياً غلب عليها، وإذا استثنينا قناتي طيبة المتخصصة في البرامج الدينية وساهور المتخصصة في المدائح النبوية فسنجد أن عماد برامج بقية الفضائيات كان الغناء ولاشئ غيره، وحتى في الغناء جاءت الأفكار متقاربة لدرجة بعيدة، ولعلنا لانضيف جديداً إذا ماقلنا أن أكثرية برامج الفضائيات دارت في فلك برنامج (أغاني وأغاني) الذي تبثه فضائية النيل الأزرق للعام الخامس على التوالي، وهي ليست المرة الأولى التي تحاول فيها القنوات تقليد البرنامج فقد سبق وأن قامت قناة هارموني العام الماضي بتقديم برنامج أولاد البنا الذي يقوم على نفس الفكرة ولعل اختفاء البرنامج من خارطة برامج الغناء هذا الموسم دليل على عدم تحقيقه النجاح المطلوب.

احتشاد برامجي عقب الافطار

الملاحظة الجديرة بالتوقف هي الاصرار غير المتعمد لجعل فترة ما بعد الافطار مباشرة الفترة التي يحتدم فيها التنافس، والقضية هنا أن المقارنة ستكون بين البرامج التي تقدّم في هذه الفترة حتى وإن اختلفت طبيعتها ومن ذلك ماحدث للفترة المفتوحة للتلفزيون والتي تبث في وقت متزامن مع برنامج (أغاني وأغاني) ومع اشتراك البرنامجين في الطبيعية الغنائية إلاّ أن الخطة التي يسير عليها كل منهما تختلف عن الآخر، وإن كانت الفترة المفتوحة قد فشلت في اجتذاب جمهور برنامج السر قدور فإنّ برنامجاً آخر نجح نسبياً في إحداث اختراق نوعي وهو برنامج (بنات حواء الطقطاقة) الذي تقدّمه قناة هارموني بمشاركة عدد من الفنانات.

نظرات في أغاني وأغاني

وإذا ركّزنا على برنامج (أغاني وأغاني) باعتباره البرنامج الأكثر شعبية وجماهيرية فسنلاحظ أن (كلام) الأستاذ السر قدور قد قلّ بدرجة كبيرة ليتيح الفرصة أمام الأغاني خاصة في الحلقات الثلاث التي استضافت الفنان كمال ترباس والذي أثبت أنّه فنان متميز حيث كان دخوله في أي مقطع من مقاطع أغنياته التي رددها الفنانون المشاركون في البرنامج كافٍ لبيان الفرق الكبير بين مقدارته الهائلة في التطريب، ومن جهة المشاركين الجدد فإنّ الفنان طه سليمان أبرز امكانيات فنية متميزة ستجعل الناس يقفون كثيراً بعد نهاية البرنامج لإعادة قراءة تجربة الفنان المثير للجدل، ونالت شموس أفضلية واضحة على حساب صباح وأميمة، واكتساب منار ثقة أكبر وثباتاً ميزه على العام الماضي وهو ذات الشئ الذي يمكن أن يقال عن شريف الفحيل، وتبدو مشاركة الثلاثي عاصم البنا وعصام محمد نور وجمال فرفور نسخاً مكررة من بعضها البعض بسبب اصرار الثلاثي على الأداء بطريقة الاشارات والإيماءات التي يودون من خلالها الإيحاء للمتابعين بأنها إشارات متفق عليها.



تباين في مستوى الحلقات

بوجه عام جاء مستوى برنامج أغاني وأغاني في عامه الخامس أقل بكثير من المستوى الذي ظهر به البرنامج في مواسمه الأربعة السابقة، ومع أن القائمين على أمر البرنامج أكدّوا ان تركيزهم سيكون كبيراً على الملحنين إلاّ أن الملاحظ ان البرنامج انصرف في أوقات كثيرة لجعل (المواضيع) هي الأساس فتحدّث في حلقة عن الألوان وتدرجاتها المختلفة في الأغنية السودانية وتناول في حلقة أخرى الجمال والسماحة محاولاً رسم فواصل واضحة بين الأثنين ومع انخفاض مستوى البرنامج بوجه عام إلاّ أنّه لم يخل من بعض الاشراقات التي تمثّلت في الحلقات التي استضافت الفنان صلاح مصطفى أما حلقتي ود الحاوي وبشير عباس ومع الثراء الفني الكبير للملحنين إلاّ انهما جاءتا دون المستوى المطلوب خاصة في ظل عدم مراعاة مناسبة الأغاني للفنانين.



