• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024

في ذكرى الرحيل المر ... مقتطفات من حياة الراحل المقيم مصطفى سيد احمد

في ذكرى الرحيل المر ... مقتطفات من حياة الراحل المقيم مصطفى سيد احمد
 كفر و وتر / الخرطوم /

أطل كسحابة عابرة ابتل بشحيح مائها سطح الأرض، وما يزال باطنها يتوق اليها، رحل كضوء البرق، لم تكد تراه الأعين بوضوح فذهب والجميع في دهشة، وترك أبواب الشجن الاليم مشرعة تعانق الحزن النبيل.
انه الإنسان الراحل المقيم الاستاذ، والفنان المبدع مصطفى سيد احمد المقبول مختار محمد الامين سلفاب، ذلك الفتى المسكون بالابداع، خرج من رحم هذه الارض، والتي إنتمى اليها روحاً وفكراً ومعنى وقضية، حمل هموم اهلها البسطاء وعبر عنهم بأغنياته الصادقة دون زيف وتكلف، (غنى للوطن الحبيبة والحبيبة الوطن)، احب الناس بصدق وبادلوه الوفاء.
ويكفي ماقاله في حق الشعب السوداني عندما سئل ذات مره عن شئ ليقله لعشاقه أثناء رحلة علاجه، بأن يخلد ذكرته العطره فينا الى الابد، و قال( اذا لم أعد من هذه الرحلة عليكم ان تخبروا زوجتي وصغاري وأصدقائي وكل الشعب السوداني، اني عشت فخوراً بهم وكذلك مت فخوراً بهم ).
نعم لم يكن رحيل الفنان مصطفى سيداحمد، عن حياتنا مثل رحيل اي شخص عادي، بل كان لرحيله معنى وطعم مختلفين تماماً، فقد علمنا كيف نتأمل معنى الحضورالبهي في زمن الغياب، وكيف نتذوق طعم الرحيل المر باحساس مختلف .
مصطفى كان ومازال وسيظل حاضراً فينا، بروحه النقية، ومشروعه الانساني الأخضر، وغناهوالطاعم، نعم يامصطفى، مازلت تعلمنا كل عام معنى الحضور، ومازلنا نغني ونغني ونغني، ونردد كل عام مع صديقك الوفي أزهري محمد علي
كل البيوت إتشرفت لي طلعتك
والونسة ماكملت معاك
والقرقراب والقهقهة
مين سمي ترحالك غياب
والغيبة بتزيدك بهاء
يا أقصى حالات الحضور
المنتهي ..يا مشتهي.

محمد جادين

سيرة الراحل..

اسمه مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب من قرية ود سلفاب، بولاية الجزيرة ولد في العام 1953 م.
قدم جده الأمين سلفاب من شمال السودان ، منطقة الشايقية واستقر جنوب غرب مدينة الحصاحيصا على بعد (7) كيلومتر منها.
كان مزارعا بالفطره ومحباً للزراعة، وله إرتباط قوي بالارض.
درس الأولية والمتوسطة في «المدارس الصناعية» وكان مبرزاً، و جاء ثانى السودان على مستوى الشهاده الفنية لكنه لم يواصل في المدارس الفنية، والتحق بمدرسة «بورتسودان الثانوية» ومنها لمعهد إعداد المعلمين بأم درمان، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة.
إلى جانب ما اشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء ، أيام دراسته بمدينة بورتسودان ، كان موهوباً فى مجال الشعر، والرسم وفنون التشكيل، وعندما لم يسمح له اثناء عمله بالتدريس بالإلتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح قدم إستقالته وعمل فترة قصيره مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحري.
إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم ا لموسيقى « قسم الصوت « إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية
متزوج وله طفلان «سامر وسيد أحمد» له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 اسمه المقبول وهو شاعر غنى له مصطفى (السمحة قالوا مرحلا).
عانى من داء الفشل الكلوي والذي إستمرمعه لـ(15) عاماً، أجريت له عملية لزراعة الكلى بروسيا في أواخر الثمانينيات إلا أنه تعرض لإنتكاسة جديده بداية عام 1993 بالقاهره، وإنتقل منها للعلاج بالدوحة، حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوي ثلاث مرات في الاسبوع الى أن توفاه الله مساء الاربعاء 17 يناير 1996 م.

شعراء مصطفي

غنى مصطفى لعدد كبير من الشعراء، ولون الدنيا ابداعاً وفناً بكلماتهم الانيقة ومفرداتهم الحديثة والتي لم تكن مألوفه للكثيرين في وقتها ولكن بصبره وإيمانه بقضيته، وفنه ومشروعه الإنساني اجبر الناس للدخول الى (مشروع الحلم الفسيح) وحفر اسمه في دفتر الحضور متحدياً أزمان الغياب، وغنى لمحمد الحسن سالم حميد، ومحمد طه القدال، وازهري محمد علي، وصلاح حاج سعيد، ومحجوب الحاج، ومدني النخلي، وجمال حسن سعيد، ومحمد مريخا، ويحى فضل الله، وخطاب حسن احمد، وعبد العزيز العميري، ونجاة عثمان، وعبد الرحيم ابوذكرى، وعبد العال السيد، وابو ذر الغفاري، وعاطف خيري، ومظفر النواب، وتاج السر الطيب،وهاشم صديق، وبشرى الفاضل، وعمر الطيب الدوش، وعبدالقادر الكتيابي، والفرجوني، واخيه المقبول، وفيصل محمد صالح،وحسن بيومي، والصادق المرضي، وآخرين.
امسح للحصول على الرابط
 2  0  7383

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019