• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024

قناة الخرطوم الدولية.. على حافة الاحتضار!

قناة الخرطوم الدولية.. على حافة الاحتضار!
 

رداءة في الصورة بسبب بدائية الأجهزة وضعف أعمال الصيانة
ثلاثة عشر عاماً ولم يطرأ أي تغيير في نظام القناة البدائي
لماذا تتجاهل وزارة الثقافة التدني المريع في خدمات القناة؟
مواطن: الرسوم الباهظة نهب لحقوق المشتركين بدون مقابل
مدير القناة: لست راضياً عن مستوى الخدمة المقدمة
تحقيق حاتم دينار.. منال حسين
قناة الخرطوم الدولية التي تقدم خدماتها لقطاع محدود في ولاية الخرطوم ظلت تعاني من تدهور(مريع) في الخدمة أدى إلى احتجاجات كبيرة وسط مشتركيها.. رداءة في الخدمة فاقت التصور بفضل أجهزتها البدائية.. ضعف في المعينات.. أعمال الصيانة أصبحت ضعيفة وغالباً ما لا تؤدي غرضها.وعلى الرغم من ذلك يصر القائمون على القناة فرض رسوم باهظة شهرياً ليست على مستوى الخدمة التي تُقدم.. فغالبية القنوات المعروضة موجودة أصلاً في (الريسيفر) الفضائي.. والرقابة الذاتية على القنوات أصبحت خدمة موجود في جهاز الاستقبال الاعتيادي.. ينتظر أن يترك المزيد من المشتركين الخدمة مع القيمة القليلة لكارت الجزيرة الرياضية والذي يقدم تسع قنوات رياضية بـ210 جنيهات مقابل قناتين فقط تقدمهما قناة الخرطوم بمقابل سنوي 480 جنيهاً.. هذا هو القليل من آراء بعض المشتركين الذين استطلعتهم ( الرائد ) وتنقله ( كفر و وتر ) بالزامن عن قناة الخرطوم.. عن حدود هذا الفشل وآراء القائمين على القناة.. أجرينا هذا التحقيق..
خدمة البث
قناة الخرطوم الدولية التي مضى على تأسيسها حوالي ثلاثة عشر عاماً تُقدم خدمة البث الهوائي لمشتركيها في ولاية الخرطوم قبل انتشار الخدمات الفضائية بالكيفية والتوسع الحالي.. بدأت القناة بتقديم جزء من قنوات راديو وتلفزيون العرب باقة ART في الأولى والثانية (قنوات رياضية) وقناة الأفلام والحكايات إضافة إلى قناة النيل الأزرق وقنوات أخرى أصلاً- موجودة ومفتوحة في (النايل سات) و(العرب سات) مثل قناة الـ(m b c) والجزيرة الرياضية والقناة المصرية واقرأ الدينية.. إلخ كان الهدف من القناة تجارياً ووجدت القناة حينها عدداً كبيراً من المشتركين لأسباب عدة يأتي في طليعتها أن القناة تقدم مباريات كرة القدم الموجودة في كل القنوات والسبب الثاني هو أن عليها رقابة من بعض المواد التي تخدش الحياء.. التطور الوحيد الذي طرأ على القناة هو إضافة قناة تعليمية منذ أربع سنوات مضت ليصبح مجموع القنوات التي تقدم قناة الخرطوم خدمتها لا تزيد عن (15) قناة..