محمود عبد العزيز

قصدنا أن نفرد للحديث عن محمود عبد العزيز في برنامج (أغاني وأغاني) مساحة منفصلة ذلك لأنه بما يملكه من قدرات وامكانيات يستحق الحديث عنه منفصلاً وقد ظلّت المطالبة باشراك محمود عبد العزيز في البرنامج تتردد منذ انقاض موسمه الأول والإعلان عن موسم ثاني ومع كل الشوق والترقب فإنّ مشاكرة محمود في البرنامج الجماهيري جاءت دون المستوى بل منحت مساحات كبيرة لاخرين من أجل التفوق عليه واظهاره بمستوى أقل من مستوى الآخرين، المشاركة لم تخل من بعض الإشراقات هنا وهناك لكنها في نهاية المطاف لم تضف شيئاً لمحمود ولا للبرنامج.



تواشيح النهر الخالد

من البرامج المميزة برنامج (تواشيح النهر الخالد) بقناة الشروق وهو برنامج من إعداد وتقديم الأستاذ حسين خوجلي صاحب الاداء المطرب الذي يتفنن في الابداع مقدماً دروساً مجانية في فن التقديم وحسن السرد وكيفية انتزاع المعلومة، وحسين خوجلي يعرف جيداً كيف يختار ضيوفه ويعرف كذلك كيف يختار فنانيه الذين يقدّمون أفضل مالديهم من فن وابداع يستوي في ذلك إبراهيم خوجلي والنحاس وزكي عبد الكريم وعلي إبراهيم اللحو ومازال الليالي حبلى بكل صنوف الإبداع الذي سينثر حسين خوجلي كنانته في الأيام القادمة، وبرنامج التواشيح غطى من وجهة نظري على خيمة الشروق، ومجمل التقييم يمنح الشروق أفضلية كبرى على برماجها لرمضان الماضي ولاننسى الإضافة الجيدة لمعتصم محمد الحسن عبر برنامج الوتر الخامس .

برنامج جيد في توقيت سيئ

قناة قوون دخلت المنافسة عبر برنامج (حكاوي الغنا) ويكفي هذا البرنامج جمالاً أن يكون فيها اسحق الحلنقي بكل حضوره الزاهي الأنيق والتيجاني حاج موسى بكل رقته وشفافيته وعزوبة كلماته، ويجمّل البرنامج بصوته الفنان كمال ترباس، هذا البرنامج في تقديري لم يتم اكتشافه بالصورة المطلوبة، ولو ان القائمين على أمر البرامج في القناة اختاروا له توقيتاً غير التوقيت الذي يبث فيه حالياً لوجد من المتابعة اضعاف مايجده، والبرنامج في وجود الثلاثي الحنلقي والتيجاني وترباس لم يكن بحاجة لمذيع مصاحب وكان يمكن أن يتم على طريقة الحور المفتوح بين الثلاثي .



نسب مقدرة من البرامج الرياضية في رمضان

ظلّت الرياضة تمثّل عنصراً مهماً من عناصر البرامج في رمضان، ولعل أبرز البرامج الرياضية برنامج (نجوم المستديرة) الذي تقدّمه قناة النيل الأزرق وتهتم من خلاله بابراز الجانب الآخر للاعبين، وفكرة البرنامج قديمة تعود للشهر الماضي إلاّ أن هذا العام شهد دخول العديد من التحسينات عليها كما تمدد البرنامج ليسجل لعدد كبير من اللاعبين ويكفي البرنامج إعادة الاسطورة حامد بريمة إلى الاجواء من جديد، البرنامج الذي ينتجه ويخرجه أيمن بخيت ويقدّمه محمد عثمان سجّل عدداً من الحلقات المميزة مع بلة جابر ومصعب عمر وعلاء الدين يوسف وأمبيلي ووارغو بثت حلقات وآخرى في الانتظار، وخلافاً لهذا البرنامج تخصص النيل الأزرق سهرتها يوم كل سبت للرياضين، وللرياضة نصيب متفاوت في بقية القنوات حيث يتواصل برنامج الرياضة بالتلفزيون مع وجود مساحات رياضية في الشروق والأمل وهارموني.



