• ×
السبت 20 أبريل 2024 | 04-19-2024

ليل الأغنية السودانية..عذاب.. وسهر.. وذكرى منسية

ليل الأغنية السودانية..عذاب.. وسهر.. وذكرى منسية
 مفردات متعددة وكثيرة حوتها الأغنية السودانية، ومن قبل تناولنا عدداً منها فهناك الغربة، والعيون، والذكرى والنسيان، والفصول الأربعة، لكن لم تكن هناك مفردة بثها الشعراء نجواهم كالليل، فليل العاشقين طويل كما يقول المتنبي..
---
وها هو زيدان ابراهيم يناجي ليله ويسبغ عليه صفة الحنان وهو يحكي عنه:
حنين يا ليل ويا حنيّن
ويا ساتر عيون الناس
ويبلغ الليل من الحنان مبلغاً يصبح فيه السلوى والعزاء اللذين يستيجر بهما زيدان، ويقوى بهما:
براي سهران كمان زيّك
بلاقي عزاي في ليلك..
وتبقى سلوة الليل تمنح الساهرين ذكريات جميلة قضوها مع أحبابهم، فيغني شرحبيل أحمد:
الليل الهادي بيذكرني
حبيبي الغايب من بدري
لكنه في موضع آخر يخشى الليل، وجنونه:
ستار يا ليل لمن تجن..
وأبو عركي البخيت يحتفي بالليل الذي يمر به قرب حبيبه:
سهرنا الليل وكلمنا
في ظلال عينيك النعسانة..
لكن يبقى (النعاس) عصياً على البعض، فها هو ابراهيم الكاشف يسهر، بل ويستلذ بسهره:
الليل ما بنومو لاني
أنا حارس نجومو
إلى أن يقول:
طول يا ليل وهود
عاجبني طول الليل
الليل نسيمو عليل
الليل سكونو جميل
الليل به النساك/تتأمل الأفلاك..
ويصف ارتباط العشاق بالليل بأنه ارتباط لا يتمنى انقضاء الليل، بل استمراره واستدامته:
تتناجى بالارواح
ولشدة ما ترتاح
ما دايره تاني صباح
وليلة من الليل تعدل آلاف الليالي كما غنى أهل الحقيبة:
ليلة ويا لها من ليلة
تعدل ألف ليلة وليلة
لكن في الجانب الآخر نجد تأوهات الليل والتي ليس لها انقضاء، فها هو محمد الأمين يخبرنا بليله:
ليلي دون الناس
كلو آهات كلو ويل..
إلى أن يقول: تشهد الأيام/يشهد الليل والنحيب..
أبو صلاح يجعل الليل كشاهد ملك على عذاباته وآلامه، مما سببه له محبوبه:
يا ليل أبقالي شاهد
على نار شوقي وجنوني..
وفي موضع آخر يواصل أهل الحقيبة بث عذاباتهم الليلية وفي هذه المرة يُشهد عبيد عبد الرحمن نجوم الليل عليه:
يا نجوم الليل أشهدي
على لوعتي وتسهدي
على بكاي وتنهدي
وكما قال نزار قباني، فان الليل يضخم أحزان الغرباء، لذا فوجع الليل هناك له ألمه الخاص، ويغني وردي:
لما الليل يهود يزيدنا هموم زيادة
وناس من بدري نامت ووين لاقت مراده
بس يا حليلنا نحنا دموع تسقي الوسادة
وهمنا كلو نرجع لي بلاداً الله رادا
ويتواصل اختلاف التفاصيل في ليل الغربة، فحتى القمر -أحد لوازم الليل- تعتريه القسوة، فيغني عبد العزيز المبارك:
القمرا في ليل الغريب
مازي قميراتنا الحُنان..
ويغني حمد الريح:
ليل السهد والغربة
شوق لأهلي والصحبة
ويواصل ليل الغربة مواجعه التي سببت عناءً بلغ حد الضنى لمحمد ميرغني:
حنيني إليك وليل الغربة أضناني
وطيف ذكراك بدمع القلب بكاني..
وهو يستجدى الليالي الحالكات صفواً، ليعود معه حبيبه اليه، فيقول:
متين الليل يصافيني
ونعود تاني
من تاني
وألقاك يا حبيب عمري وتلقاني
ومحمد ميرغني يعلم تماماً ما يسببه سهر الليل للعاشق، لذا نراه يستغرب أن يجد محبوبه كما تركه قبل مدة طويلة، ولم يستطع الزمن أو الليل أن ينالا من جماله ودلاله، فيتساءل في «شفتك وابتهجت»:
تقول ما ردت أصلك
وما ساهرتَ ليلة..
واستغرابه ينتج من اعتقاده بأن الحب يرتبط بسهر الليل، ومغازلة نجومه، كما أن الليل مرتعاً بالنسبة للعاشقين ملئ بالعذاب والشجن مثلما غنى ابراهيم عوض:
في العذاب أنا كل ليلة
بدفن اشواقي وحناني..
لكن قبل أن نودع ليلنا والذي وصفته منال بدر الدين بأنه «ليل السهد» وحكى عن جمال الخرطوم فيه أهل عقد الجلاد قائلين:
يا جمال النيل والخرطوم بالليل..
دعونا نتكئ مع أغنية جديدة تطل علينا بعد أيام من الفنان سيف الجامعة تقول:
على الليل تتكي الغيمات
وتبكي على البدا وما عاش
على الوعد البيضيع كلمات
تجافي الرقة والادهاش
وينو أمل مسافر عاد
يشوف كل الأماني طشاش..؟!

المصدر الراي العام
امسح للحصول على الرابط
 0  0  11320

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019