غير مأسوف عليها
عن آراء المشتركين حول قناة الخرطوم الدولية تقول سارة عبد القادر من مدينة أم بدة \"الصورة دوماً تكون غير واضحة ومقطّعة.. عندما نتصل بإدارة القناة في شارع النيل من أجل الصيانة يطلب منّا المهندس جلب الجهاز والشاحن إلى الإدارة وبعد الفحص يتّضح عدم وجود مشكلة في الجهاز.. فنعود ونشغل الجهاز فتظل الصورة بنفس الرداءة فالمشكلة لا تزال قائمة.. فاضطررنا إلى ترك الخدمة غير مأسوف عليها.. أيضا لا تلتزم إدارة القناة بإرجاع الخدمة عقب تسديد الرسوم مباشرة بل يستمر هذا الأمر إلى عدة ساعات \"
شعلقة بدون فائدة
ويتّفق علي محمد الإمام مع سارة ويقول \"زمان كان يلتزم المهندسون في القناة بالحضور إلى المنزل بغرض الصيانة ولكن الآن بعد أن يطلب منك الجهاز والشاحن لاختبارهما أصبح المهندسون يطالبون بإحضار الهوائي.. نعم على صاحب المنزل أن (يتشعلق) في رأس المنزل من أجل فك الهوائي للذهاب به إلى إدارة القناة ويا ليت الأمر يسلم.. في النهاية تظل الصورة المتقطعة والرديئة على حالها.. أنا لا أعرف لما تأخذ قناة الخرطوم هذه الرسوم الباهظة من المشتركين وخدمتها بهذه الرداءة؟!\"أيضاً يقول أ ر\"حتى إن الاتّصال بالقناة لشرح العطب لا يجدي فغالباً لا يقومون بالرد.. تركنا قناة الخرطوم فمعظم قنواتها موجودة في الفضائيات (النايل سات).. الحسنة الوحيدة التي كانت موجودة هي المباريات الرياضية وأصبحنا نشتري كروت الجزيرة وراديو وتلفزيون العرب لمشاهدة واضحة وليست متقطعة ورديئة كالخدمة التي تقدمها القناة \" ويتساءل ياسين محمد عن التطور الذي لحق بالقناة حتى الآن.. دوماً يعدوننا بتغيير النمط البدائي بتوفير جهاز استقبال بدلاً عن الهوائي ولا يلتزمون بهذا الأمر.. \"
فقط للمقارنة
ويتحدث علي محمد عن الرسوم قائلاً\"لكي تصلك الخدمة عليك دفع مبلغ أربعين جنيهاً شهرياً.. أي حوالي أربعمائة وثمانين جنيهاً سنوياً في حين أن كرت الجزيرة الرياضية والذي سينقل كافة الفعاليات الرياضية في هذا العام بمبلغ 210 جنيهاً فقط أي - بنصف مبلغ القناة - حيث يقدم حوالي تسع قنوات رياضية بهذا السعر مقارنة بقناتين رياضيتين بـ480 جنيهاً وعلى الجميع أن يقارنوا.. \"حسن أحمد دخل إلى استقبال القناة منزعجاً من الخدمة ومن المطالبة الكثيرة لقسم الصيانة وقال إنه سوف يقوم بعرض الجهاز للبيع لمن يريده أما يوسف المبارك فيقول إنه سيبيع القناة من أجل شراء كرت قناة الجزيرة.. ملاحظة أخيرة ونحن نزور قناة الخرطوم وجدنا رداءة الخدمة حتى في شاشات العرض المُركبة بجوار قسم الصيانة ! وهذا أمر يدعو إلى التعجب.
توجهنا إلى الأستاذ بابكر حنين لمعرفة أسباب التدهور الحالي وسألناه بداية عن إنشاء القناة وظروفها الحالية فقال\"تعمل القناة منذ حوالي ثلاثة عشر عاماً.. ويتراوح عدد المشتركين ما بين 12-20 ألف مشترك ويزداد هذا العدد عند الدورات الرياضية ويعود الاشتراك إلى طبيعته العادية في المواسم التي تقل فيها الدورات الرياضية.. أيضاً نعاني من نفس الضعف في الاشتراك إبان امتحانات الطلاب.. لحد كبير حافظنا على المشتركين القدامى على الرغم من وجود الأطباق الجديدة.. نحن نعتقد أن القناة تقدم خدمة معقولة بالإضافة إلى الرياضة وحتى عندما أُنشئت كان إنشاؤها لهذا الغرض.. وهي تقدم خدمة للأسرة عموماً وليس لكل شخص.. خاصة بعد أن افتتحت القنوات الفضائية وجلبت الكثير من القنوات غير المحافظة وغير المراعية لوجود الأسرة.. \"