ويستمر التنافس بين الفضائيات

ماقلناه في هذه المساحة لا يعتبر رأي نقدي محض، بل هي انطباعات وخواطر مشاهد عادي يقتطف بعضاً برامج هذه الفضائية وتلك، وحتى أن عنّ لنا أن نطلق أحكاماً نقديةً على برامج رمضان في الفضائيات السودانية المختلفة فإننا بحاجة لمزيد من الوقت لاسيما أن الشهر لم ينتصف بعد، وبوجه عام فإنّ المشاهد للقنوات السودانية لن يعدم أن يجد بعض المواد الجيدة لمتابعتها حتى وإن احتشدت هذه المواد في وقت واحد ليكون الحكم بعد ذلك لمن يمسك بالريموت كنترول .



جمال سعيد والامساك بناصية الابداع

يظل الممثل والشاعر والكوميدي جمال حسن سعيد من العلامات الفارقة التي لايمكن الحديث عن برامج الفضائيات في رمضان دون المرور عليها والحديث عنها، جمال الذي قدّم العديد من الشخضيات التي رسخت في أذهان المشاهدين مثل شعيرية وعوض الديون والرضي وغيرها أطل عبر قناة قوون الفضائية بسلسلة فوانيس وهي سلسلة فيها الكثير من التميز الذي لاينفصل عن جمال شاهدنا جمال في حلقة البطان فغرقنا في الضحك وهو يقدّم صورة مقابلة لشباب مستلب فكرياً ولعل قضية الاستلاب هذه وجدت من جمال مساحة أوسع في الحلقة التي حملت اسم الاستلاب وكيف أن العمدة نجح في تحويل خالد ود الكلس القادم من أوربا بضفيرة شعر وجيتار محمول على الكتف إلى (عرّاض) من الدرجة الأولى .



محمد سيد حاج نجومية لم يطفئ بريقها الرحيل

الشيخ الداعية محمد سيد حاج الذي انتقل إلى جوار ربه خلال الأشهر الماضية ترك إرثاً قيماً وعلماً نافعاً، وظلّت نجومية الشيخ الراحل بذات البريق الذي كانت عليه قبل رحيله، وليس ادل على ذلك من الحياة التي تنبض بها كلماته المبثوثة خلال برامجه التي تتبادلها الفضائيات المختلفة تحمل الإرشاد والحكمة والموعظة الحسنة وتقدّم الدروس والعبر وتدعو إلى دين الحق والصراط المستقيم، نسأل الله أن يتغمد الشيخ الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله جنات عرضها السموات والأرض مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .



رحيل الدبلوماسي الأديب غازي القصيبيشق على عشاق الأدب خلال الأيام الماضية نبأ رحيل الدبلوماسي والأديب السعودي الدكتور غازي القصيبي، والراحل صاحب اسهامات مقدرة في مجال الأدب السعودي والعربي على وجه العموم وله العديد من القصائد المميزة التي تمثّل مواقف واضحة أعلنها الأديب الراحل وتبناها ومن ذلك قصيدة (شهداء) التي كتبها يرثي فيها الشهيدة آيات الاخرس ذات الـ18 ربيعاً من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطنيين بالقرب من بيت لحم وقد نفذت عملية استشهادية في إحدى اسواق القدس الغربية، وجاءت القصيدة على خلفية قتوى لبعض العلماء المسلمين بحرمة العمليات الإستشهادية، وخلافاً لمساهماته الأدبية فقد كان للراحل اسهاماته من خلال توليه لأكثر من خقيبة وزارية آخرها وزارة العمل كما عمل القصيبي سفيراً للملكة العربية السعودية ببريطانيا .



أثار الكثير من الجدل والتعلقيات

تكرار الوجوه قضية ادخلت البرامج في نطاق التكرار الممجوج

من الأشياء اللافتة للنظر في برمجة رمضان لهذا العام التكرار العجيب والغريب للشخضيات والوجوه المستضافة التي ظهرت في كل القنوات تقريباً، ومثال لذلك الفنان كمال ترباس الذي يقدّم برنامجاً يومياً على قناة قوون وظهر عبر ثلاث حلقات في أغاني وأغاني وكانت له حلقة في الإذاعة ومثله الفنان على إبراهيم الذي شاهدناه في الشروق وطالعناه في قناة النيل الأزرق قبل أن نراه مع عمر الجزلي والتكرار امتدّ ليشمل حتى بعض الوجوه اشابة خاصة مجموعة أغاني وأغاني التي لم كتف بالجماهيرية الطاغية والشعبيةالكبيرة للبرنامج فراحت تبحث عن اطلالات أخرى عبر الفضائيات السودانية التي امتدت في الفضاء الواسع.

امسح للحصول على الرابط
 0  0  4245

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019