فهم قليل
ولكن حالياً بدأ عدد المشتركين يقل كثيراً.. فهل أنتم راضون عن الخدمة التي تقدمها القناة ؟ يقول الأستاذ بابكر حنين \" إذا كان الإنسان راضياً على مستوى الخدمة يكون فهمه قليل.. فكل شخص إن رضي عما يقدّمه يذهب إلى اتجاه التدهور أكثر.. ولابد أن يكون الإحساس بعدم الرضا والاتجاه نحو التطوير وتقديم خدمة أفضل هو الهدف الذي لا يصله الإنسان ويكون ساعياً له دائماً.. ويمكن أن يقترب منه في أوقات معينة.. لذلك لا يستطيع إنسان أن يرضى عن عمله إلا إذا دخله الغرور.. والغرور أحد مداخل الفشل.. \"
تأثير كبير
يتحدث المُستطلعون عن رداءة في الخدمة ؟ فما هو تعليقكم ؟يقول بابكر حنين\"طبيعي جداً لأن القناة قائمة على طبيعة إرسال متعلقة بالأريال.. والجهاز الذي ينصب في المنازل لا بد أن يكون موجه نحو برج القناة وإذا اعترضت هذا الهوائي أية أشجار أو طوابق متعددة وهذه هي طبيعة الخرطوم اليوم- فهذا يؤثر على الصورة وستتقطع الخدمة.. وأي اعتراض لهذه الإشارة يقطع الصورة ويحوّلها إلى غير مرئية.. وقد تحدث بعض الأخطاء في المنزل نفسه من السلك الموصل إلى التلفزيون حيث يكون فيه بعض الضعف وهذه الأسباب دائماً ما تكون متكررة وتعالج.. هؤلاء الذين تتحدثين عنهم لا يتجاوزون الـ3% وهذه مشاكل عادية لأي جهة تقدم خدمة معقدة لجمهور بعيد تحصل مثل هذه الإشكاليات.. ولكن لدينا فرق صيانة يذهبون لمناطق بعيدة كل يوم مثل الكلاكلة والشجرة.. لذا فإن الشكوى قد تصدر من مثل هؤلاء الناس\"
استبدال الهوائي
ويضيف مبارك حمد النيل مهندس اتصالات بالقناة \"90$ من الأعطال التي يشتكي منها المشتركون متعلقة بأعطال جزئية وأحياناً تكون المشكلة نتيجة لعدم قدرة هوائي الاستقبال على استلام الإشارة المرسلة بالصورة المطلوبة في لحظات معينة الشيء الذي يسبب انقطاع الصورة.. وبعض هوائيات الاستقبال في طرف المشترك في حال تعرضها لعطل جزئي تضعف قدرتها على الاستقبال بصورة جيدة.. في نقاط استقبال بعيدة من نقطة الإرسال ولا يمنع من استقبالها بصورة مطلوبة في نقاط أخرى.. وغالباً ما نقوم باستبدال الهوائي المعطوب بآخر جيد بنصف القيمة.أيضاً المشتركون لا يجيدون التعامل الجيد مع أجهزة القناة وهي (الريكودر) ومنظم الكهرباء و(كيبل) توصيل هوائي الاستقبال والهوائي وأطراف التوصيل.\"
تشخيص المشكلة
سألنا مدير القناة عن تدهور الصيانة وتوجيهات بضرورة إحضار كامل الأجهزة لاختبارها فقال\"يعتمد ذلك على المشترك.. فإن استطاع أن يُشخّص المشكلة ليس بالضرورة إحضار كافة الأجهزة.. هنالك حوالي عشرين ألف مشترك بأخطاء وأعطاب مشتركة فإن ذهبنا إليهم جميعاً فنحن في حاجة إلى مائة عربة يومياً للوصول إليهم.. من الصعب على الشركة الوصول لكافة مشتركيها في منازلهم.. والصيانة في المنازل هي خدمة مجانية عند الضرورة \"البعض يقول إن تكلفة الاشتراك في القناة باهظة مقارنة بالخدمة التي تقدم فما هو تعليقكم ؟ يقول بابكر حنين\"تباع الخدمة بحوالي 348-460 بالإضافة إلى الاشتراك الشهري الذي يبلغ 40 جنيهاً.. فإن أراد الديكودر والاشتراك لفترة عام يخفض المبلغ.. الأسعار ليست باهظة وهي معقولة مقارنة بتكلفتنا.. في العام الماضي اشترينا قنوات (showtime) بـ625 ألف دولار حتى نبيع الخدمة لمشتركينا.. وأنا أقدم خدمة للمشتركين لا يجدونها إلا معنا.. كما أننا نقوم بتقديم الخدمة متعددة لكافة غرف المنزل بدون تكرار جهاز الاستقبال.. كما أنني لا أقدم قنوات(تعبانة ) تمس الأسرة لدى مشاهدتها.. وإن نظرت لبعض الكروت التي تشترى يمكن أن تقدم حوالي ثلاثين قناة ولكن هذه الخدمة لا يمكن مشاهدتها من كافة أفراد الأسرة فهي خارجة عن المعنى تماماً.. مواد فيها عري وأفلام لا وجود لأي رقابة عليها.. هي مواد غير أخلاقية.. )
ليس اعتباطاً
سألنا مدير القناة.. ولكن ما تحدث عنه أنه ميزة يمكن تطبيقه في جهاز الاستقبال الفضائي.فيمكن لرب الأسرة حذف القنوات غير الأخلاقية أو تشفير بعضها.. فقال\"من أراد تلك القنوات فليذهب إليها ولا يشتري قنواتنا الغالية\".. فهي ليست غالية اعتباطاً.. ولا يمكن أن أقدم خدمة ممتازة بأسعار بسيطة.. في عالم التجارة إن قمنا بتبسيط السعر فإن القناة ستقفل أبوابها.. هذا هو سعرنا من أراد الاشتراك فمرحباً به ولا نقول لشخص أن يشترك معنا عنوة.. لابد أن يفهم الجمهور أن الخدمة التي نقدمها مكلفة.. قناة الخرطوم مؤسسة حكومية وليست مؤسسة خاصة لذلك فإن الربح ليس واحد من عنوانينا.. وتغطية الخسائر واحدة من أهدافنا.. في العيد السابق خصمنا من قيمة الاشتراك مبلغ خمسة جنيهات فخسرنا الكثير.. هذه الخدمة ليست بها أرباح لأننا ندفع ضرائب وزكاة.. والكهرباء تصل فاتورتها الشهرية ما بين 15-25 ألف جنيه.. هذه مسألة ضخمة وخدماتها كثيرة \"
معادلة صعبة
معظم القنوات التي تعرض في قناة الخرطوم (مفتوحة ) يمكن مشاهدتها في الريسيفر الفضائي ؟ يقول بابكر حنين\"نقدم هذه القنوات خدمة حتى لا يبحثون عنها في مكان آخر.ولكن نجتهد بقدر الإمكان حتى نلبي حاجة الناس فيما يعطونا من آراء.. يمكن للجمهور أن يقدم ملاحظات ولكن لا تكون ملاحظات على حساب ميول الجمهور وأمزجته.. ولكن عموماً ما نقدمه الآن نعتبر أنه متوازن ومقبول لدى الكثيرين.. معادلة صعبة أن يتم إرضاء كافة المشتركين\"هل يمكن استبدال الخدمة الهوائية بأخرى رقمية لتطوير العمل في القناة ؟يقول الأستاذ بابكر حنين\"لو أردنا التحويل لا بد من تغيير كافة النظام وأن نشتري نظاما جديدا.. هنالك قناة رقمية تحت الإنشاء بين راديو وتلفزيون العرب والهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون حتى تقدم خدمة رقيمة ولكنها لم تكتمل حتى الآن.. أما نحن فميزتنا الأساسية هذا الهوائي وأنا اعتبر الميزة التي لا توجد في الرقمية هي مشاهدة عدة قنوات بجهاز بسيط في سعره.. لو تلاشى هذا النظام تقنياً يمكننا استبداله بآخر رقمي ولكن ليس في الوقت الراهن. \"ولكن ماذا نفعل في رداءة الصورة الحالية ؟ سؤال نوجهه إلى القائمين على قناة الخرطوم الدولية..


امسح للحصول على الرابط
 7  0  38400

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019